الأحد، 14 أكتوبر 2018

الرئيس الاميركي يصف ماتيس بالمتعاطف مع الديموقراطيين

واشنطن - من حسين عبدالحسين

هزّ وصف الرئيس دونالد ترامب، الجمهوري، وزير دفاعه جيمس ماتيس بالمتعاطف مع الحزب الديموقراطي أوساط وزارة الدفاع والشؤون الخارجية في العاصمة الاميركية.

وكان ترامب رفض تأكيد بقاء ماتيس في منصبه، وقال في مقابلة اجرتها معه قناة ”سي بي اس“ التلفزيونية ان ”الجميع يرحلون في واشنطن، وان لا احد يبقى في منصبه“. وقال ترامب انه كان تناول وجبة غداء مع ماتيس قبل يومين من المقابلة، وان وزير دفاعه رجل جيد. لكن الرئيس الاميركي رفض تأكيد بقاء الوزير في منصبه، وقال انه لا يعرف ما هي خطط ماتيس او ان كان الاخير ينوي الرحيل.

وفي وصف ترامب لماتيس، وهو جنرال متقاعد، بالمتعاطف مع الحزب الديموقراطي، سابقة، اذ ان الاعراف السياسية في الولايات المتحدة تقضي بتفادي الحديث عن حزبية الضباط والديبلوماسيين، واعتبار ان وطنيتهم تسمو على الحزبية، اذ هم يخدمون بلادهم بغض النظر عن الهوية الحزبية لرئيسها وحكومته.

وماتيس هو أقدم المسؤولين في ادارة ترامب، وهو كان حصل اثناء المصادقة على تعيينه في مجلس الشيوخ على ما يشبه الاجماع من مشرعي الحزبين الجمهوري الحاكم والديموقراطي المعارض. والمعروف عن ماتيس شجاعته وذكائه في المعارك التي شارك فيها في الحروب الماضية في يوغوسلافيا السابقة والخليج، وهو كان من الداعين لتوجيه ضربات عسكرية الى الداخل الايراني للرد على قيام الميليشيات العراقية الموالية لايران بقتل جنود اميركيين في العراق، ما دفع الرئيس السابق باراك أوباما، وهو من الديموقراطيين، الى الاطاحة به من منصبه قائدا للمنطقة الوسطى في الجيش الاميركي.

لكن اندفاعة ماتيس ضد ايران، اثناء عمله ضابطا، توقفت بعد تبوأه منصب وزير دفاع، اذ ان الوزير الاميركي يعتقد اليوم ان العمل العسكري مطلوب فقط في حال تعذرت الديبلوماسية، او في حالة الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة وجنودها ومواطنيها حول العالم. لكن ماتيس يكره المغامرات العسكرية وفتح جبهات جديدة بدون اهداف سياسية واضحة في الأفق. 

ويتردد في اروقة القرار الاميركي ان مستشار الأمن القومي جون بولتون، وهو من الاكثر تشددا بين الصقور في الادارة، يرى في ماتيس عائقا للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، خصوصا في الشرق الاوسط. ويرغب بولتون في التعويل الاكبر على القوة العسكرية الاميركية لتحقيق اهداف سياسية، خصوصا في الضغط على ايران وحلفائها في سورية والعراق. 

تصريحات ترامب حول ماتيس فاجأت اوساط السياسة الخارجية للولايات المتحدة، في وقت علّق كثيرون بالقول ان تلميحات ترامب قد لا تؤدي بالضرورة الى التخلص من وزير الدفاع، خصوصا في حال خسر حزبه الجمهوري الغالبية في الكونغرس في الانتخابات المقررة في السادس من المقبل، ما من شأنه ان يضعف الرئيس سياسيا ويدفعه الى التمسك بمن في فريقه بدلا من خوض معارك سياسية للحصول على موافقة من كونغرس ذات غالبية ديموقراطية لاستبدال وزرائه الحاليين بوزراء جدد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق