الأربعاء، 5 فبراير 2020

ترامب في خطاب «حال الاتحاد»: أعداؤنا يفرّون حظوظ أميركا ترتفع... والتآكل الاقتصادي انتهى

واشنطن - من حسين عبدالحسين

في الغرفة نفسها، التي أقر فيها مجلس النواب في الكونغرس «قرار» خلع دونالد ترامب من الرئاسة، وقف الرئيس الاميركي ليدلي بخطابه السنوي الثالث عن «حال الاتحاد». وفي وقت كان الحزب الديموقراطي يتخبط للإعلان عن نتائج الجولة الأولى من انتخاباته التمهيدية للرئاسة في ولاية أيوا، وقف ترامب، قبل تسعة أشهر من الانتخابات الرئاسيّة، يتباهى بانجازات إدارته، التي افتتحها بالحديث عن قوة الاقتصاد والجيش وتحسن الوضع الأمني على الحدود وفي الداخل.
في السياسة الخارجية، التي يفرد لها الرؤساء مساحة ضيقة في خطاباتهم عن «حال الاتحاد»، أعلن ترامب: «إدارتي تواجه الإرهاب الإسلامي المتطرف، الأسبوع الماضي أعلنت خطة للسلام لا سابق لها بين إسرائيل والفلسطينيين لتثبيت المنطقة وإعطاء ملايين الناس فرصة لحياة أفضل».
وتطرق الرئيس الأميركي، الى القضاء على تنظيم «داعش» وقتل زعيمه أبوبكر البغدادي في سورية قبل أشهر، وأكد: «اليوم أراضي داعش تمت ازالتها بنسبة مئة في المئة، ومؤسس وقائد داعش، أرهابي معروف باسم البغدادي، مات».
وأشار ترامب الى أرملة جندي أميركي كان قتل في العراق في العام 2008، وكانت تجلس ومعها ابنها في القاعة، وقال ان الارهابي المسؤول عن مقتل زوجها كان قائد «لواء القدس» في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني.
ووصف الرئيس الأميركي، سليماني، بالمسؤول عن قتل عدد كبير من الناس. وقال إن سليماني كان يخطط لقتل المزيد، قبل ان تنفذ القوات الاميركية غارة جوية «بمنتهى الدقة، قتلت فيها سليماني (أوائل يناير الماضي قرب مطار بغداد)، وانهت عهده الارهابي الى الابد».
وأكد: «رسالتنا للارهابيين... لن تهربوا من العدالة الاميركية، اذا هاجمتم مواطنينا استغنيتم عن حياتكم».
وتابع ترامب، ان الإيرانيين يتظاهرون منذ أشهر ضد نظامهم، الذي عليه «وقف السعي للحصول على سلاح نووي، ووقف نشر الارهاب والموت والدمار، وأن يبدأ العمل لتقديم حياة افضل لمواطنيه»، مشيراً إلى ان الاقتصاد الايراني يعاني أوضاعاً صعبة، وانه يمكن لاميركا مساعدة الأيرانيين للخروج من ازمتهم، لكن القرار بأيدي الإيرانيين.
وأضاف: «ربما هم فخورون جداً، أو مجانين، كي لا يطلبوا مساعدتنا... لنرى أي طريق سيختارون».
وكان الرئيس الأميركي افتتح خطابه بالقول إن «أعداء اميركا يفرون، وحظوظ اميركا ترتفع، وسنوات التآكل الاقتصادي انتهت»، مشدداً على أنّه «وفى» بالوعود التي قطعها.
واضاف: «في ثلاث سنوات قصيرة، رفضنا فكرة الانحدار الاميركي، وها نحن نمشي قدماً بسرعة لم تكن متخيلة قبل فترة قصيرة من الزمن، ولن نعود للوراء ابدا». وتابع: «اقتصادنا في احسن حالاته، وجيشنا هو الاقوى، حدودنا آمنة، وفخرنا عاد، لذا اقول ان حال اتحادنا اقوى من اي وقت مضى».
كما أشار إلى أن الولايات المتحدة، أصبحت اكبر منتج للطاقة في العالم، ومستقلة لناحية حاجاتها من الطاقة. وقال: «بعد خسارتنا 60 ألفاً من المعامل اثناء الادارتين السابقتين، اضفنا 12 ألف معمل أثناء إدارتي، في وقت آلاف المعامل الاخرى هي قيد الانشاء».
وأعلن ان «الشركات لم تعد تترك أميركا، بل هي تأتي اليها، اذ ان أميركا هي المكان الذي تجري فيه النشاطات الاقتصادية الأبرز حول العالم».
وعزا ترامب فضل التحسن الاقتصادي الى سياساته القاضية بتخفيض الضرائب، وباعادة المفاوضات حول اتفاقيات التجارة الحرة، خصوصا مع جارتي أميركا واكبر شركائها الاقتصاديين، كندا والمكسيك، وقال انه نجح في وقف استغلال الصين التجارة مع أميركا لمصلحة بكين.
وقال ترامب، في غمزة من قناة منافسه المحتمل للرئاسة في الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل، السناتور الاشتراكي بيرني ساندرز، ان «الاشتراكية تدمّر الدول، والحرية توحّد الارواح». واضاف: «لن ندع الاشتراكية تدمر قطاع العناية الصحية».
وجدد ترامب تمسكه بشعاره الانتخابي، وقال ان واجبنا دائماً هو «ان نضع أميركا اولاً».
وحاز ترامب على التصفيق وقوفاً من الحزبين، عندما دعا إلى الانفاق من أجل تحسين البنية التحتية للولايات المتحدة، بما في ذلك تمويل توسيع شبكات الانترنت السريع، خصوصا في المناطق الريفية.
ولم يلبث الاجماع ان تبخر عندما تابع ترامب بتوجيهه الثناء لحرس الحدود وشرطة دائرة الهجرة، وأشار الى الارتفاع الكبير في ارقام توقيف وترحيل من دخلوا البلاد بصورة غير شرعية.
وفيما كان الجمهوريون يستمعون، كان الديموقراطيون، الذين يؤيدون فتح الحدود للاجئين من دول أميركا الجنوبية، يعبرون بصيحات الاستهجان. وقال الرئيس: «ستكون الولايات المتحدة ملجأ فقط للمواطنين الملتزمين بالقانون لا للغرباء المجرمين». وأكد: «إذا دخلتم بلادنا بصورة غير شرعية، فسيتم ترحيلكم».
وأكد ترامب: «خلافاً لكثيرين قبلي، أنا وفيت بوعودي»، فيما كان الجمهوريون يقاطعونه تكراراً بالتصفيق والوقوف مرددين «الولايات المتحدة، الولايات المتحدة». في المقابل كان الديموقراطيون المعارضون يجلسون صامتين.
ودينياً، قال الرئيس الجمهوري، إن «هناك الكثيرين من الذين ينتظرون إدارتي أيضاً لتدافع عن الحرية الدينية. وهذا يشمل الحق الدستوري للصلاة في المدارس العمومية».
وتابع: «في أميركا، لا نكمم القساوسة ورجال الدين (...) في أميركا نحتفل بالدين ونعتز به ونرفع أصواتنا في الصلاة».
كما دافع عن التعديل الثاني للدستور والمتعلق بحرية حمل السلاح.
وخلال الخطاب، أعلن ترامب أن أميركا ستكون «أول دولة سترفع العلم على سطح المريخ».
وفي حديث لم يتطرق اليه الرؤساء الاميركيون منذ فترة، تحدث ترامب عن نشر الديموقراطية في دول أميركا اللاتينية، خصوصا فنزويلا وكوبا، التي اسماها «ديكتاتوريات الاشتراكية»، وعن دعمِه للمعارض خوان غوايدو، الذي تعترف به الولايات المتحدة وأكثر من 50 دولة رئيساً موقّتاً لفنزويلا.
وقال أمام الكونغرس، إنّ «طغيان» الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو سيتمّ «تحطيمه». واعتبر أنّ «مادورو زعيم غير شرعي، طاغية يُعامل شعبه بوحشيّة»، مشدّداً على أنّ «قبضة» مادورو «سيتمّ تحطيمها وتدميرها».
وأكّد البيت الأبيض في بيان، أنّ غوايدو، هو من بين «ضيوف الشرف» الذين تمّت دعوتهم لحضور الخطاب الرئاسي التقليدي.
ووقف غوايدو، أمام التصفيق الحار الذي تلقاه من اعضاء الحزبين الجمهوري والديموقراطي.
ولم يُركّز خطاب ترامب كثيراً على السياسة الخارجية، ولم يأت على ذكر كوريا الشمالية، لكنه أكد عزمه على «إعادة» الجنود الأميركيّين من أفغانستان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق