الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

زيارة ظريف إلى الدوحة تُقلق واشنطن

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

أقلقت الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلى الدوحة، أول من أمس، المسؤولين الاميركيين، اذ اعتبر بعضهم أن التحسن في العلاقات بين ايران وقطر هو بالضبط ما كانت تخشاه الولايات المتحدة إبان اندلاع الأزمة الخليجية قبل أشهر.

واعتبر مسؤولون أميركيون في تصريحات خاصة لـ «الراي» أن «من البديهي أن تسعى إيران للدخول بين الخليجيين إذا ما دبّ الخلاف بينهم»، وأن الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب، شخصياً، حاولا إنهاء الأزمة، من دون أن يوفقا في ذلك.

وتابع المسؤولون أن طرفي النزاع الخليجي، أي قطر من ناحية، والسعودية والامارات والبحرين ومصر، من ناحية ثانية، «يعرفان أرقام هواتفنا، وكذلك أرقام هواتف الوسطاء الكويتيين، ويمكنهم الاتصال بأي منا ساعة يعقدون العزم على التوصل إلى تسوية».

لكن في العاصمة الأميركية هناك اجماع على أن الأزمة الخليجية لا تزال بعيدة جداً على الحل، وأن السياسة الوحيدة التي يمكن لواشنطن انتهاجها هي الاستمرار في التصرف على هذا الأساس.

ويشير المسؤولون والخبراء الأميركيون إلى أن أزمة الخليج بدأت لأسباب معينة، ولكنها أصبحت قائمة على أسباب مختلفة تماماً. ويقول هؤلاء إن عدداً لا بأس به من النقاط المثيرة للجدل، تغيّرت فعلاً، وبينها موضوع الدعم المالي من الدوحة لمجموعات إسلامية، قد يكون بعضها متطرفاً.

وتابعت المصادر الأميركية أن «قطر وقعت اتفاقات في هذا الاطار مع واشنطن، بضمانة كويتية»، وهذا هو «ما دفع الرئيس ترامب ليبادر إلى تنسيق اتصال بين زعماء الدول الثلاثة»، أي السعودية وقطر والامارات. ويعتقد المتابعون في العاصمة الأميركية ان ترامب شعر باستياء كبير لعدم نجاح جهوده، واستياء ترامب يتعلق بطبيعة شخصيته، إذ هو من الناس الذين يكرهون الخسارة أو خيبة الأمل بشكل جذري، ويحب الانتصارات - بما فيها الديبلوماسية - مهما كان الثمن.

ويبدو أنه بعد اتصالات ترامب الخليجية، التي لم تسفر عن تسوية، عمد المسؤولون الأميركيون، واعتبروا أنه «إذا كان الرئيس نفسه لا يمكنه التوسط على مستوى الزعماء، فكيف يمكننا التوصل إلى حل عبر الديبلوماسية وطرق حل النزاعات من دون غطاء سياسي قوي، يتضمن ضغطاً على كل الاطراف لحضها على التوصل إلى تسوية والتمسك بها؟».

ويرى المسؤولون الأميركيون ان «الأزمة الخليجية لم تعد مرتبطة بشؤون إقليمية أو ديبلوماسية دولية، بل دخلت فيها عوامل شخصية أيضاً».

ولأن الصراع تحولت هويته، تحولت خطط الطرفين في عواصم العالم، وراحت كل جهة تنفق أموالاً طائلة على مراكز العلاقات العامة واللوبي، وعلى الدعاية السياسية، لتثبيت وجهة نظرها سواء من خلال حملات دعائية تلفزيونية أو اعلانات على سيارات تاكسي.

وهكذا، فيما يستمر الطرفان في الإنفاق على الحرب الدعائية بينهما، وفيما يأخذ الصراع منحى مختلفاً، يؤكد المسؤولون الأميركيون أن واشنطن قلقة من أن تشغل الأزمة الخليجية بعض حلفائها الخليجيين عن «الأزمات الأكثر إلحاحاً في المنطقة، وفي طليعتها نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار، وتجاربها الصاروخية، وإمكانية تملصها من الاتفاقية النووية».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق