الثلاثاء، 26 يونيو 2018

اشتعال صراع «الحمائم» و«الصقور» في إدارة ترامب

واشنطن - حسين عبدالحسين

أشعلت التقارير حول إمكانية قيام وزير الخارجية مايك بومبيو بتعيين سفير الولايات المتحدة لدى باكستان ديفيد هيل وكيلاً للشؤون السياسية، وهو ثاني أعلى منصب في الوزارة، حرب أجنحة، بين الصقور والمحافظين، داخل دوائر القرار الأميركية. 
الصقور يقودهم مستشار الأمن القومي جون بولتون، المعروف بمواقفه المتشددة والداعية لاستخدام القوة لفرض النفوذ حول العالم وحماية المصالح الأميركية. أما الحمائم، فهم اليوم بقيادة وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي يُجمع المراقبون على طموحه للترشح إلى الرئاسة في السنوات المقبلة. 
وعلى عكس بولتون، الآتي من عالم مراكز الأبحاث حيث تجمعه صداقات مع عدد كبير ممن يمكنهم العمل في فريقه، تنحصر علاقات بومبيو بمعارفه أثناء عمله عضواً في الكونغرس، وهؤلاء قلّما يكون بينهم من يتمعون بخبرات في السياسة الخارجية، وهو ما دفع بوزير الخارجية، وهو نفسه من حديثي العهد في الشؤون الدولية، إلى الاستناد لخبرات الديبلوماسيين المحترفين.
أما مشكلة الديبلوماسيين المحترفين، من أمثال هيل، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط بالوكالة ديفد ساترفيلد، وديبلوماسيين من جيلهما ممن خرجوا الى التقاعد، من أمثال السفراء السابقين فرانك ويزنر وريان كروكر ودان كيرتزر، فهي أن رؤيتهم لشؤون منطقة الشرق الأوسط، والعالم عموماً، تتوافق أكثر مع سياسة الرئيس السابق باراك أوباما، التي تُعلي الديبلوماسية على الحرب، منها مع مواقف الرئيس الحالي دونالد ترامب.
ويسعى الحمائم في واشنطن إلى مهادنة الدول المعادية، كما هي الحال في «سياسة الانخراط» مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قبل سنة 2011، والتي تلاها سعي أوباما لاستمالة النظام الإيراني، ومحاولته إعادة الصداقة والتحالف بين واشنطن وطهران إلى ما كانا عليه قبل اندلاع الثورة الاسلامية في سنة 1979. 
والتباين بين الصقور والحمائم ليس جديداً من نوعه في العاصمة الاميركية، بل تجلّى في ولايتي الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، الذي سيطر الصقور، منهم نائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد وبولتون نفسه، على ولايته الأولى، فذهبوا إلى الحرب في العراق، ودعموا مواجهة إيران والميليشيات الموالية لها في المنطقة، وفي طليعتها «حزب الله» اللبناني.
لكن مع تعثر حرب العراق، حيّد بوش نائبه تشيني وأقال وزير دفاعه رامسفيلد وسلّم الدفة لوزيرة الخارجية الدكتورة الأكاديمية كوندوليزا رايس، فلجأت الأخيرة إلى مخضرمي وزارة الخارجية، وكان في طليعتهم كروكر وساترفيلد، فعقد هؤلاء مؤتمر أنابوليس للسلام وأعادوا بموجبه الاعتراف بنظام الأسد دولياً، ودفعوا التحالف الذي كان مناوئاً لـ«حزب الله» في لبنان الى الدخول في «اتفاقية الدوحة» مع الحزب. وفي زمن رايس، شارك أرفع مسؤول أميركي حتى تاريخه، وهو وكيلها بيل بيرنز، في المفاوضات الدولية النووية مع إيران. 
ومع دخول أوباما الحكم، أكمل ما كانت بدأته رايس وحمائم الخارجية، كما هي الحال في موافقة واشنطن على قيام بيروت و«حزب الله» بالقضاء على رجل الدين أحمد الأسير في صيدا. وأثناء ولاية هيل سفيراً لأميركا لدى لبنان، رعى موافقة رئيس الحكومة سعد الحريري على انتخاب النائب السابق سليمان فرنجية رئيساً، وهي الموافقة التي أفضت لانتخاب ميشال عون، حليف «حزب الله» الأقرب، رئيسا للبنان. ويتمتع هيل بصداقات شخصية متينة في لبنان منذ تدرجه فيه ديبلوماسياً قبل عقود وقبل وصوله بيروت سفيراً، منها مع نائب رئيس البرلمان إيلي الفرزلي، كما مع فرنجية.
مواقف الحمائم، من أمثال هيل، تشي بأن تعيينه في منصب الرجل الثاني في الخارجية سيعزز حظوظ الديبلوماسية، بما في ذلك الديبلوماسية مع ايران والميليشيات الموالية لها مثل «حزب الله». كذلك، من المعروف أن الحمائم، مثل هييل وساترفيلد وكروكر وويزنر، يؤيدون بقاء الأسد رئيساً لسورية والتوصل إلى تسوية سياسية معه، وهو موقف يكرره علناً الديبلوماسيان المتقاعدان كروكر وويزنر، ويقوله في مجالسهما الخاصة هيل وساترفيلد.
هذا الأسبوع، يزور بولتون موسكو في محاولة لإقامة جبهة مع الروس لمواجهة الإيرانيين، ديبلوماسياً ومالياً وحتى عسكرياً. أما بومبيو، فهو في تعيينه المحتمل لهيل نائباً له يرسل رسالة مفادها أن في إدارة ترامب من يعملون من أجل التوصل إلى حلول بالوسائل الديبلوماسية، وهو ما أثار حفيظة الصقور، ودفعهم الى محاولة تذكير الحمائم بأن مواجهة إيران هي في صلب سياسة ترامب ومواقفه التي وعد بها ناخبية أثناء حملته الانتخابية، وأن أي تهاون أو ديبلوماسية مع طهران هي سياسة تنتمي إلى العهد السابق، ولا مكان لها، ولا لأربابها، داخل الادارة الحالية.

لافروف يلتقي بولتون غداً

موسكو - رويترز - أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيلتقي مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في موسكو غداً الأربعاء.
من جهته، أعرب الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط والبلدان الإفريقية ميخائيل بوغدانوف، عن أمل موسكو في بحث الوضع في سورية مع بولتون.
واشار إلى أنه سيتم خلال المحادثات مع المسؤول الأميركي مناقشة العلاقات الثنائية والوضع الإقليمي وسورية، وفلسطين، وغير ذلك من قضايا.
وبشأن ما يتردد عن محادثات ثلاثية بين روسيا والولايات المتحدة والأردن حول الوضع في جنوب سورية، قال إنه سيتم بحث هذا الملف على المستوى الثنائي في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأردني سيزور موسكو لهذا الغرض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق