| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
«في ظرف 36 ساعة، دمر الثوار السوريون 18 دبابة لقوات بشار الأسد، اي بمعدل دبابة كل ساعتين، باستخدامهم صواريخ مضادة للدروع يتم توجيهها عن بعد». هذا جزء من التقديرات الاولية للخبراء والمسؤولين الاميركيين الذين يعكفون على محاولة قياس مدى تأثير تزويد «الجيش السوري الحر» بالأسلحة على مجرى المواجهات العسكرية في سورية.
وفي جلسة خاصة انعقدت على هامش مؤتمر رفيع المستوى في ولاية كولورادو، قدم احد المسؤولين مطالعة جاء فيها ان في سورية خمس جبهات اساسية هي حلب وادلب ودرعا وضواحي دمشق وحمص، وان «الثوار يمسكون بزمام المبادرة في الثلاث الاولى ويحققون انتصارات متفاوتة، فيما هم في موقع الدفاع في ضواحي دمشق وفي حمص، كذلك مع نتائج متفاوتة».
وقال المسؤول ان قوات الاسد تشن هجوما مستخدمة اقصى طاقاتها في ضواحي القابون وبرزة وجوبر والحجر والاسود وداريا واليرموك، حيث يتعرض الثوار في كل هذه المناطق لكثافة نيران كبيرة بالمدافع والصواريخ تمهيدا لشن قوات الاسد لهجوم بري عليها لاخراجهم منها.
واضاف المسؤول ان حفاظ الثوار على القابون وبرزة يكتسب اهمية كبيرة كمفتاح لاي هجوم مستقبلي على قلب دمشق، وهو ما يدفع الاسد الى محاولة الاسراع في اخراج الثوار من هذه المناطق المحيطة بالعاصمة. لكن الخبراء يجمعون على انه حتى لو نجح الاسد في اخراج الثوار، فهو لن يسعه اغلاق هذه المناطق في وجههم ومنعهم من العودة اليها. وفي هذا السياق، قال الخبير بيتر كليفورد انه «حتى لو نجح الاسد في استعادة هذه المناطق، لن يكون لديه العدد الكافي من الرجال للاحتفاظ بها والسيطرة عليها».
في حمص وريفها، يعتقد المسؤولون والخبراء الاميركيون ان قوة مشتركة من قوات الاسد ومقاتلي «حزب الله» يبلغ تعدادها 1000 مقاتل تحاول السيطرة على بلدة القريتين، ولكن الثوار لم ينجحوا في الصمود في وجه نيران مروحيات ومدافع كثيفة فحسب، بل دمروا على الاقل دبابتين وناقلات جند.
المعارك في محافظة حمص، وخصوصا قيام قوات الاسد - «حزب الله» باخراج حفنة من الثوار من تلكلخ، قد تشير، حسب الخبراء الاميركيين، الى ان «الاسد صار يتطلع غربا، وربما هو يعتقد ان عليه الالتحام مع لبنان حتى يبقي على خطوط امداد رديفة في حال وجهت الولايات المتحدة ضربة الى مطاراته الاربع او الخمسة التي يستخدمها لاستقبال الطائرات الايرانية والروسية المحملة بالعتاد والخبراء وانواع الدعم المختلفة».
وفي حال نجح الاسد في السيطرة تماما على ريف حمص، يتوقع المسؤولون الاميركيون ان «يوجه انظاره ناحية المناطق الممتدة بين دمشق والحدود اللبنانية، مثل الزبداني، لاستعادتها وتأكيد الالتحام مع لبنان الذي يسيطر عليه حزب الله».
على ان نجاحات الاسد في حمص معكوسة تماما في الجبهات الاخرى. وقال احد المشاركين انه «بعد الحديث عن استثمار زخم انتصار القصير في استعادة حلب، يبدو ان الثوار هم من بادروا الى الهجوم، في عمليتين هما بركان التي انطلقت في 20 يونيو، والقادسية في 24 يونيو».
واضاف ان «الثوار نجحوا في الاستيلاء على الراشدين والمنصورة واجزاء من سليمان الحلبي، فيما تتمركز قوات الاسد في جيوب صغيرة ومنعزلة مثل السجن المركزي ومستشفى الكندي، وتسيطر على مساحات اوسع مثل منطقة المطار الدولي والحمدانية، فيما دارت المعارك حول مطار منغ وخان العسل والشيخ سعيد».
بدوره قال كليفورد ان «تسليم الاسلحة الجديدة، خصوصا الصواريخ المضادة للدبابات، يبدو انها صارت تحدث فرقا بالنسبة للجيش السوري الحر وحلفائه، ففي الساعات الـ 36 الاخيرة، نجح الثوار في تدمير ما لا يقل عن 10 دبابات في معارك حلب وحدها، وغنموا عددا آخر، فيما تحدثت تقارير عن انشقاق 50 عسكريا من قوات الاسد في ريف حلب».
واوضح أحد المشاركين ان «قوات الاسد انسحبت من محيط المستشفى الوطني في مدينة درعا بعدما خسرت عددا من الدبابات هناك، وهو مؤشر اضافي على تأثير نوعية الاسلحة على اداء الثوار ومجريات الاحداث على الارض».
في خضم المشاورات الدائرة، يبدو ان قناعة تتشكل لدى بعض المسؤولين الاميركيين انه يمكن للثوار، ان تم تسليحهم بشكل جيد، تحقيق معظم الاهداف المطلوبة من ضربة عسكرية خارجية.
وقال احد المسؤولين الحاضرين ان «التباين مع الحلفاء هو في الغالب حول المدة الزمنية المطلوبة لقلب موازين القوى على الارض السورية واقناع الاسد ان لا مفر له غير الخروج من الحكم وان لا مفر لنظامه الا المشاركة في تسوية لمرحلة ما بعد الاسد».