واشنطن - حسين عبد الحسين
قال رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني انه لا يمانع في ترشح اعضاء سابقين في حزب البعث المنحل للانتخابات البرلمانية المقبلة في آذار(مارس) ، شرط ان لا يكونوا متورطين بمقتل عراقيين. وكشف انه لم تتم استشارة السياسيين الكرد في اي مرحلة من مراحل شطب ترشيح مرشحين.
وجاء كلام الزعيم الكردي اثناء حوار عقد في معهد بروكنغز الاميركي في واشنطن مساء الأربعاء، وتكفل رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة اقليم كردستان فلاح مصطفى الترجمة لبارزاني، الذي تحدث بالكردية.
والتقى بارزاني، بعد الحوار، نائب الرئيس جو بايدن، للمرة الثانية في غضون ثلاثة ايام من زيارة رئيس اقليم كردستان الى الولايات المتحدة.
وقال رئيس إقليم كردستان خلال الحديث مع جمهور ضم وسائل إعلام وباحثين وخبراء «لقد قرأنا اخبار شطب الترشيح مثلكم في وسائل الاعلام... الموضوع لا يتعلق بالنائب الذي طلبت هيئة المساءلة والعدالة شطب ترشيحه صالح المطلك، بل بايجاد معايير عادلة للجميع».
واضاف «بالنسبة للمطلك، لم اسمع انه قام بقتل عراقيين... برأيي طالما يتعهد المرشحون بالولاء للدستور والعملية السياسية فلا ضير من ترشيحهم، وانا شخصيا ليست لدي مشكلة معهم».
واشار بارازني الى دور ايراني في عملية اقصاء بعض المرشحين، وقال «لكل دول الجوار اجندات في العراق، خصوصا ايران». واضاف ان «ايران دولة مهمة، وهي تسعى الى لعب دور اكبر في المنطقة، ولكن الامر يعود الى اميركا واوروبا في السماح لها بلعب دور كهذا».
وعن الانتخابات المقررة في 7 آذار (مارس)، قال انها ستحدث تغييرا في الخريطة السياسية في العراق، مع انه «ليس بمقدور احد من الكيانات المرشحة الحصول على اكثرية المقاعد في البرلمان، مما سيدفع بالضرورة الى مفاوضات لعقد تحالفات وتشكيل الحكومة المقبلة» مشيرا الى ان الاهم في الانتخابات المقبلة هو شفافيتها ونزاهتها والمشاركة الشعبية العالية فيها.
بارزاني اعتبر ان الكتلة الكردية «ستدخل في تحالف لتشكيل الحكومة المقبلة على اساس التزام (الشركاء في التحالف) الاحترام بالدستور»، وخصوصا المادة 140، والتي تنص على ضرورة اجراء استفتاء شعبي لتحديد اذا كان اغلبية سكان مدينة كركوك يؤيدون الانضمام للاقليم الكردي.
واضاف، ردا على سؤال ان كانت الادارة الاميركية قد قدمت له ضمانات ما في شأن المادة 140، ان «الحكومة الاميركية تكرر تأييدها للمادة 140 علنا».
وبالاجابة عن سؤال «العالم» حول اعتراضات زعيم المعارضة الكردية نيشروان مصطفى ضد مضايقات يتعرض لها وانصاره، واذا كانت مشاركة حركة التغيير التي يرأسها نائب طالباني السابق في الانتخابات المقبلة ضمن قائمة مستقلة، ستؤثر سلبا على حظوظ قائمة التحالف الكردستاني، قال بارزاني «هناك فرق بين موقف الاحزاب الكردية، وتحالفاتها، فالاحزاب الكردية كافة تعقد اجتماعا قبل الانتخابات وتعلن تأييدها للامور الاستراتيجية المتعلقة بمصلحة الاقليم، ثم لا مشكلة بعد ذلك ان يعقد كل كيان تحالفاته حسبما يراه مناسبا».
واضاف «في الانتخابات السابقة، لم تكن قائمتنا هي الجهة الكردية الوحيدة، بل كانت هناك احزاب كردية اخرى ترشحت منفصلة».المسؤول الكردي انتقد الحكومة الفيدرالية في شؤون متعددة، وقال ان الكرد يطالبون «باجراء مسح سكاني، فحكومة الاقليم تحصل على 70 في المئة فقط من عائدات النفط المستخرج من الشمال». واضاف «لا نريد ان نبقى تحت رحمة بغداد».
كذلك انتقد عدم تخصيص الحكومة الفيدرالية الاموال لقوات البيشمركة، وقال ان هذه تعمل كـ «حرس الاقليم»، وانها «قانونية بموجب الدستور».
كما انتقد تركيبة الجيش العراقي، وقال ان 48 في المئة هم من الشيعة، و44 في المئة هم من السنة. وطالب بزيادة العنصر الكردي فيه.
وختم البرزاني بالحديث عن العلاقات مع تركيا، وقال ان الحوار جار لحل عدد من المشاكل العالقة والتوصل الى سلام. واجاب عن سؤال لاحد الحاضرين من الكرد الاتراك حول المطلوب من هؤلاء فعله، وقال: «تعاملوا مع الحكومة، ولا تستخدموا العنف حتى لا تخسروا الفرصة المتاحة لتحقيق السلام بين الكرد والحكومة التركية».