السبت، 23 فبراير 2019

استثناء كوشنر للكويت من جولته الخليجية... هل السبب مساندتها للفلسطينيين في مجلس الأمن؟

واشنطن - من حسين عبدالحسين

يزور هذا الأسبوع كبير مستشاري الرئيس دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي، باستثناء الكويت، في مفارقة لافتة لناحية المضمون. 
وزارة الخارجية الأميركية، التي تقتصر مشاركتها في وفد كوشنر على مستشارها بريان هوك، لا تفاصيل لديها عن الزيارة، التي يديرها فريق كوشنر، المؤلف من محامي مؤسسة ترامب، جيسون غرينبلات، ومساعد كوشنر الشخصي، البالغ من العمر 29 عاماً، آفي بيركوويتز.
على أن المتوافر من المعلومات عن الزيارة، في العاصمة الأميركية، يشير إلى أنها زيارة «متابعة وتنفيذ لما تم الاتفاق عليه في مؤتمر وارسو للسلام والاستقرار»، قبل أسبوعين. وتفيد التقارير أن كوشنر يحمل في جعبته عدداً من الاقتراحات لمباشرة «مشاريع اقليمية تفيد اقتصادات بلدان المنطقة»، كخطوة أولى على طريق بناء الثقة بين دول المنطقة وإسرائيل، نحو تحقيق السلام بين الطرفين. 
واللافت في فريق كوشنر، الذي يلعب دور وسيط السلام بين العرب والاسرائيليين، انه فريق يتألف من ثلاثة يهود محافظين هم كوشنر وغرينبلات وبيركوويتز. وينقل من يعرف كوشنر عنه انه يعتقد ان «يهوذا والسامرة»، وهي الأرض التي تتألف منها الضفة الغربية، هي أرض إسرائيل التاريخية، وأن «العرب انتزعوها من اليهود قبل قرون، وأن إسرائيل هي من البحر الى النهر وعاصمتها القدس الموحدة». 
ويعزو المتابعون إلى كوشنر حضه الرئيس دونالد ترامب على إعلان القدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الاميركية إليها. وفي ما بعد، شارك كوشنر وزوجته ايفانكا ترامب في حفل افتتاح السفارة الاميركية في القدس. 
ويضاف الى فريق كوشنر سفير أميركا لدى إسرائيل، وهو اليهودي المحافظ ديفد فريدمان، الذي بدا تعارض مواقفه واضحاً مع المواقف الرسمية لحكومة الولايات المتحدة ووزارة الخارجية بشأن موضوع المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، فوزارة الخارجية الاميركية تعتبرها غير شرعية، فيما فريدمان سبق أن صرّح علنا أنه يراها شرعية، الى حد انه دعا وزارة الخارجية علنا الى تغيير تصنيفها لهذه المستوطنات. وسبق لفريدمان ان عمل في مؤسسات يهودية أميركية تعارض حل الدولتين وتدعم الاستيطان والمستوطنين، وهي مؤسسات نالت تبرعات من كوشنر.
وإذا كان كوشنر ومساعدوه يتبنون فعلياً الخطاب الاسرائيلي المحافظ في موضوع اسرائيل وفلسطين، فهذا يعني انهم لا يؤيدون مشروع الدولتين، الفلسطينية والاسرائيلية، وهو ما يضع «صفقة القرن»، وهو الاسم الذي أطلقه كوشنر على خطته للسلام بين اسرائيل والعرب، في موقع متناقض تماماً مع مبادرة بيروت العربية للسلام للعام 2002، والتي تتمسك بمبدأ الدولتين.
وكان وزير الشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير أكد، إثر مؤتمر وارسو، أن المملكة ما تزال متمسكة بمبادرة بيروت العربية للسلام، وهي المبادرة التي تتمسك بحل الدولتين.
كوشنر سيزور المنطقة لمحاولة اطلاق مشاريع اقتصادية يعتقد انها تفيد مالياً كل الاطراف، الاسرائيليين والعرب ومعهم الفلسطينيون، وهي مشاريع «لا تعني بالضروة التوصل إلى سلام بين العرب وإسرائيل».
أما سبب زيارة تركيا وقطر، فيشير المتابعون في واشنطن الى أن كوشنر وفريقه سيسعيان لاقناع الدوحة بـ«تبني سياسة تجاه إسرائيل مشابهة لسياسة حليفتها تركيا، خصوصاً ان اتصالات ماضية جرت بين مسؤولين قطريين وإسرائيليين على اعلى المستويات». وعلى الرغم من المنافسة التي تقارب العداء بين تركيا واسرائيل، الا أن الاسرائيليين يشيرون الى تركيا دائماً كنموذج على امكانية التمتع بمعاهدة سلام وعلاقات ديبلوماسية، وفي نفس الوقت الاستمرار في الاختلاف في الرأي والسياسة.
وإلى تركيا وقطر، سيزور كوشنر البحرين وعمان، ويتوج جولته بزيارة السعودية للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
أما اللافت في جولة كوشنر فهي انها تستثني الكويت من بين دول مجلس التعاون. وحاولت «الراي» الاستفسار عن السبب، فتضاربت الردود، وتمحورت في غالبها حول استياء لدى كوشنر من المواقف المتكررة التي اتخذتها الكويت لمصلحة الفلسطينيين في مجلس الأمن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق