الخميس، 7 يناير 2016

وساطات دولية تُبقي لبنان خارج «العواصف الإقليمية»

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

أكدت مصادر أميركية رفيعة المستوى ان سلسلة من الاتصالات اجرتها كل من واشنطن وباريس نجحت خلالها في تجديد الالتزام الإقليمي باستمرار الاستقرار في لبنان، وان العواصم الاقليمية المعنية - وخصوصاً الرياض وطهران - جددت تعهّدها بذل ما في وسعها لإبقاء لبنان بعيداً عن التجاذبات الإقليمية، وبالتمسّك بالأمر الواقع القائم منذ تعيين تمام سلام رئيساً للحكومة في فبراير 2014.

وعلمت «الراي» ان «المساعي الاخيرة لانتخاب رئيس جمهورية في لبنان بدأت بمبادرة من زعيم لبناني زار الرياض وأقنعها بجدوى انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً»، وان «الرياض اوعزت إلى حلفائها اللبنانيين بتبنّي الفكرة» قبل ان ينسفها النائب ميشال عون الذي أقنع «حزب الله» بالتراجع عن موافقته على الانتخاب.

وتابعت المصادر الاميركية ان «محاولة انتخاب رئيس، وفشلها في وقت لاحق، لا تؤثر في الترتيب الامني القائم، والمبني على الحفاظ على الأمن اللبناني، بغض النظر عن الصراعات والتجاذبات السياسية». وتعتقد المصادر ان «انتخاب رئيس في لبنان لا يرتبط بالوضع الامني في البلاد، نظراً لضعف الدولة اللبنانية بشكل عام».

وأردفت المصادر ان «لبنان شهد هزات أمنيّة عديدة في الماضي، رغم وجود رئيس على رأس الدولة، ما يدلّ على ان الوضع الأمني يحتاج ترتيبات أمنية داخلية - إقليمية غير مرتبطة بالتطورات السياسية في لبنان».

وكانت واشنطن ابلغت المعنيين اللبنانيين موافقتها على انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، إذ «رغم انفصال الوضعيْن الأمني والسياسي في لبنان، إلا ان وجود رئيس وحكومة منتخبة يساهمان في تعزيز المناخ الايجابي ويدفعان البلاد قدماً على الصعد الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يخفف اي احتقان يمكن ان يشكّل ارضاً خصبة لاهتزاز الأمن مستقبلاً».

وحول التشنّج الكلامي وتراشق التصريحات العدوانية بين «حزب الله» و«تيار المستقبل»، تعتقد المصادر الاميركية ان ذلك «جزء من مواجهة إعلامية تتأثر بالتطورات في المنطقة، لكنّ أحداً لا يعتقد انها ستخرج عن إطارها الاعلامي».

وحسب المسؤولين الاميركيين، لا مصلحة لـ «حزب الله» المستنزَف بسبب اشتراكه في القتال في سورية، في فتح جبهات جديدة داخل لبنان، ويتابع المسؤولون: «نظرياً، من مصلحة مؤيدي المعارضة السورية فتح جبهات جديدة داخل لبنان للتخفيف عن المعارضة داخل سورية».

لكن المسؤولين الاميركيين يشددون على كلمة «نظرياً»، ويكملون ان «مؤيدي المعارضة السورية في لبنان لا يمتلكون قدرات لمواجهة حزب الله عسكرياً واستخباراتياً، وهم يعلمون ان اي مواجهة من هذا النوع مكلفة، ومفتوحة الأمد، وان مصلحتهم تكمن في الحفاظ على ما تبقّى من كيان الدولة اللبنانية والتمسّك بالترتيب الحالي الذي يحفظ امنهم وامن الحزب في الوقت نفسه».

وتختم المصادر بالقول ان «الاتفاق الامني الاقليمي حول لبنان يتضمّن منح الحرية للإعلام والمواجهات الكلامية، مع إدراك عند الاطراف ان المواجهة لن تتطور الى ماهو أبعد من الكلام، وان حزب الله يمسك بمقادير الأمن، تعاونه في ذلك القوى الأمنيّة اللبنانية بدعم سياسي من القوى اللبنانية الأخرى، وخصوصاً السنّية».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق