الثلاثاء، 26 يناير 2016

مفاوضات جنيف السورية تبدأ الجمعة «بمن حضر»

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أمس، أن المفاوضات بين النظام والمعارضة ستبدأ الجمعة المقبل في جنيف «بمن حضر» وتستمر لمدة ستة أشهر، لكن ليس بشكل متوصل، مضيفا ان الجولة الأولى ستستمر بين اسبوعين وثلاثة أسابيع.

وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي عقده في جنيف ان الدعوات لحضور هذه المحادثات ستوزع اليوم، موضحا: «سأرسل الدعوات بناء على تخويل مجلس الأمن».

ورفض دي مسيتورا الخوض في تفاصيل هذه الدعوات، أو ما إذا كان سيوجه دعوة لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعترض على إشراكها أنقرة وقوى المعارضة، مضيفا أن «المحادثات ستكون مباشرة بين كل الأطراف ولن نسمح بشروط مسبقة».

واعتبر المبعوث أن الأمر الأساسي هو بدء الحوار بالحد الأدنى من التوافق، متوقعا «الكثير من الانسحابات خلال المفاوضات». وأشار إلى أنه لن يكون هناك افتتاح للمفاوضات التي ستبدأ «بمن حضر».

وقال أنه سيدفع باتجاه «وقف حقيقي للنار وليس فقط على نطاق محلي»، لكنه أشار إلى أن وقف النار مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) و»جبهة النصرة» ليس مطروحا على الطاولة.

عدا عن ذلك، لا يعتبر المبعوث الاممي اي تنظيمات مسلحة اخرى داخل سورية ارهابية، الا اذا قام مجلس الأمن بتصنيفها على انها كذلك، وهو ما يحتاج اجماع يصعب على موسكو فرضه.

وحسمت تصريحات المبعوث الدولي التي تمثل تراجعا الجدل الدائر حول رفض روسيا وايران والأسد اشتراك ممثلين عن «حركة احرار الشام» و»جيش الاسلام» في جنيف، وفتحت الباب امام بقاء ممثلي هذين التنظيمين في صفوف «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة.

وكذلك تراجع وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد العاصفة التي اثارتها التصريحات المنقولة عنه، حول تهديده بسحب الدعم الاميركي للمعارضة السورية في حال تخلفها عن المشاركة بمؤتمر جنيف، فعاد ليقول انه لم «يهدد» المعارضين، انما قال لهم ان تخلفهم عن المؤتمر سيكون قرارهم وعلى مسؤوليتهم.

على انه على الرغم من سلسلة التراجعات التي قام بها كيري ودي مستورا لمصلحة المعارضة، مازال خبراء الشأن السوري من الاميركيين يعتبرون ان سياسة الرئيس باراك أوباما تجاه سورية خاطئة، وان مؤتمر جنيف المقرر للبحث في الأزمة السورية هو «اضاعة للوقت».

السفير الاميركي السابق في دمشق روبرت فورد اظهر امتعاضا من اداء بلاده، واعاد بث تغريدة جاء فيها ان «كيري يقول ان الأسد مجرم، وفي نفس الوقت يتخلى عن شرط خروجه من الحكم او شرط عدم ترشحه للرئاسة مستقبلا».

بدوره، كتب صديق فورد وزميله الذي عمل واياه على الملف السوري في الاعوام الثلاثة الاولى للثورة السورية فريد هوف ان هفي احسن الاحوال، المفاوضات السورية هي اضاعة للوقت، وفي اسوأ الاحوال، تشكل هذه المفاوضات تنازل الولايات المتحدة وقبولها بشروط الأسد وايران وروسيا.

وكتب هوف، الذي يعمل حاليا باحثا في «مركز رفيق الحريري» التابع لـ «مجلس الأطلسي»، ان «هدف الديبلوماسية الاميركية لا يجب ان يتمثل باجبار المعارضين السوريين على المشاركة في جنيف، بل يجب ان تسأل واشنطن نفسها سلسلة من الاسئلة حول ان كانت الشروط الديبلوماسية متوافرة لانعقاد ونجاح مؤتمر سلام مثل مؤتمر جنيف».

واوجز هوف الاسئلة التي اقترحها على الديبلوماسية الاميركية على الشكل التالي: «هل قبل نظام الأسد توصيات جنيف 2012؟ اذا لم يكن قبلها، هل تضغط عليه روسيا وايران ليقبلها؟ هل ستتخلى موسكو عن سعيها لفرض اصدقاء الأسد كمشاركين في وفد المعارضة السورية؟»

وأعلن المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة سالم المسلط إن الهيئة ستجتمع اليوم لبحث الجهود لعقد محادثات سلام مؤجلة وكرر مطالبة الحكومة السورية بأن تتخذ خطوات لاثبات حسن النوايا من بينها وقف القصف قبل إجراء أي محادثات.

واتهم المسلط روسيا والحكومة السورية بالقاء العراقيل في طريق المحادثات. وقال لقناة «العربية الحدث» أن «أمورا انسانية بحتة نريد تحقيقها هي ليست شروطا مسبقة... (إنه) قرار دولي أن يطبق ولو جزء منه حتى نرى جدية وحسن نية في هذا الأمر».

من جهته، اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو ان إشراك «وحدات حماية الشعب» الكردية في المفاوضات كما تطالب روسية سيعطل عملية جنيف بكاملها.

ميدانيا، فجر انتحاري يقود شاحنة صهريج، أمس، نفسه عند نقطة تفتيش تديرها «حركة أحرار الشام الإسلامية» في مدينة حلب بشمال سورية ما أسفر عن مقتل 23 من أعضائها، بينهم 4 قادة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن الهجوم الذي وقع في حي السكري في حلب دمر ثلاثة مبان وأصاب العشرات بجروح ويعتقد أن الكثيرين محاصرون تحت الأنقاض.

وقتل 16 شخصا بينهم 11 مقاتلا من «جبهة النصرة» وفصائل اسلامية اخرى جراء سقوط صاروخ بالستي على مقر تستخدمه الجبهة كمحكمة في سلقين بريف إدلب.

واستهدف الصاروخ مقر المحكمة فور انتهاء اجتماع مصالحة بين «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» اثر توتر شهدته المدينة بين الطرفين أول من امس، على خلفية مداهمة الجبهة احد مقار الحركة وتبادل لاطلاق النار ادى الى مقتل احد عناصر «جبهة النصرة».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق