الأربعاء، 21 يونيو 2017

الأميركيون لا يخشون مواجهة الروس في شرق سورية

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

تعتبر الولايات المتحدة نفسها أنها «اللاعب الأقوى» في الشرق السوري وتتمسك بمواصلة «السباق إلى الرقة» انطلاقاً منه، غير آبهة بالتهديدات الروسية، رغم أنها لا تريد التصعيد عسكرياً لا مع الروس ولا مع الإيرانيين. (تفاصيل ص 20)

وحسب معلومات خاصة لـ «الراي»، استناداً إلى مصادر أميركية مطلعة، صنّفت وزارة الدفاع (البنتاغون) عملية السيطرة على المساحة الممتدة من عين العرب (كوباني) على الحدود التركية - السورية شمالاً، إلى التنف على الحدود العراقية - السورية - الأردنية جنوباً، بمثابة «مصلحة إستراتيجية للولايات المتحدة».

في «السباق إلى الرقة» بين أميركا وحلفائها، من جهة، وإيران وحلفائها، من جهة ثانية، تحاول روسيا أن تظهر وكأنها سيدة الموقف السوري، وهي محاولة صار الأميركيون، ومعهم الإسرائيليون، يعتقدون أنها محاولة كلامية لا تأثير لها على الأرض.

وبعد إسقاط مقاتلة «إف 18» أميركية مقاتلة «سوخوي 22» تابعة لقوات النظام السوري، ورغم إعلان روسيا تعليقها قنوات الاتصال مع أميركا للتنسيق العسكري، لم تتأثر واشنطن بالتهديدات الروسية، إذ أوضح مسؤولون عسكريون أنه «يمكن لأميركا استهداف مواقع أرضية ومقاتلات غرب الفرات من دون أن تدخل المقاتلات الأميركية المجال الجوي الذي يدّعي الروس أنهم يقفلونه للمرة الثالثة على الأقل في 3 أشهر».

لكن أميركا، وخصوصاً وزير الدفاع جيمس ماتيس، لا ترغب في التصعيد عسكرياً لا مع الروس ولا مع الإيرانيين، بل تنوي الاستيلاء على أراضي «داعش» والمناطق الحدودية السورية مع العراق، سواء وافقت موسكو وطهران أم لم توافقا.

وفي هذا السياق، يقول المسؤولون العسكريون الأميركيون إنهم يسعون لإعادة فتح القناة العسكرية مع الروس، لكن ذلك لا يعني أن تهديدات الروس ستعيق الخطة الأميركية أو تؤخر واشنطن وحلفاءها في «السباق إلى الرقة». وإن الحرب المتوقعة شرق سورية هي بين قوات عسكرية نظامية، لا حرب مدن أو بين جيوش وميليشيات. والحروب النظامية لا تخيف الأميركيين، على عكس حروب الانغماس في مناطق آهلة واحتلالها، كما في تجربتي العراق وأفغانستان.

ووفقاً للمصادر، فإن التطور المتسارع في الموقف الأميركي شرق سورية ينبع من التغير الطارئ على موقف واشنطن من طهران، إذ لا يبدو أن ديريك هارفي المستشار الأقرب إلى الرئيس دونالد ترامب، يعتقد أن سياسة الرئيس السابق باراك أوباما، التي كانت تقضي بالاشتراك مع إيران للقضاء على «داعش»، هي سياسة ناجحة.

وينقل المقربون عن هارفي قوله إن إشراك إيران في الحرب ضد «داعش» أعطى طهران نفوذاً إقليمياً وأهمية لا تستحقها، وإن الطريقة الأمثل للتعامل مع الإيرانيين تتمثل بـ«إعادتهم إلى حجمهم الحقيقي».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق