الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018

واشنطن: خطة دعائية تزويد موسكو النظام السوري بمنظومة «إس 300»

واشنطن - من حسين عبدالحسين

حيّر إعلان روسيا نيتها تزويد النظام السوري بمنظمة «إس 300»، الدفاعية الجوية، المسؤولين الاميركيين، الذين اعتبر بعضهم ان هذه الخطوة بمثابة «خطوة دعائية» يرمي من ورائها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى حفظ ماء وجهه، بعد مقتل 14 جنديا روسيا في حادثة اطلاق الدفاعات السورية النار على طائرتهم، فيما كانت هذه الدفاعات تحاول التصدي لمقاتلات اسرائيلية كانت تغير على شمال سورية الغربي. 
ويقول المسؤولون الاميركيون ان «إس 300» متأخرة تقنياً عن نظيرتها «إس 400»، وان التقنيات العسكرية تجعلها غير قادرة على التصدي للمقاتلات الاسرائيلية، المصنوعة في أميركا. ويرون انه لو أرادت روسيا فعليا اسقاط مقاتلة اسرائيلية، يمكنها ارسال مقاتلاتها إلى الاجواء للاشتباك مع الاسرائيليين، وربما إسقاطهم، ولا يحتاج الامر الى نشر منظومة صاروخية من النوعية المتخلفة نسبيا. وسبق لبوتين ان أعلن مرارا قيام قواته باغلاق الاجواء السورية. وفي مطلع هذا العام، أعلن نشر «إس 400» الاكثر تطورا في سورية. ولم تثن أي من اعلانات بوتين المقاتلات الاسرائيلية عن استهداف مواقع يعتقد الاسرائيليون انها تابعة للحرس الثوري ومقاتلي الميليشيات الموالية لإيران والمنتشرة في سورية. 
ويقول المسؤولون انه يمكن للاسرائيليين اختراق المنظومة الروسية، وحتى تدميرها. 
وسبق لسلاح الجو الاسرائيلي ان اجرى تدريبات عديدة، في اليونان ودول اخرى، تهدف لاختراق «إس 300»، بعدما كانت موسكو اعلنت نيتها بيع هذه المنظومة إلى طهران. 
على ان الخطورة لا تكمن في اي تهديد تقني عسكري روسي لسطوة المقاتلات الاسرائيلية في الاجواء السورية، بل ان اي ضربة اسرائيلية ضد اهداف سورية من شأنها ان تشعل حربا سياسية، وربما عسكرية، بين تل ابيب وموسكو. 
ويشرح المسؤولون، ان الدول التي تقوم مقاتلاتها بطلعات في الاجواء السورية، مثل الولايات المتحدة وروسيا واسرائيل وتركيا، تتشارك في بروتوكول يقضي بقيام سلاح الجو الذي يقوم بتنفيذ ضربة جوية باعلام الدول الاخرى تفاديا لامكانية تواجد جنودها في المنطقة التي تتعرض للقصف، وتفاديا لاي حوادث بين هذه الدول. 
وعن الحادثة الاخيرة التي أدت الى مقتل 14 جنديا روسيا، يقول المسؤولون ان «البروتوكول العسكري المشترك يقضي بابلاغ الدولة المهاجمة الدول الاخرى، وفي الوقت الذي ضربت فيه الدفاعات الجوية التابعة للرئيس السوري بشار الأسد الطائرة الروسية، كانت المقاتلات الاسرائيلية قد غادرت وليس لديها ما تبلغه للروس او لنا او للاتراك». 
ويبدو ان بوتين أدرك في الايام الاولى ان الحادثة سببها عدم كفاءة قوات الأسد، وهو ما دفعه للتصريح بان هذا النوع من الحوادث يحدث في كل الجيوش، التي يموت فيها جنود بنيران صديقة. لكنه تراجع عن موقفه، وبدأ بالتصعيد، الذي بلغت ذروته مع اعلان موسكو نشرها «اس 300» في سورية لثني الاسرائيليين عن القيام بأي ضربات جوية ضد مواقع داخل سورية. 
ويختم المسؤولون بأن «الاسرائيليين سيواصلون دفاعهم عن نفسهم بقيام مقاتلاتهم بضرب اهداف ايرانية داخل سورية يعجز بوتين عن ضبطها، وستواصل ابلاغ الاطراف المعنيين، ومنهم الروس، بأوقات عملياتها». اما اذا قام الروس فعليا بالتعرض لمقاتلة اسرائيلية، «فسنكون جميعا امام مشكلة من نوع مختلف». 
من ناحيته، قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، إنّ «أيّ أسلحة إضافية هدفها دعم (الرئيس بشار) الأسد في هذا الوقت لن تؤدّي إلاّ إلى إبقائه في موقع يهدّد فيه المنطقة بأسرها، والتهديد هو تدفّق لاجئين من المنطقة وهو أيضاً قتله شعبه».
وأضاف: «أي شيء من هذا القبيل يضع الأسد في موقع يمكنه فيه، بشكل أساسيّ، أن يضع مزيداً من العراقيل أمام تسوية هذا النزاع وإنهائه».
واعتبر مستشار الأمن القومي جون بولتون، قرار موسكو «تصعيداً خطيراً»، معرباً عن أمله في أن تعيد الحكومة الروسية النظر في المسألة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق