الجمعة، 17 فبراير 2017

«الخطر الإيراني» سيطر على القمة الأميركية - الإسرائيلية

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

في كواليس لقاء القمة الذي عقده الرئيس دونالد ترامب ورئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو في البيت الابيض، ان القسم الاعظم من اللقاء تم تخصيصه للحديث عن ايران، وان الرجلين لم يتطرقا الا لماماً للمواضيع الاخرى، مثل مفاوضات السلام المتعثرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين او الوضع في سورية.

وقال المطلعون على فحوى المشاورات بين ترامب ونتنياهو ان الاخير سيطر على اللقاء، وكان الاكثر كلاما، وان ترامب بدا مستمعا معظم الاوقات وهو يومئ برأسه. وافتتح نتنياهو اللقاء بالاشارة الى الخطر الذي تشكله ايران على وجود دولة اسرائيل، وعلى دول المنطقة في شكل عام.

وكرر نتنياهو، في اللقاء المغلق كما في المؤتمر الصحافي، ان الخوف من ايران يعم المنطقة، وانه دفع الدول العربية - خصوصا الخليجية - للتقارب مع اسرائيل للمرة الاولى منذ عقود، وان أميركا واسرائيل يجب ان تبنيا على هذا التقارب لدفعه قدما وتطويره.

لكن المتابعين شككوا بمصداقية المسؤول الاسرائيلي، وقالوا ان ايران لا تخيف دول الخليج حسبما يزعم نتنياهو، والدليل انه في الوقت نفسه الذي كان يستضيف فيه ترامب ضيفه الاسرائيلي، كان رئيس ايران حسن روحاني يزور عمان والكويت، ويبدي ايجابية تجاه المبادرة الكويتية للتقريب بين طهران والخليج.

صحيح ان هناك نوعا من التنافس بين ايران وبعض جيرانها، مثل السعودية، تقول المصادر الاميركية ان تقديرات واشنطن تشير الى تفاوت واسع بين مخاوف اسرائيل الكبيرة من ايران، وبين مخاوف العرب، وان العرب لا يعتقدون ان الخطر الايراني داهم ولا انه يدفعهم الى التعاون او التحالف مع اسرائيل.

لكن في حضرة رئيس أميركي بسيط المعرفة، قدم نتنياهو شرحا فريدا من نوعه لشؤون منطقة الشرق الاوسط، وهو شرح يتعارض حتى مع تقييم الوكالات الحكومية الاميركية للأمور في هذه المنطقة.

ويبدو ان رئيس حكومة اسرائيل يعتقد انه يمكن ان يحول ايران الى شماعة يعلّق عليها كل ما في باله، فإيران خطر تغطي على الاستيطان الاسرائيلي لاراضي الفلسطينيين وتشتت الانتباه عن العملية السلمية التي يعرقلها الاسرائيليون، وايران خطر يمكنها ان تدفع اسرائيل والعرب الى تقارب، وايران خطر يتطلب المزيد من الدعم العسكري والاميركي المالي الى اسرائيل.

ويبدو ان ترامب كان متسامحا جدا مع نتنياهو، وانه لم يقاطعه، ولم يثر معه موضوع مصادرة اسرائيل اراضي فلسطينية خاصة او مضيها في بناء الوحدات الاستيطانية. اما امام عدسات الكاميرات، فأطلق ترامب تحذيرا ناعما، وطلب من نتنياهو تفادي الاستيطان، لكن عندما سأل احد الصحافيين نتنياهو عن ردة فعله على قول ترامب هذا، تفادى رئيس الحكومة الاسرائيلي التعليق.

ختاما، تقول المصادر الاميركية ان نتنياهو حاول الربط بين «داعش» والفلسطينيين، وحاول اظهار ان الهجمات الفردية التي يقوم بها فلسطينيون ضد اسرائيليين، مثل الطعن بالسكين او الدهس بالسيارة، هي عمليات يحرّض عليها ويديرها داعش، وان اسرائيل مستعدة للانخراط في تحالف عالمي وشرق اوسطي للحرب ضد داعش.

ولأن اسرائيل هي ضد «داعش» وضد «حزب الله» اللبناني في سورية، موقفها يعني انها الاكثر تمسكا ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد، او على الأقل استمرار نظامه، وهو ما يبدو انه الموقف الذي وافق عليه ترامب، وهو الموقف نفسه الذي ورثه ترامب من سلفه باراك أوباما، مع فارق ان أوباما لم يعارض نفوذ الايرانيين في سورية، الى جانب الاسد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق