الأربعاء، 10 فبراير 2016

ترامب وساندرز يفوزان و... هزيمة مدوّية لكلينتون

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

تحوّل الملياردير الأميركي دونالد ترامب مما كان يعتقده كثيرون فقاعة اعلامية الى مرشح فعلي للرئاسة عن الحزب الجمهوري باكتساحه الانتخابات التمهيدية للحزب في ولاية نيوهامبشر الشمالية الشرقية، اول من امس، فيما لم يخيب المرشح الديموقراطي السناتور بيرني ساندرز التوقعات باكتساحه منافسته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

وعلى مدى الاسبوع الماضي، تحولت الولاية الصغيرة التي لا يتعدى عدد سكانها مليونا ونصف المليون الى محّط انظار الولايات المتحدة ككل، فأقامت فيها كل الوسائل الاعلامية مكاتب موقتة، وبثت برامجها مباشرة منها، واجتاح المرشحون من الحزبين صالات الفنادق وملاعب الاندية الرياضية، وراحوا يتداورون على عقد المناظرات، وإلقاء الخطابات، وحشد المؤيدين.

وفاز ترامب بأكثر من ثلث اجمالي الاصوات في الولاية، التي توزع اصواتها الـ 23 لكل مرشح جمهوري يحوز اكثر من 10 في المئة من الاصوات على طريقة الانتخاب النسبي. ويحتاج المرشح للرئاسة الى الحصول على اكثرية 2470 صوتا هي اجمالي الاصوات التي تمنحها الولايات الخمسون حسب النظام الداخلي للحزب الجمهوري.

اما في الحزب الديموقراطي، فيبلغ اجمالي اصوات الولايات 4763، يحتاج المرشح الى الرئاسة فيها باحراز 2400 منها. وبعد فوز كلينتون الصعب على ساندرز في ولاية آيوا وتقاسمهمها اصواتها، وبعد فوز ساندرز في نيوهامبشر بنحو 55 في المئة من الاصوات وحصوله على 13 صوتا مقابل 7 لكلينتون، صار رصيد كلينتون من الاصوات الانتخابية داخل الحزب 23، فيما بلغ رصيد ساندرز 21.

في الحزب الجمهوري، كانت الارقام تشير الى حصد ترامب 10 اصوات من 23، وهذه اذا ما تمت اضافتها الى 7 جناها ترامب في آيوا بحلوله ثانيا، يصبح رصيده بعد انتخابات الولايتين 17،، فيما فاز المرشح جون كايسك بالمركز الثاني وراح كل من السناتور تيد كروز، بطل انتخابات ولاية آيوا، ومنافسيه السناتور ماركو روبيو والمحافظ السابق جب بوش يتسابقون للحلول في المركز الثالث وحيازة 10 في المئة على الاقل من الاصوات تخولهم الحصول على صوت انتخابي او اكثر من الاصوات الـ 23.

ولأن التوقعات كانت تشير الى حتمية فوز ترامب في نيوهامبشر، راحت النقاشات تتمحور حول هوية صاحب المركز الثاني، التي يبدو ان كايسك ابلى بلاء حسنا باقتناصه بمساعدة صديقه محافظ الولاية السابق الاميركي من اصل فلسطيني جون سنونو.

يذكر ان غالبية سكان نيوهمبشاير تتحدر من جذور عربية، لبنانية خصوصا، وفدوا ابتداء من القرن التاسع عشر. والى عائلة سنونو، التي قدمت محافظا للولاية وسناتورا سابقا، تشغل حاليا السناتور جين شاهين، وزوجها من اصل لبناني، منصب سناتور عن الولاية، فيما يشغل منصب محافظ الولاية ماغي حسن، وهي زوجة اللبناني الاميركي توماس حسن.

وهنأ ترامب المرشحين الآخرين في السباق ووعد بالعودة سريعا إلى أسلوبه القتالي النزعة وأخذ يلكم الهواء بقبضتيه وسط صياح أنصاره المبتهجين.

وأعلن في خطاب النصر في نيوهامبشر، ان «ساندرز يريد أن يضيع بلادنا» ووعد بالاستعانة بخبراء في قطاع الأعمال للتفاوض في شأن اتفاقات تجارية أفضل ويوجه «ضربة قاضية» لمتشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وقال ترامب لأنصاره إنه سيجعل الولايات المتحدة «تبدأ الفوز مجددا» وتابع: «صدقوني، سيحترمنا العالم مجددا... سنبدأ الفوز مجددا، وستكونون سعداء للغاية... سنعمل على استعادة عظمة أميركا، ربما بشكل أكبر من أي وقت مضى».

وهنأت كلينتون (68 عاما) ساندرز (74 عاما) في كلمة أمام أنصارها. ودافعت عن مواقفها التقدمية وتعهدت أن تكون المرشحة التي تحل المشكلات ولا تكتفي بذكرها. وطلبت دعم الناخبين من أصل أفريقي ومن أصل لاتيني واعترفت بأن عليها أن تفعل المزيد للفوز بأصوات الناخبين الشبان.

وقال السيناتور ساندرز إن فوزه في نيوهامبشر يعد رسالة إلى المؤسسة السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة. وأضاف: «يجب أن نقول لطبقة المليارديرات والـ 1 في المئة إنكم لا يمكنكم الحصول على كل شيء». وتابع: «شعب نيوهمبشاير بعث برسالة عميقة إلى المؤسسة السياسية إلى المؤسسة الاقتصادية وبالمناسبة إلى المؤسسة الإعلامية». وقال ساندرز الذي يصف نفسه بأنه اشتراكي ديموقراطي، إن «الشعب الأميركي لن يواصل قبول نظام تمويل الحملات الانتخابية الفاسدة واقتصاد يتم التلاعب فيه لمصلحة الكبار يعمل فيه عامة الأميركيين ساعات طوال مقابل قليل من المال».

على انه يبدو ان الخاسر الاكبر في سباق نيوهامبشر هو جب بوش، نجل الرئيس الأسبق جورج بوش الاب وشقيق الرئيس السابق جورج بوش الابن، فبعد بداية عاثرة، نجحت عائلة بوش باقناع مانحيها الماليين بالاستمرار بالتبرع لتمويل حملة جب في ولايتي آيوا ونيوهامبشر. لكن بعد الاداء المخيب لمحافظ فلوريدا السابق في الولايتين، وفشله في الحلول ثانيا في اي منهما، يبدو ان جب سيعيد حساباته، ومن غير المستبعد ان يعلن تعليق حملته في المستقبل القريب.

ويشير تاريخ الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري انه في الدورات الخمسة الاخيرة، لم يسبق ان فاز بترشيح الحزب اي مرشح لم يفز بواحدة من الولايتين آيوا او نيوهامبشر، ما يعني ان بوش قد يعلق حملته قبل الانتخابات التمهيدية للحزبين في ولاية ساوث كارولاينا الجنوبية، والمقررة في العشرين من الجاري.

ويعتقد الخبراء ان ولاية ساوث كارولاينا هي احدى اهم معاقل عائلة بوش، وسبق ان فاز بها الرئيسان بوش الاب والابن في الانتخابات التمهيدية التي سبقت فوزهما بترشيح حزبهما الجمهوري.

وفي وقت يتباحث بوش مع اركان حملته حول امكان الاستمرار لولاية واحدة على الاقل، سيجد مرشح «الاستابلشمنت» الجمهوري الآخر روبيو نفسه في وضع لا يحسد عليه بعدما حقق نتائج مخيبة بحلوله ثالثا في آيوا وفشله في انتزاع اي من المركزين الاولين في نيوهامبشر.

يبقى ان الوحيد من خاسري نيوهامبشر ممن مازالوا يتأملون بالمضي قدما في ساوث كارولاينا هو كروز، الفائز في آيوا.

بدورها، لا تعتقد حملة كلينتون ان خسارة نيوهامبشر هي مشكلة كبيرة. وفي هذا السياق، قال احد القيمين على الحملة لـ «الراي» ان «الاستنتاج الوحيد لحملتنا بعد جولتي الانتخابات التمهيدية في آيوا ونيوهامبشر انه لا يمكننا ان نستخف بمنافسنا»، وان ساندرز «اظهر انه قوة ستفرض علينا التعامل معها ومنافستها بكل ما لدينا».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق