الجمعة، 13 مايو 2016

تقسيم العراق إلى 3 دول يلقى قبولاً أوسع في واشنطن

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

تتعالى الاصوات الاميركية المشككة بامكانية ابقاء العراق جمهورية فيديرالية موحدة. ويبدو ان الأكراد هم أول من تنبهوا الى وجود قابلية أميركية للموافقة على تقسيم البلاد الى ثلاث دول على اساس عرقي وطائفي، على غرار تقسيم السودان الى دولتين، فباشروا بحملة لوبي داخل واشنطن لاقناع مسؤوليها ورأي المعنيين فيها بجدوى التقسيم، كحل جذري لمشكلة العراق ومنطقة الشرق الاوسط.
ولحكومة اقليم كردستان مكتب تمثيلي مستقل عن السفارة العراقية في واشنطن. وباشر المكتب المذكور أخيرا حملة علاقات عامة من اجل دعم فكرة تقسيم العراق، واقامة دولة كردستان المستقلة وعاصمتها اربيل.

وفي هذا السياق، زار الولايات المتحدة محافظ كركوك نجم الدين كريم، ونظّمت له ممثلية حكومة اقليم كردستان عددا من اللقاءات، كان من بينها لقاؤه عددا من الصحافيين ممن شرح لهم المسؤول الكردي شبه استحالة التوصل الى حل في العراق، حتى بعد القضاء على تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش). واتهم كريم سنة العراق بأنهم يؤيدون «داعش» قائدا لهم، وانهم يعتقدون انه يمكن للتنظيم قيادة السنة واعادتهم الى الحكم في بغداد.

وجاءت تصريحات المسؤول الكردي في وقت بدا ان «داعش» يتقهقر، واذ به يعاود الهجوم بشنه سلسلة من التفجيرات طالت احياء مختلفة في عموم العراق، في الاشهر القليلة المتبقية من حكم الرئيس باراك أوباما.

ويعتقد عدد من المسؤولين والخبراء الاميركيين ان العقد الماضي اظهر استحالة اقامة عراق فيديرالي موحد، فحكومة بغداد المركزية ذات الغالبية الشيعية ترفض التخلي عن سيطرتها على الاقاليم، فيما تسعى الاقاليم الى تكريس حكم مستقل عن العاصمة، ان كان في كردستان في الشمال، او في مناطق غرب العراق السنية، او حتى في الجنوب الشيعي.

وكان نائب الرئيس جو بايدن من ابرز مؤيدي تقسيم العراق، على الأقل فيديراليا، اثناء عمله رئيسا للجنة العلاقات العامة في مجلس الشيوخ. الا انه تخلى عن موقفه بعد انضمامه لادارة الرئيس باراك أوباما، رغم ان أوباما عهد بالملف العراقي بأكمله الى بايدن وفريقه.

لكن رغم تراجع بايدن عن التقسيم بسبب التزامه السياسة الاميركية العامة، يبدو ان غالبية المسؤولين والخبراء الاميركيين صارت تؤيد التقسيم.

ومن بين الخبراء الاميركيين من انصار التقسيم مستشارون يعملون في حملات المرشحين المتوقع ان يتواجها في انتخابات الرئاسة المقررة في 8 نوفمبر المقبل، مثل جاك سوليفان مسؤول السياسة الخارجية في حملة وزيرة الخارجية السابقة ومرشحة الحزب الديموقراطي للرئاسة هيلاري كلينتون، ووليد فارس مسؤول شؤون الشرق الاوسط في حملة المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب. وسبق لسوليفان ان عمل في فريق بايدن، مع ما يعني ذلك من تماهيه مع الرأي القائل بضرورة تقسيم العراق. كما كان سوليفان واحدا من اثنين ممن ساهموا في فتح قناة ديبلوماسية سرية مع الايرانيين في عمان صيف العام 2013.

اما فارس، وهو لبناني أميركي، فهو من مؤيدي تقسيم دول منطقة الشرق الأوسط بأسرها، وفي طليعتها لبنان، وهو ما يعني انه في حال وصول ترامب للرئاسة، سيساهم فارس في دفعه الى تبني عملية التقسيم، ان كان في العراق او في دول اخرى في المنطقة.

وفي خضم الجو التقسيمي المتعاظم في العاصمة الاميركية، ومع اقتراب انتخاب رئيس جديد سيكون في عداد فريقه من يريدون تقسيم العراق بصيغة اكثر وضوحا من الفيديرالية، من المتوقع ان تسير الأمور أكثر فأكثر باتجاه التقسيم الكامل للعراق، وربما دول المنطقة الاخرى مثل سورية، وحتى لبنان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق