الثلاثاء، 21 أبريل 2020

ترامب يتصرف كـ «مقدّم تلفزيوني» مع مساعديه وجنرالاته

واشنطن - من حسين عبدالحسين

واصل الرئيس دونالد ترامب، اطلالته اليومية للحديث حول تطورات فيروس كورونا المستجد، وامتزجت اطلالاته بين محاولته إبقاء الأميركيين على علم بتطورات الأحداث، وبين استعراض ما يعتبرها إنجازات إدارته وأدائها المميز في مكافحة الوباء، وهي دعاية انتخابية يوظفها في سعيه للفوز بولاية رئاسية ثانية في نوفمبر المقبل. 
وأمل ترامب بالتوصل لاتفاقية مع الكونغرس حول برنامج المساعدات المالية، وهو ما سيتطلب رصد قرابة نصف تريليون جديدة وضخها في الاقتصاد الأميركي لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على مواصلة تسديد راتب موظفيها وإيجاراتها. 
وبدا ترامب في مؤتمره الصحافي في البيت الأبيض، ليل الاثنين، كمقدم تلفزيوني، يستدعي مساعديه، بمن فيهم أرفع الجنرالات ممن يشارك مهندسوهم في بناء المستشفيات الموقتة للمصابين بالفيروس، ثم يحاورهم، ويسألهم عن مواضيع لا تتعلق بالوباء، بل يسأل مسؤول المهندسين في الجيش عن آخر أخبار الحائط الذي تعمل إدارته على بنائه على الحدود الجنوبية مع المكسيك لوقف تدفق اللاجئين غير الشرعيين، ويتوصل الرئيس لاستنتاج بأن بناء الحائط سيكتمل مطلع العام المقبل، وهو ما يسرّ قاعدة مؤيديه وناخبيه.
وانتقل ترامب إلى الحديث عن شؤون كورونا المستجد الطبية، وقال إن «المقالات عن الفحوص للكشف عن الفيروس تملأ الإعلام، ونحن نقوم بعمل جيد، وما زلنا نبني مستشفيات ونضع أسرة للولايات التي قد تحتاجها». 
وقامت الحكومة الفيديرالية حتى الآن ببناء مستشفيات ميدانية في 1100 موقع مختلف في عموم البلاد.
وعرّج ترامب على «الدروس من الوباء»، وذكر أنه لطالما كان من الأصوات التي دعت الى ابقاء كل الصناعات ذات الطابع الاستراتيجي في الداخل، تحسباً لطوارئ من هذا النوع تجبر أميركا على الانتاج من دون أن تجد نفسها مجبرة على استيراد هذه المنتوجات (الطبية) من الخارج. 
وقال: «لنعد صناعاتنا الى الداخل، ولنأمل أننا تعلمنا درساً، خصوصاً في ما يتعلق بالمنتجات الصيدلية والأدوية».
وتابع أن «وسائل الأخبار المزيفة ترفض تغطية ادائنا، ولكن الناس ترى». وأضاف: «تذكروا أن كل حديثهم كان عن أجهزة التنفس الاصطناعي. قالوا اننا لن نتمكن من صناعتها، واليوم أصبحنا ملوك هذه الأجهزة في العالم، وكلها ذات جودة عالية (...) الآن انتقلوا الى طلب فحوصات الكشف، لكن انتاج هذه أسهل بكثير، وسيكون لدينا عدد من الفحوصات غير مسبوق في العالم».
ومما قاله الرئيس الأميركي إن هناك «تقدماً كبيراً تم احرازه على صعيد اللقاح، جونسون وجونسون متقدمة باللقاح، ولكننا مجبرون على اجراء تجارب الأمان المطلوبة، ولدينا بعض المنتوجات التي تبدو وكأنها ستكون هي الحل». 
وتابع: «أحياناً يعاني أميركيون من هذا الطاعون (كورونا)، وأول ما يتعافون، يقولون نريد التبرع بالدم للمساهمة في استخدام المصل في شفاء مصابين آخرين».
وفي مواجهة «العدو الخفيّ» (أ ف ب)، أعلن الرئيس الأميركي عن «تعليق موقت» للهجرة إلى الولايات المتحدة من أجل «حماية وظائف» الأميركيين واقتصاد البلاد، الأكثر تضرراً بالوباء العالمي.
وكتب ترامب في تغريدة: «في ضوء هجوم العدو الخفيّ، وفي ظلّ الحاجة إلى حماية وظائف مواطنينا الأميركيين العظماء، سأوقّع على أمر تنفيذي لتعليق الهجرة موقتاً إلى الولايات المتحدة!».
وأودى الفيروس المستجدّ الذي يصفه ترامب بـ«العدوّ الخفيّ» بنحو 43 ألف شخص في الولايات المتحدة، حيث تمّ تسجيل قرابة 790 ألف إصابة، وقد خسر 22 مليون أميركي عملهم بسبب الوباء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق