الأربعاء، 31 أغسطس 2016

الرئيس الأميركي المقبل في حلّ من الاتفاق الكيماوي حول سورية

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

على إثر التقرير الصادر الاسبوع الماضي، عن الامم المتحدة، الذي اتهم قوات الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام غاز الكلورين، على الأقل مرتين، منذ الهجوم الكيماوي بغاز السارين، الذي شنته هذه القوات على ضواحي دمشق عام 2013، وجدت ادارة الرئيس باراك أوباما نفسها امام معضلة، فالتزامها الحل السياسي مع روسيا تجاه ملف نزع ترسانة الأسد الكيماوية، بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن، يجبرها على تفادي التصعيد في هذا المجال، والعودة الى القنوات الديبلوماسية لمتابعته.

على أن من التقوا مسؤولين في البيت الابيض، في الايام الاخيرة، نقلوا عنهم القول إن أوباما يعتقد ان الرئيس الذي سيخلفه في الحكم في 17 يناير المقبل «سيكون في حلّ من الالتزام مع الروس تجاه الأسد، وأن الادارة المقبلة ستتمع بمجموعة واسعة من الخيارات، بما فيها غير الديبلوماسية، لإجبار الأسد على التخلي بالكامل عن أسلحته الكيماوية والتوقف عن استخدام الكلورين المحظور عسكرياً».

ومازال تراجع أوباما عن توجيه ضربة عسكرية لقوات الأسد، على إثر هجومها الكيماوي على ضواحي دمشق في أغسطس 2013، يثير اعتراضات المعنيين بالسياسة الخارجية الاميركية. إلا ان مسؤولي الادارة، مثل مستشار أوباما لشؤون الشرق الاوسط روبرت مالي، في مقابلته الاخيرة مع «فورين بوليسي»، يدافعون عن التراجع عن الضربة بالقول إن التلويح باستخدام القوة أثمر تخلي الأسد عن ترسانته، وان استخدام القوة لم يكن غاية، بل وسيلة حققت هدفها.

ويأتي تقرير الأمم المتحدة عن استخدام الأسد لغاز الكلورين ضد معارضيه، في وقت تجد الادارة الاميركية نفسها مرتبكة امام مواجهة واسعة محتملة على الاراضي السورية بين حليفيها: الجيش التركي، من جهة، والقوات الكردية في سورية وحلفائها من العرب، من جهة ثانية.

وكان مسؤولو أوباما تباهو الاسبوع الماضي، بقيام مقاتلات اميركية بطرد مقاتلات الأسد التي حاولت ضرب مواقع كردية حليفة لأميركا. إلا أن المواجهة بين هؤلاء الحلفاء الاكراد والجيش التركي تضع واشنطن في موقف لا تعرف كيف تتصرف معه.

كذلك، مازالت الادارة الاميركية تعاني من عناد الروس، ففي كل مرة يبدو حلفاء أميركا وكأنهم حققوا نصرا يستدعي تراجعا روسياً وتنازلات في سورية، لا يبدي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اي استعدادات للتراجع في لقاءاته الماراثونية مع نظيره الاميركي جون كيري.

وتتناقل المصادر المعنية أنه على إثر نجاح المعارضة السورية في كسر حصار قوات الأسد و«حزب الله» لحلب، تحادث كيري ولافروف، وكان الوزير الاميركي يأمل في ان يسمع تراجعاً روسياً، لكن هذا التراجع لم يأت. كذلك، على إثر توغّل القوات التركية في العمق السوري، في عملية «درع الفرات»، التي شهدت إنعاشا للمعارضين السوريين المنضوين تحت لواء «الجيش السوري الحر»، توقّع كيري تراجعاً من لافروف، إلا ان لافروف تمسّك بمواقفه القائلة بضرورة انخراط واشنطن وحلفائها في الحرب ضد الارهاب، التي تقودها موسكو وطهران والأسد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق