الاثنين، 30 مارس 2009

هيرش: هدف الأسد الأكبر يكمن في إقناع أوباما بالتخلي عن الانحياز إلى دول سنية ضد إيران و«حزب الله» و«حماس»

الصحافي الاميركي سيمور هيرش الى مائدة السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى (نقلا عن مدونة السفير السوري)

واشنطن - من حسين عبد الحسين

بعد طول انتظار وعودته من دمشق في اكتوبر الماضي، اطل الصحافي في مجلة «نيويوركر» سيمور هيرش، بمقالة كتب فيها ان الرئيس السوري بشار الاسد ابلغه انه يسعى الى «اتصال مباشر مع (الرئيس باراك) اوباما»، وان مؤتمرا دوليا لهذه الغاية لا ينفع، «بل من الطبيعي ان اريد اجتماعا» معه.

وكتب ان الاسد قال ايضا في مقابلة: «نحن لا نقول اننا دولة ديموقراطية... لكننا نتقدم». واضاف هيرش ان الاسد ركز في مقابلته على ما يمكنه تقديمه للاميركيين: «سورية، كدولة علمانية، والولايات المتحدة يواجهان عدوا مشتركا هو القاعدة والتطرف الاسلامي».

لكن الصحافي الاميركي، المعروف بعلاقاته الممتازة مع النظام السوري خصوصا مع السفير في واشنطن عماد مصطفى، كتب مشككا في ان تكون غاية الرئيس السوري في «حواره مع اميركا واسرائيل»، استعادة هضبة الجولان، التي تحتلها اسرائيل منذ العام 1967. واورد ان الهدف الاكبر للاسد يكمن «في اقناع اوباما بالتخلي عن استراتيجية ادارة (الرئيس السابق جورج) بوش القاضية بوقوف اميركا الى جانب ما يعرف بالدول العربية السنية المعتدلة - مصر والسعودية والاردن - في جبهة منسقة ضد ايران الشيعية، وحزب الله الشيعي وحماس».

هيرش، البالغ من العمر 72 عاما والحائز على «جائزة بولتزر»، كان كتب قبل عامين مقالة سببت الكثير من الجدل، اتهم فيها السعودية والحكومة اللبنانية بتمويل وتسليح عناصر سنية متطرفة في لبنان لمواجهة «حزب الله» والنفوذ الايراني في المنطقة. ويؤخذ على الصحافي استناده على مصادر لا يثق بها، ما يجعل مقالاته عرضة للتلاعب من قبل «شهود تزرعهم جهات معينة،» على حد تعبير صحيفة «الغارديان» في اكتوبر الماضي.

عن سيمور هيرش وبشار الاسد

النسخة الانكليزية لهذه المقالة

الجمعة، 27 مارس 2009

جون هانا: الاعتقاد السائد لدى الإدارة الأميركية السابقة هو تورّط النظام السوري في جريمة مقتل الحريري

الصورة الى اليمين: بشار السبيعي (إلى اليمين) متحدثا وبدا إلى جانبه جون هانا

واشنطن - من حسين عبدالحسين

اكد جون هانا، مدير مكتب نائب الرئيس السابق ديك تشيني، ان الاعتقاد السائد لدى الادارة السابقة هو تورط النظام السوري في جريمة مقتل رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري. وقال هانا ان المحكمة الدولية تأخر قيامها، ما جعلها اقل فاعلية، اذ حتى لو دانت اشخاصاً على علاقة بالنظام السوري، فان النظام صار في موقع افضل حاليا لمواجهة هكذا ادانة.

وانتقد هانا الاصوات التي اعتبرت ان سياسة العزل الاميركية لم تنفع مع سورية، ولفت الى ان ديبلوماسية ادارة الرئيس جورج بوش السابقة هي التي ادت الى «فرض انسحاب 30 الف جندي سوري كانوا يطأون بجزماتهم رقاب اللبنانيين».

هانا قال، اثناء مؤتمر نظمه «معهد هدسون» بالتعاون مع «جبهة الخلاص السورية» المعارضة، اول من امس، ان الرئيس السابق جورج بوش وتشيني لم يمانعا من التعامل مع النظام السوري قبل اغتيال الحريري. وكشف هانا ان الرئيس ونائبه كانا يعتبران الرئيس السوري بشار الاسد «شابا وتقدميا وممكن التعامل معه».

واضاف: «على عكسهما، انا لم اكن يوما من المؤيدين للانفتاح على سورية في العام 2001، وطبعا انا من المعارضين لذلك اليوم، اذ اني اعتقد ان كل ما فعلته عائلة الاسد منذ تسلمها الحكم يتعارض مع المصالح الاميركية في المنطقة، وكنت اتمنى لو كان الوضع مختلفا».

هانا عن الاسد وجريمة اغتيال الحريري

رسالة أوباما إلى الإرهابيين في استراتيجية أميركا في أفغانستان: إلى الذين يعارضوننا رسالتي هي نفسها... سنهزمكم

واشنطن - من حسين عبد الحسين

بدأت الولايات المتحدة بتنفيذ خطتها الجديدة لانهاء الحرب في افغانستان، مع تغيير ملحوظ في اهداف الحرب واساليبها، كما بدا جليا في خطاب الرئيس باراك اوباما، الذي حدد للشعب الاميركي الهدف الجديد المتمثل بـ «تعطيل، وتفكيك، والحاق الهزيمة بالقاعدة في باكستان وافغانستان»، متراجعا نوعا ما عما اعلنته الادارة السابقة من رغبتها في انشاء ديموقراطية تعيش بسلام في افغانستان.

لكن الرئيس الاميركي استعار، وان بخجل اثناء خطابه المخصص لهذه الحرب امس، بعضا من لهجة سلفه جورج بوش حينما توجه الى من اسماهم الارهابيين بالقول: «والى الارهابيين الذين يعارضوننا، رسالتي هي نفسها: سنهزمكم».

اما ابرز عناوين خطة اوباما، بعد اتمام ادارته مراجعة السياسة الاميركية في افغانستان، فتتمثل في العمل على استخدام الديبلوماسية الاميركية لبناء تحالف دولي عريض لانهاء هذه الحرب يتضمن عواصم مصنفة غير صديقة لواشنطن مثل طهران وموسكو، ودعم حكومة باكستان للمساعدة في القضاء على مناصري الطالبان والقاعدة على طرفي الحدود الافغانية - الباكستانية، وزيادة في القوات الاميركية وحلفائها في افغانستان، الى زيادة في نشاط اعادة الاعمار، والعمل على تكرير التجربة العراقية في المصالحة السياسية الداخلية.

ويبدأ تنفيذ الخطة الاميركية الثلاثاء المقبل، حينما يلتقي ممثلو اكثر من 70 دولة على مستوى الوزراء، من ضمنهم ايران، في لاهاي، للبحث في الموضوع الامني والاقتصادي في افغانستان. ويلي هذا الاجتماع لقاء آخر ستعقده هذه الدول في طوكيو للبحث في تقديم المزيد من المساعدات المالية لحكومة كابول والمساهمة في التحالف العسكري الموجود هناك.

خطة اوباما في افغانستان

الأربعاء، 25 مارس 2009

التغيير الأميركي جدّي... أي تغيير إيراني؟

الأربعاء 25 آذار 2009 - السنة 76 - العدد 23649

‏حسين عبد الحسين – واشنطن

قد يكون المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي محقا في قوله ان "التغييرات التي تزعمها الولايات المتحدة يجب ان تكون حقيقية وليس فقط في الخطب"، فاميركا لم تتغير كثيرا منذ انتصار الثورة الايرانية في العام 1979، على الرغم من تناوب جمهوريين وديموقراطيين على حكمها.

بيد انه على المرشد الاعلى ادراك حقيقة ان انتخاب باراك اوباما رئيسا يعكس واحدة من التغييرات الاميركية الجذرية التي تحدث كل بضعة عقود.

فالولايات المتحدة خاضت تجربتها الاولى على الساحة الدولية ابان الحرب العالمية الاولى حينما دخلت وخرجت باهداف مثالية قدمها رئيسها حينذاك وودرو ولسون، ولم تأخذ بها اوروبا الامبريالية.

وانكفأت اميركا عن العالم بعد الحرب الاولى تحت وطأة ازمة اقتصادية قاسية خرجت منها بحلة صناعية جديدة، احسن ادارتها والاستفادة منها الرئيس الاميركي الاسطوري فرانكلين روزفلت، والذي يعود اليه الفضل في تجهيز البنية التحتية للبلاد، والتي حسّنت من القوة التنافسية الاميركية في العالم على مدى عقود.

واستخدمت اميركا علومها المستجدة للعودة الى الساحة الدولية اثناء الحرب الكونية الثانية، فرجحت كفة الديموقراطيات الاوروبية في الفوز على النازية، وساهمت في اعادة اعمار اوروبا واليابان، وورثت الامبراطوريات الاوروبية المتهاوية في زعامة العالم الغربي اثناء الحرب الباردة.

ولكل حقبة من التاريخ الاميركي معالمها الاقتصادية والاجتماعية والجغرافية. فقد ادت ثورة روزفلت الصناعية الى نمو ضواحي المدن، وخاصة في الشمال الشرقي، لكن هذه المناطق تدهورت في ما بعد وسميت بـ "حزام الصدأ" ليبرز مكانها "حزام الشمس"، الممتد بين ولايات الجنوب والجنوب الغربي. وشهدت البلاد بين كل تحول وآخر ازمة اقتصادية لم تلبث ان نهضت من بعدها.

اما في الاجتماع فشهدت اميركا اولا حركات حقوق مدنية، تصدرها الاميركيون من اصل افريقي، هدفت الى "دمجهم" في المجتمع الابيض. لكن حركة الدمج هذه انتهت الى المطالبة بـ"التنوع" للابقاء على خصوصيات المجموعات الاثنية المؤلفة للشعب الاميركي. ولم يخلُ كل تحول اجتماعي اميركي من عنف داخلي وفي الشوارع.

اما التغيير الاميركي الاخير في القرن الماضي فأدى الى انتخاب ريتشارد نيكسون رئيسا في العام 1968. ونجح نيكسون من حيث لا يدري خاصة ان ممارساته "العالمثالثية" في الرئاسة ادت الى فقدان المزيد من الاميركيين الثقة بحكومتهم ودفعتهم الى الاعتماد على القطاع الخاص لتسيير شأنهم العام.

وكان تأثير نيكسون الابرز اخافته البيض من الاعراق الاميركية الاخرى، مما ادى الى خلق تيار يميني ابيض مسيحي محافظ وليبرالي معاد لتوسيع دور الحكومة الاقتصادي، ساهم في صناعة تاريخ البلاد حتى الامس القريب.

منذ نيكسون وحتى ما قبل انتخاب اوباما، لم تحد اميركا الرسمية كثيرا عن مبادئها اليمينية، فانتخبت خمسة رؤساء بيض من الجنوب المحافظ تقليديا، من ضمنهم الديموقراطيان جيمي كارتر وبيل كلينتون، بينما حصد الرئيس الجمهوري رونالد ريغان الخوف من دور الدولة ورمى اميركا في ايدي القطاع الخاص تماما فتحققت بحبوحة بفضل الاعمال التجارية وسوق الاسهم.

الا ان جشع القطاع الخاص، وضعف الرقابة الحكومية، كادا يوديان بالاقتصاد مرتين: الاولى مع نهاية ولاية خليفة ريغان، جورج بوش الاب، استدركها خليفته بيل كلينتون وعالجها موضعيا، والثانية مع نهاية ولاية كلينتون عالجها كلينتون موقتا ايضا عندما استبدل فقّاعة الانترنت في سوق الاسهم بفقّاعة قطاع المنازل، التي انفجرت مع نهاية ولاية خليفته بوش الخريف الماضي.

ومع مطلع القرن الحادي والعشرين وانتخاب بوش الابن رئيسا، لم يكن لدى هذا خطة حكم بل آثر الاستمرار في نهج ريغان ووالده، اللذين اسس لهما نيكسون، واستثار عصبيات اليمين المسيحي الابيض لادامة حكمه وابقى الاقتصاد بيد القطاع الخاص. وجاءت احداث 11 ايلول لتعطي معنى لحكم بوش الابن فقاد الشعب الاميركي المذعور بعصبية كبيرة الى حروب غير واضحة الاهداف، تلطى خلفها سماسرة السياسة واصحاب المصالح.

الا ان القرن الحادي والعشرين بدأ فعليا في الولايات المتحدة مع انتخاب اوباما رئيسا، لا لاهمية اوباما فحسب، وانما لان الانتخاب كان نتيجة عملية تغييرية تعتمل في نفوس الاميركيين منذ فترة، اجّلت ظهورها احداث 11 ايلول، من دون ان تطيحها.

فاميركا، المعروفة بقلة حفاظها على التقاليد، تأخرت في التجديد على الرغم من التغيير العالمي الذي كان يحصل من حولها فيما كان الكون يتحول الى قرية. ووجد الاميركيون انفسهم غير مستعدين، على غير عادة، للتنافس الصناعي والعلمي، ووجدوا مصانعهم المساهمة الاكبر في التلوث العالمي بينما صناعاتهم، وخاصة من السيارات، بليدة تعيش على نفقة الحكومة كما في الدول الاشتراكية السابقة.

كذلك ادى استثمار الاموال في قطاع العقارات، غير المنتج اقتصاديا، الى نمو وهمي ما لبث ان تكشف عن عجز هائل. وفي وسط الانفجار الاعلامي الهائل الذي سمح لكل مواطني العالم بمتابعة ادق تفاصيل حكوماتهم، انتفت اسباب انعدام ثقة الاميركيين بعمل حكومتهم والعمل على تقليصها.

هكذا، تبخرت قوة اليمين المسيحي المحافظ في السياسة والاقتصاد ولم تنفع حملاته الانتخابية الشعبوية التي استحضرت امرأة جميلة غير مؤهلة، و"وجو السمكري"، والحديث عن "قيم" المدن الصغيرة في اميركا. وبدأ التغيير الاميركي منذ ما قبل انتخاب اوباما، الذي وصل في الوقت المطلوب ليعبر عن هذا للتغيير ويقوده، فاقفرت مدن اميركا الصغيرة وضمرت ضواحي البيض، وخاصة في منطقة "حزام الشمس"، وتضخمت المدن المتروبوليتية التعددية، على قلتها، مثل نيويورك وواشنطن وشيكاغو وسان فرانسيسكو، وتم انتخاب رئيس اسود للمرة الاولى في التاريخ الاميركي.

كذلك للمرة الاولى منذ نيكسون، جاء رئيس من الشمال، وهو لا ينتمي الى اي من المدارس الجنوبية او القائلة بضرورة تقليص حجم الحكومة بل على العكس، يعتقد اوباما بضرورة تولي الحكومة عملية تحديث الاقتصاد الاميركي ونقله الى السكة الصحيحة، لا اصلاحه مؤقتا، بجعله اكثر تنافسية بيئيا وصاحب موارد بشرية وعلمية اكبر.

اما في السياسة الخارجية، وهي ما تعني السيد خامنئي اكثر من شؤون اميركا الاخرى، فهناك تغيير جذري يتناسب وحجم التغييرات في السياسات الاخرى، وما على القيادة الايرانية الا التأمل بجدول اعمال قمة الثماني المقرر اقامتها في صقلية في تموز المقبل للتأكد من ان اولويات العالم الذي تقوده واشنطن قد تغيرت وصارت في طليعتها، بعد الاقتصاد، التغيرات المناخية، ثم اعادة كتابة معاهدة حظر الانتشار النووي بما يبعد الظلم والمعايير المزدوجة عن ايران وغيرها في حال الطلب من طهران التخلي عن تخصيبها للاورانيوم.

حتى مفهوم "نشر الديموقراطية" حول العالم استبدلته مراكز القرار والابحاث الاميركية بعبارة "تنمية الديموقراطية"، اي القائمة منها. كما توصل الاميركيون الى اجماع بضرورة التخلي عن النفط، كمصدر رئيسي للطاقة، واستبداله بطاقة بديلة، وهو ما يبعد اميركا اكثر عن شؤون منطقة الشرق الاوسط. قد يدرك او لا يدرك خامنئي حجم التغيير الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي يحصل اليوم في الولايات المتحدة. ولكن الاهم من التغيير في اميركا هو التغيير في ايران، الذي ينعكس في حال حدوثه على المنطقة باسرها، وفي طليعتها لبنان.

وهنا يحضرنا السؤال: ماذا عنى خامنئي بقوله انه اذا تغيرت اهداف اميركا لا تكتيكاتها، "سنتغير نحن ايضا"؟ ما هو التغيير الايراني الذي تحدث عنه المرشد الاعلى، وهل يؤدي الى ثورة ايرانية ثانية تجاري ثورة اوباما الاميركية والتحولات المقبلة على العالم؟ ام ان التغيير عند خامنئي يجب ان يكون في الاهداف لدى اميركا وفي التكتيك فقط لدى طهران؟

(صحافي وزميل زائر في معهد"تشاتهام هاوس" البريطاني)

الثلاثاء، 24 مارس 2009

فيلتمان: لا يمكن المقايضة على المحكمة الدولية أو تقويض عملها كجزء من صفقة سياسية إقليمية

واشنطن - من حسين عبدالحسين

اكد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية بالوكالة جيفري فيلتمان، انه ابلغ دمشق، اثناء زيارته الاخيرة اليها، ان «الانتخابات اللبنانية يجب ان تقام من دون اي تدخلات، ويجب ترك اللبنانيين يقررون وحدهم شكل حكومتهم المقبلة».

وقال فيلتمان، خلال جلسة استماع مخصصة للبنان عقدتها لجنة شؤون الشرق الادنى في الكونغرس، امس، «ما زال الدور الذي يلعبه حزب الله في لبنان يثير قلقنا في شدة». واضاف: «تستمر هذه المجموعة بتلقي الاسلحة من سورية وايران في خرق لقرار مجلس الأمن الرقم 1701. اضافة الى ذلك، ذكّرت افعال حزب الله العنيفة، ضد مواطنيه اللبنانيين في مايو 2008، بالتهديد الذي تمثله هذه المجموعة للسلام والاستقرار».

واضاف ان كثيرين تساءلوا ان كانت الولايات المتحدة ستسير في خطى بريطانيا لبدء «اتصالات مع الجناح السياسي لحزب الله؟ والجواب هو لا قاطعة... موقفنا من حزب الله يبقى كما هو منذ اول يوم على تعيين المجموعة منظمة اجنبية ارهابية في العام 1997». واشار الى ان «الناطق باسم الحزب حسن عزالدين (اكد) اخيرا انه لا يمكن فصل حزب الله، الى جناح عسكري وآخر سياسي». لكن فيلتمان اضاف: «اما اذا نبذ حزب الله الارهاب داخل لبنان وخارجه ووضع نفسه في تصرف القانون وسلطة الدولة اللبنانية، نعيد النظر حينذاك بوضعه».

ووصف فيلتمان الانتخابات البرلمانية المقررة في لبنان في 7 يونيو، بانها تمثل «الخطوات الاخيرة للتعهدات التي قطعت في اتفاق الدوحة، الذي انهى اشهرا من الانقسام السياسي والمواجهة الداخلية».

كذلك تحدث فيلتمان عن دعم واشنطن لقيام مسار لبناني - اسرائيلي على غرار المسار السوري - الاسرائيلي للسلام. وقال: «في الوقت الذي ندعم فيه الجهود الاسرائيلية والسورية للتوصل الى اتفاقية سلام، كذلك نأمل ان يتمكن لبنان واسرائيل من ايجاد آلية مقبولة من الطرفين لمعالجة الامور العالقة بينهما».

واضاف: «تؤكد الحكومتان دوريا تأييدهما للقرار 1701، مع ان تنفيذ القرار بالكامل يدعو الى المزيد من العمل والحوار بين البلدين... لقد دعا البعض في لبنان علانية الحكومة الى مباشرة المفاوضات مع اسرائيل في اطار القرار 1701».

واكد ان واشنطن مستعدة لدعم اي حوار بين بيروت وتل ابيب، وعبر عن سعادة حكومته لرؤية «اسرائيل ولبنان يتحاوران اصلا، من خلال الامم المتحدة، حول (مصير) الجزء الشمالي من قرية الغجر». واضاف: «نأمل ان يتم التوصل الى حل يظهر ان الديبلوماسية، لا سلاح حزب الله، هي التي تؤمن مصالح لبنان».

فيلتمان عن لبنان وسورية واسرائيل

الاثنين، 23 مارس 2009

مناصرو «مجاهدي خلق» يثابرون على التجمهر أمام البيت الأبيض

واشنطن - من حسين عبد الحسين

يتجمهر في كل يوم من ايام الاسبوع نفر قليل امام البيت الابيض. يحملون اعلاما ايرانية تعود الى زمن الشاه. ورغم البرد القارس، وحرارة الاحداث السياسية في العاصمة الاميركية، وقلة الاهتمام الاعلامي بقضاياهم، يثابر هؤلاء على الحضور.

المتظاهرون قلما يتحدثون الى الاعلام، ولا يفصحون عن هوياتهم، ويشيحون بوجوههم بعيدا عن عدسات كاميرات الصحافين واصحاب الفضول من المارة والسائحين. ولولا الرايات التي يلوحون بها واللافتات التي يحملونها، لاصبحت تظاهرتهم اقرب الى السوريالية.

هؤلاء هم مناصرو «مجاهدي خلق»، المنظمة الايرانية المعارضة والمصنفة ارهابية في الولايات المتحدة، فيما اسقطت اوروبا التهمة عن هذه المنظمة اخيرا. يذكر ان هذه المنظمة هي اول من كشف للعالم عن وجود مفاعل نووي ايراني في ناتانز، منذ بضع سنوات.

عندما يسمعنا احدهم نتحدث العربية، يقفز من بين المتظاهرين ليحيينا بلكنة عراقية. «اسمي ابو مجيد»، يقول لنا، ثم يطلب منا عدم الافصاح عن هويته بعدما يعرف اننا صحافيون.

ويقول ابو مجيد: «نخاف الافصاح عن هوياتنا امام الاعلام الاميركي خوفا من اتهامنا بالانتماء الى تنظيمات ارهابية، كذلك نخشى التعريف عن انفسنا في الاعلام العالمي خوفا من انتقام النظام الايراني من اقرباء لنا ما زالوا يعيشون في ايران».

ثم يتنهد ابو مجيد ويقول: «لا يعقل ان يكون المرء ارهابيا لدى ايران وعدوتها اميركا في الوقت نفسه». ويضيف: «نحن اعداء النظام الايراني ونؤيد التخلص منه، لكننا اصدقاء للغرب واميركا... منذ وقت قليل، اسقطت عنا اوروبا تهمة الارهاب، اما اميركا، فلا».

الا ان «مجاهدي خلق» يذهبون الى ما هو ابعد من التظاهر، فالمنظمة معروفة بحسن تنظيمها ونسجها لعلاقات مع عدد كبير من اصحاب النفوذ في واشنطن.

هذه العلاقات دفعت مناصري المنظمة الى عقد امالهم على اقتراب اسقاط منظمتهم من «لائحة التنظيمات الارهابية» التي تجددها وزراة الخارجية كل سنتين. وبينما كان من المنتظر ان تحذو اميركا حذو اوروبا، فاذا بادارة الرئيس السابق جورج بوش تبقي «مجاهدي خلق» على لائحة التنظيمات الارهابية قبل ايام من مغادرتها الحكم.

"مجاهدي خلق"

هل تقدم إدارة أوباما «حلولا جذرية» لمنع تسلح إيران نوويا ؟

واشنطن - من حسين عبد الحسين

أين اصبح الحوار الاميركي الايراني الذي وعد الرئيس باراك أوباما اميركا والعالم بمباشرته اثناء حملته الانتخابية؟ وهل فعلا افتتحت واشنطن قنوات خلفية لحوارها مع طهران؟ ولماذا تأخر تعيين الرئيس الاميركي للديبلوماسي دينيس روس مبعوثا الى منطقة الخليج مولجا معالجة الملف النووي الايراني؟

لا تقدم اوساط الادارة الاميركية اي اجابات علنية عن الموضوع الايراني، وغالبا ما يطلب المسؤولون من الصحافيين والمتابعين «الصبر» و«الانتظار» حتى جلاء «بعض الامور»، التي ستحدد كيفية تعامل واشنطن مع قضية ايران.

لكن مصادر اميركية تجزم ان «اي اتصال مباشر او غير مباشر لم يتم حتى الساعة مع الايرانيين». وتقول ان «اميركا لن تذهب الى طهران قبل الانتهاء من تحضيرها لتسوية الملعب بين الفريقين».

تسوية الملعب هذه تعني امورا عدة، تقول مصادر اميركية متابعة: «على سبيل المثال، لو ذهبنا منذ عام، لكان العراق ورقة في يد الايرانيين، اما الان، فقد سحبنا هذه الورقة منهم». ويقول ضباط اميركيون معنيون بالشأن العراقي اثناء محادثاتهم في وزارة الدفاع «البنتاغون»، انهم بدأوا يلاحظون منذ فترة «ازديادا في النشاط الايراني الهادف الى زعزعة الوضع في العراق، اذ شملت الاحداث تفجيرين واسقاط الجيش الاميركي لطائرة ايرانية من دون طيار اخترقت الاجواء العراقية على مدى الاسبوع الماضي».

وتفسر المصادر الاميركية ازدياد النشاط الايراني في العراق على انها «محاولة من طهران لاستعادة زمام الامور هناك والضغط على ادارة أوباما لدفعه على الاسراع في الذهاب لتقديم التنازلات الى طهران».

لكن المصادر تعتقد ان الوضع في العراق «بات مستقرا ولا يخشى من عودته الى سابق عهده». وتضيف: «ايران اصبحت مستعجلة كي ترى اميركا تستجديها، ولذا نراها تحاول من زيادة منسوب التوتر، ولكن ذلك لن يحصل».

اوباما وايران

أوباما يواصل تألقه بعد شهرين من تسلمه زمام الحكم

واشنطن - من حسين عبدالحسين

يتواصل تألق الرئيس باراك اوباما، حسب استطلاعات الرأي الاميركية، بعد شهرين من تسلمه زمام الحكم، وقبل مضي المئة يوم الاولى التي يعتبرها المراقبون فترة «شهر العسل» بين الناخبين ورئيسهم.

واظهر استطلاع «غالوب» حيازة اوباما على 61 في المئة من تأييد الاميركيين، بعد 60 يوما على دخوله البيت الابيض، مقارنة بـ 58 في المئة حاز عليها الرئيس السابق جورج بوش في الفترة نفسها اوائل رئاسته، و53 في المئة لبيل كلينتون.

واظهرت استطلاعات مشابهة لمراكز «بيو» و«راسموسن» ان اوباما حصد نسبة تأييد بلغت 59 و57 في المئة على التوالي، وهي من المعدلات المرتفعة.

المشككون في استمرار التأييد لاوباما، ومعظمهم من اليمينيين ومناصري الحزب الجمهوري، حاولوا اظهار تراجع شعبية الرئيس، فكتبت صحيفة كانسس ستار، امس، ان «الاميركيين بدأوا بالاستياء من اوباما لانه يسمع لليبيراليين داخل حزبه اكثر من الوسط».

ومما يزيد الطين بلة للحزب الجمهوري واليمين الاميركي ان نسبة التأييد لقيادتهم في الكونغرس انخفضت في الفترة نفسها الى نسب غير مسبوقة، وانه على رغم قيام الرئيس بسماح تمويل ابحاث الخلايا الجذعية، والذي يعتبر من الامور التي يعارضها المحافظون بشدة، فان القرار الرئاسي لم ينعكس سلبا على شعبية اوباما.

وقال نائب رئيس «معهد بروكنغز» داريل وست في دردشة مع الصحافيين، اول من امس، ان «الرئيس اوباما يبلي حسنا حتى الان، ويتمتع بنسبة تأييد 60 في المئة، مع تراجع شعبية قادة الجمهوريين في الكونغرس الى 38 في المئة».

وعزا وست استمرار شعبية اوباما الى «استصداره لقوانين اساسية لمساعدة الاقتصاد و(قطاعات) التعليم والصحة والطاقة». وقال: «هو من نحتاجه في هذا الوقت بالذات، اي شخص متفائل بالمستقبل وقادر على ايصال افكاره الى الناخبين».

شعبية اوباما

السبت، 14 مارس 2009

هانا: السوريون ما زالوا يحتفظون بقدرتهم على إشعال حرب أهلية في لبنان

واشنطن - من حسين عبدالحسين

دعا مدير مكتب نائب الرئيس الاميركي السابق، ديك تشيني، والباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى، جون هانا، الادارة الحالية الى تطوير «خطة طوارئ» لمواجهة سورية في حال انهيار سياسة الحوار مع دمشق.

كلام هانا جاء اثناء حوار في المعهد بعنوان «مثلث واشنطن - بيروت - دمشق»، حضره حشد من الخبراء والديبلوماسيين تصدرهم السفير العراقي في واشنطن سمير الصميدعي، وحاكم السلطة الائتلافية المنحلة في العراق بول بريمر.

وقال هانا: «ممكن تسميتها سياسة عزل اذا اردتم... لقد تبلورت هذه السياسة لفترة قصيرة اثناء ولاية الادارة السابقة سمحت للبنانيين بفرض انسحاب الجيش السوري من لبنان، لكن ابقاء هذه السياسة يتطلب الكثير من الجهد الديبلوماسي المستدام مع الحلفاء».

«الراي» سألت هانا عن «خطط طوارئ» ممكنة لحماية تحالف «14 مارس» اللبناني من عنف قد تمارسه مجموعات مسلحة ضده، كما حصل في مايو الماضي، عندما ارسلت الولايات المتحدة فرقاطة «يو اس اس كول» لترابض امام الشواطئ السورية واللبنانية، فاجاب المسؤول السابق انه «لم تكن الولايات المتحدة مستعدة لفعل الكثير عسكريا عندما بدأ حزب الله بترهيب الناس في شوارع بيروت».

v واضاف: «لم يكن لدينا وليس لدى الادارة الحالية خيار التدخل العسكري كورقة من الاوراق الممكنة، لكني ادعو الادارة الحالية الى التحضير مسبقا لكل الاحتمالات، والابقاء على استراتيجية نحو لبنان لان لبنان مهم بحد ذاته بغض النظر عن علاقتنا مع سورية». واعتبر ان «المقاربة في المنطقة تغيرت وصار هناك مواجهة بين اميركا وحلفائها من جهة، وبين ايران وحلفائها من جهة اخرى، ولا اعتقد ان بامكان ادارة الرئيس باراك اوباما الهروب من هذا الواقع رغم محاولات الحوار وكسر لعبة التعادل السائدة».

وعزا هانا الانفتاح السعودي على سورية بالقول ان «عيون المسؤولين في الرياض على تصرفاتنا تجاه سورية والمنطقة». واضاف: «حينما التقيت خادم الحرمين الشريفين الملك (عبدالله بن عبد العزيز) يوم كنت في الادارة، لم يخطر لي يوما ان السعودية قد تغفر لسورية خصوصا بعد خطاب انصاف الرجال الذي ادلى به الرئيس السوري بشار الاسد اثر حرب يوليو العام 2006».

الجمعة، 13 مارس 2009

مسؤول أميركي: المعلم لم يعبر عن أي شعور بالانتصار أمام موفدينا

واشنطن - من حسين عبدالحسين

اكد مسؤول اميركي رفيع المستوى ان نقاط الاتفاق والاختلاف بين بلاده وسورية ما زالت على حالها، وقال ان «رأب الصدع بين البلدين يحتاج الى اكثر بكثير من اجتماع يمتد الى 4 ساعات».

وتحدث المسؤول الاميركي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، امام الصحافيين، عن زيارة مساعد وزيرة الخارجية بالوكالة لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان، ومسؤول شؤون الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي دانيال شابيرو لدمشق.

وقال ان الوفد الاميركي «اتفق مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم على توجيه رسالة موحدة الى الاعلام، لكن الجانب السوري سرب بعض ما دار في الحوار الى وسائل الاعلام». واعتبر انه «يصعب فصل ما هو ثنائي عما هو اقليمي في الحوار مع سورية»، لكنه اكد ان المعلم «هو من باشر في فتح الموضوع الايراني».

واضاف ان «سورية تريد التركيز على محادثات السلام السورية مع اسرائيل، والرئيس (باراك اوباما) يريد سلاما شاملا في المنطقة، وهذا سيتضمن سلاما اسرائيليا مع سورية، لكن من دون ان يأتي السلام السوري - الاسرائيلي على حساب قضايا اخرى».

واوضح انه على «علم بتقارير اعلامية يكتبها مقربون من النظام السوري، ومفادها ان سورية انتصرت مع مجيء الادارة الاميركية الحالية وحافظت على مواقفها، فيما تهرول واشنطن الى حوار مع دمشق». وقال: «باستطاعة من يريد استغلال هذين الاجتماعين (في واشنطن بين فيلتمان والسفير السوري عماد مصطفى، وفي دمشق بين الوفد الاميركي والمعلم) لكتابة ما يشاء، لكن لم يعبر المعلم عن اي شعور بالانتصار امام موفدينا الى دمشق، بل كان الجو مشحونا في بعض الاحيان بسبب بعض المواضيع الحساسة».

واضاف: «كذلك، لم تكن هناك مساع الى تسجيل نقاط اثناء الحديث بين موفدينا والمسؤول السوري... لكن السوريين يستخفون ببعض التعقيدات، خصوصا المتعلقة بعملية السلام مع اسرائيل».

عن زيارة فيلتمان الى دمشق

الخميس، 12 مارس 2009

خبراء أميركيون: مستقبل محكمة الجنايات الدولية ومصداقيتها يتوقفان على نجاحها في التعامل مع قضية البشير

واشنطن - من حسين عبدالحسين

اعتبر خبراء اميركيون ان مستقبل «محكمة الجنايات الدولية» ومصداقيتها يتوقفان على نجاحها في التعامل مع قضية الرئيس السوداني عمر البشير، واضاف بعضهم ان مستقبل العدالة في العالم يتوقف على نجاح المحاكم الدولية كافة، مثل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

هذه المواقف جاءت اثناء حوار حاشد في «معهد الولايات المتحدة للسلام»، اول من امس، شارك فيه كل من دايفيد كراين، المدعي العام في المحكمة الخاصة بسيراليون، ودايفيد تولبرت نائب المدعي العام في المحكمة الخاصة بيوغوسلافيا، ودايفيد سموك المتخصص في الشؤون الافريقية، وعبر الهاتف الديبلوماسي الاميركي السابق جايمس اوبراين.

وحضر الحوار ديبلوماسيون سودانيون وعرب، وكذلك ممثلون عن المعارضة السودانية، وهيئات المجتمع المدني العربية والاميركية الداعمة للتدخل في دارفور، وخبراء من متابعي شؤون العدالة الدولية والمحاكم الخاصة بدول مختلفة.

وسألت «الراي» تولبرت عن عدم التعاون الذي تعلنه بعض الحكومات، مثل قول البشير ان «المحكمة تحت جزمته» وتكرير الرئيس السوري بشار الاسد ان المحكمة الخاصة بلبنان لا تعنيه، او انها «سترتد سلبا على لبنان»، فاجاب: «ان المدعين العامين في المحاكم الدولية يدعمهم عادة مجلس الامن لفرض العقوبات على الحكومات التي تقف عصية في وجه سير التحقيق وتطبيق العدالة».

وقال نائب المدعي العام السابق: «في قضية (اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق) الحريري، الحكومة اللبنانية متجاوبة والادلة متوافرة لتقديمها امام القضاة والسير في المحاكمة، رغم اني سمعت ان بعضهم قام بمحاولة تخريب مسرح الجريمة والدلائل».

واضاف تولبرت: «المشكلة هي في الوصول الى ملفات حكومات اخرى قد لا تتعاون والمدعي العام الدولي التابع للمحكمة الخاصة بلبنان... هناك قوة مجلس الامن والفصل السابع تدعم عادة المدعين لفرض عقوبات على هذه الحكومات في حال استمرارها في العصيان، لكننا لم يسبق ان وصلنا الى هذا الحد».

محاكمة عمر البشير

فيلتمان وشابيرو مع المعلم: بإمكان سورية ان تلعب دورا «مهما وبنّاءً» في المنطقة

واشنطن - من حسين عبد الحسين

وصف مساعد وزيرة الخارجية بالوكالة جيفري فيلتمان، المحادثات التي اجراها في دمشق، بـ «البناءة» و«الشاملة»، معتبرا ان بامكان سورية ان «تلعب دورا مهما وبناء» في الشرق الاوسط، لكنه اعلن ان الوقت ما زال مبكرا «للخوض في حوار منتظم او لتوقع نتائج».

فيلتمان زار دمشق، امس، برفقة مسؤول شؤون الشرق الادنى في مجلس الامن القومي دان شابيرو، واجتمعا في اول لقاء على هذا المستوى بين البلدين منذ 4 سنوات، على مدى 4 ساعات، مع وزير الخارجية وليد المعلم، ونائبه فيصل المقداد، ومستشارة الرئيس بثينة شعبان، بحضور القائمة بالاعمال الاميركية مورا كونلي.

الوفد الاميركي عاد الى بيروت، حيث من المقرر ان يجري المزيد من المحادثات، اليوم، مع المسؤولين اللبنانيين «عن الانتخابات البرلمانية (المقررة في يونيو)، وعن المحكمة الخاصة بلبنان، التي بدأت اعمالها الاحد»، حسب فيلتمان.

وسيعرج الوفد الاميركي، في طريق عودته الى واشنطن، على باريس، حيث سيلتقي مسؤولين فرنسيين.

وقال فيلتمان، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف من العاصمة السورية، شاركت فيه «الراي»، انه زار دمشق «للبناء على اجتماع 26 فبراير»، الذي عقده مع السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى. الا انه رفض الادلاء بتفاصيل واكتفى بالقول: «وجدنا الكثير من الارضية المشتركة».

فيلتمان في دمشق

الخميس، 5 مارس 2009

كيري: الأسد يدرك أن مصالح سورية طويلة الأمد ليست إلى جانب إيران بل مع جيرانها السنة والغرب

واشنطن - من حسين عبدالحسين

اثنى رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور جون كيري على الادارة الاميركية «لمبادرتها الى الحوار مع دمشق»، وقال «يجب الا يكون لدينا اي اوهام بان سورية ستنهي علاقتها مع ايران فورا، لكن لا يجب ان يخيفنا ذلك طالما ان العلاقة بينــــهما لا تؤدي الــــى زعزعة امن المنطقة».

كلام السناتور الاميركي، الذي زار دمشق الشهر الماضي، جاء خلال محاضرة ألقاها في «معهد بروكنغز»، اول من امس، بحضور السفير السوري في دمشق عماد مصطفى، الذي صافحه كيري بحرارة مجيئا وذهابا، وغياب التمثيل الديبلوماسي اللبناني.

واضاف كيري: «تذكروا انه عندما بدأت الحرب في غزة، كان السوريون يتحدثون بطريقة غير مباشرة الى الاسرائيليين من خلال تركيا، رغم اعتراضات ايران». وذكر ان الرئيس بشار الاسد «قال لي اخيرا في دمشق انه مستعد لاستئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل وتبني مبادرة السلام العربية مرة اخرى».

واعتبر ان سورية «ستحاول اللعب على طرفي السور طالما تستطيع ذلك». واكد ان على الولايات المتحدة «جعله من الواضح (للسوريين) ان المفاوضات لن تأتي ابدا على حساب لبنان او العدالة الدولية»، لكنه اردف انه يعتقد ان «الاسد يدرك، ان (سورية) كبلد عربي علماني مع اكثرية سنية، مصالحها طويلة الامد ليست الى جانب ايران بل الى جانب جيرانها السنة والغرب».

ودعا كيري الى تخفيف «بعض العقوبات (على سورية) في مقابل تغييرات ملموسة في تصرفات النظام».

كيري والسلام العربي الاسرائيلي

الثلاثاء، 3 مارس 2009

فيلتمان وشابيرو ارفع وفد اميركي يزور دمشق منذ اغتيال الحريري في شباط / يناير 2005

واشنطن - من حسين عبد الحسين

في خطوة تؤشر الى انفراج كبير في العلاقات بين البلدين، اعلنت واشنطن امس، ان مساعد وزيرة الخارجية بالوكالة لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان، ومسؤول الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي دانيال شابيرو، سيتوجهان الى العاصمة السورية لاجراء عدد من اللقاءات مع المسؤولين فيها.

وعلمت «الراي» ان الوفد الاميركي الرفيع سيعرج على بيروت للقاء المسؤولين اللبنانيين، قبل وصوله دمشق، في اشارة الى التزام اميركا الى ان اي انفتاح على سورية لن يأتي على حساب لبنان.

اما جدول الاعمال المقرر ان تتناوله لقاءات فيلتمان شابيرو في دمشق، فسيتصدره البحث في عملية السلام السورية الاسرائيلية، والعمل على ترتيب وضع دمشق على لائحة العواصم التي ينوي مبعوث السلام جورج ميتشل زيارتها في جولته المقبلة في المنطقة.

وتتوقع الاوساط الاميركية ان يزور ميتشيل بيروت لاعادة احياء المسار اللبناني الاسرائيلي، في حال زيارته دمشق للعمل على المسار السوري - الاسرائيلي.

وتأتي اخبار الانفراجات بين واشنطن ودمشق في الوقت الذي عقد فيه الكونغرس امس، وسيعقد غدا، جلسات استماع عن العلاقات الاميركية - الايرانية، برئاسة السناتور جون كيري الذي زار بيروت ودمشق مؤخرا، وحضور خبراء ومسؤولين سابقين من امثال رئيس معهد «مجلس العلاقات الخارجية» ريتشارد هاس، ورئيس مجلس الامن القومي السابق زبيغنيو بريزينسكي، والباحث الايراني في «معهد كارنيجي» كريم سدجدبور.

وكانت واشنطن استدعت سفيرتها في دمشق مارغريت سكوبي اثر اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري في منتصف فبراير 2005، وحصرت علاقتها مع دمشق بقائم اعمالها هناك وطاقم السفارة التي استمرت بالعمل، مما يجعل وفد فيلتمان - شابيرو الاعلى مستوى الذي ترسله واشنطن الى العاصمة السورية منذ ذلك التاريخ.

عن زيارة فيلتمان الى دمشق