الخميس، 30 أبريل 2020

ترامب كان يرقص «طرباً» قبل انتشار «كورونا» ويتهم الصين بالسعي إلى هزيمته... رئاسياً

واشنطن - من حسين عبدالحسين

أعرب الرئيس دونالد ترامب عن اعتقاده بأن أسلوب إدارة الصين لأزمة فيروس كورونا المستجد، دليل على «استعدادها لبذل كل ما في وسعها» لهزيمته في محاولته الفوز بالرئاسة لفترة ثانية في انتخابات نوفمبر المقبل. 
وفي حين أعلن رئيس قسم الأمراض المعدية والحساسية أنتوني فاوتشي، أن التجارب التي أجراها «مركز مكافحة الأمراض» أثبتت نجاعة دواء «رمديسيفير» في تقصير مدة المرض لدى المصابين بالفيروس، من 15 الى 11 يوماً، وهو ما دفع «ادارة الغذاء والدواء» الفيديرالية الى التواصل مع شركة «جلعاد»، لتوفير كميات كبيرة منه ووضعها بمتناول المؤسسات الصحية، أظهر إحصاء لـ«رويترز»، أن التفشي سيصبح قريباً الأكثر حصدا للأرواح من أي موسم للإنفلونزا منذ عام 1967.
وفي مقابلة مع وكالة «رويترز» في المكتب البيضاوي، مساء الأربعاء، تحدث ترامب بلهجة حادة عن الصين، وقال إنه يدرس خيارات مختلفة في ما يتعلق بالعواقب التي يجب أن تتحملها بسبب الفيروس.
وأضاف: «بإمكاني أن أفعل الكثير».
ودأب ترامب على تحميل الصين مسؤولية الجائحة العالمية التي أسفرت عن وفاة ما لا يقل عن 62 ألف شخص في الولايات المتحدة، وزجت بالاقتصاد الأميركي في كساد عميق وعرضت للخطر آماله في الفوز بولاية ثانية مدتها أربع سنوات.
وقال الرئيس الجمهوري، الذي يتهمه كثيرون بعدم التحرك بالسرعة الكافية لإعداد الولايات المتحدة لمواجهة التفشي، إنه يعتقد أن الصين كان عليها أن تلعب دورا أبرز في تعريف العالم بالفيروس بسرعة أكبر.
وسئل ترامب إن كان يفكر في اللجوء إلى فرض رسوم على الصين، فرد: «ثمة أمور كثيرة يمكن أن أفعلها. نحن ندرس ما حدث». وأضاف: «الصين على استعداد لبذل كل ما في وسعها لكي أخسر هذا السباق». 
وأعرب ترامب عن اعتقاده بأن بكين تريد فوز خصمه الديموقراطي جو بايدن من أجل تخفيف الضغوط التي فرضها هو على الصين في ما يتعلق بالتجارة وقضايا أخرى. وأعلن أنه لا يصدق استطلاعات الرأي التي تظهر أن بايدن، يتقدم في سباق انتخابات 2020. كما لا يتوقع أن تكون الانتخابات، استفتاء على تعامله مع «الجائحة».
وقال عن المسؤولين الصينيين: «يستخدمون العلاقات العامة على الدوام في محاولة لكي يبدو الأمر وكأنهم الطرف البريء».
وأضاف أن الاتفاق التجاري الذي أبرمه مع نظيره الصيني شي جينبينغ بهدف تقليل العجز التجاري الأميركي المزمن مع بكين «اختل اختلالا شديدا» بفعل التداعيات الاقتصادية للفيروس.
وقال مسؤول رفيع المستوى في إدارة ترامب، الأربعاء، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن «هدنة» غير رسمية في حرب الكلمات كان الرئيسان اتفقا عليها خلال مكالمة هاتفية في أواخر مارس الماضي، «انتهت الآن في ما يبدو».
وأمس، ردت بكين على اتهامات ترامب، مؤكدة أن الانتخابات الأميركية «شأن داخلي»، وتأمل في ألا يحاول الأميركيون جرها إليها.
وأبدى الرئيس الأميركي، من ناحية ثانية، حزنه على ما آل إليه الاقتصاد القوي الذي كان يتمتع به، حيث فقد الملايين أشغالهم وتعثر الناتج المحلي الإجمالي. وقال: «كنا نرقص طرباً عندما حدث ذلك (تفشي كورونا). كان لدينا أعظم اقتصاد في التاريخ».
وفي نهاية المقابلة التي استغرقت نصف الساعة، حوّل ترامب دفة الحوار إلى مقطع الفيديو الذي نشرته البحرية الأميركية، أخيراً، ويظهر فيه جسم مجهول طائر. وقال مازحاً: «أتساءل إن كان ذلك حقيقياً. هذا فيديو تقشعر له الأبدان».
ويستأنف الرئيس الجمهوري الأسبوع المقبل رحلاته الداخلية، مؤكدا أنه ينتظر بفارغ الصبر عقد مهرجانات انتخابية «جنونية» في أسرع وقت ممكن. 
وعبّر ترامب، خلال اجتماع مع مسؤولي القطاع الصناعي، عن تفاؤله، متوقعاً أن تضعف خطورة الفيروس تلقائياً، ومؤكداً أن الولايات المتحدة مجهزة لإخماد «الجمر» المتبقي. 
وتابع: «أريد العودة (إلى اقتصاد يعمل بكامل طاقته) مع أو من دون (لقاح)، لكننا سننتظر بالتأكيد رحيله وسيرحل».
واضاف: «سيرحل، سيذهب، سيتم القضاء عليه»، من دون أن يوضح كيف.
ومع إحجام ترامب عن الاطلال علناً للحديث عن الوباء، أطلّ عنه صهره وكبير مستشاريه جارد كوشنر، الذي قال لشبكة «فوكس نيوز» مساء الاربعاء: «أعتقد أننا سنرى، بحلول يونيو، أن البلاد عادت تقريباً إلى طبيعتها، والأمل هو أنه بحلول شهر يوليو، سنعود الى ما كنا عليه قبل بدء انتشار الوباء».
على أن فاوتشي أطل عبر شبكة «سي أن أن»، محذراً من الإفراط بالتفاؤل أو إعادة إطلاق عجلة الاقتصاد بتسرع، و«إلا فإن الولايات المتحدة قد تشهد موجة ثانية من الوباء، قد تكون أسوأ من الأولى». 
وتتوقع النماذج الحسابية أن يؤدي الوباء الى وفاة 73 ألف أميركي مع حلول الاسابيع الأولى من أغسطس. ويبلغ عدد الوفيات في الولايات المتحدة حالياً 63 ألفاً، فيما يتجاوز عدد الاصابات المليون ومئة ألف. 
وفي السياق، أظهر إحصاء لـ«رويترز»، أن التفشي سيصبح قريباً الأكثر حصداً للأرواح من أي موسم للإنفلونزا منذ عام 1967.
وكان أسوأ موسم للإنفلونزا مرت به البلاد في السنوات القليلة الماضية، في 2017 - 2018 عندما توفي أكثر من 61 ألفاً، بحسب المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ووفقاً للمراكز، فإن مواسم الإنفلونزا الأكثر حصداً للأرواح على الإطلاق كانت في 1967 عندما توفي نحو 100 ألف أميركي، وفي 1957 عندما حصد 116 ألف ضحية، وخلال فترة تفشي الإنفلونزا الإسبانية في 1918، والتي راح ضحيتها 675 ألف شخص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق