الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

مسؤول سابق في إدارة أوباما زار دمشق سرّاً والتقى الأسد

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

زار مسؤول الشرق الاوسط السابق في «مجلس الأمن القومي» لإدارة الرئيس باراك أوباما، ستيفن سايمون، دمشق سراً قبل أشهر، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد، حسب وكالة «بولمبيرغ».

وكان الأسد شن مع حلول سبتمبر الماضي حملة «علاقات عامة» لتحسين صورته في الولايات المتحدة واعادة علاقاته بمسؤوليها. واثمرت الحملة فيلماً وثائقياً بعنوان «داخل سورية الأسد» أعدّه الإعلامي مارتن سميث، وبثته شبكة «بي بي إس» شبه الرسمية. وكان سميث زار المناطق التي يسيطر عليها النظام بدعوة من المخرج السوري المؤيد للأسد، نجدت إسماعيل أنزور.

ويبدو انه في إطار الحملة نفسها، سعى الأسد الى تفعيل علاقاته مع أكاديميين اميركيين ومسؤولين سابقين وحاليين، من امثال سايمون، الذي عمل مسؤولاً للشرق الاوسط في «مجلس الأمن القومي» في 2011 و2012، وانضم الى «معهد الشرق الاوسط» في ابريل 2014.

وفور شيوع نبأ زيارة سايمون الأسد، سارع «معهد الشرق الاوسط»، الذي يتلقّى تبرعات كبيرة من دول عربية وخليجية، الى نفي اي علاقة له بسايمون.

وتعود علاقة «معهد الشرق الاوسط» بنظام الأسد الى زمن سفيره السابق في واشنطن عماد مصطفى، الذي يعمل مصطفى سفيراً للأسد في الصين، ومن أبرز اصدقائه مسؤول الشرق الاوسط في «مجلس الأمن القومي» حالياً روبرت مالي، الذي كان يعمل في «مجموعة الأزمات الدولية»، وسبق ان زار دمشق والتقى الأسد.

وبين سايمون ومالي، عمل فيليب غوردون بين 2013 ومطلع العام الحالي في منصب مسؤول الشرق الاوسط في «مجلس الأمن القومي» في ادارة أوباما. وفي 25 سبتمبر الماضي، اي قبل 5 ايام من بدْء العملية العسكرية الروسية في سورية، كتب غوردون مقالة مطولة في مجلة «بوليتيكو» دعا فيها الى تخلّي الولايات المتحدة عن مطلب رحيل الأسد، واستبدال ذلك بالعمل على تسوية سياسية مبنية على هدنات محلية بين المتقاتلين.

هكذا، بين زيارة سايمون ولقائه الأسد، ومواقف غوردون الداعية إلى إبقاء الأسد في الحكم، وصداقة مالي الوطيدة بالأسد واركان حكمه، يبدو جلياً ان مسؤولي الشرق الاوسط المتوالين في ادارة أوباما يتمسّكون بالموقف نفسه حول الأزمة السورية، وهو موقف ينعكس في تصريحات أوباما واركان ادارته منذ اندلاع الأزمة السورية في العام 2011.

ولأن ادارة أوباما مبنية على مركزية تمنح «مجلس الأمن القومي» نفوذاً اكبر بكثير من الوزارات، حتى الاساسية منها كالخارجية والدفاع، يصبح منصب مسؤول الشرق الاوسط في «مجلس الأمن القومي» أكثر تأثيراً في قرارات ادارة أوباما من وزراء مثل جون كيري او آشتون كارتر او اسلافهما، وهو ما يعني ان زيارة سايمون الى دمشق ولقائه الأسد، على الرغم من كون سايمون مسؤولاً سابقاً، هي زيارة ذات وزن اكبر بكثير من القنوات الديبلوماسية الاميركية الاخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق