الأحد، 5 مايو 2019

ترامب «قلِقٌ» من بايدن ولن يهزِمه إلا في حالتَيْن

واشنطن - من حسين عبدالحسين

يواصل الرئيس دونالد ترامب، عبر تغريداته، والبيت الأبيض، في بياناته الرسمية، الإشارة إلى الاداء الخارق الذي يقدمه الاقتصاد الاميركي، بعد أن سجل الناتج المحلي نمواً بلغ 3،2 في المئة في الربع الأول من هذا العام، وبعدما أظهرت بيانات الوظائف، هذا الشهر، انخفاض نسبة البطالة الى 3،6 في المئة، وهي نسبة لم تشهدها أميركا منذ العام 1969. 
لكن على الرغم من محاولة الرئيس الأميركي حصد ما يعتبره نجاحاته الاقتصادية الباهرة، ما يزال القلق بادياً على ترامب من إمكانية خسارته معركة إعادة انتخابه لولاية ثانية، العام المقبل. أما أسباب قلق ترامب، فواضحة، ومفادها أن المنطق يقول انه عندما يقدم الاقتصاد الاميركي أداء غير مسبوق، كالذي يقدمه حالياً، فإن أرقام شعبية الرئيس ترتفع بدورها إلى معدلات غير مسبوقة كذلك. لكن أرقام شعبية ترامب، على الرغم من الاقتصاد القوي، متعثرة، وتشير إلى خسارته الانتخابات في وجه أي من المرشحين الديموقراطيين المنافسين، والذين بلغ عددهم 21 مرشحاً حتى الآن، يتصدرهم نائب الرئيس السابق جو بايدن، ويليه المرشح سابقاً وحالياً للرئاسة السناتور بيرني ساندرز، ثم المرشحة السيناتور كاميلا هاريس.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه لا يمكن لترامب ان يهزم بايدن إلا في حالة من اثنين: أن ترتفع نسبة مؤيدي ترامب، التي تتخلف عن نسبة معارضيه بنحو عشر نقاط مئوية، أو أن تنخفض نسبة مؤيدي بايدن، التي تتقدم عن نسبة معارضيه بعشر نقاط مئوية كذلك. ويعزو خبراء الاستفتاءات فوز ترامب بالرئاسة، في العام 2016، الى انه كان في مواجهة مرشحة (هيلاري كلينتون) كانت شعبيتها مترنحة، فيما شعبية بايدن يبدو أنها ثابتة وقوية.
وتنقل أوساط البيت الابيض ان بايدن صار يشكل هوساً بالنسبة للرئيس الاميركي، الذي يسعى الى الاستهزاء بمنافسه المحتمل بتسميته، في تغريداته، بـ«جو النائم»، في محاولة من ترامب لوصم نائب الرئيس السابق بأنه لا يتمتع بالنشاط والحيوية المطلوبين في شخصية أي رئيس. 
وعلى الرغم من المسافة، البعيدة نسبياً في عالم السياسة، التي تفصل عن معرفة هوية رئيس اميركا في انتخابات 2020، إلا أن الدوائر المعنية بالسياسة الخارجية بدأت تتحسب لامكانية خسارة ترامب وفوز أي من منافسيه الديموقراطيين. على أن التباين الشاسع بين المنافسين الديموقراطيين أنفسهم يشي بأنه، حتى في حال عودة الديموقراطيين الى البيت الابيض مطلع العام 2021، الا أن السياسة الخارجية ستختلف بحسب هوية الرئيس الجديد المحتمل.
في حالة الديموقراطيين، يتفوق بايدن على كل منافسيه في خبرته الطويلة في السياسة الخارجية، فيما يعتبر ساندرز الأقل خبرة، والأكثر تمسكاً بعزل الولايات المتحدة عن الشؤون الدولية، على الأرجح عن طريق الاختباء خلف الأمم المتحدة، كما فعل الرئيس السابق باراك أوباما، مع فارق أن أوباما تبنى سياسة واضحة للانفتاح على ايران، فيما لا نوايا لدى ساندرز بالانفتاح على إيران أو غيرها، بما في ذلك حليفة أميركا التقليدية، إسرائيل، التي يرجح أن تتوتر علاقة واشنطن معها في حال وصول اليهودي الاميركي ساندرز الى البيت الابيض.
أما بايدن، فتاريخه الطويل في العمل السياسي يجعل من الأسهل التنبؤ بسياسته الخارجية. وينقسم تاريخ بايدن الى اثنين: السيناتور بايدن، الذي ترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، ونائب الرئيس بايدن، الذي نفّذ سياسة ورؤية أوباما الخارجية. ويؤيد بايدن فكرة زعامة أميركا للعالم الليبرالي، ودعمها حقوق الإنسان ومشاريع نشر الديموقراطية، وهو من المشرعين الذين يُعزى إليهم إطلاق قناة «الحرة» الأميركية، الناطقة بالعربية، والمؤسسات الاعلامية المشابهة لها.
سياسة بايدن الخارجية من دون أوباما هي الوسطية التقليدية التي مارسها الحزبان، الجمهوري أثناء رئاسة جورج بوش الأب والديموقراطي أثناء رئاسة خلفه بيل كلينتون، وهي سياسة تقضي بالتمسك بالحلفاء، ومواجهة الخصوم، مع إبقاء الأبواب مفتوحة للحوار مع الخصوم، بشروط قاسية.
لكن خيارات بايدن الخارجية لم تكن دائماً صائبة، فهو صوّت ضد حرب تحرير الكويت، التي يشير إليها الأميركيون كنموذج لحروبهم الناجحة، إن في حشد التأييد لها داخلياً، أو في تنفيذها على الأرض. كذلك، صوّت بايدن ضد «خطة زيادة القوات»، التي ساهمت في إنهاء الحرب الاهلية في العراق، وفتحت الباب أمام خروج القوات الأميركية منها. 
أما تحت قيادة أوباما، فقام بايدن بتنفيذ سياسة لم يكن بادياً عليه تأييدها في معظم الاوقات، من قبيل مراهنته على رئيس حكومة العراق السابق نوري المالكي، الذي أطاحت به واشنطن - بالاشتراك مع طهران - في ما بعد. كما تخلى بايدن، بتعليمات من أوباما، عن تحالف واشنطن مع العشائر السنية، التي كانت ساهمت في القضاء على تنظيم «القاعدة» في العراق، وهي الخطوة التي يعتقد كثيرون أنها أفضت إلى قيام «داعش»، وتالياً عودة 6 آلاف جندي اميركي الى العراق للمساهمة في القضاء عليه.
ومن يعرف بايدن أثناء عمله نائباً للرئيس، يعلم أنه كان من المؤيدين لتدخل أميركي أوسع، ليس بالضرورة عسكرياً مباشراً، في سورية، ضد الرئيس بشار الأسد ونظامه. إلا أن أوباما لم يستشر بايدن في الموضوع السوري، الذي بقي محصوراً في دائرة أوباما الضيقة التي كانت تتألف من مستشارة الأمن القومي سوزان رايس ونائبها بن رودز، وهو ما دفع لاستقالة وزير الدفاع في حينه تشاك هيغل، فيما ابتلع وزير الخارجية السابق «إهانة» إبقائه خارج دائرة القرار في شأن سورية، من دون أن يستقيل.
بايدن في الرئاسة يعني في الغالب علاقات قوية مع الحلفاء في أوروبا والشرق الاوسط، وبناء تحالف لمواجهة كل من الصين وروسيا وايران، بما في ذلك مواجهة هذه الدول بشكل غير مباشر في سورية واليمن وغيرها، وهو ما يعني أن أي انتصار محتمل لبايدن على ترامب سيؤدي الى تغييرات جذرية في سياسة أميركا الخارجية، على غرار التغييرات الجذرية التي تلت تسلم ترامب الرئاسة من أوباما.

بيلوسي: ترامب لن يسلم السلطة إذا خسر الانتخابات

أعربت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي عن مخاوفها من عدم قبول الرئيس دونالد ترامب، بتسليم السلطة في سنة 2020، إذا خسر الانتخابات الرئاسية المتوقعة بفارق ضئيل.
وحسب ما نقلت صحيفة «ذا تايمز»، فإن بيلوسي تخشى ألا يقبل ترامب بتسليم السلطة، إلا إذا خسر الانتخابات الرئاسية أمام منافس ديموقراطي، بفارق كبير.
وأضافت بيلوسي أنه من الضروري أن تكون الولايات المتحدة محصنة ضد هذا الأمر، مشيرة إلى أن ترامب كان سيسعى إلى الإرباك، في سنة 2018، لولا فوز الديموقراطيين بغالبية مهمة في مجلس النواب خلال انتخابات التجديد النصفي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق