الأربعاء، 21 مارس 2018

ترامب يحضّ السعودية على الانخراط في جبهة إقليمية... لمواجهة إيران

واشنطن - من حسين عبدالحسين

شغلت إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة الحيّز الأكبر من محادثات الرئيس دونالد ترامب مع ضيفه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حسب مصادر البيت الابيض، تلاها الحديث عن التجارة الثنائية وحجم الاستثمارات المتبادلة بين أميركا والمملكة.
الجانب الأميركي أطلع الجانب السعودي على تطورات المفاوضات التي تخوضها واشنطن مع لندن وباريس وبرلين حول تعديل الاتفاقية النووية مع إيران، خصوصاً لناحية تعديل البنود التي تسمح بتفتيش المنشآت العسكرية الايرانية للتأكد من خلوها من التجارب النووية، كما تعديل البنود التي تتيح انتهاء صلاحية منع التخصيب الإيراني، وتحويل الحظر إلى حظر مفتوح الأمد.
وقالت المصادر الأميركية إن ترامب رجّح أمام ضيوفه السعوديين، مساء أول من أمس، أن الأوروبيين لن يسيروا في ما يطلبه الأميركيون، «لكن علينا المحاولة والانتظار، وسنرى». 
وتنتهي مفاعيل الاعفاء الأخير الذي منحه ترامب لرفع العقوبات الأميركية عن ايران، بموجب الاتفاقية النووية، في 10 مايو المقبل، وهو التاريخ الذي يتوقع أن يعلن فيه ترامب موقفه من الاتفاقية بناء على نتائج المحادثات الأميركية مع الاوروبيين. ويعتقد المتابعون ان واشنطن في الغالب ستطلب من مجلس الأمن تفتيش بعض المواقع الايرانية، وعندما ترفض إيران ويذهب التصويت إلى مجلس الأمن، لن تشارك أميركا في توفير الإجماع المطلوب، ما ينسف الاتفاقية حُكماً ويعيد العقوبات الأممية تلقائياً.
ووفقاً للمصادر، دعا ترامب السعودية إلى الانخراط في جبهة إقليمية لمواجهة المخاطر الايرانية على المملكة وعلى بقية دول المنطقة.
بدوره، أبدى ولي العهد السعودي قلقه في شأن نشاطات إيران غير النووية المزعزعة للاستقرار والأمن في المنطقة. 
وتصدّر اليمن الاهتمام السعودي، حسب المصادر الأميركية، التي نقلت عن السعوديين انهم «اتهموا إيران برعاية المجموعات المتطرفة، بما فيها تنظيما القاعدة وداعش المتطرفان»، فضلاً عن الدعم الايراني المعروف للمجموعات التي تصنفها أميركا والسعودية ارهابية، مثل جماعة «أنصار الله» اليمنية و«حزب الله» اللبناني.
ومما دار في اللقاء، يقول مسؤولون أميركيون، «شكرٌ» من الرئيس الاميركي لولي العهد السعودي لقيام المملكة بتحمل أعباء جزء كبير من التكاليف الدفاعية في المنطقة، وانخراط القوات السعودية في عملية مواجهة النشاطات الايرانية التخريبية، مثل ما يحصل في اليمن.
وقالت المصادر ان الزعيمين تطرقا إلى موضوع العراق، وكان هناك توافق على ضرورة دعم الحكومة العراقية وجهود اعادة الاعمار والمصالحة، على غرار الدعم الانساني السعودي، الحالي والمستقبلي، في اليمن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق