الخميس، 8 نوفمبر 2018

فوز الديموقراطيين في الكونغرس قد يضر ايران

حسين عبدالحسين

“العقوبات تلحق الضرر بالإيرانيين”؛ كان هذا هو الاكتشاف الغير مثير للدهشة الذي أفصح عنه أحد المفكرين الأمريكيين من “أصدقاء طهران” خلال مقابلة إذاعية، والواقع أن هذا الحديث صحيح، لكن الهدف الأكبر من العقوبات هو تغيير السلوك الإيراني بالقوة، وللأسف، وكي نكون منصفين؛ فإن إلحاق الضرر بطهران هو جزء من عملية الضغط التي تستهدف القيادة الإيرانية، والمفكر الذي أجريت معه المقابلة الإذاعية فاته أن يقول إن إيران تنتظر حتى رحيل دونالد ترامب عن سدة الحُكم في الولايات المتحدة، وقد تمت تلك المقابلة الإذاعية قبل الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء، وقد رأى المفكر صديق إيران ان إيران تأمل في أن يحصل الديمقراطيون على الأغلبية في مجلس الشيوخ أو مجلس النواب، لكن الحقيقة هي كالتالي: لو أن التاريخ هو النبراس الحقيقي فإن هزيمة الجمهوريين في انتخابات مجلس النواب من الممكن أن تلحق الضرر بالجمهورية الإسلامية، وإيران ستكون أفضل حالا إذا ما استعاد الجمهوريون السيطرة على الكونجرس بجناحيه “مجلس الشيوخ ومجلس النواب”.

ونظرًا لطبيعة تشكيل الحكومة في الولايات المتحدة؛ فإن السُلطة التنفيذية مستقلة بذاتها فيما يخُص السياسة الخارجية أكثر من السياسة الداخلية، وفي قضايا الشأن الداخلي يجب على الرؤساء الحصول على الإجماع، وموافقة المشرعين، فضلًا عن إقناع المواطنين، كما انه يجب طرح القوانين على مجلسي الشيوخ والنواب، وبسب الطبيعة الشاقة للنظام التشريعي الأمريكي فإن الرؤساء يسارعون إلى تسوية الملفات الداخلية خلال أول عامين في الحُكم، حيث يكون، عادة، الحزب الذي ينتمي اليه الرئيس هو الحزب المسيطر على الكونجرس.

وقد نجح الرئيس السابق باراك أوباما في تحقيق إنجازين رئيسيين؛ الأول هو قانون الرعاية الصحية بأسعار معقولة “أوباما كير”، و”قانون دود فرانك” الخاص بالمعاملات البنكية، وقد تم هذا في الفترة ما بين صعود أوباما إلى السُلطة في العام 2008 وبين خسارة الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه أوباما لانتخابات الكونجرس التي جرت في العام 2010.

وبالمثل؛ فقد أفرط دونالد ترامب في اصدار الوعود خلال العامين الأولين للرئاسة، وخلال تلك الفترة قام الكونجرس بتمرير قانون يقضي بتخفيضات ضريبية هائلة بغرض إلغاء قانون “أوباما كير”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق