الأربعاء، 17 مارس 2021

اللبنانيان خاطر وطانيوس استخدما «الكيماوي» في مبنى الكونغرس

واشنطن - من حسين عبدالحسين

تواصل الإدارة الأميركية، ملاحقتها القضائية لأكثر من 300 شخص، ممن شاركوا في اقتحام مبنى الكونغرس في السادس من يناير الماضي، خصوصاً منهم، من ارتكبوا أعمال عنف، مثل الاعتداء على الشرطة، أو القيام بأعمال تكسير لممتلكات عامة، أو اقتحام مبنى الكابيتول الفيديرالي المحظور دخوله على غير المخولين.

وفي هذا السياق، أعلن مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي)، اعتقال أميركيين اثنين من أصول لبنانية، بتهم الاعتداء على الشرطة المولجة حماية مبنى الكونغرس.

وورد في إضبارة الادعاء، أن جوليان إيلي خاطر وجورج بيار طانيوس، قاما برش مواد كيماوية في وجه ثلاثة رجال الشرطة بشكل أجبرهم على التوقف عن القيام بمهامهم لأكثر من 20 دقيقة، في وقت بقيت «آثار الكيماوي» بادية على عيون شرطية، لأسابيع.

وتقول الضحية، إنه في كل سنوات عملها في سلك الشرطة، لم يسبق أن رأت «كيماوي» من هذا النوع.

وكان أحد رجال الشرطة الثلاثة، برايان سيكنيك، لقي حتفه في المساء الذي تلى يوم الاقتحام، لكن ليس بـ «الكيماوي»، بل إثر مواجهات مع متظاهرين آخرين.

وخاطر وطانيوس يتحدران من عائلتين من جذور لبنانية تقيمان في ولاية نيوجرسي (شمال شرق)، ويعمل كل منهما في قطاع المأكولات والصناعات الغذائية. خاطر عمل في شركة صناعة فواكه في نيوجرسي، فيما انتقل طانيوس إلى ولاية فرجينيا الغربية، حيث يدير مطعماً يملكه.

وقد تعرف مكتب التحقيقات، على هوية المتهمين عن طريق الفيديوهات التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر اتصالات من مواطنين. ثم بعد تحديد هويتيهما، قام المكتب بالتحقيق مع معارفهما للتثبت من أن من يظهران في الفيديو، هما فعلياً خاطر وطانيوس.

ومن الشهود الذين تعرفوا على المتهمين، شريك عمل سابق لطانيوس، قال إن بينهما دعاوى قضائية بسبب قيام الأخير باختلاس 432 ألف دولار منه.

وذكر الادعاء أن في خضم المواجهات الجارية، توجّه خاطر الى طانيوس، وقال له «اعطني ذاك الذي نرش به الدببة»، لكن طانيوس استمهله قائلاً «انتظر قليلاً ما زال الوقت مبكراً». فرد خاطر بأنه تعرض لرش بغاز الدموع من قبل الشرطة، لكن طانيوس أصرّ على الانتظار حتى يقوم المهاجمون باقتلاع الحاجز الحديد الذي كان يفصل المتظاهرين عن الشرطة.

وأشار الادعاء الى أنه قبل التعرف إلى هوية المتهمين، كان مكتب التحقيقات، صنف خاطر على أنه «المطلوب الرقم 190»، وطانيوس على أنه «المطلوب رقم 254».

وإلى شهادات الشهود في التعرف على المتهمين، استند الادعاء إلى تطابق في الملابس والشعارات في صور مختلفة.

وفي حال ثبتت التهمة على المتهمين، يواجه كل منهما أحكاماً بالسجن تصل الى 20 عاماً، لاعتدائهما على قوات أمنية فيديرالية.

ويتمتع الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، الذي يرى مراقبون أنه المحرّض خلف الاعتداء على الكونغرس، بشعبية كبيرة بين العرب الأميركيين، خصوصاً من غير المسلمين.

وفي صفوف اللبنانيين الأميركيين، دفعت شعبية الرئيس السابق الواسعة، بعضهم الى تنظيم جمعية «شرق أوسطيون من أجل ترامب»، أثناء حملته الرئاسية الأولى في العام 2016.

وفي حملة 2020، لم يظهر التنظيم مجدداً، لكنّ عدداً كبيراً من اللبنانيين الأميركيين انخرطوا في الحملة الانتخابية مباشرة، وساهموا في التأجيج ضد نتائج الثالث من نوفمبر، وساهم بعضهم - على ما يبدو حسب الادعاء الأخير - في أعمال العنف التي رافقت اجتياح مناصري ترامب لمبنى الكونغرس الأميركي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق