السبت، 7 ديسمبر 2019

واشنطن تعاقب قيس الخزعلي وشقيقه

حسين عبدالحسين

تمضي المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران في أخذها منحى أكثر تصاعدية في العراق، وهو تصعيد بدأ منذ منتصف هذا العام، أي منذ بدأت واشنطن بعملية رصد هجمات، بلغ عددها 11 على الأقل حتى الآن، تعتقد أميركا أن الميليشيات الموالية لطهران في العراق، هي التي نفذتها ضد أهداف أميركية، منها ضد السفارة في «المنطقة الخضراء» في بغداد، وقاعدتي عين الأسد وبلد العسكريتين.
إذ لم تمر أيام قليلة على قيام نائب الرئيس الأميركي مايك بنس بزيارة لـ«عين الأسد» للاحتفال مع الجنود بعيد الشكر، حتى تعرضت القاعدة لهجمات بخمسة صواريخ من طراز «كاتيوشا» لم توقع إصابات.
ويقول أحد المسؤولين الأميركيين، إن «الحظ والصدفة» وحدهما مسؤولان عن عدم وقوع ضحايا في صفوف الأميركيين، وان القيادة تراقب الأجواء العراقية بشكل متواصل، وتعرف تفاصيل الهجمات، وهي تطلع «الشركاء العراقيين» فورا على موقع شن الهجمات إبان وقوعها، ويصل العراقيون فوراً إلى موقع الإطلاق، فيعثروا في الغالب على منصات إطلاق الصواريخ.
وعلى خلفية هذه الهجمات، أعلنت الولايات المتحدة فرضها عقوبات على ثلاثة عراقيين من ميليشيا «عصائب أهل الحق» الموالية لإيران، وهم أمينها العام قيس الخزعلي، وشقيقه ليث، ورجل الأعمال خميس الخنجر.
كما فرضت وزارة الخزانة الأميركية، عقوبات على «مسؤول الأمن» في قوات «الحشد الشعبي»، حسين فالح اللامي، المعروف بـ«أبي زينب».
والعقوبات على اللامي لا ترتبط بالهجمات على الأهداف الأميركية، بل بالعنف الذي تعتقد واشنطن انه يقوم به ضد المتظاهرين، ما تسبب بمقتل اكثر من 400 مدني عراقي من المشاركين في التظاهرات المطالبة بإصلاحات في الدولة وبنهاية السطوة الإيرانية على بغداد.
ويوم الخميس، تعرضت القاعدة الأميركية في مدينة بلد إلى هجوم صاروخي كذلك. وعلى الرغم ان مساعد وزير الخارجية ديفيد شنكر قال للصحافيين ان وزارة الخارجية لا تزال بانتظار نتائج التحقيقات حول هوية المهاجمين، إلا أنه أردف انه بالحكم على الهجمات الماضية، فان الهجوم الأخير قامت به على الأرجح الميليشيات الموالية لإيران، معتبراً أن طهران تعمد الى هذا النوع من التصعيد والاستفزاز في كل مرة يشعر فيها الايرانيون بأنهم في موقف صعب.
وعلّق شنكر على العقوبات على اللامي بالقول إن على كل عراقي انه يعرف انه «إذا كنت تنتهك حقوق الإنسان بشكل صارخ، وإذا كنت ترتكب أعمال عنف ضد المتظاهرين، بغض النظر عما إذا كنت في الحكومة أو خارج الحكومة، فأنت في خطر أن يتم فرض عقوبات عليك».
في هذا السياق، أعرب مسؤولون رفيعو المستوى في وزارة الخارجية، عن دهشتهم أن الإعلام الأميركي والعالمي لم يصدقا أن إيران تقوم بتكديس الصواريخ البالستية في العراق، إلى أن قامت صحيفة «نيويورك تايمز» بنشر تقرير حول الموضوع، الأسبوع الماضي.
وقال مسؤول، في دردشة مع الصحافيين: «لقد أخبرتكم عن الأمر يا رفاق قبل شهرين أو أكثر، وقلت بوضوح شديد أن إيران تخزن صواريخ بالستية في العراق». وأضاف: «قلت ذلك مرات عدة في جلسات إعلامية مغلقة، وهذا ليس خبراً، ولا ينبغي أن يفاجئكم، فانتم كنتم معي يا رفاق عندما أخبرتكم بالموضوع، أليس كذلك؟».
وتابع أن الإستراتيجية الأميركية في العراق، تتلخص «في أن حكومة الولايات المتحدة تدعم سيادة العراق، ومن الواضح أن إيران لا تحترم سيادة العراق». وأضاف: «لقد اتخذ العراق بعض الإجراءات، لكن قدراته محدودة في ما يمكنه القيام به، ونحن نأمل أن ينجح العراقيون في تشكيل حكومة قادرة على ممارسة المزيد من السيادة».
عن التدخلات الإيرانية، قال المسؤول الأميركي إنها «مشكلة أكبر من أن تصدق أن يقوم (قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني) قاسم سليماني بعقد كل هذه اللقاءات في العراق والتدخل في عملية تشكيل الحكومة الجديدة»، معتبراً أن «إيران تحاول قلب الموازين والتأثير في مسار الأمور العراقية».
وفي شأن العقوبات بحق المسؤولين العراقيين، أكد المسؤول رفيع المستوى: «نحن نحاسب الميليشيات العراقية المدعومة من إيران، والتي تقتل المحتجين. نحن ندعم المظالم المشروعة للمتظاهرين، ونتحدث إلى المسؤولين العراقيين حول ما نفكر فيه، وندعم الحكومة العراقية، أيا كانت الحكومة التي ستتشكل، ولدينا سياسة عدم التدخل في تشكيل أي حكومة».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق