الخميس، 22 أكتوبر 2020

زيارة وفد أميركي لسورية تثير حفيظة معارضي نظام الأسد

واشنطن - من حسين عبدالحسين

ثار الكشف عن زيارة وفد أميركي رفيع المستوى للعاصمة السورية، أخيراً، حفيظة معارضي نظام الرئيس بشار الأسد، خصوصاً من السوريين الأميركيين، وهو ما دفع وزير الخارجية مايك بومبيو الى محاولة تبرير الزيارة بالقول إنه لا ارتباط بينها وبين الموقف الثابت من الأسد، والقاضي بمنع أي علاقات ديبلوماسية معه أو الافراج عن أي مساعدات مالية دولية من دون حصول تسوية بينه وبين معارضيه تفضي الى قيام حكومة وحدة وطنية بموافقة واجماع كل الأطراف السورية.

وقال بومبيو، ليل الأربعاء: «طلبنا أن يفرج السوريون عن (الصحافي أوستن) تايس، وأن يخبرونا بما يعرفونه»، مضيفاً أن السوريين «اختاروا عدم القيام بذلك»، وأن الولايات المتحدة ستواصل العمل من أجل عودة «ليس فقط أوستن، ولكن كل أميركي محتجز (حول العالم)، ولن نغير السياسة الأميركية للقيام بذلك».

ونفت المصادر الأميركية أن تكون عرضت على الأسد سحب 600 جندي أميركي يتمركزون شرق سورية ويحرمون وصول النظام الى مصادر النفط.

وقالت المصادر لـ «الراي»، إن «أساس التفاوض مع السوريين، وكذلك مع بعض الوسطاء اللبنانيين، هو تفاوض مبني على اعتبارات أنسانية بحتة، وعلى تحييد المدنيين عن الصراعات العسكرية والسياسية بين الحكومات».

وكانت أوساط لبنانية وعربية، ذكرت ان محادثات المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، في واشنطن أخيراً، تناولت امكانية تقديمه أي مساعدة ممكنة في الافراج عن المفقودين الأميركيين في سورية، الصحافي تايس والطبيب مجد كم الماز.

وتسعى إدارة الرئيس دونالد ترامب الى تحقيق انتصار يعينها في المواجهة الانتخابية المتعثرة على ما يبدو حتى الآن، والتي تخوضها للفوز بولاية رئاسية ثانية، ضد مرشح الديموقراطيين نائب الرئيس السابق جو بايدن.ويتصور بعض العاملين في حملة ترامب، أنه لو نجحت الادارة في الإفراج عن تايس وكم الماز، يمكن أن يقوم الرئيس الجمهوري باستقبالهما في المكتب البيضاوي، في استعراض سياسي قد يتحول الى «مفاجأة أكتوبر»، أو بالأحرى «معجزة أكتوبر» التي يبدو أن ترامب يحتاجها للتغلب على منافسه الديموقراطي.

لهذا السبب، أوفدت إدارة ترامب كبير مسؤولي مكافحة الإرهاب كاش باتيل، الذي التقى مستشار الأمن القومي في دمشق علي مملوك، من دون أن يفضي اللقاء الى النتائج التي كانت تصبو إليها إدارة البيت الأبيض.

وفي شأن تشكيل حكومة في لبنان، كررت المصادر ما دأب المسؤولون الأميركيون على قوله، لناحية ان أميركا لا تتدخل في الشؤون الداخلية.

وأعربت عن أملها في أن تقوم أي حكومة مستقبلية بالعمل على الاصلاحات التي يطلبها المجتمع الدولي مقابل حصول لبنان على أموال تساعد في تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية. وأضافت أن واشنطن على اتصال دائم مع بيروت للتنسيق «في مواضيع مكافحة الإرهاب».

والشهر الجاري، بدأت مفاوضات لبنانية - اسرائيلية برعاية أميركية لترسيم الحدود البحرية، وبعد ذلك البرية، وهو ما يسمح للدولتين العمل على التنقيب عن الطاقة في مياههما الإقليمية وانتاجها في حال العثور عليها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق