| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
جريدة الراي
قال مسؤولون اوروبيون رفيعو المستوى انهم تبلغوا من نظرائهم الاميركيين استبعادهم انعقاد «مؤتمر جنيف»، الذي كان من المقرر ان يشارك فيه ممثلون عن بشار الاسد ومعارضيه، وكان من المرجح انعقاده منتصف الشهر المقبل.
وأوضح المسؤولون الاوروبيون لـ «الراي» ان الاميركيين ابلغوهم انهم باتوا غير مقتنعين أن موسكو صادقة في دعوتها الى التوصل الى حل سلمي، وانها تعلن ذلك من باب المناورة فقط، وان واشنطن «لم تحدد بعد ماهية الخطوات المقبلة الواجب اتخاذها، ولكنها تبدو اقرب الى تبني الدعوات القائلة بضرورة تسليح مقاتلي المعارضة».
ويقول الاوروبيون انهم بحثوا مع الاميركيين «فكرة تزويد الثوار 50 طنا من الاسلحة شهريا، بما في ذلك الصواريخ المضادة للدروع»، وان واشنطن «صارت مقتنعة بأنه لا مفر من تسليح المعارضين على نطاق واسع بشكل يقلب الموازين على الارض، شرط حصر التسليح بقائد الجيش السوري الحر الجنرال سليم ادريس والقوات الموالية له».
ومن المعروف انه، على رغم عدم تورط الاميركيين في تسليح المعارضين السوريين، الا ان ممثلين عن «وكالة الاستخبارات المركزية» يعملون منذ اليوم الاول لبدء عمليات تسليح الثوار السوريين بالتأكد من هويات هؤلاء واجنداتهم السياسية. لكن الحرص الاميركي لم ينفع، على ما يبدو، في منع وصول كميات من السلاح الى مجموعات متطرفة، بعيدا عن اعين الاستخبارات الاميركية وحلفائها.
وكان الاتحاد الاوروبي قد اعلن الاثنين رفع الحظر الذي كان مفروضا على توريد الاسلحة الى قوات المعارضة السورية، وهي خطوة دانتها موسكو ورحبت بها واشنطن، ما يشير الى مدى التناقض في الرؤية نحو الصراع والحل في سورية، بين العاصمتين.
وكان الناطق باسم الخارجية الاميركية باتريك فنتريل وصف القرار الاوروبي بأنه «يرسل رسالة الى الاسد مفادها ان الدعم الى المعارضة هو في طريقه الى ازدياد مضطرد».
المسؤولون الاوروبيون يعتقدون ان سبب التراجع الاميركي عن التمسك بمؤتمر جنيف سببه الشروط المتتالية التي اخذ الروس يفرضونها على مدى الاسابيع القليلة الماضية، والعقبات التي يضعونها بشكل متواصل بعد كل محاولة تقوم بها واشنطن لتذليل العقبات، الواحدة بعد الاخرى.
وينقل مسؤول اوروبي عن زميل اميركي له قوله: «وعدنا الروس اولا بتذليل عقبة اشتراط المعارضة خروج الاسد من الحكم قبل انعقاد المؤتمر وترك الامر للمؤتمرين للتحاور حوله والتوصل الى نتيجة، ثم قبلنا ان يشارك مسؤولون مقربون من الاسد في المؤتمر، ثم وافقنا على ضرورة كبح كمية الاسلحة المرسلة الى الجانبين».
وأوضح المسؤول انه في مقابل كل تنازل قدمه الاميركيون للروس، كانت موسكو تخرج عبر الاعلام بخطوات تصعيدية وشروط تعجيزية «فهي في يوم تريد تزويد الاسد بنظام صواريخ اس 300، وهي التي ارادت تزويد الايرانيين ثم تراجعت عنه. ثم جاء الينا الروس بشرط مشاركة الايرانيين في المؤتمر، مع ان الاتفاق الدولي كان يقضي بحصر اي حوار دولي مع ايران بملفها النووي الى حد انه عندما حاول الوفد الايراني تكرارا، اثناء المفاوضات النووية، الحديث حول سورية، قام المفاوضون الدوليون، والروس من بينهم، برفض التطرق الى الموضوع السوري وحصر المفاوضات بالشأن النووي فقط».
ويؤكد الاوروبيون ان من الافكار المتداولة بينهم وبين الاميركيين، والحلفاء العرب والاتراك، تقضي ايضا بضرورة تجنيد وتدريب الاف المقاتلين من الثوار السوريين، اما خارج سورية او على اراض سورية قريبة من الحدود مع تركيا او الاردن ويسيطر عليها الثوار. وتابع الاوروبيون ان مشاكل معقدة تتخلل هذه العملية «اولها ان عملاء الاسد يخترقون بعض صفوف الثوار منذ اليوم الاول، ما يتطلب حكما تكثيفا للعمليات الاستخباراتية المضادة للتأكد من عملية اختيار من سيشملهم الاعداد والتسليح».
ثانيا، يقول الاوروبيون، ان «مساحة المواجهة في سورية واسعة جدا وتتطلب مشاركة كل المقاتلين لفترات طويلة، وهو ما يجعل من الصعب خروج عدد منهم لفترات تصل الى اسابيع لتأهيل مهاراتهم القتالية وتدريبهم».
الافكار المطروحة لدعم الثوار السوريين لقلب الوضع على الارض داخل سورية تبدو كثيرة، ويبدو ان العواصم الاوروبية وواشنطن صارت تتشارك والعواصم العربية وانقرة بضرورة تسليح الثوار كحل ضروري ممكن ان يشكل مقدمة لمفاوضات وحلول ديبلوماسية في وقت لاحق.
بكلام آخر، يبدو ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري عاد الى فكرته الاساسية القائلة بوجوب تغيير «حسابات الاسد» وجعله «يقرأ الكتابة على الحائط» من ان لا مستقبل له في سورية، لا بمؤتمر ولا من دون مؤتمر.
وان صحت التوقعات الاوروبية بعدم انعقاد المؤتمر، تكون عواصم العالم المتحالفة قد اتخذت قرارا بالخوض في مواجهة ضد موسكو وطهران في سورية، اما تفاصيل هذه المواجهة وتنفيذها على الارض، فسيتطلب لا شك ما هو اكثر من مباحثات بين هذه العواصم، ولن تظهر اثاره قبل اسابيع، او حتى اشهر، على الوضع القتالي في الداخل السوري.
قال مسؤولون اوروبيون رفيعو المستوى انهم تبلغوا من نظرائهم الاميركيين استبعادهم انعقاد «مؤتمر جنيف»، الذي كان من المقرر ان يشارك فيه ممثلون عن بشار الاسد ومعارضيه، وكان من المرجح انعقاده منتصف الشهر المقبل.
وأوضح المسؤولون الاوروبيون لـ «الراي» ان الاميركيين ابلغوهم انهم باتوا غير مقتنعين أن موسكو صادقة في دعوتها الى التوصل الى حل سلمي، وانها تعلن ذلك من باب المناورة فقط، وان واشنطن «لم تحدد بعد ماهية الخطوات المقبلة الواجب اتخاذها، ولكنها تبدو اقرب الى تبني الدعوات القائلة بضرورة تسليح مقاتلي المعارضة».
ويقول الاوروبيون انهم بحثوا مع الاميركيين «فكرة تزويد الثوار 50 طنا من الاسلحة شهريا، بما في ذلك الصواريخ المضادة للدروع»، وان واشنطن «صارت مقتنعة بأنه لا مفر من تسليح المعارضين على نطاق واسع بشكل يقلب الموازين على الارض، شرط حصر التسليح بقائد الجيش السوري الحر الجنرال سليم ادريس والقوات الموالية له».
ومن المعروف انه، على رغم عدم تورط الاميركيين في تسليح المعارضين السوريين، الا ان ممثلين عن «وكالة الاستخبارات المركزية» يعملون منذ اليوم الاول لبدء عمليات تسليح الثوار السوريين بالتأكد من هويات هؤلاء واجنداتهم السياسية. لكن الحرص الاميركي لم ينفع، على ما يبدو، في منع وصول كميات من السلاح الى مجموعات متطرفة، بعيدا عن اعين الاستخبارات الاميركية وحلفائها.
وكان الاتحاد الاوروبي قد اعلن الاثنين رفع الحظر الذي كان مفروضا على توريد الاسلحة الى قوات المعارضة السورية، وهي خطوة دانتها موسكو ورحبت بها واشنطن، ما يشير الى مدى التناقض في الرؤية نحو الصراع والحل في سورية، بين العاصمتين.
وكان الناطق باسم الخارجية الاميركية باتريك فنتريل وصف القرار الاوروبي بأنه «يرسل رسالة الى الاسد مفادها ان الدعم الى المعارضة هو في طريقه الى ازدياد مضطرد».
المسؤولون الاوروبيون يعتقدون ان سبب التراجع الاميركي عن التمسك بمؤتمر جنيف سببه الشروط المتتالية التي اخذ الروس يفرضونها على مدى الاسابيع القليلة الماضية، والعقبات التي يضعونها بشكل متواصل بعد كل محاولة تقوم بها واشنطن لتذليل العقبات، الواحدة بعد الاخرى.
وينقل مسؤول اوروبي عن زميل اميركي له قوله: «وعدنا الروس اولا بتذليل عقبة اشتراط المعارضة خروج الاسد من الحكم قبل انعقاد المؤتمر وترك الامر للمؤتمرين للتحاور حوله والتوصل الى نتيجة، ثم قبلنا ان يشارك مسؤولون مقربون من الاسد في المؤتمر، ثم وافقنا على ضرورة كبح كمية الاسلحة المرسلة الى الجانبين».
وأوضح المسؤول انه في مقابل كل تنازل قدمه الاميركيون للروس، كانت موسكو تخرج عبر الاعلام بخطوات تصعيدية وشروط تعجيزية «فهي في يوم تريد تزويد الاسد بنظام صواريخ اس 300، وهي التي ارادت تزويد الايرانيين ثم تراجعت عنه. ثم جاء الينا الروس بشرط مشاركة الايرانيين في المؤتمر، مع ان الاتفاق الدولي كان يقضي بحصر اي حوار دولي مع ايران بملفها النووي الى حد انه عندما حاول الوفد الايراني تكرارا، اثناء المفاوضات النووية، الحديث حول سورية، قام المفاوضون الدوليون، والروس من بينهم، برفض التطرق الى الموضوع السوري وحصر المفاوضات بالشأن النووي فقط».
ويؤكد الاوروبيون ان من الافكار المتداولة بينهم وبين الاميركيين، والحلفاء العرب والاتراك، تقضي ايضا بضرورة تجنيد وتدريب الاف المقاتلين من الثوار السوريين، اما خارج سورية او على اراض سورية قريبة من الحدود مع تركيا او الاردن ويسيطر عليها الثوار. وتابع الاوروبيون ان مشاكل معقدة تتخلل هذه العملية «اولها ان عملاء الاسد يخترقون بعض صفوف الثوار منذ اليوم الاول، ما يتطلب حكما تكثيفا للعمليات الاستخباراتية المضادة للتأكد من عملية اختيار من سيشملهم الاعداد والتسليح».
ثانيا، يقول الاوروبيون، ان «مساحة المواجهة في سورية واسعة جدا وتتطلب مشاركة كل المقاتلين لفترات طويلة، وهو ما يجعل من الصعب خروج عدد منهم لفترات تصل الى اسابيع لتأهيل مهاراتهم القتالية وتدريبهم».
الافكار المطروحة لدعم الثوار السوريين لقلب الوضع على الارض داخل سورية تبدو كثيرة، ويبدو ان العواصم الاوروبية وواشنطن صارت تتشارك والعواصم العربية وانقرة بضرورة تسليح الثوار كحل ضروري ممكن ان يشكل مقدمة لمفاوضات وحلول ديبلوماسية في وقت لاحق.
بكلام آخر، يبدو ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري عاد الى فكرته الاساسية القائلة بوجوب تغيير «حسابات الاسد» وجعله «يقرأ الكتابة على الحائط» من ان لا مستقبل له في سورية، لا بمؤتمر ولا من دون مؤتمر.
وان صحت التوقعات الاوروبية بعدم انعقاد المؤتمر، تكون عواصم العالم المتحالفة قد اتخذت قرارا بالخوض في مواجهة ضد موسكو وطهران في سورية، اما تفاصيل هذه المواجهة وتنفيذها على الارض، فسيتطلب لا شك ما هو اكثر من مباحثات بين هذه العواصم، ولن تظهر اثاره قبل اسابيع، او حتى اشهر، على الوضع القتالي في الداخل السوري.