الخميس، 21 يناير 2016

دي ميستورا يحمّل المعارضة و«داعميها» فشل المفاوضات

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

اغتيال أمير «النصرة» في أريحا و«داعش» يشدّد الحصار في دير الزورسرّب الوفد الروسي الى الأمم المتحدة مذكرة استلمها مجلس الأمن من مبعوث الأمم المتحدة الى سورية ستيفان دي ميستورا، يحمّل فيها «المعارضة السورية وداعميها» مسؤولية تعذر انعقاد المفاوضات المقررة للبحث في الأزمة السورية في جنيف.

وجاء في المذكرة، التي نشرتها مجلة «فورين بوليسي» ان دي مستورا اتهم تحالف المعارضة السورية بأن التحالف و»داعميه يصرون على تصدرهم وحصريتهم في دور تمثيل وفد المعارضة». وأورد المبعوث اسم «الهيئة العليا للمفاوضات»، التي تم تشكيلها في اجتماع المعارضة في السعودية.

واضاف دي مستورا ان «الحقيقة تكمن في ان الافرقاء مازالوا عالقين في مواقف ثابته ومنافسة (غالب ومغلوب)»، معتبرا ان «الافرقاء يختلفون لا على فحوى المحادثات فحسب، بل ما يقلقني هو انهم يشككون بما يجب على الأمم المتحدة فعله لتقديم لائحة نهائية بلائحة المعارضة».

وجاء في مذكرة دي مستورا: «كنت اتوقع ان تعترف كل الاطراف بالمسؤولية الملقاة على عاتقي تقديم لائحة نهائية بجميع المدعوين… لكن لا فرصة لدي انا والأمين العام للنجاح، او حتى احداث ثغرة اذا لم يقم الآخرون بدورهم».

وعلمت «الراي» من مصادر اميركية ان جوهر الخلاف الذي تفجر في الأمم المتحدة يكمن في قيام موسكو بتقديم لائحة من 16 معارضا طلبت اضافتهم الى وفد المعارضة المقرر مشاركته في جنيف، يتصدرهم هيثم مناع وقدري جميل وصالح مسلّم وسمير العيطة.

الا ان الاطراف الدولية الاخرى، وفي طليعتها فرنسا وبريطانيا، اعترضت على قيام موسكو بتقديم لائحة من المعارضين، وقال وفدا الدولتين في الأمم المتحدة انه «لا يمكن لروسيا ان تكون راعية السلام، وداعمة في الوقت نفسه لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، وداعمة ايضا لمعارضيه».

في هذه الاثناء، انكب مؤيدو المعارضة السورية في العاصمة الاميركية على البحث في خلفية دي مستورا للوقوف على خلفية خطوته بتوجيه اصابع الاتهام الى «الهيئة العليا للمفاوضات» بعرقلة محادثات السلام في جنيف. وقال مشرعون في الكونغرس، في جلسات مغلقة عقدوها لتدارس التقرير الذي سربّه الروس: «غريب ان نرى الأمم المتحدة توجه اصابع الاتهام الى طرف دون آخر في الأزمة السورية، فعلى مدى السنوات الخمسة الماضية، اقفلت روسيا مجلس الأمن، وعرقل الأسد وايران المفاوضات، ووضعوا كل انواع الشروط، ولم نر او نسمع الأمم المتحدة توجه اصابع الاتهام الى روسيا او ايران او الأسد».

ويعتقد معارضو الأسد في العاصمة الاميركية ان دي مستورا «يأتي من خلفية عمل اثناءها عن كثب في بيروت مع نظام الأسد وحزب الله، وانه ينحاز اليهم، ان قيامه بتقديم هذا النوع من المذكرات يؤكد انحيازه الواضخ منذ تسلمه منصبه».

وقالت المتحدثة باسم دي ميستورا جيسي شاهين انه «من المرجح ان يتم ارجاء تاريخ 25 (الجاري) بضعة ايام لاسباب سياسية».

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن المفاوضات بين النظام والمعارضة في سورية، المقرر أن تبدأ الإثنين في جنيف، قد تتأجل يوما أو يومين.

وسئل كيري لدى بداية اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عما إذا كان قلقا من حدوث تأجيل للمحادثات يمكن أن يفقدها زخمها، فقال: «حين نقول تأجيلا فهو ليوم أو يومين لتوجيه الدعوات لكن لن يحدث تأجيل كبير. العملية ستبدأ في 25 يناير».

وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر، بأن تأخيراً لمدة يوم أو يومين لن يكون نهاية العالم.

واعلنت الحكومة السورية وفدها الى المفاوضات برئاسة ممثل سورية لدى الامم المتحدة بشار الجعفري

وأفادت صحيفة «الوطن» السورية أمس، أن دمشق «سلمت أسماء وفدها المفاوض إلى لقاء جنيف، على أن يرأسه الممثل الدائم لسورية في الامم المتحدة بشار الجعفري، ويشرف عليه نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، وبعضوية عدد من كبار المحامين وكبار موظفي وزارة الخارجية».

ويأتي تشكيل وفد الحكومة السورية غداة إعلان «الهيئة العليا للمفاوضات» وفدها إلى جنيف، الذي ضم المسؤول السياسي في «جيش الاسلام» محمد علوش كبيراً للمفاوضين، والعميد اسعد الزعبي رئيساً، ورئيس «المجلس الوطني السوري المعارض» سابقاً جورج صبرة نائباً للزعبي.

في غضون ذلك، اعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان»ان مجهولين اغتالوا أمير«جبهة النصرة»في اريحا في ريف إدلب إياد العدل، والقيادي إلاداري في«النصرة»في المدينة نفسها محمد عبد الوهاب، عبر اطلاق النار على سيارة كانت تقلّهما في الحي الغربي من المدينة، قبل ان يلوذوا بالفرار.

وفي دير الزور، استمر تنظيم«الدولة الاسلامية» (داعش) لليوم الخامس على التوالي في شن هجماته على قوات النظام، وتشديد الحصار على مناطقه، ما أثار ذعراً بين السكان الذين باتوا يخشون الأسوأ بعد مقتل العشرات في الهجوم الاخير وخطف المئات من المدنيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق