الثلاثاء، 27 سبتمبر 2016

أوباما يودّع ملف العراق بنصيحة للعبادي: لا يمكن الفوز بالحرب ما لم تفز بالقلوب

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

اللقاء الذي عقده الرئيس باراك أوباما مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في نيويورك، على هامش اعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة الاسبوع الماضي، كان بمكانة لقاء وداع للرئيس الاميركي، الذي ورث حرباً وعد بإنهائها، فسحب القوات الاميركية من العراق، لكن الحرب هناك لم تنته.

تقول المصادر الاميركية المتابعة للقاء، إن أوباما كرّر ما دأب على قوله للمسؤول العراقي، ولكن هذه المرة على شكل نصائح ووصايا، فأوباما قال إنه بغض النظر عن هوية الرئيس الاميركي المقبل ومدى الدور الاميركي الذي سيقرره في العراق، فلا بديل للعراقيين عن التوصّل الى مصالحة حقيقية فيما بينهم، وهو ما يقضي ان «تفتح الحكومة الشيعية قلبها وأبوابها لممثلي السنّة العراقيين لإشراكهم في عملية الحكم واتخاذ القرار في الدولة».

وتضيف المصادر أن أوباما قدم نصيحة الى العبادي، قال فيها ان «إحدى الدروس» التي تعلمتها واشنطن هي أن «القوة ليست دائما الحل الامثل أو الوحيد»، وانه «مهما انتصرت اي قوة في معارك، فلن يمكنها الفوز بالحرب ما لم تفز بقلوب من ستحكمهم».

وتابعت أن «الرئيس قدم للسيد العبادي رؤية حول علاقة حكام العراق الشيعة بالمحكومين السنّة تشبه المثل المعروف، انه يمكنك ان تقود الفرس الى النهر، ولكن لا يمكنك ان تجبره على الشرب». بكلام آخر، «يمكن لحكومة بغداد الشيعية الفوز عسكرياً وفرض سيطرتها على المناطق السنّية او الكردية، ولكنها لن تتمكّن حكم هذه المناطق من دون رضى اهاليها».

وفي هذا السياق، كرر أوباما الطلب الذي سبق ان وجهه إلى العبادي مرارا، لناحية ضرورة إبعاد الميليشيات الشيعية عن المواجهات في المناطق السنّية. ويبدو ان الرئيس الاميركي حاول تذكير العبادي ان ظروف انشاء الميليشيات الشيعية المعروفة بـ «الحشد الشعبي» جاءت في اوقات عصيبة، عندما هدد انفلاش تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) بغداد في الوسط واربيل في الشمال. يومها، كان لا بد من دعوة شاملة إلى السلاح للدفاع عن المدن العراقية، لكن، على مدى العامين الماضيين، لم يعد لدى «داعش» القوة على تهديد كرسيّ الحكم في العراق وكردستان العراق، لذا لا ضرورة للابقاء على الميليشيات، ولا ضير من تجهيز القوات النظامية وتكليفها مهمة استعادة الموصل وباقي الاراضي العراقية من ايدي «داعش»، من دون اللجوء الى الميليشيات، التي يعتبرها السنّة والاكراد قوات «استفزازية».

بدوره، كرر العبادي قوله أن «الميليشيات العراقية ليست مستقلة، بل هي تابعة لوزارة الداخلية العراقية، وهناك ميليشيات شيعية وسنّية، والميليشيات التي تلعب دور رأس الحربة في تحرير المناطق من قبضة داعش تتألف في الغالب من عشائر سنّية».

كما طالب العبادي أوباما بالسعي لدى انقرة لسحب كتيبة من القوات التركية مرابطة في بعشيقة في الموصل، معتبرا ان «وجود هذه القوات ينتهك السيادة العراقية».

وتوضح المصادر أن «أوباما رد على العبادي بالقول إن كل حكومة مضطرة إلى رد الاذى عن حدودها، وعندما تفقد اي حكومة السلطة على اراضيها، تضطر حكومات الدول المجاورة إلى التدخل لإعادة الامن وطرد الإرهابيين، الى ان يتسنّى إعادة السيادة الوطنية».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق