الأربعاء، 28 أكتوبر 2020

ترامب يحذّر الناخبين من قتل «الحلم الأميركي»

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

قبل أيام من الانتخابات الأميركية الرئاسية يوم الثلاثاء المقبل، وفي وقت تجاوزت نسبة المقترعين مبكراً أو بريدياً، نصف إجمالي المقترعين الذين بلغ عددهم نحو 130 مليوناً في انتخابات العام 2016، أظهرت بيانات الانفاق الانتخابي أن حملة الرئيس دونالد ترامب أوقفت بث دعايتها في ولاية فلوريدا المتأرجحة، والتي غالباً ما تحسم السباق الى البيت الأبيض، بينما خيّر الرئيس الجمهوري، الناخبين، بين قتل وباء «كورونا - 19» أو قتل الحلم الأميركي.

وكان مقرراً أن تنفق حملة ترامب على حملتها الدعائية في الولاية خمسة ملايين دولار، لكنها تراجعت عن ذلك بعدما تبين أن في صندوق الحملة أقل من 400 ألف دولار، في وقت خصصت حملة منافسه الديموقراطي نائب الرئيس السابق جو بايدن، 8.3 مليون دولار، للأيام القليلة المتبقية، في الولاية نفسها.

وبررت حملة ترامب انسحابها من فلوريدا بالقول إنها سبق أن نجحت في شن «حملة أرضية» تضمنت القرع على أبواب قرابة 400 ألف ناخب وتسجيلهم، وهو ما قلص الفارق مع الديموقراطيين الى أقل من مئة ألف ناخب حزبي مسجّل.

واعتبرت أن «الحملة الأرضية» كفيلة بدفع المصوتين نحو صناديق الاقتراع والاستعاضة بذلك عن الدعاية الانتخابية. وأسفرت جهود الحملة عن تفوق الجمهوريين في الاقتراع المبكر، شخصياً، بواقع 310 آلاف ناخب أكثر من الديموقراطيين، الذين تفوقوا بدورهم في التصويت البريدي على منافسيهم بـ 615 ألف صوت.

وعلى الرغم من تفوق الديموقراطيين في التصويت بريدياً في ولاية فلوريدا الجنوبية الشرقية، تظهر أحدث استطلاعات الرأي تعادلاً بين ترامب وبايدن، بعدما أمضى بايدن معظم الشهر الجاري متقدما على منافسه بمعدل نقطتين مئويتين.

وكان التفوق في الاقتراع بريدياً للديموقراطيين تحول الى مصدر قلق بعدما ظهر أن خدمة البريد الحكومية، والتي عين ترامب مديرها قبل مدّة وجيزة، تعمد الى التأخر في جمع وتسليم أصوات الناخبين الى مراكز الفرز في الولايات، وهو ما حمل بايدن الى شن حملة توعية في صفوف الديموقراطيين لحثّهم على تفادي ارسال أصواتهم بالبريد، والاستعاضة عن ذلك بايداع الأصوات في صناديق حكومية مخصصة لها وتابعة لهيئات الفرز.

وفي وقت يسعى الديموقراطيون لمحاصرة كل «الحيل» الانتخابية التي قد يلجأ اليها ترامب والجمهوريون، كرر قادة الحزب الديموقراطي اعتقادهم بأن فوز بايدن يجب أن يكون ساحقاً بالكامل بشكل يحرم ترامب والجمهوريين امكانية تأخير بعض الأصوات أو الغائها لتحقيق تعادل، وربما انتصار عن طريق المحاكم، على غرار انتصار الرئيس السابق جورج بوش الابن على منافسه الديموقراطي نائب الرئيس السابق آل غور في العام 2000، وهو العام الذي لعبت فيه ولاية فلوريدا دور الترجيح، وأعادت عدّ الأصوات، قبل أن تحسم المحكمة الفيديرالية العليا السباق لمصلحة بوش، وهو سيناريو يتخوف منه الديموقراطيون في هذه الدورة، خصوصاً بعدما أدى تعيين القاضية إيمي كوني باريت الى قلب موازين الأصوات في المحكمة الى ستة للجمهوريين وثلاثة للديموقراطيين.

وفي حين شكك ترامب، بالتصويت عبر البريد، قدم بايدن رسالة من أجل الوحدة في تجمعين انتخابيين في ولاية جورجيا في سعيه لغزو منطقة مؤيدة تقليدياً للجمهوريين.

وتجاوز التصويت المبكر سواء بالبريد أو بالحضور الشخصي 70 مليوناً يوم الثلاثاء. ويسارع الأميركيون إلى الإدلاء بأصواتهم بأرقام قياسية في الوقت الذي يتطلعون فيه لتجنب التعرض لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

ويقول الخبراء إن الحجم الضخم من بطاقات الاقتراع بالبريد - أكثر من 46 مليوناً أدلوا بأصواتهم بالفعل - قد يستغرق أياما أو أسابيع حتى يتم فرزها مما يعني أنه قد لا يتم إعلان الفائز ليلة الثالث من نوفمبر، عندما تغلق مراكز الاقتراع.

وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض قبل مغادرته للمشاركة في تجمعات انتخابية في ثلاث ولايات: «سيكون من المناسب جداً واللطيف للغاية أن يتم إعلان الفائز في الثالث من نوفمبر بدلاً من فرز بطاقات الاقتراع لمدة أسبوعين، وهو أمر غير مناسب على الإطلاق ولا أعتقد أن هذا مسموح به بموجب قوانينا».

والتصويت عبر البريد، سمة قديمة العهد في الانتخابات الأميركية، وأدلى ناخب من كل أربعة ناخبين بصوته بهذه الطريقة في 2016.

وأمام تجمّع لمئات من مناصريه في ميتشيغن، الولاية التي منحته الفوز في انتخابات 2016، قال ترامب «عليكم الاختيار بين مشروعنا لقتل الفيروس، ومشروع بايدن لقتل الحلم الأميركي».

وتابع أن بايدن «يريد أن يفرض إغلاقاً جديداً»، وأضاف «هذه الانتخابات هي خيار بين انتعاش خارق بقيادة ترامب وكساد بقيادة بايدن».

في المقابل، اكتفى خصمه الديموقراطي بزيارة ولاية جورجيا في الجنوب المحافظ حيث لم يكن أحد، حتى الأمس القريب، يتصوّر أن ترامب يمكن أن يُهزم.

وقال بايدن «يمكننا السيطرة على الفيروس وسنفعل ذلك»، مستغلاً تصريحا أطلقه كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز في نهاية الأسبوع الماضي قال فيه «لن نسيطر على الجائحة، سنسيطر على واقع تلقي اللقاحات».

في سياق متصل، يبدو أن السباق على الكونغرس صار شبه محسوم في مجلس النواب، الذي من المتوقع أن يحافظ الديموقراطيون على الغالبية فيه، في وقت لا يزال من الصعب تكهن هوية الحزب الذي سيسيطر على مجلس الشيوخ. ويعتقد المراقبون أن الحزب الذي يفوز بالبيت الأبيض هو الذي يرجح أن يفوز في «الشيوخ»، إذ إن الفوز الرئاسي غالبا ما يعني أداء أفضل للحزب الفائز، وينعكس تالياً على انتخابات الشيوخ.

وإن فاز بايدن بالرئاسة من دون الشيوخ، ستتحول الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الى عائق لكل التشريعات التي سيسعى الرئيس الديموقراطي الى إقرارها. اما ان لم تحصل مفاجآت وتحققت أرقام الاستطلاعات، يفوز الديموقراطيون بغالبية تبلغ 51 من المئة في «الشيوخ»، وهي نسبة ضئيلة ولكن كافية - الى جانب الغالبية في مجلس النواب - للسماح لبايدن بتنفيذ وعوده الانتخابية وخططه، على الأقل حتى انتخابات 2022 النصفية.

واعتبر كبير الخبراء الأميركيين في شؤون استطلاعات الرأي والانتخابات تشالز كوك، أن ما كان متوقعاً أن تكون دورة انتخابية عادية يمكن التنبؤ بها لمجلس الشيوخ، صارت واحدة من أكثر الدورات تعقيداً في الذاكرة الحديثة.

وكتب على موقعه «تقرير كوك»، أن «لمعرفة الأسباب، علينا أن نبدأ بالمخاطر، فالعواقب السياسية لفقدان الجمهوريين لمقعد أو مقعدين فقط والتمسك بغالبية ضئيلة يختلف اختلافاً كبيراً عما إذا كانت خسائر الجمهوريين الصافية خمسة أو ستة أو سبعة أو ثمانية مقاعد، وهي خسارة ممكنة تماماً بالنظر إلى العشرات من مقاعد الحزب الجمهوري التي لا تبدو مضمونة».

وتابع كوك أنه، إن تحققت الاستطلاعات الحالية، «فسيجد الفريق الجمهوري نفسه في مواجهة غالبية من الديموقراطيين تراوح بين 52 و55 مقعدا»، وهو ما يعني انه لو «أراد الديموقراطيون التخلي عن القوانين التي تسمح للأقلية بتعطيل بعض التشريعات والتعيينات، فسيتم لهم ذلك».


ميلانيا... لوحدها

شاركت السيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترامب، الثلاثاء، في تجمّع انتخابي دعماً لحملة زوجها الرئيس دونالد ترامب، في أول فعالية تنظّمها لوحدها من دون أن يحضرها الرئيس الساعي للفوز بولاية ثانية. وقالت أمام حشد من أنصار زوجها في أتغلين (بنسلفانيا)، «أنا لا أتّفق دائماً مع طريقته في قول الأمور».

وتابعت عارضة الأزياء السابقة السلوفينية الأصل البالغة من العمر 50 عاماً، دفاعها عن زوجها بالقول إنّ «دونالد مقاتل. هو يحبّ هذا البلد ويقاتل من أجلكم كلّ يوم. وللمرة الأولى في التاريخ، يمكن لمواطني هذا البلد سماع رئيسهم بشكل مباشر وفوري كل يوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق