الثلاثاء، 31 مايو 2011

مؤتمر انطاليا... من يرد رأياً واحداً وقائداً واحداً فليذهب إلى دمشق

| انطاليا (تركيا) - من حسين عبدالحسين |

جريدة الراي

سوريون من الداخل والخارج. ناشطون شباب واكبر سنا. محللون وسياسيون. حزبيون ومستقلون. اكثر من 400 سوريا يفتتحون، مؤتمرهم الاول لمساندة الثورة السورية والبحث في سيناريوات لمرحلة ما بعد حكم الرئيس السوري بشار الاسد.

ونظرا لصعوبة حصر عضوية المعارضة الفضفاضة حاليا، ينشط المخبرون التابعون لاجهزة الاستخبارات الاقليمية والدولية، وحتى السورية، داخل اروقة المؤتمر وقاعات اجتماعاته.

جميعهم يكتبون تقارير الى قياداتهم التي تعكف على دراسة وضع القيادة السورية المقبلة في حال انهيار النظام. حتى ان النظام السوري سجل حضوره علنا، اذ قام نفر من مناصريه بالتجمع امام مطار انطاليا، وحاولوا التعرض لبعض المشاركين، فتدخلت الشرطة التركية وقامت بتحقيقات واعتقالات.

يعلم السوريون المشاركون في المؤتمر، ان عيون العالم مركزة عليهم، لكن قلة الامكانات اصابتهم بشيء من الحرج. فالمنظمون متبرعون بوقتهم واموالهم، ولا يوجد من بينهم اي محترفين للعمل السياسي او التنظيمي، ما اثر سلبا على شؤون تنظيمية مثل اقامة الوفود وتحديد جدول الاعمال.

وسائل الاعلام هنا منتشرة، ولكنها لم تجد بعد المادة التي تشفي غليلها، فتكتفي بلقطات عمومية للحشد المشارك وللقاءات جانبية، وتجري مقابلات مع سوريين معروفين في صفوف المعارضة. بيد ان الوضع التنظيمي ونوعية النقاشات بدا انها تتحسن، خصوصا مع وصول الافراد الاكثر خبرة للمشاركة.

النقاشات الجانبية اهم واكثر دسما من الخطابات العامة. اختلافات في الرأي على جميع انواعها. «علينا اللحاق بالشعب السوري الذي يطالب باسقاط النظام»، يقول احدهم، فيجيبه آخر: «اسقاط النظام عنوان عريض، علينا تحديد ما يعني ذلك بالضبط». يتدخل مشارك ثالث: «اي ان يتنحى بشار (الاسد) هو وماهر ومجموعتهم... علينا ان نحدد قائمة سوداء بمن سيواجهون عقوبات دولية ومحلية، وايصال رسالة الى من يتلقون الاوامر منهم ان ما زال بامكانهم المحافظة على انفسهم بابتعادهم عن مجموعة الاسد».

الشكاوى تتنوع ضد الرئيس السوري ونظامه. واحد يقبع أبوه وأخوه في السجن ولم يتسن له رؤية امه قبل موتها لانه لاجىء سياسي في الخارج. آخر يشكو من اقارب قتلتهم قوات الامن في درعا بسبب مشاركتهم في التظاهرات. حتى ان واحدا كان يشتكي من ان أباه قدم رخصة بناء في العام 1976 ولم يحصل عليها حتى اليوم.

لكن في الافق حلول، على رغم الاختلافات، فهناك خطوط عريضة حول ما يمكن الاتفاق حوله وكتابته في البيان النهائي المتوقع صدوره مساء غد.

اولى النقاط التي يبدو انها تحوز على اجماع الجميع هي الاصرار على «سلمية» الحركة التغييرية السورية، وتأكيد رفض المشاركين لتدخل عسكري خارجي من اي نوع في البلاد.

ثاني نقاط الاتفاق تتمحور حول ارسال المشاركين رسالة مفادها بانه بمقدور السوريين من الان وصاعدا تنظيم اختلافاتهم، وشكل الحكم، وامور الدولة سلميا، من دون اللجوء الى العنف والانقلابات كما في الماضي.

اما النقطة الثالثة، فهي ضرورة الاستماع الى جميع اراء المشاركين، وحتى البعثيين ممن يرفضون العنف ويقبلون بمبدأ المشاركة في الحكم والتعددية السياسية والحزبية، او على حد قول احد المشاركين في جلسة امس المسائية: «نحن هنا في طبيعة الحال لسنا من رأي واحد ولا في صف واحد ولا حزب واحد، اذا اردتم رأيا واحدا وقائدا واحدا، فاذهبوا الى دمشق».

في الاثناء نفسه، يصر المشاركون على القول ان «خيار انطاليا لم يأت بايعاز اقليمي او دولي». ويضيف: «لو كان بامكاننا تنظيم معارضة سياسية كما فعلوا في مصر، لاخترنا ساحة في الشام وعقدنا فيها اجتماعاتنا، ولكن لو فعلنا ذلك اليوم، لارسل الينا النظام الدبابات والجرافات وسوانا مع الارض».

واللقاء الذي يعقد تحت اسم «المؤتمر السوري للتغيير»، هو المؤتمر الاول الفعلي للمعارضة منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في منتصف مارس الماضي.

ويأتي مؤتمر انطاليا بعد اجتماع اول شارك فيه معارضون في اسطنبول في 26 ابريل الماضي، الا انه كان بدعوة من منظمات مجتمع مدني تركية دعت شخصيات معارضة سورية لبحث مجريات الاحداث.

ويشارك في مؤتمر انطاليا، ممثلون عن جماعة «الاخوان المسلمين» المحظورة في سورية، وعن «اعلان دمشق» الذي يضم هيئات وشخصيات معارضة في الداخل والخارج، وتنظيمات وشخصيات كردية وممثلين عن عشائر وعن شبان يشاركون في تنظيم الحركة الاحتجاجية.

ومنذ صباح امس، امتلأت ردهات الفندق الذي يعقد فيه المؤتمر بعشرات السوريين القادمين من كل انحاء العالم. وحظي القادمون من الداخل خصوصا الشبان منهم باكبر قدر من الاهتمام حيث تحلق ابناء المهجر حولهم لاستقصاء اخبار الوطن.

انس العبدة، رئيس الامانة العامة لـ «اعلان دمشق» في الخارج يقول لـ «فرانس برس»، ان «الهدف الاساسي من هذا المؤتمر هو بحث كل السبل لدعم الثورة السورية وتأمين استمرارها وتصعيدها للوصول الى التغيير الديموقراطي المنشود».

من جهته، اكد الاستاذ الجامعي المعارض برهان غليون المقيم في باريس والذي لا يشارك في اعمال المؤتمر ان هذا المؤتمر «هو بداية لتلمس الطريق من قبل بعض اطراف المعارضة ولن يكون المؤتمر الاخير على طريق تنظيمها».

ويوضح محمد دغمش في اللجنة الاعلامية للمؤتمر، ان «عدد المشاركين سيكون نحو 300 شخص من شرائح مختلفة تضم غالبية اطياف المعارضة من شخصيات سياسية وثقافية وكتاب وفنانين».

واوضح ان «نحو ثلث المشاركين قدموا من الداخل عن طريق لبنان وتركيا ويمثلون تنسيقيات الشبان المشاركين في تنظيم الاحتجاجات في الداخل» ومن المتوقع ان ينهي المؤتمر اعماله باصدار توصياته، ولوحظ حضور كثيف للاعلامين العربي والتركي.

كلنا الشهيد الطفل حمزة علي الخطيب

نشر على الفايسبوك اليوم شريط يظهر جثة الطفل الفتى حمزة علي الخطيب ( 13 عاما) من بلدة الجيزة في درعا وقد تعرضت لتشويه مروع في أقبية أجهزة المخابرات التي كانت اعتقلته سابقا خلال مشاركته في إحدى التظاهرات. ويتضح من الشريط ، ومن رواية أسرته، أن النار أطلقت عليه بعد اعتقاله (عملية إعدام) وبعد تعريضه لتعذيب وحشي... كما قطع عضوه التناسلي! وقالت مواقع المعارضة السورية عن هذه الجريمة بأنها "لم ترتكب أو تسجل ـ حسب علمنا ـ حتى في ذروة الممارسات الفاشية التي ارتكبتها أجهزة الأسد الأب ، سواء خارج المعتقلات أو داخلها ، بما في ذلك سجن تدمر نفسه الذي شهد ارتكابات عصية على الوصف ، إلا أنها لم تصل حتى في ذروتها القصوى إلى قطع الأعضاء التناسلية للمعتقلين ، سواء وهم أحياء أو بعد تصفيتهم تحت التعذيب!

الجمعة، 27 مايو 2011

برهان غليون لا يحضر الا مؤتمرات الملائكة

حسين عبد الحسين

اعلن الاستاذ السوري المعارض في جامعة السوربون برهان غليون انه لن يحضر المؤتمر السوري للتغيير الذي ينعقد في انطاليا، تركيا، نهاية هذا الشهر. وكتب غليون ان المؤتمر "يجمع بين الكثير ممن يريد أن يستفيد من الثورة ويستغلها لخدمة أجندات خاصة، ومنها أجنبية لسوء الحظ".

غريب هذا الكلام من مثقف مثل غليون، لا لانه يخدم موقف نظام الرئيس السوري بشار الاسد من التشكيك بجدوى المعارضة والتأكيد على ضرورة بقائه كخيار وحيد للسوريين، بل لان تصريح غليون يشي بسطحية فكرية لمفهوم الاشخاص والدول.

ما هو الوطن؟ ماهي الحكومات وماهي المعارضات؟ لماذا يترحل الانسان منذ نشوئه من موطن الى آخر سعيا وراء الرزق الاكثر والحياة الافضل؟ الاجابة تكمن في المصلحة الفردية، وهذه في صلب تفكير البشر. من دونها، يتحول البشر الى ملائكة وتتحول دولهم الى جنات عدن. المعارضة السورية، كما نظام الاسد، كما الشعب السوري وباقي شعوب وحكومات العالم، فيها الصالح والطالح، الصادق والكاذب، المعطاء والبخيل. اما ما يحرك هؤلاء فهو مصالحهم، وعندما تتضارب مصالحهم، ينشأ نزاع عمد الاقدمون الى حله غالبا عن طريق العنف المباشر، او عن طريق استخدام قوة الجماعة لردع افراد آخرين او جماعات اخرى.

الدولة، بمعناها البسيط منذ فلاسفة عصر التنوير من امثال هوبز ولوك، هي تفويض الفرد صلاحيته باستخدام العنف الى الدولة التي يختارها بالانتخاب، فتحمي هذه مصالحه الجسدية والفكرية والمادية. ولانه من غير الممكن للدولة ان تحمي المصالح المختلفة والمتضاربة، تصبح سلطة بالتداول انتخابيا ولمدة محددة سلفا.

مفهوم الدولة هذا كعقد اجتماعي ينظم اختلاف المواطنين ومصالحهم سلميا ويعطيها حق استخدام العنف حصريا باسم المصلحة العامة لا يعني ان جميع المواطنين، ولا ممثليهم في الدولة المنتخبة، اصبحوا ملائكة، بل يعني ان منسوب العنف في العلاقات فيما بينهم قد انخفض الى حده الادنى على الرغم من اختلافاتهم في الرأي وتضارب مصالحهم.

مفهوم الدولة كعقد اجتماعي فيه تداول للسلطة هو المفهوم المفقود لدى العرب، حكاما وشعوبا، وهو ما نأمل ان تنجح الثورات العربية، مع ثوراها ومثقفيهم وسياسييهم، في التوصل الى تغييره.

لتكن الاحزاب السورية او العربية عموما – الموالية للحكام الحاليين او المعارضة – موالية لاميركا ولتركيا ولايران ولاسرائيل، طالما ان ولاءها لا عنف فيه وتحكمه الانظمة السائدة (مثل تحديد مصادر تمويل الحملات الانتخابية وسقوفها).

وهكذا، فان مؤتمر التغيير السوري الذي سينعقد في انطالية التركية ليس تجمعا لأئمة اطهار او لملائكة نوارنيين، بل لسوريين من مذاهب وآراء ومصالح ومشارب مختلفة وحتى متضاربة. ولا ضير في الانقسام والاختلاف في صفوف المعارضة – على غرار ما يحاول اعلام الاسد تسويقه – فالسوريين ملوا من الصف الواحد والرأي الواحد.

المطلوب من مؤتمر انطاكية للمعارضة السورية هو تقديم نموذج عن مقدرة السوريين على تنظيم اختلافاتهم الفكرية والمادية من ضمن عقد اجتماعي يحصر استخدام العنف بسلطة منتخبة، وحتى هذه السلطة وعنفها تنحصر في الحيز العام وفي امور متفق عليها مسبقا، ولا تتضمن الحيز الخاص، ولا المذهب، ولا الاثنية، ولا جنس الافراد ولا يتم استغلالها لحماية مصالح الافراد الحاكمين.

كل هذه المفاهيم حول كيفية عمل الدولة ومبدأ المواطنية كوسيلة تحقيق المصالح والعيش الكريم، لا كفكرة شوفينية قومية بائسة تتلهى عن مصلحة الفرد بكرامة متخيلة للوطن والامة، هي المفاهيم التي من المؤمل ان تتوصل اليها الشعوب العربية الثائرة. هذه الشعوب توصلت الى خلاصة مفادها انها تبحث عن مصالحها عموما، وما الهجرة الكبيرة الى خارج الوطن العربي والى حيث الرزق الافضل والحياة الاكرم الا دليل على ان العرب سأموا من قصص العنفوان القومي الفارغة التي لا تطعم ولا تكسو.

اما حديث غليون عن "انتهازيين" وعن "اجندات خاصة" وبعضها "اجنبية" فهو كلام لا ينم عن فهم هذا المفكر السوري لمبدأ الدولة والعقد الاجتماعي وكيفية عملهما، وكأنه وضع خبرته في السوربون جانبا واستعار صفحة من كتب الانظمة العربية الشمولية واحاديثها التخوينية التافهة عن الاجندات والمصالح الاجنبية.

مواضيع مشابهة:

حول مؤتمر انطاليا في تركيا - غسان المفلح (ايلاف)

البيان الاول للمؤتمر السوري للتغيير المنعقد في انطاليا - تركيا من 31 ايار الى 2 حزيران

أيها السوريون في الوطن والمغتربات.

دخلت انتفاضة شعبنا العظيم السلمية اسبوعها العاشر، ومازال السوريون يسطرون فيها ملاحم الشجاعة والبطولة بسلميتهم وحرصهم على وحدتهم الوطنية رغم كل محاولات النظام لبث الفرقة بينهم، وكل التضليل الإعلامي الذي يمارسه.

ما تمر به سورية اليوم أزمة تمتد جذورها لأسس حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والخروج منها لا يكون بغير التغيير الوطني الشامل الذي ينقل سورية من دولة الاستبداد إلى دولة الحرية، ومن نظام الحزب الواحد القائد للدولة والمجتمع، إلى دولة المؤسسات والنظام السياسي الديمقراطي ومن سلطة الفرد إلى سلطة الشعب.

ولذلك والتزاما منا بواجبنا الوطني والانساني والاخلاقي تجاه تضحيات أبناء شعبنا، نتداعى أحزابا معارضة وهيئات حقوقية ومدنية وشخصيات وطنية وناشطين مستقلين، لعقد مؤتمر وطني واسع يناقش الأوضاع الراهنة في البلاد والسبل الممكنة لأداء الواجب وتقديم الدعم والعون لنضال أبناء شعبنا البطل.

ونأمل أن نصل بنهاية المؤتمر لبيان يعبر عن آمال الثوار، وتطلعاتهم ويخرج بسبل فاعلة لدعهم في المحافل العربية والإقليمية والدولية لتحقيق التغيير الشامل الذي نصبو إليه جميعا.

ونؤكد أن المؤتمر لا يقوم على نتائج نهائية جاهزة وإنما سيعمل للوصول إليها تحت راية تطلعات الشعب دون أي نوع من الوصاية. حيث تبقى كلمة الشارع السوري هي الأصل فيما نطمح إليه ونعمل من أجله ، ألا وهو دعم نضال شعبنا في سبيل استعادة حريته وكرامته وإحداث التغيير المطلوب الذي يمكنه من بناء نظام سياسي مدني ديمقراطي واختيار ممثليه الشرعيين بارادته الحرة الكاملة وعبر صناديق الاقتراع.

وختاما نتوجه لذوي شهدائنا الابطال – مدنيين وعسكريين – بأحر التعازي، وننحني بكل إجلال وإكبار أمام أرواح أبنائهم الذين شقوا بدمائهم الطاهرة درب حريتنا. وعلى هذه الطريق نعاهدهم مواصلة المسيرة، ولهذه الدماء سيبقى أبناء سورية والأجيال القادمة مدينين بأي إنجاز وطني يحققونه على صعيد الحرية والكرامة والديمقراطية.

نؤكد أن هذا البيان هو البيان الأول للمؤتمر السوري للتغيير وكل ما عداه لا يمثل المؤتمر. والنصر لانتفاضة شعبنا في سبيل الحرية والكرامة.

المؤتمر السوري للتغيير

أنطاليا- 27/5/2011

نص مشروع قرار مجلس الامن حول سوريا

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

وزعت الدول الاوروبية الاربع في مجلس الامن، فرنسا والمانيا وبريطانيا والبرتغال، على الدول الاعضاء، الاربعاء، مشروع قرار يدين «القمع الدموي» في سورية. ومن المتوقع ان يعقد المجلس جلسة، مطلع الاسبوع المقبل، لتبنيه.

وينص القرار على الطلب من الحكومة السورية، الوقف الفوري للعنف ولعمليات القتل والتعذيب والاعتقالات العشوائية، واطلاق جميع سجناء الرأي والموقوفين، والسماح لمراقبين دوليين بدخول المدن، والسماح للاعلام الدولي بدخول سورية كذلك، ورفع الحصار عن درعا وباقي المدن.

ويطلب القرار من الدول الاعضاء منع تزويد الحكومة بالاسلحة والذخائر، ويتحدث عن امكانية وقوع جرائم ضد الانسانية، ويطالب بمحاسبة المسؤولين عن عمليات القتل، حتى من بين «القوات التي تأتمر بأمر الحكومة»، في اشارة ضمنية الى الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر شقيق الرئيس بشار الاسد.

وقالت مصادر في واشنطن، ان «الدول المؤيدة للقرار فاقت الـ 9 المطلوبة للمصادقة عليه»، وان «روسيا لن تمارس حق النقض (الفيتو)، لكنها ستمتنع عن التصويت». واضافت ان واشنطن لم تسع وحدها لدى موسكو لتسهيل المصادقة على القرار، بل عملت عواصم عالمية متعددة، عدد منها ليس عضوا حاليا في مجلس الامن وتربطها علاقات ومصالح بروسيا، على الطلب منها الموافقة على تليين موقفها.

وعن موقف لبنان من التصويت، قالت المصادر ان «واشنطن اثارت هذا الامر مع المسؤولين اللبنانيين على اعلى مستوى من دون ان تسمع ردودا حاسمة»، وان «صوت لبنان لن يؤثر في مجرى المصادقة على القرار».

وفي ما يلي نص مشروع القرار:

«مجلس الامن،

معبرا عن بالغ قلقه للوضع في سورية ومدينا للعنف واستخدام القوة في حق الشعب السوري، مرحبا بالبيانات الصادرة عن الامين العام التي يعبر فيها عن قلقه المتواصل حول العنف المستمر والحاجات الانسانية، والدعوة الى تحقيق مستقل في كل عمليات القتل اثناء التظاهرات الاخيرة،

مرحبا بقرار مجلس حقوق الانسان الصادر في 29 ابريل 2011، والذي يتضمن الطلب من مكتب المفوض الاعلى لحقوق الانسان ارسال لجنة الى سورية للتحقيق في كل الخروقات المزعومة لقانون حقوق الانسان العالمي ولتوكيد الحقائق والظروف المحيطة بهذه الخروقات والمحيطة بالجرائم المرتكبة مع نظرة تقضي بتفادي الافلات من العقوبة وتأكيد المساءلة الكاملة،

مرحبا كذلك بالبيان الصادر عن الامانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي بتاريخ 22 مايو 2011، والذي عبر عن قلق عميق حول العنف المتصاعد في سورية، والذي دعا قوات الامن السورية الى اظهار ضبط النفس والامتناع عن استهداف المدنيين الابرياء،

معتبرا ان الهجمات المنظمة والواسعة الانتشار في سورية، التي تقوم بها السلطات ضد شعبها، قد تربو الى كونها جرائم ضد الانسانية،

معبرا عن القلق حول التقارير عن نقص في المواد الطبية لمعالجة الجرحى، والذي تتسبب به عن قصد الحكومة السورية بمنعها الامدادات، والتقارير عن مدنيين كثر يحاولون الهرب من العنف، معبرا عن القلق حول التقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في درعا،

مكررا قلق الامين العام حول التأثير الانساني للعنف على عدد من المدن السورية، وداعما بشكل كامل للجنة تقييم الاوضاع الانسانية الى سورية،

مشيرا الى مسؤولية السلطات السورية في الدفاع عن سكانها، والسماح بالوصول المتواصل ومن دون عوائق للمساعدات الانسانية وللمنظمات الانسانية،

مشددا على الحاجة لاحترام حريات التجمع السلمي والتعبير، من ضمنها حرية الاعلام ووصول الاعلام العالمي،

آخذا العلم بنية الحكومة السورية المعلنة لاتخاذ الخطوات للاصلاح، ولكن متأسفا لعدم تجاوب الحكومة السورية مع التطلعات المشروعة للشعب السوري،

مشددا على الحاجة لمحاسبة المسؤولين عن الهجمات، من ضمنها الهجمات بواسطة قوات تأتمر بأمر الحكومة السورية، ضد متظاهرين سلميين وابرياء آخرين،

مؤكدا من جديد الالتزام القوي بسيادة، واستقلال ووحدة اراضي سورية،

معبرا عن القلق حول المخاطر لسلام واستقرارالمنطقة جراء الوضع في سورية، واضعا في الاعتبار مسؤولية المجلس لصيانة السلام والامن الدوليين حسب ميثاق الامم المتحدة، ومصمما على منع تفاقم الوضع،

1 - يدين الاختراقات الممنهجة لحقوق الانسان، من ضمنها عمليات القتل والاعتقال العشوائية، والاختفاء، وتعذيب المتظاهرين السلميين، والمدافعين عن حقوق الانسان والصحافيين، التي تقوم بها السلطات السورية، ويعبر عن الاسف العميق لموت مئات المدنيين،

2 - يطالب بوقف فوري للعنف و لخطوات لمعالجة التطلعات الشرعية للشعب،

3 - يهيب بالسلطات السورية ان

أ- تتصرف بأقصى درجات ضبط النفس، وان تحترم حقوق الانسان والقانون الانساني العالمي، والامتناع عن الانتقام ممن شاركوا في التظاهرات السلمية، والسماح الفوري للوصول المتواصل من دون عراقيل لمراقبي حقوق الانسان الدوليين وللوكالات والعاملين في مؤسسات انسانية،

ب - تتخذ خطوات ملموسة للاستجابة للمطالب الشعبية المشروعة، من ضمنها تبني اصلاحات شاملة هدفها تأمين مشاركة سياسية حقيقية، وحوار جامع وتطبيق فعال للحريات الاساسية، والتطبيق الفوري لالغاء محكمة الامن العليا ولرفع الاجراءات التي تقيد ممارسة الحريات الاساسية.

ت - تطلق فورا جميع سجناء الرأي والموقوفين عشوائيا ووقف التهديد والملاحقة القضائية والتعذيب والاعتقالات العشوائية للاشخاص، بمن فيهم المحامون، والمدافعون عن حقوق الانسان والصحافيون،

ث - ترفع فورا حصار درعا والمدن الاخرى المحاصرة، والسماح للمواد الطبية والفيول والكهرباء ووسائل الاتصال، والسماح الفوري من غير قيود للجنة الامم المتحدة لتقدير الوضع الانساني ولمراقبي حقوق الانسان (بدخول هذه المدن) ج - ترفع فوريا كل القيود المفروضة على كل انواع الاعلام، والسماح للاعلام العالمي، والسماح باستخدام الانترنت وشبكات وسائل الاتصال،

ح - تطلق تحقيقا ذات مصداقية وغير منحاز بالتوافق مع التزامتها الدولية ولمحاسبة المسؤولين عن هجمات ضد متظاهرين سلميين، من ضمنها هجمات قوات تأتمر بأمر الحكومة السورية، و

خ - ان تتعاون تعاونا تاما مع مهمة مكتب المفوض الاعلى لحقوق الانسان حسب قرار مجلس حقوق الانسان A/HRC/RES/S-16/1 الصادر في 29 ابريل 2011،

4- تطلب من جميع الدول ان تمارس اليقظة وان تمنع تزويد، بيع او نقل - في شكل مباشر او غير مباشر - الى السلطات السورية اي اسلحة او مواد متعلقة من اي نوع، 5- يطلب من الامين العام ان يقدم تقريرا حول تطبيق هذا القرار في غضون 14 يوما من المصادقة عليه،

6 - يقرر ان يبقى مطلعا في شكل كامل حول الموضوع».

الخميس، 26 مايو 2011

نعم، يتعارض دعم الانتفاضة السورية مع دعم «حزب الله» ومقاومته

بشّار حيدر *

الحياة

يشعر بعض من يسمون بالممانعين بالحرج إزاء ما يجرى في سورية. فهؤلاء يدركون أن ما يحدث هناك ليس أقل من انتفاضة شعبية ضد نظام قمعي. وهؤلاء الممانعون يدركون أن حال النظام السوري في هذا الشأن مثلها، إن لم تكن أسوأ، حال النظامين اللذين سقطا في مصر وتونس.

حرج هذا النوع من الممانعين (وهو ليس النوع الوحيد، لكنه الأفضل) يأتي من أن مفخَرة الممانعة الأول – أي «حزب الله» قولات هذا الأخير السياسية والإعلامية.

هؤلاء الممانعون المُحرَجون غالباً ما يحصرون حرجهم بأداء المؤسسات الإعلامية لـ «حزب الله». وهم عندما ينتقدون تعاطي «قناة المنار» مثلاً مع الأحداث في سورية، يتصرفون وكأن هذه القناة حالة مستقلة لا علاقة لها بالموقف السياسي لقيادة «حزب الله» وعلى رأسها أمينها العام السيد نصرالله. ربما لا يريد هؤلاء الممانعون المحرَجون أن يعترفوا (لأنفسهم أولاً) بأن السيد نصرالله – الوجه الأنصع والأكثر إنجازاً في سجل الممانعة – يقف الى جانب النظام السوري في قمعه الشعبَ. فمن الطبيعي ألّا يتقبّل هؤلاء الممانعون حقيقة أن المقاومة التي يمارسها «حزب الله» مرتبطة بشدة بوجود نظامٍ قمعي داعم له.

وقد يلجأ بعض هؤلاء الى إقناع نفسه بأن لا تعارض بين التعاطف مع الانتفاضة في سورية ودعم «حزب الله» ومقاومته، وذلك عبر مقولة إن تغيير النظام في سورية واستبداله بآخر ذي شرعية شعبية لا بد أن يصب في مصلحة «حزب الله». فالشعب السوري، وفق هذه النظرة، داعم للمقاومة ولا بد أن يستمر في دعمه في حال تغيير النظام. لكن إذا كان الأمر كذلك فعلاً، فلماذا لا يراه «حزب الله» وقيادته على هذا النحو يا ترى؟

فإذا كان نجاح الانتفاضة في سورية لن يضر بمقاومة «حزب الله»، بل ربما يحصّنها ويقويّها، فلماذا لا يدرك هذا الأمر قائد بفطنة نصرالله، فيتّخذ موقفاً مختلفاً إزاء ما يجرى هناك؟

لا يبقى أمام مُحرَجي الممانعة، إذا أرادوا أن يصروا على اعتقادهم من أن مصلحة «حزب الله» ومقاومته لا تتعارض مع نجاح الانتفاضة في سورية، إلا القول بأن السيد نصرالله لا يدرك مصلحة حزبه ومقاومته، لا بل يضر بها. وهو، فوق هذا، لا يفعل ذلك من أجل اتخاذ موقفٍ أخلاقي، بل يضر بمصلحة حزبه لينحاز الى الموقع الأقل أخلاقية. وأنا أفترض، هنا، أن الممانعين المحرَجين يعتبرون الوقوف الى جانب الشعب السوري في انتفاضته هو الخيار الأخلاقي.

لكن من الصعب هضم مقولة إن السيد نصرالله لا يدرك مصلحة حزبه في مسألة دقيقة كتلك المتعلقة بما يحدث في سورية هذه الأيام.

في المقابل، من غير الصعب أن يتخيل أحدنا الأسباب الوجيهة التي تدعو «حزب الله» للوقوف إلى جانب النظام السوري ضد الشعب. فحزب أمني- عسكري كـ «حزب الله» بحاجة إلى دعم نظام أمني لصيق. هذا إضافة إلى الاستفادة من قدرة النظام السوري على القيام بدور سياسي مهم في مساعدة الحزب عبر حلفائه وأتباعه في لبنان والذين قد يضعفون أو ينفضّون عن «حزب الله» في حال تغيير النظام في سورية. كما أن نجاح الانتفاضة في سورية سيجعل الأخيرة منهمكة في مشروع بناءٍ داخلي شاق وطويل، ما سيضعف قدرتها على لعب دورٍ إقليمي طموح. ثمّ إن سورية ديموقراطية (إن نشأت) لن تكون بحاجة إلى كسب شرعيتها وتبرير سطوتها عبر تبنّيها مشروع ممانعة كما هي الحال مع النظام الحالي. وفوق هذا، يبقى من المستبعد أن تستمر سورية الجديدة غير مكترثة بثقلها السنّي بدعمها حزباً شيعياً صرفاً كـ «حزب الله»، هذا إذا افترضنا أنها ستكون لديها الرغبة في دعم أي مقاومة سنّيةً كانت أم شيعية.

لكل هذه الأسباب وغيرها لا يخطئ السيد نصرالله وإعلامه عندما يتصرفان على قاعدة أن نجاح الانتفاضة في سورية ليس في مصلحة «حزب الله» ومقاومته.

من الطبيعي أن يتمنّى الممانعون المحرجون هؤلاء أن تلتقي مصلحة «حزب الله» المقاوم مع مصلحة الشعب المنتفض في سورية. لكن، مع الأسف، هذا اللقاء ليس واقعياً. لذا، عليهم الاختيار بين مصلحة مقاومتهم ومصلحة الشعب السوري وكرامته. وليس غريباً ألّا يريد الممانعون مواجهة هكذا خيار، فمن شأن هذه المواجهة أن تجعلهم يكتشفون عمق التناقض بين مقاومة عزيزة على قلوبهم وبين نهضة وتطور شعوب هذه المنطقة بل حتى كرامتها.

أما بالنسبة لمن يشاطرونني الرأي، فهم لا يجدون حرجاً في مواجهة هذه الحقيقة. فقد اكتشفوا منذ زمن (قريب أو بعيد) أن وجود حزب طائفي مسلح لا يخدم مصلحة شعوب هذه المنطقة مهما كانت أهداف هذا الحزب المعلنة وغير المعلنة.

ويبقى أن نقول إن أنواعاً أخرى من الممانعين لا تكترث لهذه المسألة. فهؤلاء إما أناس يتبنون ما يقوله الإعلام السوري وأخواته ولا يعترفون أصلاً بأن هناك انتفاضة شعبية في سورية، أو أنهم أناس يعترفون بأن هناك إنتفاضة شعبية لكنهم يتمنون أن ينجح النظام في إخمادها. وربما كان كل ما يوده هؤلاء هو أن يكون الإعلام السوري وإعلام المقاومة أكثر دهاءً في التعاطي مع ما يحدث، وذلك من أجل القضاء على هذه الانتفاضة بأقل خسائر معنوية ومادية ممكنة. لكل هذه الأنواع من الممانعين، ليس لدي شيء أقوله.

* أستاذ الفلسفة في الجامعة الأميركية ببيروت

الأربعاء، 25 مايو 2011

القذافي يرسل إلى إسرائيل للوساطة الضابط الذي حاول اغتيال خادم الحرمين

| خاص - «الراي» |

كشفت مصادر عربية لـ «الراي»، ان العقيد معمر القذافي أرسل مبعوثا خاصا الى اسرائيل، عارضا تحالفا معها وفتح سفارة لها في طرابلس، لكنّ اسرائيل رفضت العرض، واعتبرت انه جاء متأخرا نظرا الى انه لا يخدم سياستها في اي شيء في هذه الأيام.

واوضحت المصادر ان المبعوث هو محمد اسماعيل، الضابط في جهاز المخابرات الخارجية، الذي يشرف عليه العقيد عبدالله السنوسي، وكان اعتقل في السعودية قبل نحو سبع سنوات، لضلوعه في مؤامرة استهدفت اغتيال العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي حصلت مشادة بينه وبين القذّافي في قمة شرم الشيخ في العام 2003. وبقي رهن الاعتقال نحو سنة وأطلق اثر وساطات عربية بين البلدين.

وكان اسماعيل توجه قبل ما يزيد على شهر الى اسرائيل في طائرة خاصة استقلها من تونس وقدم عرضه الى مسؤولين اسرائيليين بعد وساطة قام بها رجل أعمال نمسوي من أصول يهودية على علاقة بسيف الاسلام القذافي، عن طريق صديق مشترك.

وأبلغ المسؤولون الاسرائيليون، اسماعيل، انهم ليسوا معنيين بإقامة علاقات مع نظام «منبوذ»، كون ذلك سيجعل بلادهم في مواجهة مع الولايات المتحدة وكل دول الاتحاد الاوروبي. ونقلت المصادر عن مسؤول إسرائيلي ان بلاده ليست مستعدة للدخول في اي صفقة من اي نوع كان مع القذافي في الظروف الراهنة.

الثورة السورية تدعو لاقامة "جمعة حماة الديار"

دعت صفحات "الثورة السورية ضد بشار الاسد الى اقامة "جمعة حماة الديار" يوم 28 ايار (مايو) استمرارا للانتفاضة الشعبية المندلعة لاسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد منذ 15 آذار (مارس) الماضي. المزيد من التفاصيل هنا.

الثلاثاء، 24 مايو 2011

حلفاء سابقون لدمشق يعملون على إيجاد البدائل للأسد في حال انهيار نظامه

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

علمت «الراي»، ان الرئيس باراك اوباما سيثير موضوع فرض عقوبات اممية عن طريق مجلس الامن مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف على هامش مشاركة الاثنين في قمة الدول الثمانية في باريس، يوم غد.

وقالت مصادر اميركية ان لقاء اوباما - مدفيديف قد يتحول الى لقاء قمة يشمل رؤساء اربعة دول دائمة العضوية في مجلس الامن هي اضافة الى اميركا وروسيا فرنسا وبريطانيا. وتابعت ان القمة الثنائية، او الرباعية، في باريس، ستتضمن حض العواصم الغربية لمدفيديف على قبول فرض عقوبات داخل مجلس الامن على الرئيس السوري بشار الاسد، الذي يواجه انتفاضة شعبية منذ منتصف مارس الماضي.

يذكر ان فرنسا وبريطانيا تعملان منذ فترة على تسويق مسودة قرار في مجلس الامن تدين «اعمال القمع وقتل المدنيين التي تقوم بها الحكومة السورية بحق مدنيين عزل». ويتضمن القرار فرض عقوبات اقتصادية قاسية على نظام الاسد وتجميد ايداعات الحكومة ومسؤولين سوريين في مصارف حول العالم.

وسبق لروسيا ان قالت في بداية الامر ان الاحداث في سورية لا تشكل تهديدا للسلم الدولي في شكل يتطلب تدخل مجلس الامن، ثم اعرب المسؤولون الروس في ما بعد عن اعتقادهم بان الحكومة تواجه تمردا مسلحا. بيد ان مدفيديف ارسل مؤشرات لاحقة الى ان بلاده «لن تدعم قرار عقوبات على سورية»، لكنها لن تعارضه كذلك.

وفي حال امتنعت روسيا عن التصويت، او صوتت ضد القرار من دون استخدام حق النقض (الفيتو)، تعتقد الدوائر الاميركية ان امام المجتمع الدولي فرصة لفرض عقوبات على سورية. وتقول المصادر الاميركية ان الدول الداعمة للقرار تتضمن، الى اميركا وفرنسا وبريطانيا، كلا من المانيا والبرتغال، وجنوب افريقيا والغابون ونيجيريا وكولومبيا.

على صعيد متصل، كرر مسؤولون اميركيون ان حلفاء سابقين لسورية يعملون اليوم على «ايجاد البدائل للأسد في حال انهيار نظامه».

اما اسرائيل، وهي الداعم الاكبر لبقاء الاسد على قاعدة انه «الشيطان الذي نعرفه»، فموقفها من بقاء الاسد او رحيله متذبذب في الوقت الحالي، و«يختلف حسب الجهة او الطرف الاسرائيلي الذي تتحدث اليه واشنطن».

بيد ان المسؤولين الاميركيين اعربوا عن ثقتهم بان اتصالات تقوم بها اكثر من دولة في المنطقة مع ضباط كبار في الجيش السوري، وان الانشقاقات في الدائرة القريبة من النظام قد تبدأ بالظهور قريبا. «هذه الانشقاقات»، تقول المصادر، «قد ترسل رسائل تطمئن الدول القلقة على مصير سورية في حال انهيار نظام الاسد بأن قوى امنية من نوع ما قد تشرف على المرحلة الانتقالية على غرار تونس ومصر».

العفو الدولية تطالب بالافراج عن السوريين وائل وعبدالرحمن حمادة

(الصورة الى اليمين وائل حمادة وادناها صورة شقيقه عبد الرحمن حمادة)

عن منظمة العفو الدولية: اعتقل الأخوين السوريين عبدالرحمن حمادة في ٣٠ نيسان و وائل حمادة في ١٢ أيار وهما معتقلان بشكل انفرادي في مكان مجهول. الأخوان الآن هم عرضة لخطر التعذيب الشديد و سوء المعاملة. في شهر نيسان اختبأ الناشط السياسي وائل حمادة (٣٥ عاما) و زوجته رزان زيتونة، القيادية الناشطة في مجال حقوق الإنسان، لخوفهم من الاعتقال نتيجة نشاطهم السلمي على خلفية المظاهرات الشعبية المطالبة بالإصلاحات السياسية.

في ٣٠ نيسان ذهب عبدالرحمن حمادة (٢٠ عاما) وهو طالب في فرع المحاسبة إلى شقة الزوجين وائل و رزان لإحضار بعض الملابس لهما، و في غضون دقائق حضر عناصر مسلحون من قوات الأمن والمخابرات و أجبروا عبدالرحمن على الاتصال بشقيقه وائل ليطلب منه الحضور إلى الشقة. طبعا أحس وائل بأن هذا فخ و لم يحضر فقامت قوة الأمن و المخابرات التي حضرت باعتقال عبدالرحمن، على الرغم من أنه لم يشارك بأي من المظاهرات حسبما أفادت عائلته. بعد 12 يوما من اعتقال عبد الرحمن تم اعتقال وائل حمادة في مكان عمله.

ويعتقد ان الاعتقال يتم بشكل انفرادي، و مازال مكان وجودهما مجهولا، و لم تعلن السلطات السورية أماكن احتجازهما بعد. الشابان في خطر كبير من أن يتعرضوا إلى التعذيب حيث أن تعذيب المعتقلين في سوريا هو أمر روتيني و ممنهج و بحصانة النظام. كما أخبرت رزان زيتونة منظمة العفو الدولية: "نحن في كرب متواصل لأننا لم نسمع أي شيء عن زوجي و أخيه منذ اعتقالهما".

تعتقد منظمة العفو الدولية أن كلا الشابين من معتقلي أصحاب الرأي. اعتقل وائل حمادة فقط لممارسته حقوقه المكفولة شرعيا كحرية التعبير و الاجتماع أما عبدالرحمن حمادة فسبب اعتقاله واضح و هو قرابته من وائل حمادة.

رجاءا راسلوا فورا باللغة العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية أو بلغتك لمناشدة النقاط التالية:

* الإطلاق الفوري و الغير مشروط لسراح معتقلي الرأي وائل حمادة و عبدالرحمن حمادة

* التعبير عن الخشية من أن يكونا معتقلين بشكل انفرادي و في مكان مجهول منذ ٣٠ نيسان و١٢ أيار على التوالي و المطالبة بحمايتهما الكاملة من أي تعذيب أو سوء معاملة محتملين

*حث السلطات السورية على اتخاذ خطوات فورية للكشف و الإفصاح عن مكان جميع المعتقلين السياسيين و توفير وسائل التواصل مع أي محام من اختيارهم أو التواصل مع عائلاتهم أو الحصول على العناية الطبية اللازمة بالإضافة إلى حمايتهم من التعذيب و سوء المعاملة

معلومات إضافية

تقوم قوات من الجيش و الأمن بحملة اعتقالات واسعة منذ منتصف شهر آذار الماضي عندما اندلعت المظاهرات الشعبية المطالبة بإصلاحات سياسية و التي تطورت فيما بعد لتطالب الرئيس السوري بشار الأسد بالرحيل. تركزت الاعتقالات في المدن و القرى التي شهدت مظاهرات كبيرة و حاشدة.

فمثلا في مدينة بانياس الساحلية تم اعتقال جميع الذكور فوق عمر الـ ١٥ سنة. كما استهدفت الاعتقالات جميع من ظُن أنه نظم مظاهرة أو دعم المتظاهرين بشكل شفهي أو في تجمع عام أو في وسائل الإعلام أو على الشبكة العنكبوتية أو بأي شكل آخر. الاعتقالات تضمنت نشطاء حقوق الإنسان و النشطاء السياسيين و أئمة المساجد و الصحفيين. هذه الاعتقالات العشوائية أجبرت عددا من النشطاء السياسيين و حقوق الإنسان إلى الاختباء و التخفي تعتقد منظمة العفو الدولية أن العديد من هؤلاء المعتقلين هم من أصحاب الرأي و قد اعتقلوا فقط لأنهم مارسوا حقوقهم في حرية التعبير و التجمع و ذلك عن طريق الدعم السلمي أو المشاركة السلمية في التظاهرات. لمزيد من المعلومات عن الاعتقالات العشوائية ، انقر هنا.

الاثنين، 23 مايو 2011

اللبنانيون يتضامنون مع الشعب السوري يوم الثلاثاء 24 ايار (مايو)

التزاماً مع إعلانه أن لا تراجع عن عقد اللقاء التضامني مع الشعب السوري

وانطلاقاً من رفضه الخضوع للترهيب

وإيمانا منه بقضايا الحريات وانحيازه للربيع العربي

يدعو لقاء "لبنانيون من أجل حرية وكرامة الشعب السوري" إلى اللقاء التضامني مع الشعب

السوري في ثورته من أجل الكرامة والحرية والديموقراطية،

يوم الثلاثاء الواقع في 24 أيار 2011 عند الساعة الرابعة عصراً في قاعة (آرك أون سيال) سابقاً - سن الفيل، الجسر الواطي، مقابل مركز بيروت للفن وشركة امبكس

خلفيات حديث كلينتون عن الأسد «الإصلاحي»

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

حمالة اوجه السياسة الاميركية الحالية تجاه الرئيس السوري الذي يواجه ثورة شعبية منذ 15 مارس الماضي. فالرئيس باراك اوباما قال في خطابه، يوم الخميس، ان على بشار الاسد «قيادة الانتقال او ان يخرج من الطريق» لمصلحة من سيقودون هذا «الانتقال» المزعوم.

لكن الانتقال من اين والى اين؟ هل هو انتقال من حكم عائلة الاسد الى حكومة منتخبة ديموقراطيا، ام هو انتقال من الوضع الحالي الى وضع مع سورية فيها اصلاح؟ وماذا يفعل الاسد بعد قيادته الانتقال، هل يبقى رئيسا لسورية التي يخرج سوريون في شوارعها مطالبين باسقاطه؟ عدم الوضوح الاميركي هذا مقصود وليس وليد الصدفة، فصور القتل والقمع بحق السوريين تصل الى الاعلام العالمي، خصوصا الاميركي، وتملي على اوباما ان يقوم بخطوات لوقف مقتل المدنيين. الا ان اوباما لا يريد ان تتخذ واشنطن موقفا منفردا في الشأن السوري، وهو يفضل اسلوب «القيادة من الخلف» الذي ابتكره وعمل على تطبيقه في التعامل مع الازمة في ليبيا.

في هذا السياق، تأتي سياسة اوباما، وفي هذا السياق، قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، في مقابلة مليئة بالمواقف المتضاربة والمتناقضة اجرتها معها شبكة «سي بي اس»، ان «لا شهية» لدى المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات تصعيدية بحق النظام السوري.

وتابعت: «لا يوجد نية، لم نر من حلفائنا الاوروبيين ومن الجامعة العربية ذلك الضغط لفعل ما فعلنا في ليبيا».

واضافت: «توصلنا في ليبيا الى نتيجة بانه يمكن للولايات المتحدة ان تكون جزءا من مجهود دولي، واننا لن نملي ما سيحصل، فنحن ايدينا منشغلة جدا... قاتلنا بجد وحققنا تقدما في انهاء (اسامة) بن لادن كصوت للتطرف والموت، ونستمر في التقدم على الجبهات الاخرى في الوقت نفسه».

وفي تصريح يأتي في سياق معاكس للسياسة الاميركية عموما تجاه الموضوع السوري، قالت كلينتون: «قال الاسد الكثير من الاشياء التي لا تسمعوها من زعماء آخرين في المنطقة حول نوع التغيير الذي يرغب في رؤيته... قد يكون كل ذلك سرابا، او قد يكون امامه فرصة اخيرة». ورفضت الاجابة حول سؤال ان كانت الولايات المتحدة تسعى لتغيير النظام في دمشق، وذكرت ان الامر متروك للسوريين، وانه الافضل اذا «جعل السوريون من الواضح للاسد انهم يريدون التغيير».

وتابعت ان ما يفعله اوباما اليوم هو ارسال رسالة يخير بها الاسد بين الاستماع لمطالب شعبه، او ان «ينهي به الامر مثل ايران... زعيم دولة معزولة اكثر فأكثر».

الا ان كلينتون اعتبرت ان الضغوط ستزداد على الاسد في حال استمراره في قمع التظاهرات: «ما نراه الان هو زيادة الضغط على سورية، ونرى الاتحاد الاوروبي يتخذ اجراءات، ونحن نزيد من عقوباتنا، واعتقد انكم سترون المزيد في الايام المقبلة».

ويكيليكس: الأسد عقد صفقة مع ميليس ليحمي شقيقه ماهر ولتسليم ضباط أمثال رستم غزالة في قضية اغتيال الحريري

نشرت وثيقة جديدة حُصل عليها من وثائق "ويكيليكس" وتتمحور حول حوارات سورية مع دبلوماسيين أميركيين، في تشرين الثاني 2005، عن طريقة تصرف النظام السوري مع التحقيق عموما ومع القرار 1636 تحديدا. وتكشف هذه الوثيقة التي أعدت بناء على لقاء جمع المستشار في وزارة الخارجية السورية سمير التقي مع المستشار السياسي في السفارة الأميركي في دمشق، أن الرئيس السوري بشار الأسد كان يتحدث عن صفقة أبرمها مع رئيس لجنة التحقيق الدولية آنذاك ديتليف ميليس وتقضي بحماية شقيقه ماهر.

ووفق الوثيقة فإن الاسد كان يسعى الى حماية اللواء آصف شوكت ( زوج شقيقته بشرى) حتى لو اقتضى ذلك، تسليمه لضباط أمثال رستم غزالة، ولكنه اعترف بصعوبة توفير الحماية المطلوبة.

الوثيقة تشير الى أن الطائفة العلوية قررت عدم حماية آصف شوكت وأن تتعاون مع التحقيق الدولي، من أجل أن تحفظ النظام السوري. وتكشف الوثيقة عن مكتب المحاماة البريطاني الذي اختاره النظام السوري، ليساعده في تجاوز ما سماه "الورطة".

معطيات الوثيقة:

في 20 تشرين الثاني أبلغ سمير التقي، المستشار في وزارة الخارجية الأميركية، المستشار السياسي في السفارة الأميركية في دمشق أنه سافر الى لندن وبرلين وأوسلو في الاسابيع الثلاثة الأخيرة لاستخدام هيئة قانونية متخصصة في القانون الدولي، يمكنها أن تساعد سورية في إخراج نفسها من ورطتها الحالية (المتمثلة بصدور القرار 1636 عن مجلس الأمن الدولي الذي وضع التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة).

ووفق التقي، فإن سورية لا تهدف، من وراء ذلك، الى تنفيذ مندرجات القرار الدولي، بل التوصل الى أفضل اتفاق حول واجباتها التطبيقية. ويفيد التقي أن اختياره وقع على خبيرين قانونين لهما سمعتهما الدولية، وهما : إيان براونلي وماري وليم وورث. ويشير الى أن وورث أتت الى سورية وأعدت تقريرا مكتوبا، وعرضت للتقرير شفويا أمام لجنة التحقيق السورية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولفت التقي الى أن الرئيس بشار الأسد، إطلع على نسخة مكتوبة من التقرير.

وقال إن براونلي سيصل الى سوريا في اليومين المقبلين، وان الحكومة السورية اعتمدته، وهي ستدفع له 750 جنيه إسترليني مقابل كل ساعة عمل. ويفيد التقي بأن المستشارين القانونيين البريطانيين متفقان على أنه في الوقت الذي يفرض القرار 1636 شروطا قاسية وغير منصفة على سورية، فإن لا خيار مطلقا أمام سورية سوى التنفيذ.

ويقول التقي إنه التقى الرئيس الأسد، لمدة 45 دقيقة، بين رحلتين له إلى أوروبا وحصل على موافقته على استخدام براونلي واعتماد المسار القانوني. وقال التقي إن على الأميركيين أن يدركوا خلفيته من استخدام مستشارين قانونيين، فهو يهدف الى أن تستجيب سورية وتخرج نفسها من الورطة الحالية بطريقة، تجعل الثمن المطلوب دفعه، يقع على عاتق النظام وليس على عاتق أولادنا.

وكان التقي غامضا، عندما سئل رأيه في ما إذا كان الرئيس الأسد سينجو من الأزمة الحالية، ولكنه ألمح الى أنه يأمل ذلك، حتى يتمكن الأسد من توفير انتقال السلطة في المستقبل. وأفاد التقي بأن اللواء آصف شوكت إستخدم مستشارين قانونيين واستقدم خبراء في القانون الدولي من فرنسا والبرتغال ومصر، ولكنهم جميعهم ينتمون الى التيار اليساري ولا يهتمون سوى بالحديث عن ظلم القرار 1636 ، وعن خروج ديتليف ميليس عن ضوابط هذا القرار.

وإذ أعرب التقي عن اعتقاده بأن هذا الاسلوب لا يجدي نفعا، كشف أن الخبير القانوني المصري صلاح عمار، لا يزال في دمشق. التقي أعرب عن أسفه لكون صديقه وليد المعلم يجنح نحو تأثير آصف شوكت، مشيرا الى أن المعلم بدأ يتخذ مواقف متشددة، معيدا السبب الى توتره من تسميته في تقرير ديتليف ميليس.

وكشف التقي أن بشار الأسد يركز على حماية شقيقه ماهر. ويقول التقي إن الأسد يتحدث عن اتفاق مع ميليس لإنقاذ شقيقه. ويضيف التقي أن الأسد يود لو يستطيع أن ينقذ آصف شوكت، إذا استطاع ، وسيقوم بما يمكنه من أجل تحقيق هذا الهدف أيضا، ولكن- كما يلمح التقي- فإن هناك شيئا من الإقرار لدى الأسد ، بأن ذلك قد لا يكون ممكنا.

ويفيد التقي بأن الطائفة العلوية تريد "تسوية" من شأنها السماح للحكومة السورية بالتعاون مع القرار 1636 ولكن تحفظ النظام. ولهذا السبب- يقول التقي- آصف شوكت هو في وضعية محرجة للغاية . هو لا يحوز على دعم الطائفة العلوية، ولذلك لا يمكنه أن يحارب دفاعا عن نفسه. وبالإستناد الى التقي فإن آصف شوكت قد يفتعل مشكلا مع الرئيس الأسد، ولكنه لا يستطيع أن يكسب.

ويلفت التقي الى أن ما يهدف اليه الأسد هو إيجاد مخرج لائق له ، راميا فكرة على عجل مفادها، بأنه يمكن التخلي عن رستم غزالة وآخرين، إذا أنتج ذلك حماية لآصف شوكت. ولكن ، حتى هذا المخرج سيكون له تأثير قوي على استقرار النظام، على اعتبار أن هؤلاء الرجال سيعاملون كقتلة، مما ينعكس على سورية، ويحدث خللا في شرعية النظام. وعندما سئل عما إذا كان تأثير ذلك سيكون تدريجيا، أجاب: " سيكون فوريا". أضاف التقي: " إن النظام سوف ينتهي بمجرد بدء محاكمة أول متهم سوري."

التقي وبصفته رئيسا لمركز أبحاث واستطلاع صغير يعمل برعاية وزارة الخارجية السورية (مركز الشرق للدراسات الاستراتيجية) أبلغ المستشار السياسي في السفارة الأميركية في دمشق أنه أجرى استطلاعا للرأي شمل 4000 سوري من كل أنحاء البلاد، وظهر له أن غالبية ساحقة كانت راضية عن القرار الدولي و"سعيدة" أنه استهدف النظام وليس الشعب السوري، وأنها تريد أن لا تتصادم الإدارة السورية مع الولايات المتحدة الأميركية ومع المجتمع الدولي، وأنها لا تفهم السبب الذي يربط إرجاء الإصلاح الإقتصادي الموعود بالتأزم الناجم عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

ونقل التقي عن الأسد أنه لا يسعى الى صدام مع الولايات المتحدة الأميركية ولكن السوريين سوف يقبلون بمواجهة إقتصادية. ووفق التقي فهذا يشكل دليلا على أن الأسد لا يزال مستعدا لمواجهة المجتمع الدولي واستيعاب العقوبات. التقي عزا التصعيد في خطاب الأسد في 10 تشرين الثاني الى أنه جاء والرئيس السوري تحت الضغط وهدفه الإستهلاك الداخلي، لا غير.

الأحد، 22 مايو 2011

تل أبيب: الأسد لم يقع مع أن أطرافاً عربية تريد له ذلك

جريدة الراي

كشف مصدر إسرائيلي رفيع المستوى لـ«الراي»، امس، ان هناك تحركا عمليا يجري ويتقدم على مسارين، الأول لتحقيق تقدم على المسار السوري، والثاني يتعلق بقضية الجندي الاسير جلعاد شاليت.

وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، «ان هناك ما يتحرك في المياه الراكدة منذ سنوات». وحول ما نشرته صحيفة «يديعوت احرونوت»، امس، عن حل معظم القضايا المختلف عليها، كما ذكر الرئيس السوري بشار الاسد، رد المصدر رفيع المستوى: «وهل تعتقد ان هذا موضوع يمكن تناوله في الإعلام، لا، لا، لا».

وتابع ان «الاسد مازال يمسك بالخيوط ولم يقع، مع ان هناك اطرافا عربية تريد له ذلك». وقال ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، «لا يستطيع ان يقدم الكثير للأسد، فتركيبة الحكومة الإسرائيلية اليوم معقدة وتعيق نتنياهو، إن قرر التحرك نحو دمشق والاسد».

ولفت الى ان هناك تقييما ومتابعة عن قرب لما يجري في دمشق وفي القصر الجمهوري، وهناك تحليلات كثيرة، منها الاستخباري ومنها الأمني والعسكري لطبيعة الوضع في سورية.

واكد المصدر ان «المرحلة المقبلة من دون شك ستحمل مفاجآت، منها السار ومنها ما دون ذلك. نحن ننتظر ما سيتبلور بعد الثورات العربية، وكيف سيتم ترتيب اوضاع المنطقة، خصوصا في الدائرة القريبة من إسرائيل».

وعن قطاع غزة وقضية شاليت، قبل ان يقفل الخط لاجتماع طارئ، «ثمة جهود لتحريك الملف العالق بخصوص شاليت».

وكانت «يديعوت أحرونوت»، كتبت (يو بي اي)، إن الأسد بعث خلال الأسابيع الأخيرة، رسائل إلى الإدارة الأميركية عبر فيها عن استعداده لاستئناف محادثات السلام مع إسرائيل.

ونقلت عن مصادر أميركية، ان الأسد قال «إن 98 في المئة من المواضيع المختلف عليها بين سورية وإسرائيل تم الاتفاق حولها».

وأضاف الأسد أنه سيقترح استئناف المحادثات مع إسرائيل بعد أن تهدأ الأوضاع في سورية. ووفقا لـ «يديعوت أحرونوت»، فإن نقاشا يدور بين المسؤولين في الإدارة الأميركية حول صدق رسائل الأسد، وأن توجهات الأسد للأميركيين لينت مواقفهم تجاه الأحداث في سورية.

وتابعت أن «في الوقت الذي قررت فيه الولايات المتحدة قصف معاقل (العقيد معمر) القذافي في ليبيا إلا أنها فرضت عقوبات رمزية فقط على سورية».

وأضافت ان «الأميركيين يعرفون أن بحوزة سورية سلاحاً كيماوياً وأن التخوف الكبير بالنسبة للأميركيين هو من أنه في حال سقوط النظام السوري وقيام نظام آخر جديد أقل مسؤولية، فإنه قد يستخدم السلاح الكيماوي أو يسلمه لحزب الله أو لجماعات إرهابية أخرى».

وتابعت الصحيفة أنه لهذا السبب يتم النظر إلى الأسد على أنه «أفضل الشرور». وكتبت ان سورية كانت أحد المواضيع التي بحثها الرئيس باراك أوباما ونتنياهو على انفراد يوم الجمعة.

حازم الأمين في الحياة عن شبيحة الحزب السوري القومي والبعث الاشتراكي الموالين للاسد في بيروت

في أحوال شارع الحمرا البيروتي... وفي أهواله

حازم الأمين

جريدة الحياة

ماذا يعني ان تقرر مجموعة لبنانية منع مجموعة أخرى من اقامة لقاء تضامني مع الشعب السوري في فندق في العاصمة بيروت، من دون ان يُرافق هذا المنع الصريح «رفة جفن» للمؤسسات المولجة حماية الحريات، وهي مؤسسات عامة وخاصة، أي الدولة وأجهزتها، لكن أيضاً الرأي العام، والمؤسسات الاعلامية والثقافية والنقابية؟

حصل ذلك فعلاً، ولندع جانباً السجال الذي أعقب فعل المنع، لجهة القول إن أحداً لم يُهدد ادارة الفندق المعني. لكن ثمة قوى أعلنت صراحة انها في صدد التحضير لاعتصام مؤيد للنظام السوري أمام باب الفندق في الموعد نفسه الذي حدد للقاء التضامن مع المحتجين السوريين، وهي قوى حزبية «تقدمية» يعلم كل اللبنانيين أنها مسلحة، وهذا يكفي ان تقرر ادارة الفندق ان تعتذر عن استقبال لقاء التضامن مع الشعب السوري.

سبق ان شهدت بيروت وقائع مشابهة في الاسابيع الفائتة، اذ شهدت تجمعاً لناشطين في شارع الحمرا حملوا شموعاً حداداً على ضحايا مدينة درعا، وتجمعاً مقابلاً في الشارع نفسه، حمل المشاركون فيه صور الرئيس السوري بشار الاسد. وهذا المشهد نقلته صحف «ديموقراطية» وضمّنت خبرها عنه قدراً من التشفي بالمتضامنين مع ضحايا درعا.

في المقابل، شهدت بيروت أيضاً مسيرات تأييد للرئيس السوري بشار الأسد في قلب شارع الحمرا، من دون ان يعترض طريق المؤيدين أحد، لا بل ان هؤلاء، استهدفوا بهتافاتهم تلفزيون «المستقبل» أثناء مرورهم أمام مبناه، فانكفأ موظفو التلفزيون، على عادتهم، الى داخل المبنى.

اذاً، نحن في بيروت أمام مشهد «درعاوي» بامتياز. ثمة فئة مؤيدة للنظام في سورية يُسمح لها بالتظاهر، وثمة فئة أخرى يحاول قليلون من أفرادها التجمع والتضامن مع المحتجين في سورية، لكن من غير المسموح لها ان تتحرك.

وفعل المنع اذ يستبطن قدراً سافراً من ثقافة عديمة الحساسية حيال حقوق الآخرين، يسعى الى تثبيت سوابق شديدة الخطورة لجهة قتل مناعة كنا نعتقد انه ما زال لها أثر في حياتنا العامة. فألا تجد قضية من نوع منع مجموعة من الشباب من القيام بتجمع سلمي من ينتصر لها في السياسة وفي الإعلام وفي الحياة العامة، فهذا يعني ان قيماً جديدة بدأت تتسلل وبدأت تصبح مقبولة، وأن مدّعي مناصرة حرية الرأي في شارع الحمرا وفي غيره لا يشعرون ان الأمر يعنيهم، فهم صاروا جزءاً من ثقافة المنع العمياء.

نعم في شارع الحمرا وفي محيطه تقيم أكثر من ثلاث صحف، غضت طرفاً عما جرى، وفي شارع الحمرا أيضاً المقر الرئيس لوزارة الداخلية اللبنانية، ومكتب الوزير زياد بارود، القادم الى السياسة من منظمات المجتمع المدني، وفي مقابل الوزارة يُقام اعتصام يقول الشباب المشاركون فيه انهم يريدون إلغاء الطائفية السياسية وإقامة دولة عصرية مكانها، وبالقرب من الشارع مقر الحزب الشيوعي، وعدد من النقابات، ودور للثقافة والفن... وكل هؤلاء لم يشعروا انهم معنيون بمنع مجموعة من الشباب من التضامن مع الشعب السوري! او لنقل مع محتجين سوريين يتعرضون للقمع. وهذا مع العلم ان هذه المؤسسات «الديموقراطية» كانت ستنتصر لأي محاولة تصدٍّ لمؤيدي الرئيس السوري قد يقوم بها حراس مبنى «المستقبل» الذي استُهدف بهتافاتهم، ولنا ان نتوقع في حينه «مانشيتات» الصحف التي تحرس الحرية في شارع الحمرا، كما لنا ان نتوقع انضمام المعتصمين بهدف الغاء النظام الطائفي، الى تظاهرة مؤيدي الأسد، في مواجهة عناصر «الشركة الأمنية الرأسمالية» التي تتولى حراسة مبنى «المستقبل».

شارع الحمرا الذي استمد سمعته من القدرة على المشاغبة على أي رغبة من الضبط والحصار، ومن انه أيقونة الاختلاط، جرى تحويل جوهري لوظيفته. صحيح أن طائفة لا تتحكم بمزاجه ووظيفته الاجتماعية على الأقل، إلا ان من يتحكم به «علمانيون» ملحقون بطوائف تقيم في شوارع مجاورة، وهم قادمون من خبرات لا تقيم وزناً لتلك الوظيفة التي كان الشارع قد انتدب اليها. فهم عديمو الحساسية حيال التعدد كقيمة وكوظيفة، وفي عرفهم ان التعدد يعني ان يكون المسلمون والمسيحيون في خندق واحد ضد «14 آذار».

ربما كان علينا ان «نطوّل بالنا» على ما يقول سياسي لبناني، لكن هذا لا يمنع من محاولة تفسير الحال الذي انتهينا اليه. لا نقول تفسير أسباب إقدام جهات حزبية مسلحة على منع تجمع سلمي في شارع الحمرا في بيروت، بل تفسير الصمت على فعل المنع، وقبوله بصفته أمراً لا يستحق إلا خبراً موارباً في ذيل صفحة داخلية في صحف الحمرا. ان يتحول هذا المنع الى أمر رتيب على نحو ما هو رتيب وصول الموظفين الى مكاتبهم والأطباء الى عياداتهم ونادل المقهى الى زبائنه، فهذا يعني ان ثمة من نجح في بث نظامه في وعينا، فصار عادياً ان يُمارس علينا ما مورس على الداعين الى التضامن مع محنة السوريين ومع حركة احتجاجاتهم.

ثم ان فعل المنع ذاك، مارسه أصحاب وجهة نظر في ما يجري في سورية، ومن المفترض نظرياً ان تُسيء فعلتهم الى عدالة قضيتهم والى صحة خيارهم، فكيف ندّعي عدالة لقضية تمارس هذا القدر من الإقصاء والقسر؟ لكن هذا أيضاً لم يعد مهماً، فالنظام الذي تم بثه في شارع الحمرا لا يقيم وزناً لقناعة بعدالة قضية، وما يهمه فقط هو الامتثال، امتثال الأجسام وليس امتثال العقول. فبعد ان تمتثل الاجسام يبدأ النظام زحفه نحو العقول، فيأكل جزءاً منها، ويبقي على جزء يحتاجه لكي يشارك أصحابها، بعد ان تم اخضاعهم، بقمع محاولات قد تتكرر للتضامن وإضاءة الشموع.

السبت، 21 مايو 2011

تغطية احداث سبت آزادي من فضائية الجزيرة

نظام الاسد يقتل المزيد من السوريين المطالبين باسقاطه والحرية في سبت ازادي في هذه التغطية المميزة والشاملة في نشرة اخبار فضائية الجزيرة ليوم 21 ايار (مايو) 2011

الجزيرة: علي مملوك يقتل شاهد مجزرة البيضا

تقرير يثير الحزن والاسى عن مدى الوحشية التي تستخدمها اجهزة الاستخبارات السورية في تعذيب وذل وقتل السوريين في هذا التقرير من فضائية الجزيرة حول مقتل احمد بياتي الذي فند اكاذيب نظام الاسد الذي حاول ان يتنصل من مسؤوليته حول صور دوس عناصر الاستخبارات على اجساد سوريين في قرية البيضا.

الجمعة، 20 مايو 2011

تقرير / لماذا تبقي واشنطن سفيرها في دمشق؟

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

بعد العقوبات التي اعلنتها الولايات المتحدة على الرئيس السوري بشار الاسد وكبار اعوانه، وبعد ما ورد في خطاب الرئيس باراك اوباما حول ضرورة ان «يشرف الاسد على انتقال السلطة او يرحل»، يبدو جليا ان اميركا تخلت تماما عن الاسد ونظامه. ولكن، على عكس بعض الاصوات المطالبة، ترفض واشنطن سحب سفيرها في دمشق روبرت فورد، الذي عينه اوباما بمرسوم، مطلع العام، بعد رفض مجلس الشيوخ المصادقة على التعيين بقانون.

اسباب بقاء فورد في سورية تلخصها مصادر في البيت الابيض على الشكل التالي: «نحن نبحث حاليا في مرحلة ما بعد الاسد، وعلى غرار ما فعلنا في مصر عندما قمنا باتصالات بضباط الجيش الكبار الذين ضمنوا لنا انتقالا سلميا وآمنا، نبحث الآن في كيفية تأمين انتقال مشابه في سورية».

تقول المصادر ان في علاقاتها مع الدول عموما، تعتمد الولايات المتحدة على اربعة اساليب؛ «الاسلوب الاول والاكثر متانة هو علاقة جيش الى جيش، اي ان تكون مؤسسة الدفاع الاميركية على اتصال وتنسيق تامين مع مؤسسة الجيش في دولة ما، مثلا علاقتنا مع اسرائيل ومصر والعراق، ودول اخرى».

الاسلوب الثاني، حسب المصادر، «يأتي عن طريق الديبلوماسيين الاميركيين ووزارة الخارجية والسفارة الاميركية في بلد ما». والجدير بالذكر ان هذه السفارات، على الاقل حسبما اظهرت وثائق ويكيليكس، تعمل على اعداد تقارير عن كثب لاوضاع الدولة التي تعمل فيها، الصديقة منها وغير الصديقة، وتقدم توصيات وتقيم اتصالات بفعاليات سياسية اوغير حكومية او اجتماعية، «ما يمثل خط تواصل رديفا لخط التواصل الرسمي بين حكومة الولايات المتحدة ونظيراتها في هذه الدولة او تلك».

اما الاسلوب الثالث، تضيف المصادر، «فهو علاقة مع احزاب سياسية داخل الدولة». ويتبادر الى ذهن محدثنا لبنان كمثال، ويقول: «في لبنان لدينا صداقات متعددة مع اطراف مختلفة لديها حضور وتأثير على الارض، وهو ما يبقينا على علم بالتطورات ودعم ما يتناسب مع مصالحنا وابداء المعارضة مع ما يتعارض مع هذه المصالح، بغض النظر عن وضع علاقتنا بالحكومة الحاكمة».

اما الاسلوب الاخير، فهو «العلاقة مع الاحزاب المعارضة المقيمة في المنفى، في حالة الدول التي تعيش تحت قبضة حكام يبطشون بشعبهم ولا يسمحون بتعدد الآراء». الا ان هذا الاسلوب ثبت انه «مخادع، ويؤدي الى مشاكل جمة، كما حدث في العراق». ويقول المصدر المسؤول: «في العراق، رمينا بثقلنا خلف المعارضة في المنفى وتحالفنا معهم لتأمين انتقال سهل للسلطة بعد انهيار نظام صدام، الا اننا تعلمنا درسا كبيرا (مفاده ان) المعارضات المختلفة قد تكذب من اجل مصالحها، وقد تكون عاجزة تماما عن قيادة الدولة التي ينهار نظامها في المرحلة الانتقالية الى بر الأمان».

من بين الخيارات الاربعة هذه، ليس امام الولايات المتحدة في الشأن السوري الا «العلاقة الديبلوماسية». لذا، يقول المسؤول الاميركي، «لم نسحب سفيرنا فورد من دمشق ولم نطرد (سفير سورية في واشنطن عماد) مصطفى».

ويضيف: «في مصر، لدينا علاقات وعيون وآذان... قبل ان يطلب الرئيس من (الرئيس المصري السابق حسني) مبارك الرحيل، رفعنا سماعة الهاتف وتباحث جنرالاتنا مع نظرائهم المصريين، وزودوا فريق الامن القومي بمعطيات دقيقة حول الوضع وامكانات التغيير والفرص المتاحة». الاهم من ذلك كله، يقول المسؤول، «هو اننا استطعنا ان نضع تصورا معينا للعملية الانتقالية، وبدا لنا ان الوضع لن يتأزم وان الاستقرار سيستمر في حده الادنى».

اما في سورية، «حتى اخبار التظاهرات تأتينا بوسائل غير اعتيادية عن طريق الانترنت ومواقع يوتيوب وفايسبوك، وهذا ما يجعل معلوماتنا عما يجري داخل سورية مجتزأة» ورغم عدم اكتمال الصورة، يؤكد المسؤول الاميركي «قيام نظام الاسد بمجازر بحق السوريين المدنيين العزل». ولكنه يعتبر ان المعلومات المتواترة من سورية تخبر بما يحدث ولكنها «ليست كافية لاخراجنا من الظلمة التي نقف فيها». ويقول: «ما نفعله في سورية حاليا هو كمن يتجول في غرفة مظلمة، نريد معلومات كي نبني عليها سيناريوات لانتقال السلطة، ولكن هذه غير متوافرة، ووجود السفير هو من المصادر القليلة التي تزودنا بنصائح اضافية غير تلك التي يراها الجميع في وسائل الاعلام».

عن خوف واشنطن من قيام النظام السوري بترحيل السفير الاميركي ليمارس المزيد من التعتيم على الاحداث في سورية، يختم المسؤول: «هذا يعني اننا سنبادله الترحيل بترحيل سفيره، وسيصبح هو ايضا في الظلام عن خطواتنا ومواقفنا تجاهه».

سورية: تجدد المظاهرات المناوئة لنظام الرئيس الأسد، وانباء عن سقوط قتلى

بي بي سي

تجددت التظاهرات المناوئة للحكومة السورية عقب صلاة الجمعة في عدة مدن، ووردت تقارير تتحدث عن سقوط قتلى وجرحى

ففي مدينة القامشلي شرقي البلاد، تظاهر آلاف الاكراد هاتفين "للحرية." وفي منطقة عين عرب القريبة من حلب، تظاهر عدة مئات من الاكراد السوريين من اجل "الحوار والحرية" وضد العنف. ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن رديف مصطفى، وهو رئيس منظمة كردية لحقوق الانسان، قوله "لسنا اسلاميين ولا سلفيين، نحن لا نريد سوى الحرية." واضاف: "لا يدعو احد للاطاحة بالنظام."

كما تظاهر عدة آلاف مطالبين "بالاطاحة بالنظام" في منطقة الحجر الاسود في مخيم اليرموك للاجئين جنوبي العاصمة دمشق. وقالت مصادر حقوقية لبي بي سي إن مظاهرات خرجت ايضا في بلدات زملكا وسقبا وقدسيا القريبة من دمشق.

وفي مدينة بانياس الساحلية، شارك الآلاف في تظاهرة ضد نظام الرئيس بشار الاسد، وذلك رغم الانتشار المكثف لقوات الامن. وطالب المتظاهرون بالحرية وحثوا النظام على رفع الحصار الذي يفرضه على عدة مدن سورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن التظاهرات التي تشهدها بانياس هي الاكبر منذ انطلاق حركة الاحتجاج ضد السلطات السورية قبل اكثر من تسعة اسابيع. وقال ناطق باسم المرصد في تصريحات نقلتها وكالة رويترز إن "اصوات الاعيرة النارية تسمع في بانياس، وان المظاهرات جرت رغم احتجاز السلطات لاكثر من الف من سكان المدينة في الاسابيع الاخيرة."

وفي مدينة حماه، استخدمت قوات الامن الغاز المسيل للدموع لتفريق اكثر من عشرين الف متظاهر تجمعوا في موقعين مختلفين. وقال حسن برو، وهو ناشط آخر في مجال حقوق الانسان، لوكالة الانباء الفرنسية إن ثمة مظاهرات خرجت ايضا في بلدتي عامودة والدرباسية الكرديتين. وأكد برو ان قوات الامن لم تتدخل بعد لتفريق المتظاهرين.

الا ان ناشطا في مدينة حمص قال إن قوات الامن تصدت بالعتاد الحي للمتظاهرين. وقال شاهد عيان في حمص لبي بي سي إن اطلاق النار الكثيف من جانب قوات الامن في شارع الزير الواقع في منطقة دير بعلبة ادى الى سقوط سبعة جرحى. وقد نقل الجرحى الى المستشفيات.

ونقلت وكالة الانباء الفرنسية في وقت لاحق عن شهود قولهم إن قوات الامن قتلت خمسة متظاهرين بينهم اطفال في مدينتي حمص ودرعا. ونقل شهود عيان لبي بي سي سقوط ثلاثة قتلى نتيجة تظاهرات اليوم في حمص كان آخرهم امام جامع خالد بن الوليد. كما نقلت وكالة رويترز عن المرصد السوري لحقوق الانسان قوله إن متظاهرا واحدا على الاقل قتل عندما فتحت قوات الامن النار على محتجين في بلدة الصنمين الواقعة الى الجنوب من دمشق.

ويقول مراسل بي بي سي في اسطنبول إن مؤسسات مجتمع مدني وجمعيات خيرية اسلامية تركية وبعض السوريين المقيمين في تركيا نظموا مسيرة احتجاجية ضد النظام السوري في البوابة الحدودية الواقعة بين كليس التركية وحلب السورية. وشارك في المسيرة عشرات الأشخاص الذين رددوا شعارات تدعو إلى سقوط النظام في سوريا ورحيل بشار الأسد والحرية للشعب السوري.

وندد المشاركون بما اطلقوا عليه أعمال القمع والاعتقالات والاغتيالات التي يتعرض لها المتظاهرون السوريون، ودعوا المجتمع الدولي إلى عدم الصمت إزاء ما يجري في سوريا. وأنهى المتظاهرون تظاهرتهم بعد نحو ساعة من بدئها بالقاء بعض الخطب الحماسية والتضامنية مع الشعب السوري.

الأربعاء، 18 مايو 2011

واشنطن: نظام الأسد لن يبقى على قيد الحياة

| واشنطن - من حسين عبد الحسين |

جريدة الراي

كشف الصحافي المعروف في جريدة «واشنطن بوست» دايفيد اغناتيوس، ان «حكومات فرنسا وتركيا والاردن، استنتجت انه لا يمكن لنظام (الرئيس السوري بشار) الاسد ان ينجو من عواقب العنف الذي مارسه ضد المتظاهرين السوريين»، وان «السؤال الجديد الملح هو كيفية التوصل الى تدبير انتقالي» لمرحلة ما بعد الاسد.

مقالة اغناتيوس، وهو من اكثر المقربين من الرئيس باراك اوباما، جاءت في الوقت الذي تترقب فيه العاصمة الاميركية، اليوم، خطاب الرئيس في قاعة فرانكلين في مبنى وزارة الخارجية، ووهو خطاب وصفه مسؤول رفيع المستوى في الوزارة، على انه «اساسي يحدد فيه الرئيس الخطوط العريضة للسياسستنا في المنطقة في ضوء الثورات العربية المندلعة في اكثر من مكان، وبعد مقتل اسامة بن لادن».

ويعمل اوباما على تقديم خطة موحدة للتعامل مع هذه الثورات، بعدما تعرض لانتقادات حول ادائه الذي يعتقد كثيرون انه «متفاوت» بين بلد وآخر ويشوبه «التردد». وعلمت «الراي» ان الرئيس الاميركي تطرق الى الموضوع السوري اثناء اجتماعه مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في البيت الابيض، اول من امس، وان الرجلان توصلا الى نتيجة مفادها بانه «لا يمكن لنظام الاسد ان ينجو،» وان «اهتمام واشنطن وحلفائها يجب ان يتركز حول رعاية مرحلة انتقالية لانتقال السلطة في سورية بطريقة سلسة».

وحسب اغناتيوس، «حتى تركيا، التي بدت في بادئ الامر متحمسة لابرام تسوية لمصلحة الاسد، تظهر اليوم دعما اقل». اما فرنسا «التي كانت من ابرز داعمي الاسد قبل عقد»، يقول الصحافي الاميركي، «صارت مقتنعة اليوم انه على القوى العظمى، بمن فيها واشنطن وباريس، ارسال رسائل علنية مفادها انه حان الوقت للاسد للتخلي عن منصبه».

اما اسرائيل، يضيف، فهي «بدت في مرحلة ما وكأنها تفضل (بقاء) الشيطان الذي تعرفه (اي نظام الاسد)، لكنها ابلغت الولايات المتحدة اخيرا انها لم تعد تتبنى هذه الرؤية من الآن وصاعدا».

ويوافق الخبراء الرأي القائل بأن «نظام الاسد انتهى». وقال كبير الباحثين في مؤسسة الدفاع عن الحريات طوني بدران لـ «الراي»، ان «نظام الاسد انتهى، اذ ان طبيعة نظامه غير التمثيلي والمستبد اصبحت علانية ومكشوفة امام المجتمع الدولي».

واضاف: «قد يستمر الاسد لبضعة اشهر او اكثر، ولكنه سيستسلم في نهاية الامر للمعارضة العريضة لحكمه، التي تولدت على اثر افعاله».

ويعتقد ان الاصلاحات لم تكن يوما ممكنة في ظل نظام الاسد، «ان طبيعة النظام المتصلبة، والتي تسيطر عليها الاقلية العلوية، والتي بدورها تقع تحت سيطرة عشيرة الاسد، لطالما جعلت من اي اصلاحات ديموقراطية امر غير ممكن حدوثه».

ونقل بدران عن مسؤولين كبار في ادارة اوباما اعتقادهم بان «السيد الاسد لن ينجو من الانتفاضة» التي اندلعت في 15 مارس في انحاء سورية ومازالت مستمرة في وتيرة تصعيدية في وجهه.

وتابع ان «هؤلاء المسؤولين على حق، فالوقت حان كي يعلن اوباما موقفه من الاسد علنا، واذا كان الرئيس يعتقد ان ايام الاسد اصبحت معدودة، يصبح موضوع العقوبات من التفاصيل الخارجة عن الموضوع».

عبد الحسين: الثورات العربية حتمية مع او بدون الانترنت

في برنامج حوار الامم الذي تقدمه الاعلامية شدا عمر على قناة ابوظبي الفضائية، اعتبر الباحث حسين عبد الحسين ان الثورات العربية كانت ستحدث مع او بدون الانترنت. الاربعاء 18 ايار (مايو) 2011

عبد الحسين لفرانس 24: مشاورات لمرحلة ما بعد الاسد

في مقابلة اجرتها قناة "فرانس 24" مع الباحث حسين عبد الحسين، اعتبر الاخير ان هدف العقوبات الاميركية على الرئيس السوري بشار الاسد تهدف الى ارسال رسالة ان وقته في حكم سوريا انتهى، وان عواصم الدول الكبرى تتشاور الآن في مرحلة ما بعد الاسد. الاربعاء 18 ايار (مايو) 2011