الجمعة، 28 يونيو 2013

توقعات في واشنطن بأن يسعى الأسد إلى الالتحام مع لبنان لتأمين إمداد رديف

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

«في ظرف 36 ساعة، دمر الثوار السوريون 18 دبابة لقوات بشار الأسد، اي بمعدل دبابة كل ساعتين، باستخدامهم صواريخ مضادة للدروع يتم توجيهها عن بعد». هذا جزء من التقديرات الاولية للخبراء والمسؤولين الاميركيين الذين يعكفون على محاولة قياس مدى تأثير تزويد «الجيش السوري الحر» بالأسلحة على مجرى المواجهات العسكرية في سورية.
وفي جلسة خاصة انعقدت على هامش مؤتمر رفيع المستوى في ولاية كولورادو، قدم احد المسؤولين مطالعة جاء فيها ان في سورية خمس جبهات اساسية هي حلب وادلب ودرعا وضواحي دمشق وحمص، وان «الثوار يمسكون بزمام المبادرة في الثلاث الاولى ويحققون انتصارات متفاوتة، فيما هم في موقع الدفاع في ضواحي دمشق وفي حمص، كذلك مع نتائج متفاوتة».
وقال المسؤول ان قوات الاسد تشن هجوما مستخدمة اقصى طاقاتها في ضواحي القابون وبرزة وجوبر والحجر والاسود وداريا واليرموك، حيث يتعرض الثوار في كل هذه المناطق لكثافة نيران كبيرة بالمدافع والصواريخ تمهيدا لشن قوات الاسد لهجوم بري عليها لاخراجهم منها. 
واضاف المسؤول ان حفاظ الثوار على القابون وبرزة يكتسب اهمية كبيرة كمفتاح لاي هجوم مستقبلي على قلب دمشق، وهو ما يدفع الاسد الى محاولة الاسراع في اخراج الثوار من هذه المناطق المحيطة بالعاصمة. لكن الخبراء يجمعون على انه حتى لو نجح الاسد في اخراج الثوار، فهو لن يسعه اغلاق هذه المناطق في وجههم ومنعهم من العودة اليها. وفي هذا السياق، قال الخبير بيتر كليفورد انه «حتى لو نجح الاسد في استعادة هذه المناطق، لن يكون لديه العدد الكافي من الرجال للاحتفاظ بها والسيطرة عليها».
في حمص وريفها، يعتقد المسؤولون والخبراء الاميركيون ان قوة مشتركة من قوات الاسد ومقاتلي «حزب الله» يبلغ تعدادها 1000 مقاتل تحاول السيطرة على بلدة القريتين، ولكن الثوار لم ينجحوا في الصمود في وجه نيران مروحيات ومدافع كثيفة فحسب، بل دمروا على الاقل دبابتين وناقلات جند. 
المعارك في محافظة حمص، وخصوصا قيام قوات الاسد - «حزب الله» باخراج حفنة من الثوار من تلكلخ، قد تشير، حسب الخبراء الاميركيين، الى ان «الاسد صار يتطلع غربا، وربما هو يعتقد ان عليه الالتحام مع لبنان حتى يبقي على خطوط امداد رديفة في حال وجهت الولايات المتحدة ضربة الى مطاراته الاربع او الخمسة التي يستخدمها لاستقبال الطائرات الايرانية والروسية المحملة بالعتاد والخبراء وانواع الدعم المختلفة».
وفي حال نجح الاسد في السيطرة تماما على ريف حمص، يتوقع المسؤولون الاميركيون ان «يوجه انظاره ناحية المناطق الممتدة بين دمشق والحدود اللبنانية، مثل الزبداني، لاستعادتها وتأكيد الالتحام مع لبنان الذي يسيطر عليه حزب الله».
على ان نجاحات الاسد في حمص معكوسة تماما في الجبهات الاخرى. وقال احد المشاركين انه «بعد الحديث عن استثمار زخم انتصار القصير في استعادة حلب، يبدو ان الثوار هم من بادروا الى الهجوم، في عمليتين هما بركان التي انطلقت في 20 يونيو، والقادسية في 24 يونيو».
واضاف ان «الثوار نجحوا في الاستيلاء على الراشدين والمنصورة واجزاء من سليمان الحلبي، فيما تتمركز قوات الاسد في جيوب صغيرة ومنعزلة مثل السجن المركزي ومستشفى الكندي، وتسيطر على مساحات اوسع مثل منطقة المطار الدولي والحمدانية، فيما دارت المعارك حول مطار منغ وخان العسل والشيخ سعيد».
بدوره قال كليفورد ان «تسليم الاسلحة الجديدة، خصوصا الصواريخ المضادة للدبابات، يبدو انها صارت تحدث فرقا بالنسبة للجيش السوري الحر وحلفائه، ففي الساعات الـ 36 الاخيرة، نجح الثوار في تدمير ما لا يقل عن 10 دبابات في معارك حلب وحدها، وغنموا عددا آخر، فيما تحدثت تقارير عن انشقاق 50 عسكريا من قوات الاسد في ريف حلب».
واوضح أحد المشاركين ان «قوات الاسد انسحبت من محيط المستشفى الوطني في مدينة درعا بعدما خسرت عددا من الدبابات هناك، وهو مؤشر اضافي على تأثير نوعية الاسلحة على اداء الثوار ومجريات الاحداث على الارض».
في خضم المشاورات الدائرة، يبدو ان قناعة تتشكل لدى بعض المسؤولين الاميركيين انه يمكن للثوار، ان تم تسليحهم بشكل جيد، تحقيق معظم الاهداف المطلوبة من ضربة عسكرية خارجية. 
وقال احد المسؤولين الحاضرين ان «التباين مع الحلفاء هو في الغالب حول المدة الزمنية المطلوبة لقلب موازين القوى على الارض السورية واقناع الاسد ان لا مفر له غير الخروج من الحكم وان لا مفر لنظامه الا المشاركة في تسوية لمرحلة ما بعد الاسد».

الاثنين، 24 يونيو 2013

تضارب في آراء الخبراء الأميركيين حول كيفية التعامل مع روحاني

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

لم يكد حسن روحاني يصبح رئيسا لايران حتى تجدد الانقسام في واشنطن بين داعين لحوار اميركي فوري وغير مشروط مع ايران، بدلا من العقوبات او العمل العسكري، ومطالبين بالاستعجال في حسم الموقف مع الايرانيين، عن طريق المزيد من العقوبات وضربة عسكرية، معتبرين ان روحاني لا يعدو كونه وجها لطيفا لنظام عنيف وموارب.
المعسكر المؤيد لطهران يقوده ايراني يدعى تريتا بارسي، وهو يترأس «المجلس الايراني الاميركي» الذي موّل واصدر مطبوعات، قبل اسابيع، تعتبر ان العقوبات على ايران لا تأتي بنتائج. ومن المشاركين في مطبوعات بارسي باربرا سلافين، وهي تعمل في «مجلس الاطلسي»، الذي يترأسه وزير الدفاع تشاك هيغل والمعروف بتأييده لتسوية غير مشروطة مع الايرانيين.
سلافين تعمل كذلك في «آل مونيتور»، وهي مملوكة من رجل اعمال سوري- اميركي مقرب من بشار الاسد، ونشرت فيها مقالة اعتبرت انه -- من بين محاسنه الكثيرة -- يمكن لروحاني ان يساهم في التقريب بين طهران والرياض، ما يؤدي الى مشاركة ايران في المؤتمر المقرر للتوصل الى حل للأزمة السورية في جينيف، وبالتالي الوصول الى حل. 
ومن الذين اعتبروا ان انتخاب روحاني «فرصة لاميركا» هو حسين موساويان، العضو السابق في الوفد الايراني المفاوض في المحادثات النووية برئاسة روحاني. وكتب موساويان في صحيفة «نيويورك تايمز» الاربعاء ان انتخاب روحاني «يقدم لادارة (الرئيس باراك) اوباما فرصة تلوح مرة في العمر من اجل انهاء الطريق الذري المسدود مع ايران».
موساويان، الذي يعيش في مدينة بوسطن، هو من ابرز المؤيدين لموقف النظام الايراني، وهو القى باللائمة على الغرب لفشل المفاوضات النووية مع ايران في الماضي، وقال ان «انتصار السيد روحاني يظهر ان هناك زخما حقيقيا لبدء محادثات مباشرة بين ايران والولايات المتحدة».
الا ان خبراء اميركيين آخرين من اصول ايرانية شككوا في نوايا روحاني لبدء حوار مباشر مع واشنطن. ونقل الباحث في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى» مهدي خلجي عن روحاني قوله في مؤتمره الصحافي ان «المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة (ممكنة) اذا ما توقفت اميركا في محاولاتها للتدخل في شؤون ايران الداخلية، وتخلت عن سلوكها العدواني».
واعتبر خلجي، في مقابلة مع «الراي»، ان في الملف النووي، يواجه مرشد الثورة علي خامنئي، صاحب الكلمة العليا في الشؤون الايرانية، معضلتين: الاولى تتمثل بنتائج الانتخابات التي اظهرت ان اكثرية الايرانيين لا يؤيدون مرشحي المواجهة مع الغرب من اجل الملف النووي، والثانية تكمن في انه حتى لو سلم خامنئي الملف النووي لروحاني، لن يكون بمقدور الاخير التوصل الى تسوية من دون حصوله على دعم الحرس الثوري المعارض لها.
وختم خلجي: «حتى اليوم، يدير ملف ايران النووي وسياساتها الاقليمية الحرس الثوري والمتشددون، وهؤلاء لم يفوزوا في الانتخابات، لكنهم في الوقت نفسه لم يرحلوا الى اي مكان بل باقين في اماكنهم».
بدوره، يعتقد كريم سادجادبور، الخبير في «معهد كارنيغي للسلام»، انه «طالما يحتفظ المرشد الاعلى بحق الفيتو، لا يمكن توقع ان يقوم روحاني بأي تغيير اساسي في المبادئ الاستراتيجية للسياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية، خصوصا معارضة الهيمنة الاميركية، ورفض وجود اسرائيل، ودعم ما يسمى مقاومة مثل حزب الله، والجهاد الاسلامي الفلسطيني، ونظام الاسد في سورية».
وقال سادجادبور، في شهادة ادلى بها امام لجنة الشؤون الخارجية الفرعية في الكونغرس، ان خامنئي يعتقد ان معارضة اميركا ورفض وجود اسرائيل هي الاجزاء القليلة المتبقية من عقيدة الثورة الاسلامية واسس الجمهورية الاسلامية. 
وبالاضافة الى البعد العقائدي، يعتقد الباحث الاميركي من اصل ايراني ان «موقف خامنئي هذا مغلف بمصلحة حفاظه على موقعه، فخامنئي وصل الى موقعه، ويحافظ عليه، في محيط مغلق، والانفتاح على الولايات المتحدة من شأنه ان يأتي بتغييرات يصعب توقعها، ومن شأنه ان يخفف من سطوة خامنئي بدلا من ان يثبت حكمه». وفي هذا السياق، يقتبس سادجادبور عن كاتب القرون الوسطى الايطالي نقولا ماكيافيللي قوله انه «لا يوجد شيء اصعب (على الحاكم)، ويصعب عليه تنبؤ نجاحه، اكثر من ادخال نظام جديد للأشياء».
ودعا سادجادبور الى حوار مع طهران، رغم تشاؤمه واعتقاده ان الحوار لن يأتي بنتائج، ولكنه يعتقد ان الحوار من شأنه ان يعري ادعاءات النظام الايراني. وختم بالقول انه «من المهم لواشنطن ان تفكر بطريقة خلاقة، والذهاب ابعد من العقوبات الاقتصادية، لناحية كيف يمكن لها ان تسهل عملية التغيير السياسي في طهران، فايران واحدة من الدول القلائل في المنطقة التي تتلاقى فيها مصالح اميركا الاستراتيجية والتزامها المبادئ الديموقراطية في الوقت نفسه».

الخميس، 20 يونيو 2013

جنرالات أميركا يعتقدون أن الحرب السورية تدور بين «القاعدة» و«حزب الله»... فلماذا يتدخلون؟

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

في اقل من اسبوع، اصدر كل من الرئيس باراك أوباما ونائب مستشار الامن القومي بن رودز اربعة مواقف متناقضة حول سورية، فتحدث الرئيس عن «مصالح اميركا في سورية» حتى في غياب العامل الانساني، ليتراجع في ما بعد عن اقواله ويعتبر ان التدخل العسكري الأميركي لن يغير الكثير في مسار الامور.
في الوقت نفسه، بعد ان اكد رودز ان استخدام بشار الاسد الأسلحة النووية ادى الى تغيير في حسابات اوباما، عاد ليعبر امام الصحافيين عن موقف بلاده السابق بالقول ان ما تأمله واشنطن هو ان تنجح روسيا في اقناع نظام الاسد بحضور مؤتمر «جنيف -2» بشكل جدي.
التذبذب في المواقف واضطراب ادارة اوباما في السياسة الخارجية ليس جديدا، فهي أعلنت في الماضي خطة زيادة القوات في افغانستان وموعد انسحابها في الوقت نفسه، وشنت حربا في ليبيا ثم وصفتها بعملية اسناد للحلفاء الاوروبيين او «قيادة من الخلف»، ثم وضعت خطوطا حمراء في سورية استحال على كثيرين تحديدها، ثم اعلنت انقلابا في موقفها الاسبوع الماضي حول الاحداث في سورية، لتعد الى مواقعها كما يبدو هذا الاسبوع.
الاسبوع الماضي، عقدت الادارة الاميركية لقاءات على جميع المستويات من اجل التباحث في الازمة السورية، خصوصا بعد انتصار قوات الاسد و»حزب الله» في معركة القصير. ساد شعور بأن طابع الصراع السوري تغير، وان ايران صارت هي اللاعب الرئيسي فيه بدلا من الاسد. لذا، رأت واشنطن نفسها معنية في منع طهران من تحقيق انتصار. 
هكذا، تم تحديد هدف السياسة الاميركية على الشكل التالي: قلب الموازين على الارض لمصلحة الثوار. 
لكن قلب الموازين لا يعني بالضرورة الاطاحة بالاسد، بل اجباره على ارسال محاورين الى مؤتمر يناقشون فيه خروجه من الحكم، والتوصل الى حل سياسي وحكومة انتقالية، تحل مكان الاسد، وتشرف على تثبيت الوضع، واجراء انتخابات. 
اما كيفية قلب الوضع العسكري في سورية فتركزت على امرين: تسليح الثوار، غالبا عن طريق حلفاء اميركا. لكن بعض المسؤولين، مثل وزير الخارجية جون كيري، ابدوا تحفظا على التسليح وحده، وقال كيري في لقاء اركان الادارة، برئاسة اوباما، ان في هذه المرحلة لا يكفي التسليح فحسب، بل على الادارة توجيه ضربة سريعة وخاطفة تؤدي الى «شلل في قدرات الاسد العسكرية التي تؤمن له تفوقا جويا وارضيا». 
وفرضية قصور التسليح وحده والحاجة الى توجيه ضربة، خصوصا ضد مدارج الطائرات التي يستخدمها الاسد لاستلام الاسلحة ولشن غارات ضد الثوار، يتشارك فيها كيري مع كثيرين في العاصمة الاميركية، يتصدرهم اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوري جون ماكين والديموقراطيان كارل ليفين وبوب مينينديز، رئيس لجنة الشؤون الخارجية.
لم يطلب كيري، ولا اي مسؤول او سياسي اميركي، قوات اميركية على الارض ولا فرض حظر جوي اميركي في سورية. فقط ضربة خاطفة، حتى من دون اختراق المجال الجوي السوري، تسهل للثوار استعادتهم لزمام المبادرة على الارض وتضعضع الاسد بشكل دراماتيكي، وهي فكرة استحسنها الحاضرون في اجتماع البيت الابيض، الا وزير الدفاع تشاك هيغل، ورئيس اركان الجيش مارتن ديمبسي، ومستشار الامن القومي توم دونيلون، وهو في طريقه الى التقاعد بعد اسابيع.
حسم اوباما النقاش بضرورة تسليح الثوار، بما ان فريق الامن القومي ابدا اجماعا على ذلك، وتم الاتفاق ان يذكر رودز ذلك في مؤتمر صحافي كان مقررا مسبقا من اجل الاعلان عن استخدام الاسد للاسلحة الكيماوية. 
اما الضربة الاميركية لاهداف قوات الاسد، فتم الاتفاق على تأجيل البت نحو ستة اسابيع حتى يتبين ان كان تسليح المعارضة سيؤدي الى نتائج على الارض من دونها. كذلك، ساد الشعور في اروقة القرار في الادارة وبين المتابعين ان اوباما سيستغل بيان اعلان استخدام الاسد للكيماوي، وتقارير صادرة عن الامم المتحدة تتحدث عن ارتكاب النظام جرائم ضد الانسانية، في حملة حشد سياسي وخارجي لتأمين غطاء لاي ضربة عسكرية مقبلة ضد اهداف الاسد.
تلقف الكونغرس والحزب الجمهوري ما بدا انقلابا في موقف اوباما حول سورية، ودعا ماكين الى الاسراع بتوجيه الضربة قبل فوات الاوان، فيما قال زعيم الغالبية الجمهورية في الكونغرس اريك كانتور انه وحزبه مستعدان للتعاون مع الرئيس «لحسم النزاع في سورية»، في اشارة الى الاستعداد لتوجيه الضربة العسكرية.
ومرت ايام قليلة، ولم يرسل اوباما اي وفود الى الكونغرس، ما اثار حنق الجمهوريين، فأطل تلفزيونيا رئيس لجنة الاستخبارات الجمهوري مايك روجرز، وهو من مؤيدي الضربة، ليوجه الانتقاد لاوباما بأنه لم يقدم اي خطة حتى الآن غير «خطته الاعلامية» للتعامل مع الوضع السوري.
في هذه الاثناء، وصل اوباما بلفاست للمشاركة في قمة الثمانية، وعقد لقاء مع بوتين تركز حول سورية، ووصفت كل المصادر الاميركية اللقاء بـ «غير المثمر»، فيما تحدث اوباما علنا عن تباين في الموقف مع الروس. وسيطر النقاش حول سورية على فترة العشاء الذي اقيم مساء الاثنين، وساد الانقسام، فأيدت اميركا وبريطانيا وفرنسا وكندا واليابان محاولة حسم النزاع في سورية، فيما عارضتها روسيا والمانيا وايطاليا.
لكن لسبب ما، خرج مسؤولو ادارة اوباما يتحدثون عن ايجابية نتائج لقاءات قمة الثمانية في الموضوع السوري، وفي الطريق الى برلين، قال رودز للصحافيين ان بيان القمة الذي تم التوافق عليه حول سورية «يمثل تلاق جيد في المواقف»، وان المفاوضات استمرت حتى الثانية والنصف بعد منتصف الليل، وحتى الجلسة الختامية صباح الثلاثاء.
وفي تراجع واضح عن تصريحه، الاسبوع الماضي، حول حسابات اوباما التي تغيرت، قال رودز ان ممثلين عن اميركا وروسيا والامم المتحدة سيعقدون لقاء في جنيف الثلاثاء «لمناقشة من من الافرقاء في الحرب الاهلية السورية سيتمثلون في مؤتمر السلام المستقبلي».
واضاف رودز: «ما نريده في كل ذلك، بصراحة، هو اننا نريد ان يعمل الروس مع النظام (السوري) للتأكد من انهم سيأتون الى الطاولة بطريقة جدية».
لماذا تراجعت ادارة اوباما، او انها لم تتراجع، عن توجيه ضربة عسكرية الى قوات الاسد؟
يقول الكاتب جيفري غولدبرغ ان «ما يراه كيري وكثيرون على انه صراع بين ثوار قليلي الامكانيات والتدريب والتسليح من اجل الحصول على حريتهم من ايدي ديكتاتور شرير، يراه الجنرالات (الاميركيون) على انه حرب دينية بين حزب الله والقاعدة، ويعتقدون انه ليس على الولايات المتحدة ان تجازف بأخذها جهة في معركة بين منظمتين ارهابيتين مكروهتين»؟
هل يناور اوباما بمواقفه هذه؟ وهل «تخادع القوة العظمى»، على حسب تعبير عضو مجلس الامن القومي انتوني بلينكن، في مواقفها التي اوحت وكأن الضربة كادت ان تحصل في اية لحظة؟ المعلومات متضاربة في العاصمة الاميركية والمواقف تتغير مع مرور الساعات، اما الموقف النهائي، فيبدو انه حتى اوباما يتقلب في اتخاذه بين اسبوع واسبوع.


الأحد، 16 يونيو 2013

بلينكن: القوى العظمى لا تخادع ... وعلى واشنطن إقران قولها بأفعال

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

«القوى العظمى لا تخادع». هذه العبارة هي التي كررها عضو مجلس الامن القومي انتوني بلينكن اثناء الاجتماعات المتكررة التي 
عقدتها الادارة الاميركية حول الوضع في سورية على مدى الاسبوعين الماضيين. 
وكان بلينكن يقصد انه «لا يمكن للولايات المتحدة ان تستخدم خطابا ضد الرئيس بشار الاسد اعنف لهجة مما تقوم به على الارض، وانه على واشنطن اقران قولها بافعال». 
واللافت ان بلينكن يتمتع بمصداقية عالية جدا عندما يتعلق الامر بشؤون الشرق الاوسط، فهو كان ارفع مسؤول مكلف الملف العراقي اثناء ولاية الرئيس باراك اوباما الاولى. وكان بلينكن حينذاك يعمل مستشارا للأمن القومي لنائب الرئيس جو بيدن. 
ومع بداية الولاية الثانية، تم نقل بلينكن الى الفريق الرئاسي، وصار عضوا في مجلس الامن القومي، فيما بدا وكأنه ترقية واستحسان لدوره في التعاطي مع موضوع العراق.
وبلينكن هو احد اصدقاء سفيرة اميركا في الامم المتحدة سوزان رايس، والتي من المقرر ان تتبوأ منصب مستشارة الامن القومي مطلع اغسطس. كذلك يتمتع بصداقة مع سامنتا باور التي ستخلف رايس في الامم المتحدة. وكان الثلاثة يعملون في مراكز ابحاث، ويصدرون احيانا ابحاثا مشتركة، قبل انضمامهم الى حملة المرشح اوباما الرئاسية، ثم دخولهم الادارة.
لكنه اثناء عمله مسؤولا للملف العراقي، تبنى بيلنكن مواقفا اثارت حفيظة كثيرين، فهو كان من اكثر المتمسكين بتأييد الولايات المتحدة لنوري المالكي، وواجه الاصوات التي اعتبرت ان رئيس الحكومة العراقي مقرب جدا من النظام في ايران وانه لا يصلح كي يكون صديقا لاميركا، بل انه على واشنطن ان تبحث عن حليف بديل.
وفي اطلالات متكررة في مراكز الابحاث، وفي جلسات عامة وخاصة، لم يتمسك بلينكن بالمالكي وبالتسوية التي توصلت اليها واشنطن في العراق فحسب، بل صار يردد ان على اميركا ان تتفهم موقف المالكي وعلاقته مع ايران، وان تعرف ان الاخير يحتاج الى علاقة مع الايرانيين، وان هذه العلاقة لن تأتي على حساب صداقته مع اميركا.
وكان بلينكن يردد حين تتم مفاتحته بموضوع قرب المالكي من طهران بالقول: «انظروا الى كمية النفط التي يضخها العراق، وقولوا لي كيف يخدم ذلك مصالح ايران التي صارت تخرج من السوق النفطية من دون عواقب بسبب مبيعات النفط العراقية».
وغالبا ما ردد المسؤولون، من امثال مستشار الامن القومي توم دونيلون، هذه العبارة للدفاع عن تمسك واشنطن بالمالكي. وتحولت معظم آراء بلينكن حول العراق الى الموقف الاميركي الرسمي الذي صار يردده المسؤولون في ادارة اوباما، خصوصا في مجلس الامن القومي. 
على هذه الخلفية «المتفهمة» لمواقف المالكي القريبة من ايران، جاءت مواقف بلينكن حول سورية، واصراره على تسليح الثوار السوريين وتمسكه بموقف حاسم دعما لوزير الخارجية جون كيري، ورايس، حول ضرورة التدخل في سورية لقلب الموازين، مفاجأة لكثيرين.
حماسة بلينكن، الذي ينظر اليه على انه صاحب خبرة شرق اوسطية كبيرة بسبب توليه الملف العراقي، ساهمت لا شك في التسريع في التغيير الكبير الذي طال موقف اوباما وادارته عموما. ولكن رغم اهميتها، لم تكن وحدها، اذ اوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» ان «حلفاء اميركا لعبوا كذلك دورا اساسيا في تغيير نظرة واشنطن نحو دورها في سورية».
واكدت الصحيفة ان «الملك عبدالله (الثاني)، ووزير خارجية السعودية سعود الفيصل، ورئيس حكومة تركيا رجب طيب اردوغان»، والثلاثة زاروا البيت الابيض في الاسابيع القليلة الماضية، «شرحوا للسيد اوباما ان الولايات المتحدة (بموقفها السابق) كانت تسمح لثلاثة من منافسيها الاساسيين في الشرق الاوسط -- ايران وروسيا والميليشيا اللبنانية حزب الله -- بالسيطرة على ساحة المعركة في سورية ومساعدة الرئيس (بشار) الاسد في قلب مكتسبات الثوار».
وختم ضيوف اوباما، حسب الصحيفة، بالقول ان «بقاء الاسد، سيقلب ميزان القوى في المنطقة لمصلحة طهران».
اذن، بفضل بلينكن، رأى اوباما ان سمعة بلاده كقوة عظمى على المحك بعدما وعدت بخروج الاسد ولم تف. وبفضل زواره من الحلفاء، رأى الرئيس الاميركي ان خياراته ليست بين تنظيم «القاعدة» والاسد، بل بين نفوذ اميركا وحلفائها، من جهة، ونفوذ ايران، من جهة اخرى.
هذه العوامل، الداخلية والخارجية، يبدو انها كانت اساسية في تغيير نظرة اوباما والتسبب في انقلاب موقفه نحو سورية. وجاء اعلان استخدام الاسد للاسلحة الكيماوية، الخميس الماضي، مناسبة لاعلان التغيير في الموقف الاميركي، فالبيان الكيماوي، حسب مصادر الادارة، كان مقررا صدوره قبل ذلك باسابيع، ثم جاء التغيير في الموقف، فتم دمج الاثنين.
اما نتائج التغيير في الموقف الاميركي، فالارجح انها ستظهر في الايام والاسابيع المقبلة.




الجمعة، 14 يونيو 2013

واشنطن تفتح باب تسليح المعارضة السورية بعد اتهام الأسد رسمياً باستخدام الكيماوي

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

وفقاً لما أوردته «الراي» الخميس لناحية التغيير في موقف الادارة الاميركية تجاه الوضع في سورية، اعلن نائب مستشار الامن القومي بن رودز ان نظام بشار الاسد «استخدم الاسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري». وقال رودز ان الرئيس باراك اوباما سبق ان «قال ان استخدام (الاسد) للاسلحة الكيماوية سيغير حساباته (تجاه الازمة السورية)، ولقد غيرها» فعلا. (تفاصيل ص 19).
وعلى الرغم من ان رودز لم يعلن صراحة نية بلاده تزويد الثوار السوريين بالاسلحة، الا انه اشار الى ان اوباما «سمح بتوسيع مساعدتنا للمجلس العسكري الاعلى» للجيش السوري الحر.
ومن غير المرجح ان تنخرط واشنطن نفسها بتزويد المعارضة السورية بالاسلحة، ولكن العاملين في «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي ايه) يعملون عن كثب مع نظرائهم الفرنسيين والبريطانيين على تحديد الفصائل السورية «المعتدلة»، والتي يمكن تزويدها بالاسلحة، فيما يعمل الفرنسيون والبريطانيون على شراء هذه الاسلحة وتأمين تسليمها الى الثوار السوريين في تركيا.
وفي هذا السياق، قال خبراء اميركيون انهم رصدوا في اليومين الاخيرين وصول كمية من الاسلحة الى الثوار السوريين، خصوصا صواريخ «كونكور» المضادة للآليات، والتي يتم توجيهها عن بعد. وتوقعوا ان يحصل الثوار على «كمية كبيرة جدا من الرشاشات والطلقات والقنابل»، فضلا عن اسلحة قادرة على «اسقاط طائرات الاستطلاع من دون طيار، الايرانية الصنع، والتي تستخدمها قوات الاسد لتحديد اماكن انتشار الثوار».
وفيما يزود حلفاء اميركا ثوار سورية بالسلاح، من المتوقع ان تستمر عملية «الحشد السياسي»، الذي تحتاجه الادارة الاميركية من اجل توجيه ضربة الى قوات الاسد ومنشآته العسكرية. ولا شك ان تصريحات رودز هو الخطوة الاولى في اتجاه هذا الحشد السياسي الاميركي المتوقع.
ومما قاله المسؤول الاميركي ان «نظام الاسد استخدم الاسلحة الكيماوية، بما فيها غاز الاعصاب سارين، على نطاق صغير ضد المعارضة، وفي مرات متعددة على مدى العام الماضي»، وان «عددا يتراوح بين مئة ومئة وخمسين سوريا قضوا في هذه الهجمات بالاسلحة الكيماوية» التي شنتها قوات الاسد، وان العدد النهائي لضحايا الكيماوي غير مكتمل ويتعذر تحديده في الوقت الحالي.
وأضاف انه «رغم ان ضحايا هذه الهجمات يشكلون نسبة ضئيلة من مجمل عدد القتلى الذي تجاوز 90 الفا، الا ان استخدام الاسلحة الكيماوية هو اختراق للاعراف الدولية وتجاوزا للخطوط الحمراء المعروفة لدى المجتمع الدولي منذ عقود». 
وتابع رودز انه اصبح بحوزة الولايات المتحدة كل التفاصيل حول استخدام الاسلحة الكيماوية في سورية، بما في ذلك اسماء المسؤولين الذين خططوا وامروا ونفذوا، وأوقات واماكن الهجمات، معتبرا ان جزءا من المعلومات الاستخباراتية يتطابق مع ما سبق ان اعلنته وسائل اعلام و جهات سورية معارضة.
في هذه الاثناء، تواترت الانباء في العاصمة الاميركية ان ادارة اوباما اصدرت اعلانها هذا بعد التشاور مع حلفائها، خصوصا بريطانيا، التي زار وزير خارجيتها وليام هيغ واشنطن الاربعاء، وفرنسا. 
ومن المرجح ان يشكل اعلان البيت الابيض استخدام الاسد للاسلحة الكيماوية الحجر الاساس في «الملف» ضده، فيما من المتوقع ان تتم اضافة ادانات اخرى الى هذا الملف بما فيها تقارير صادرة عن الامم المتحدة تتحدث عن «جرائم حرب» و«جرائم ضد الانسانية» ارتكبها النظام بحق المدنيين السوريين.
على صعيد متصل، كرر عدد من المسؤولين الاميركيين في مجالسهم الخاصة مقولة نية الرئيس الاميركي «قلب الموازين في سورية لمصلحة الثوار»، حتى لو تطلب ذلك تدخلا عسكريا اميركيا، وهو ما لمح اليه رودز في بيانه اذ قال ان «الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لديهم عدد من الردود القانونية والمالية والديبلوماسية والعسكرية على الاسد»، غير دعم الثوار السوريين، وان اميركا مستعدة لكل الاحتمالات، وانها ستأخذ قراراتها وفقا للوقت الذي تختاره.
ورغم ان تصريحات رودز تضمنت تجديد واشنطن التزامها «التسوية السياسية» كمخرج وحيد للازمة في سورية، الا انه صار من شبه المؤكد ان الحكومة الاميركية لا تعتقد ان التسوية ممكنة قبل احداث انقلاب في ميزان القوى على الارض السورية. 
وفي موقف لافت، اصدر زعيم الغالبية الجمهورية في الكونغرس اريك كانتور بيانا اعرب فيه عن استعداده «وزملائه العمل مع الرئيس (بخصوص سورية)». وقال كانتور: «ادعو الرئيس اوباما كي يشرح للكونغرس والشعب الاميركي خطته لانهاء هذا الصراع بطريقة تحمي مصالح الولايات المتحدة ومصالح حلفائنا».
موقف كانتور لم يكن الوحيد الذي عبر عن انقلاب عام في المزاج الاميركي نحو التدخل في سورية، اذ قال الرئيس السابق بيل كلينتون، الخميس، ان عدم التدخل في صراع كالصراع في سورية قد يظهر ان رئيس الولايات المتحدة على انه جبان. 
وقال كلينتون في جلسة مغلقة استضافها في مؤسسته السناتور الجمهوري جون ماكين، اول المؤيدين واكبر الداعين لتوجيه ضربة الى الاسد، ان اوباما يجازف بأن يبدو «جبانا» او «ضعيفا» او «احمق» في حال لم يتدخل في سورية. 
واضاف كلينتون، حسب تصريحاته التي نشرتها «ذي دايلي بيست»: «تخيلوا كم كنت سأبدو ضعيفا... لنفترض اني تركت مليونا او مليوني شخص يصبحون لاجئين في كوسوفو، وان يموت بضع مئات الالاف، ويقولون لي كان بامكانك ان تمنع ذلك بالقائك بعض القنابل، ويقولون لي لماذا لم تفعلها؟ وانا اجيب لان الكونغرس صوت بنسبة 75 في المئة ضدها، ساعتذاك ستبدو جبانا، وتكون كذلك».
وختم كلينتون: «اذا ما رفضت التصرف وتسببت بكارثة، الشيء الوحيد الذي لا يمكنك قوله بعدما انكسر كل البيض ان... يا ربي، منذ سنتين، كان 80 في المئة ضد التدخل، وسوف تبدو احمق بالكامل».
وعلى رأس الخيارات امام واشنطن وحلفائها، يأتي فرض حظر جوي في منطقة صغيرة جنوب سورية بعمق نحو 40 كيلومترا، وفق ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، التي قالت ان مسؤولين اميركيين اقترحوا ذلك على اوباما، كون هذا الحظر يمكن تأمينه عبر طائرات من داخل الأردن ولا يحتاج الى قرار دولي.

الإيرانيون اقترعوا في واشنطن رغم معارضة عدد من الناشطين


تحوّل مكتب «تمثيل المصالح الإيرانية»، الواقع على جادة ويسكونسن، إلى مركز اقتراع وفد اليه عدد من الإيرانيين المقيمين في العاصمة والمناطق المجاورة لاختيار مرشحهم إلى الرئاسة. 
وعشية الانتخابات، قام عدد من الناشطين الايرانيين المعارضين لنظام الجمهورية الإسلامية بتوزيع مناشير ولصقها على الجدران تدعو إلى مقاطعة الانتخابات الحالية واستبدالها بما اسموه بـ «انتخابات حرة ونزيهة في ظل حكومة ديموقراطية فعليا». 
وعمد الإيرانيون المعارضون إلى محاولة التجمع أمام باب المكتب الإيراني، وهو بإدارة أميركيين من أصول إيرانية وتعود ملكيته إلى البعثة الديبلوماسية السويسرية، إلا ان وحدة «الأمن السري» المكلفة حماية السفارات والشخصيات، أرسلت سيارتي أمن ركنتا أمام المكتب، فيما أبعدت الشرطة المتظاهرين عن المكتب.

الخميس، 13 يونيو 2013

كيري: شراكة أمنية مع مصر معززة بالتمويل تحافظ على قناة مع القيادة العسكرية

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

اثار اصدار القضاء المصري احكاما بحق 43 عاملا في المنظمات غير الحكومية حفيظة عدد من اعضاء الكونغرس، الذين طالبوا بربط المساعدة الاميركية السنوية الى مصر، والبالغة نحو مليار ونصف المليار دولار، باسقاط القاهرة للاحكام القضائية واحترامها «اصول الديموقراطية»، لكن بعيدا عن الانظار، كان وزير الخارجية جون كيري أرسل مذكرة الى مجلس الشيوخ، الشهر الماضي، ابلغه فيها انه تجاوز الشروط الكونغرسية الموضوعة، وانه قام بارسال المساعدات السنوية.
الاحكام المصرية، مرفقة باستمرار الادارة بارسال المساعدات، دفع برئيسة اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الاوسط اليانا روس- ليتنن الى عقد جلسة استماع حول الموضوع، فيما عاودت في الوقت نفسه تحريك مشروع قانون 416، والذي يحمل عنوان «قانون محاسبة مصر والترويج للديموقراطية».
ومع انه من غير المتوقع ان يتم اقرار القانون لا في اللجنة الفرعية ولا في الكونغرس عموما، الا ان اعادة تحريكه تأتي من باب الاصرار على ربط المساعدة الاميركية الى مصر بشروط محددة، حسب ما يطالب بعض اعضاء الكونغرس.
وكانت السلطات المصرية أقفلت 17 مكتبا لمنظمات غير حكومية في 29 ديسمبر 2011، بينها مكاتب تعود لمنظمات اميركية، بتهمة استخدام تمويلا خارجيا من دون ترخيص، واعتقلت 43 عاملا من بينهم سام لحود، ابن وزير المواصلات الاميركي راي لحود، و8 اميركيين آخرين. 
وفي وقت لاحق، تم الافراج عن المعتقلين، وعاد الاميركيون الى بلادهم، لكن المحاكمة استمرت، وصدرت، الاسبوع الماضي، احكاما مختلفة تصل الى السجن 5 سنوات بحق 16 اميركيا.
ومنذ اندلاع الازمة، طالب مسؤولون اميركيون بربط المساعدات الاميركية السنوية، التي تبلغ مليارا و300 مليون دولار كمساعدة عسكرية، و250 مليونا كمساعدات نقدية للمصرف المركزي المصري، باحترام الحكومة المصرية للاصول الديموقراطية، شرطا للحصول على الاموال الاميركية.
ولطالما كانت عضو الكونغرس من الحزب الجمهوري عن ولاية فلوريدا روس- ليتنن معروفة بمعارضتها لانفاق بلادها اي اموال في السياسة الخارجية، وهي عندما كانت رئيسة «لجنة الشؤون الخارجية»، في الكونغرس الماضي، حاولت عرقلة تسديد واشنطن للاموال المتوجبة عليها سنويا الى الامم المتحدة بحجة ان المنظمة الدولية تعمل ضد مصالح اميركا.
روس- ليتنن ليست الوحيدة في الكونغرس ممن يطالبون بوقف الانفاق على السياسة الخارجية، وهي مطالبة تتمتع بشعبية كبيرة في صفوف اليمين الاميركي، خصوصا بين مؤيدي التيار المعروف بـ «حفلة الشاي». 
هكذا، لم تتردد ليتنن و19 من زملائها في الكونغرس من الحزب الجمهوري في استغلال قيام الحكومة المصرية باغلاق المكاتب الاميركية، وقدمت في ديسمبر الماضي، مشروع قانون يشترط ربط المساعدة الاميركية الى مصر باحترام الاخيرة لعمل المنظمات غير الحكومية، واحترام حقوق التعبير والنشاط السياسي، للمواطنين المصريين كما للمقيمين في مصر. 
وفي جلسة استماع عقدتها، اول من امس، طالبت روس- ليتنن في كلمتها الافتتاحية الحكومة المصرية «باسقاط الاحكام»، معتبرة ان هذه الاحكام «مدفوعة بغايات سياسية، لا بحق الاميركيين فحسب، بل بحق منظمات المانية كذلك، ومواطنين من المانيا وصربيا والنرويج ولبنان ورومانيا ودول اخرى».
وتابعت روس- ليتنن ان الاحكام تدين «اعتداء حكومة (الرئيس المصري محمد) مرسي على الحرية، وحقوق الانسان، والديموقراطية، وعلى المصريين انفسهم، وعلينا ان نقف متضامنين مع اولئك الذين يطالبون بتحقيق اهداف الثورة». واضافت انه «من غير المقبول بعد الآن ارسال مساعدة غير مشروطة الى نظام يضطهد ويحاكم من يحاولون مساعدة المصريين الذين ينشدون الحرية والديموقراطية الحقيقية لكل مصر». 
لكن في مذكرته التي ارسلها الى مجلس الشيوخ في 9 مايو، اورد كيري اسبابا مختلفة لتمسكه بالمساعدات وتجاوزه الحظر التشريعي عليها. ومما كتبه كيري ان «مصالح الامن القومي، التي تعززها عملية تمويل جيش اجنبي في مصر، تتضمن وقف حركة البضائع غير المشروعة عبر الحدود المصرية، وزيادة الامن في سيناء، والمساعدة في الوقاية من هجمات من غزة ضد اسرائيل، ومكافحة الارهاب، وتأمين الترانزيت عبر قناة السويس».
هذه المواضيع، يقول كيري، «مرتبطة بشكل مباشر بأمن الولايات المتحدة واسرائيل، وكذلك بأمن مصر». ويضيف ان «حقوق التحليق فوق مصر تفتح لنا عسكريا المجال (في الحركة) في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، كما تؤمن هذه الاموال برامج تدريب عسكرية مشتركة، ما يعزز العلاقة العسكرية - العسكرية، ويفتح الباب للجيش المصري لتبني اساليبنا العسكرية المحترفة، بما فيها سيطرة المدنيين على الجيش، واحترام حكم القانون».
وختم كيري في مذكرته ان «شراكة اميركية امنية قوية مع مصر، معززة بالتمويل، تحافظ على قناة مع القيادة المصرية العسكرية، التي تعتبر مفتاحا اساسيا في صناعة الرأي المصري»، وان «قرار تجاوز الحظر على التمويل الى مصر ضروري للمحافظة على هذه المصالح، في نفس الوقت الذي نشجع مصر فيه على الاستمرار في انتقالها الى الديموقراطية». 

الديموقراطية: احذروا التقليد

حسين عبدالحسين

ينقل باحثون عن وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر قوله: إن الغرب ليس مستعدا للتعامل مع التغيرات العالمية، وخصوصا الشرق أوسطية: «بعدما تغيرت قوانين اللعبة بعد الحرب الباردة، في وقت لم ينجح الغرب في خلق منظومة جديدة في سياسته الخارجية تتناسب والتغيرات». القوانين الماضية، حسب كيسنجر، كانت تتمحور حول احترام معاهدة ويستفاليا التي تقضي باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها.

لكن النقاش حول ويستفاليا غالبا ما يعيد طرح السؤال القديم الجديد نفسه: هل كان الغرب أو الولايات المتحدة سيتفرجان على الزعيم النازي أدولف هتلر وهو يرتكب المجازر بحق فئات من شعبه لو لم يبادر الأخير إلى إعلان الحرب ضد الغرب؟
الإجابة غير ممكنة خارج إطار التكهنات، ولكن بعض الخبراء يرغبون، من حين إلى الآخر، دراسة السيناريو البديل، أي أن لا يعلن هتلر أو حلفاؤه الحرب على فرنسا وبريطانيا ولاحقا أميركا، ما يعني أنه كان يمكن له أن يستمر في حكمه لزمن طويل، وربما نشر عقيدته وإقامة حكومات مشابهة لمنظومته حول العالم.

ويقول الدارسون إن الإطاحة بالنازية واستبدالها بالديمقراطية في ألمانيا كان «نتيجة جانبية» لمواجهة كبرى بين إمبراطوريات، وإن هذه المواجهة لم يكن سببها غياب الديمقراطية أو الانتقاص من حقوق الإنسان في ألمانيا وإيطاليا، بل بسبب أفكار المحور التوسعية، ومبادرة دوله إلى شن الهجوم العسكري.

في السياق نفسه جاءت مواجهة الغرب مع الاتحاد السوفياتي وكتلته، فالمواجهة كانت بين حكومات، ثم نجحت الولايات المتحدة في الستينات والسبعينات في التوفيق بين «مبادئها ومصالحها» في السياسة الخارجية، فالاتحاد السوفياتي كان قوة منافسة، ولكن المواجهة معه أخذت أيضا طابعا مثل حماية حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية، وهو ما حاول الغرب فعله على أثر انهيار المنظومة السوفياتية.
لكن تجربة انتشار الديمقراطية في روسيا والدول الاشتراكية السابقة، رغم أنها بدت انتصارا للديمقراطية الليبرالية في مطلع الأمر، تبين في وقت لاحق أنها أعادت إنتاج النخب المتسلطة نفسها، وأبقتها في الحكم، مع فارق وحيد أن هذه النخب صارت تستخدم صناديق الاقتراع والإعلام لإسباغ الشرعية على تفردها في الحكم، بدلا من اعتمادها على سطوة أجهزتها البوليسية لفرض سيطرتها الدائمة كما في الزمن الشيوعي الغابر.

هذا النوع من الديمقراطية في روسيا ومعظم الدول الاشتراكية السابقة، ينتشر في بعض الجمهوريات العربية كذلك، خصوصا بعد «الربيع العربي»، وهو ما يطلق بعض الباحثين الأميركيين عليه اسم «الديمقراطية التقليد».
وتقول كبيرة الباحثين في «معهد كارنيغي للسلام» ليليا شيفتزوفا إن أكبر خطر يواجه الديمقراطية حول العالم هو «الديمقراطية التقليد»، أي «بروز أنظمة جديدة تستخدم المؤسسات الديمقراطية وخطابا ديمقراطيا للحفاظ على مصالح شخصية أو فئوية».

وتتابع الكاتبة في مقالة في مجلة «ذي أميريكان إنتيريست» اليمينية الرصينة أنه «لا يوجد شك بعد الآن أن تقليد الديمقراطية يخلق أنظمة هجينة تجمع بين الديكتاتورية والديمقراطية، وهو أمر صار يهدد مصداقية الديمقراطية حول العالم ويضعفها أكثر بكثير من الدور الذي تقوم به الأنظمة الاستبدادية في هذا الإطار»، ما يعني «أنه حان الوقت للاعتراف بأنه يمكن استخدام المؤسسات الديمقراطية من أجل الغرور الشخصي والمصالح الفردية».

هذا النوع من النقاش بدأ قبل سنوات، خصوصا بعدما تراجع الشهير فرانسيس فوكوياما عن نظريته القائلة بنهاية التاريخ وانتصار الديمقراطية الليبرالية. وفي عام 2010. في بحث في «دورية الديمقراطية»، راح فوكوياما يبحث عن سبب فشل نشر الديمقراطية، وكانت إحدى النتائج التي توصل إليها اعتباره أن التركيز على صناديق الاقتراع وحدها كان خاطئا، وأنه كان يجب الالتفات إلى «حكم القانون» في هذه الدول، وأنه في غياب القانون يمكن إفراغ الديمقراطية من مضمونها، ويمكن للحاكم المنتخب استخدام القضاء لمصلحته، وفي سبيل إخراج خصومه السياسيين من اللعبة السياسية وإضفاء الشرعية على أحكامه.
لا شك أن معظم نماذج فشل الديمقراطية متوفرة في الجمهوريات العربية، لكن للأسف لا يتوفر النقاش المطلوب لإصلاحها أو تصويبها، فيما يبدو أن الباحثين الغربيين يسعون، كما في الماضي، لفهم التغيرات التي تعيشها بعض الدول العربية، والمحاولة لتقديم اقتراحات لسياسات حكوماتهم الخارجية لعلها تصبح مستعدة يوما ما للتعامل مع كل هذه التغيرات المتسارعة.

الأربعاء، 12 يونيو 2013

قرار أميركي حاسم بـ «قلب الموازين» في سورية قبل نهاية الصيف

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

فجأة، لم يعد الحديث عن ضربة عسكرية ضد اهداف تابعة للرئيس السوري بشار الاسد محظورا في العاصمة الاميركية، بل اصبح موضوع نقاش جدي.
ففي الوقت الذي وصل وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في زيارة مستعجلة الى واشنطن، امس، وفي الوقت الذي كان المسؤول البريطاني يعقد لقاء مع نظيره الاميركي جون كيري، كان ممثل عن الحكومة الفرنسية يلتقي قيادة «الجيش السوري الحر» في تركيا، ويناقش تفاصيل تسليم شحنة من السلاح الى من تطلق عليهم واشنطن تسمية «الفئات المعتدلة» من الثوار. 
هذه اللقاءات المتسارعة لم تأت من باب المصادفة، بل جاءت في سياق الاهتمام الاميركي غير المسبوق الذي استحوذت عليه الازمة السورية، على مدى الاسبوع الماضي، خصوصا بعد نجاح قوات الاسد و«حزب الله» في إلحاق هزيمة بالثوار في بلدة القصير السورية، ما دفع كيري الى الغاء معظم ارتباطاته، بما فيها رحلة كانت مقررة الى المنطقة هذا الاسبوع، وتخصيص اهتمامه للتباحث في تزويد الثوار السوريين بالسلاح المتطور، وتوجيه ضربة عسكرية اميركية الى اهداف قوات بشار الاسد.
وكان كيري قد التقى عددا كبيرا من الخبراء، الخميس الماضي، لاستطلاع رأيهم، ومما نقله هؤلاء عن المسؤول الاميركي اعتقاده ان تزويد الثوار بالسلاح وحده قد يكون اصبح «قليلا جدا... ومتأخرا جدا» من اجل قلب الموازين على الارض السورية، ما يحتم ضرورة «توجيه ضربة عسكرية تــؤدي الى شلل امكانات الاسد العسكرية».
وقال الخبراء ممن التقوا كيري انهم سمعوا منه، نقلا عن الرئيس باراك اوباما، قرارا حاسما بنية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا «قلب الموازين في سورية لمصلحة الثوار»، في مهلة لا تتعدى نهاية الصيف الحالي.
وعلمت «الراي» ان النقاش في واشنطن شمل الاسباب التي ستستند اليها هذه الدول عند اعلانها الضربة، وان الاتجاه الارجح هو الاستناد الى تقرير «لجنة التحقيق المستقلة» التابعة للامم المتحدة، والتي اصدرت تقريرا، الاسبوع الماضي، جاء فيه ان النظام السوري يشن هجمات منظمة وعن قصد ضد اهداف مدنية، وان هذه الهجمات ترقى الى كونها «جرائم ضد الانسانية» و«جرائم حرب» و«خرق فاضح للقانون الدولي لحقوق الانسان».
كذلك اورد المسؤول السابق عن الملف السوري والخبير حاليا في «مركز رفيق الحريري» في «مجلس الاطلسي» فريدريك هوف مطالعة اعتبر فيها انه في ظل اغلاق روسيا والصين مجلس الامن، يمكن للولايات المتحدة وحلفائها الاستناد الى المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة، والتي تجيز للدول الاعضاء استخدام القوة العسكرية «الى ان يتسنى لمجلس الامن اتخاذ الاجراءات الضرورية للحفاظ على السلام الدولي والامن».
وقال هوف ان ايران و«حزب الله» سيفعلان ما بوسعهما من اجل انقاذ «حليفهما الاصغر»، اي الاسد، وان على واشنطن ألا تعتقد ان توجيهها ضربة الى الاسد سيؤدي الى ردة فعل غير متوقعة، «فإيران في عهدة حكامها الحاليين ليست صديقة للولايات المتحدة، وحزب الله عدو معلن، ورؤيتهما ينهزمان في سورية يجب ألا تثير الحزن في نفس اي اميركي».
بدورها، اعتبرت الخبيرة آن ماري سلوتر، وهي سبق ان عملت رئيسة دائرة تخطيط السياسات في وزارة الخارجية، ان التدخل العسكري الاميركي في سورية صار ضروريا، على الاقل من ناحية «انسانية». 
سلوتر، وهي من الخبراء الذين التقوا كيري الخميس، كتبت في مقالة: «كم حرب يجب ان تحدث حتى نفهم ان القتل يجر القتل... والناس الذين يشاهدون اولادهم واهاليهم يذبحون، ويشاهدون اغتصاب زوجاتهم وبناتهم واخواتهم، وتدمير منازلهم وحياتهم، لا ينسون، ويحملون الثأر في قلوبهم من جيل الى جيل، حتى يتم تحقيق شيء من العدالة».
وقالت سلوتر، وهي رئيسة مركز ابحاث «نيو اميركا فاوندايشن» اليساري المقرب من اوباما والديموقراطيين، ان «الديبلوماسية من دون تهديد حقيقي باستخدام القوة هي كلام فارغ». وتابعت ان اوباما يرغب في ان يعول على القوة المدنية اكثر من العسكرية في السياسة الدولية، «وهذا صحيح»، ولكن «استراتيجية اوباما في سورية تعني ان الولايات المتحدة وضعت جانبا واحدة من ابرز ادواتها في السياسة الخارجية، ما ادى الى خلق حافز لدى الحكومة السورية ومؤيديها بالاستمرار في القتال حتى يصبحوا في افضل وضع لهم من اجل التفاوض على تسوية، هذا اذا ما كان لديهم حافز للتفاوض اصلا».
وبينما يتصاعد النقاش حول كيفية التعامل مع الوضع في سورية، عقدت الوكالات الحكومية المعنية بالامر سلسلة لقاءات على مستوى كبار المسؤولين، هذا الاسبوع، وسرت انباء عن ان التقديرات الأولية لتكلفة العمل العسكري في سورية من المتوقع ان تبلغ نصف مليار دولار، وان تستغرق الضربة بين يـــــوم وثلاثـــــة ايــام.
كما يتكون شبه اجماع على ان الولايات المتحدة لن تعمل على تدمير الدفاعات الجوية للأسد، ومن ثم شن غارات متكررة، بل ان السيناريو الارجح هو اطلاق عدد من صواريخ «توما هوك» ضد اهداف الاسد، التي صار من شبه المؤكد انها ستشمل مقاتلاته، ومروحياته العسكرية، ومدارج الطائرات كافة، ومراكز القيادة العسكرية السورية ومراكز اتصالاتها، والتحصينات العسكرية، واماكن تمركز القوات.
وقال احد المحللين: «يتم تصميم الضربة الصاروخية بشكل انه بعدما ينجلي الغبار، ستــكون قوات الاسد قد تلقت ضربة موجعة جدا ادت الى شلل كل نقـــــاط تفوقـــــــها على الثوار، ما سيسمح للثوار بالتقدم وتسديد الضربات الموجعة على الارض».

الاثنين، 10 يونيو 2013

تقييم أميركي لـ «القصير»: دور «النصرة» مبالغ فيه ومشاركة «حزب الله» قلبت الموازين

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

في جلسة مغلقة عقدها عدد من المسؤولين والخبراء الاميركيين لتقييم نتائج معركة القصير في سورية، توصل المجتمعون الى استنتاجات مفادها ان «دور جبهة النصرة في القتال في البلدة كان مبالغا به الى حد كبير»، وانه «بعد ان رفض بشار الاسد التفاوض مع الثوار من اجل خروجهم من المدينة وموافقة حزب الله على ذلك والسماح لهم تاليا بمغادرتها، صار واضحا ان كلمة الحزب اللبناني اصبحت الكلمة العليا في علاقة الحليفين».
واورد احد الخبراء الذين شاركوا في الاجتماع ملخصا لمجريات المعركة جاء فيه ان 20 فصيلا من الثوار شاركت في القتال، منها كتائب «الفاروق»، و«الحق»، و«المغاوير»، و«الوادي»، و«قاسيون»، و«ايمن»، و«التوحيد». وقال ان «جبهة النصرة لعبت دورا كذلك، رغم ان وجودها في القصير كان مبالغا فيه جدا من قبل الاعلام»، وانه بعد مقتل احد قياديها، المدعو ابوعمر ومساعديه، منتصف الشهر الماضي، «بدا واضحا ان الثوار استفادوا من غيابه لتهميش دور الجبهة اكثر».
وقال المصدر نفسه ان «الثوار نجحوا في صد الموجة الاولى من الهجوم الذي قام به مقاتلو حزب الله، واوقع الثوار في صفوف الحزب خسائر بشرية كبيرة. ثم عمد النظام الى تعزيز القوات المهاجمة بارساله مقاتلين من الفرقتين الثالثة والرابعة من دمشق، وان تقارير من دمشق رصدت تناقصا كبيرا في اعداد قوات النظام في العاصمة اثناء الهجوم على القصير، ما يشير الى ان الاسد استخدم اقصى طاقاته اثناء الهجوم».
واضاف انه رغم «الانتصار البطيء للأسد وحزب الله، فانهما اظهرا مقدرة على تعديل التكتيكات العسكرية بحسب ما تقتضي الظروف، وبالتطور استراتيجيا». ثم ان تحقيق التنسيق بين ثلاث قيادات هي قيادة قوات الاسد، وقيادة حزب الله وقيادة الميليشيات الموالية للأسد مثل الجيش الشعبي، تمت بطريقة مبهرة، وهو امر يصعب تحقيقه في احسن الظروف».
ونقل الخبير عن احد الثوار قوله ان «مقاتلي حزب الله افضل تدريبا وتنظيما من قوات الاسد»، وهو ما دفع الخبير المذكور الى توصل الى استنتاج مفاده ان «مشاركة قوات حزب الله في الهجوم على القصير كانت بمثابة المفتاح الذي قلب الموازين».
ويتطابق ما قدمه الخبير مع تقرير صدر عن «مركز دراسة الحرب» جاء فيه ان «تحريك الميليشيات المؤلفة من العلويين والشيعة له مساوئ، منها ان الحفاظ على القيادة والسيطرة مع هؤلاء ستكون اصعب مع مرور الوقت». واضاف التقرير ان «واقع ان حزب الله شارك في التفاوض على انسحاب الثوار، رغم معارضة الاسد، تظهر امكانية الخلافات مستقبليا على الاستراتيجية والاهداف». 
وحسب تقرير المركز فانه «رغم ايجابيات التحريك الطائفي على المدى القصير، فان الانقسام الطائفي الحاصل من شأنه ان يضعضع اي دعم متبق لدى الاسد بين شرائح سنية، وهي استراتيجية تفاداها حافظ الاسد بوضوح اذ كان يدرك مخاطر الحكم بالاستناد الى الاقليات وحدها». 
ويجمع الخبراء ان الاسد افاد من «اعتماده على القوات غير النظامية والامكانيات والدعم الذي قدمه حلفاؤه روسيا وايران وحزب الله، وهو دعم تجاوز في حجمه الدعم المقدم الى المعارضة، واظهر ان لدى النظام امكانيات اكبر بكثير من معارضيه»، وانه «في الوقت الذي عدّل الاسد استراتيجيته لتتوافق والتغيرات على الارض، لم يقدر الثوار على التجاوب بسبب مشاكل قيادية وتنظيمية، كما بسبب نقص التموين وخصوصا الذخيرة، وعدم مقدرتهم على مجابهة التفوق الجوي لقوات الاسد».
وقال مسؤول من المشاركين ان الاستيلاء على القصير سيسمح لقوات الاسد بالاستعداد لشن هجمات شمالا وشرقا لاستعادة مساحات خسرها، الا انه توقع ان «تتراجع فاعلية حزب الله مع توغله اكثر في الاراضي السورية، بعيدا عن القرى الحدودية التي تقطنها اكثريات شيعية تسهل وصول الامدادات».
وتابع المسؤول ان التقارير تشير الى ان قوات الاسد تحاول اقامة طرق عبر المناطق الموالية لها من الجنوب الى الشمال ومن الشرق الى الغرب، ولكن «هناك واقعا مفاده ان العلويين اقلية، وكذلك مناطقهم، ومن غير الممكن ان تجد قوات الاسد ممرات ارضية آمنة وبعيدة عن كمائن الثوار، لذا سيستمر اعتماد الاسد على التموين الجوي، ولذا من المتوقع ان نرى هجومه على حلب يبدأ بمحاولة فك الحصار عن مطار منغ كمفتاح لعودته الى المنطقة ولتموين قواته».
المسؤولون والخبراء توافقوا كذلك على ان معضلة اخرى ستواجه قوات الاسد وحلفائه مستقبلا، غير خطوط الامداد، وهي الحفاظ على الاراضي التي يستعيدونها. حتى الجيش الاميركي في العراق وافغانستان، يعتقد المسؤولون، لم يكن بوسعه السيطرة على مناطق والانتقال منها من دون تسليمها الى قوات محلية حليفة، والاسد سيضطر الى تقليص عدد القوات التي يبقيها خلفه في المناطق التي يسترجعها من اجل شن هجمات لاستعادة اراض غيرها، مما يعرض الاراضي المستعادة لخطر عودة الثوار اليها بالطريقة نفسها التي انتزعوها منه في المرة الاولى».
وتابع المجتمعون ان الاسابيع المقبلة ستظهر مدى قدرات الاسد و«حزب الله» والقوى التي تدعمهم، وان التحالف الذي يدعم الاسد صار يستخدم حاليا اقصى طاقاته، «فاذا ما تعثر مجهود الاستعادة والاحتفاظ بالاراضي، فستظهر محدودية هذا التحالف، وحينذاك يمكن للثوار البدء بهجوم مضاد يضع قوات الاسد على مسار تراجعي لا يمكن عكسه». 
وختم احد المشاركين بالقول: «لنتذكر ان القصير لم تكن المدينة الاولى التي استعادتها قوات الاسد من الثوار».

الخميس، 6 يونيو 2013

هل تنجح رايس وباورز في إقناع أوباما بالتدخل في سورية؟

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

لم يكن مفاجئاً أن يعمد الرئيس باراك اوباما الى رد اعتبار موفدته الدائمة الى الامم المتحدة سوزان رايس بتعيينها في أرفع منصب في ادارته، اي مستشارة للأمن القومي. والتعيين لا يحتاج الى مصادقة مجلس الشيوخ، وبالتالي هو ناجز منذ إعلانه. 
في الوقت نفسه، أعلن البيت الابيض نيته ترشيح سامنتا باورز، وهو ترشيح كانت «الراي» توقعته مطلع هذا العام، لخلافة رايس في الامم المتحدة. وبخلاف تعيين رايس، يحتاج تعيين باورز الى مصادقة مجلس الشيوخ، ما يعني أن الجلسة المخصصة له من المتوقع ان تشهد مواجهة سياسية يشنها الجمهوريون الذين يرجح ان يعيدوا فتح ملفات هجوم بنغازي، والتقاعس عن التدخل في سورية، والملف النووي الايراني.
وباورز كانت، الى جانب رايس ومستشار الامن القومي المتقاعد توم دونيلون ومسؤول الملف الايراني سابقا دينيس روس والسفير الاميركي في اسرائيل دان شابيرو، من اوائل الوجوه المعنية بالسياسة الخارجية التي دعمت المرشح باراك اوباما المغمور وساهمت في صناعة مواقفه في هذا المضمار والتسويق لها بين مراكز الابحاث والاعلام.
وكانت باورز متقدمة على رايس تراتبيا في حملة اوباما، حتى أدلت باورز بتصريح في مقابلة، اثناء الحملة، اجبر اوباما على الابتعاد عنها علنا. ومما قالته باورز في حينه ان اوباما، في حال انتخابه رئيسا، لن يسحب القوات الاميركية من العراق بعد ستة اشهر تماما كما كان وعد، بل سيستمع الى نصيحة كبار الضباط ويعمل معهم على تاريخ الانسحاب.
ذلك التصريح اثار زوبعة بين مؤيدي اوباما المتمسكين يومها بانسحاب فوري من العراق، ما اجبره على اقصائها. وكانت باورز هي المرشحة اساسا الى منصب سفيرة في الامم المتحدة، لكن خروجها بهذه الطريقة، أعطى منصبها الموعود الى رايس. وكجائزة ترضية، عين اوباما باورز بمرتبة عضو في مجلس الامن القومي.
والاثنتان، رايس وباورز، صديقتان. الاولى كانت تعمل في مجلس الامن القومي في ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون في العام 1994 عندما وقعت مجزرة رواندا، والثانية كانت تعمل صحافية في يوغوسلافيا السابقة في منتصف التسعينات اثناء اندلاع حملات التطهير العرقي. ويعتقد المراقبون ان الحدثين اثرا كثيرا في آراء المسؤولتين، فأقسمت رايس انها ان واجهت مجزرة مرة اخرى، ستساند بشراسة التدخل بشكل دراماتيكي لوقفها. اما باورز، فشاركت في تأليف كتب عديدة وانتاج افلام وثائقية عن المجازر المختلفة، وهي كانت من ابرز الداعمين لحملة وقف مجازر دارفور، في السودان، في العام 2006.
وبسبب معارضتهما للمجازر وتأييدهما تدخلا اميركيا عسكريا حول العالم لمنعها، كانتا من اوائل المؤيدين لتدخل عسكري في ليبيا لمنع قوات العقيد معمر القذافي من ارتكاب مجزرة بحق سكان مدينة بنغازي.
ولكن رغم تأييد المسؤولتين التدخل في ليبيا، تأخر التحرك الاميركي بسبب المعارضة الشديدة ضده من مستشار الامن القومي توم دونيلون، الذي كان ولا يزال يحبذ بقاء الولايات المتحدة خارج الصراعات العسكرية حول العالم.
لكن معارضة دونيلون لم تصمد حينما عادت هيلاري كلينتون من لقاء حول ليبيا جمع حلفاء الولايات المتحدة، وكانت اصبحت مقتنعة تماما بضرورة التدخل، فتدخلت لدى اوباما، وبمساندة من رايس وباورز، تراجع دونيلون ودخلت اميركا حرب ليبيا.
دونيلون، وهو اساسا محسوب على نائب الرئيس جو بيدن، آثر اليوم الخروج من الادارة بعد تعيين أوباما نائب مستشار الامن القومي دينيس ماكدنو رئيسا لموظفي البيت الابيض، ما يعني ان مرؤوس دونيلون صار رئيسه، فساءت العلاقة بين الرجلين منذ تعيين الاخير، وخرج الاول لتحل رايس محله.
وكان دونيلون مهندس ما سمي بسياسة «الانعطاف نحو آسيا»، اي التركيز على بناء تحالف تحسبا لصعود محتمل للقوة الصينية. كذلك، تعزى اليه مساهمته في انسحاب الولايات المتحدة سياسيا من المشهد العراقي، بالتنسيق مع الرجل الذي كان مولجا معالجة هذا الملف انتوني بلينكن عندما كان الاخير مستشارا للامن القومي لدى بيدن. 
وبعد اتمام الخروج العسكري والسياسي من العراق، استقطب دونيلون بيلنكن، ومنحه كرسيا في مجلس الامن القومي الرئاسي، وهو منصب يشغله الاخير منذ بداية ولاية اوباما الثانية.
ومع خروج دونيلون من الفريق الرئاسي، يصبح السؤال: هل تنجح الاصوات المتعالية باقناع اوباما بتدخل عسكري في سورية؟ 
الاجابة معقدة ولكن اغلب الظن ان واشنطن ستبقى مترددة لناحية التدخل، حتى لو توغلت اكثر في دعم الثوار ضد بشار الاسد عسكريا وماليا ولوجستيا، والسبب ان اوباما نفسه متردد، وهو رغم انه يستمع الى نصائح مستشاريه يبقى صاحب القرار الفصل. 
اما اعضاء الادارة الآخرون من امثال وزيري الدفاع والخارجية تشاك هيغل وجون كيري، فهذان يعارضان التدخل في سورية من حيث المبدأ، ولكنهما عموما يدينان بالولاء لأوباما الى حد ان بعض المراقبين يصنفونهما في خانة «رجال النعم»، اي الذين يوافقون على آراء الرئيس وقراراته من دون نقاش. ولكن، بالطريقة نفسها لرفضهما اي تدخل عسكري في سورية، الارجح ان كلا من هيغل وكيري سينقلبان في موقفيهما فورا ويصبحان من اوائل المؤيدين للتدخل في حال نجح الثنائي رايس - باورز في اقناع اوباما بجدوى وضرورة التدخل.

أوباما يحظى بدعم لسياسته بالابتعاد عن «المستنقع السوري»

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

في جلسة استماع في «لجنة العلاقات الخارجية» طالت اكثر من ساعتين وتناوب فيها على الحديث عدد يتجاوز المعتاد من اعضاء الكونغرس من الحزبين قارب العشرين عضوا، ظهر ان الانقسام الاميركي حول سورية مازال عميقا، وان الرئيس باراك اوباما ما زال يتمتع بدعم لسياسته القاضية بالابتعاد قدر الامكان عن الغوص في ما يعتبره المستنقع السوري. 
الديموقراطيون منقسمون بين مؤيد لادارة الرئيس باراك اوباما حول سورية وحول حلول واشنطن السياسية المزمعة، وبين مطالب بالتخلي تماما عن الشرق الاوسط بعد تجربة العراق، واستخدام الاموال المرصودة خارجيا في مشاريع تساهم في تقوية الوضع الاميركي الداخلي.
الجمهوريون، بدورهم، منقسمون الى اغلبية معارضة لسياسة اوباما، ومؤيدة لحرب العراق وللتدخل في سورية لحماية المصالح الاميركية والحلفاء، وخصوصا اسرائيل، وبين اقلية جمهورية صاعدة تعارض اي دور اميركي حول العالم، وتعتقد ان هكذا دور يتطلب حكومة كبيرة وانفاقا كثيرا فيما الحزب الجمهوري يقوم على فكرة الحكومة الصغيرة والضرائب المنخفضة التي لا تكفي لتمويل هذا النوع من السياسات حول العالم.
رئيسة اللجنة عضو الكونغرس من الحزب الجمهوري عن ولاية فلوريدا اليانا روس- ليتنن تنتمي الى المجموعة الاخيرة التي تطالب بتقليص نفقات السياسة الخارجية والدور الاميركي، ما يعني انها تجد نفسها متوافقة سياسيا مع اوباما والديموقراطيين من مؤيديه ممن يرفضون التدخل في سورية. 
هكذا، لم يكن مفاجئا ان تفتح روس- ليتنن الجلسة بخطاب مقتضب شددت فيه على حصرية الحل السياسي للأزمة في سورية، وهو موقف كان متباينا بشكل واضح عن معظم زملائها الجمهوريين.
الخبراء الثلاثة الذين حاضروا في الجلسة تنوعت مواقفهم السياسية كذلك، ولمع من بينهم الباحث في «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات» طوني بدران، الذي اعتبر ان مشكلة واشنطن تكمن في تركيزها على تفاصيل الصراع وعدم رؤيتها الصورة بشكل اكبر، وان على الولايات المتحدة ان تحدد هدفها، وان هذا الهدف يجب ان يكون «الحاق هزيمة استراتيجية بالنظام الايراني» في سورية.
الهزيمة الايرانية، تستتبع ضرورة تبني سياسة بناء سورية ما بعد بشار الاسد، وهذا يتضمن مؤتمرات سياسية واقتصادية وغيرها على شكل التي تنظمها او تشارك فيها واشنطن منذ اندلاع الثورة في منتصف مارس من العام 2011، حسب الباحث الاميركي.
وقال بدران ان الطريقة الاسرع لتحقيق الهدف الاميركي تكمن بضرب المطارات السورية واخراجها من الصورة، وبذلك تنقطع خطوط الامدادات الايرانية والروسية الى الاسد، وكذلك خطوط التموين التي تستخدمها قواته في ما بينها بسبب خطورة الطرق الارضية التي غالبا ما تتعرض لكمائن الثوار.
واعتبر بدران ان في سورية قرابة 25 مطارا مدنيا وعسكريا وان «عددا منها خارج الخدمة منذ ما قبل الثورة»، وعددا آخر يقع في المناطق التي يسيطر عليها الثوار. 
وبالاجابة عن سؤال احد اعضاء الكونغرس حول المدة المطلوبة لانجاز عملية ضرب مطارات الاسد، نقلت نائبة رئيس مركز ابحاث «اميريكان انتبرايز انستيتيوت» دانيال بليتكا عن عسكريين قولهم انها عملية «تستغرق اياما» فقط. وتتضمن هذه العملية، استخدام صواريخ موجهة عن بعد بدلا من غارات جوية متكررة او اقامة حظر جوي تفرضه المقاتلات الاميركية.
بليتكا، شنت هجوما حادا على سياسة اوباما، وقالت «بغض النظر عن سورية، عندما يقول الرئيس ان على الاسد التنحي ولا يتنحى الاسد، وعندما يضع الرئيس خطوطا حمرا على استخدام الاسد للكيماوي ولا يلتزم بها، هذه التصرفات تهز مصداقية رئيس الولايات المتحدة، وترسل رسالة الى ايران مفادها ان اميركا غير جادة في اي شيء تقوله».
لكن الاعضاء من الديموقراطيين بادلوا بليتكا الهجوم باتهامها بأنها من «المحافظين الجدد» الذين ورطوا البلاد في حرب العراق، ما دفعها الى القول انها ما زالت تتمسك بتلك الحرب، وان دور اميركا يتضمن نشر مبادئها حول الحرية والعدالة والمساواة حول العالم.
وحاول احد الديموقراطيين انتزاع القول من الباحثة بأنه من الصعب تحديد من يمكن تسليحه من بين الثوار السوريين، ومنع وصول الاسلحة الى يد متطرفين منهم، فردت ان اجهزة الاستخبارات الاميركية بامكانها ان تحدد هوية معظم الثوار وتوجهاتهم السياسية. 
وفي هذا السياق، قال بدران ان السعودية تلعب دورا ايجابيا في تسليح الثوار غير المتطرفين فقط، وان ذلك يتم في الغالب بالتنسيق مع الاستخبارات الاميركية والاردنية.
في مواجهة بليتكا من الخبراء شارك جون الترمان من «مركز الدراسات الدولية الاستراتيجية»، وايد موقف روس - ليتنن والديموقراطيين، وقال ان «الخطر الرئيسي الذي يواجه قوة الولايات المتحدة حول العالم هو وضعها المالي داخليا». 
وعارض الترمان اي تورط اميركي في سورية، وقال ان «ليس كل السوريين يريدون ان ينتهي نظام الاسد»، وان على الولايات المتحدة ان تدرك قصورها في التأثير على نتائج الامور حول العالم، رغم الامكانيات الهائلة التي تتمتع بها.
وختم الترمان ان ايران ليست بالقوة التي يتحدث عنها البعض، وان تكبير الدور الايراني يفيد الايرانيين ويكسبهم مؤيدين واصدقاء في المنطقة. وختم بالقول ان «الايرانيين خطر ممكن على اسرائيل، ولكنهم لا يشكلون خطرا عليها في الوقت الحالي».
كما تعرضت بليتكا لهجوم من الاعضاء الديموقراطيين ومديحا من زملائهم الجمهوريين، كذلك تعرض الترمان في المقابل لسيل من الانتقادات من الجمهوريين، وللاشادة من الديموقراطيين، في عملية اكدت انه على الرغم من ان عيون الكثيرين من الاميركيين مسلطة اليوم على الموضوع السوري وتاليا على الجلسة، الا ان السياسة الداخلية والمناوشات بين الحزبين مازالت حاضرة كذلك، ما يعني ان اي حركة اميركية جدية في الشأن السوري ما زالت تحتاج الى المزيد من الوقت والتبدلات في المشهد السياسي الداخلي.

الأربعاء، 5 يونيو 2013

مسؤولون أميركيون يحذّرون من حرب أهلية شاملة في لبنان

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

يعتقد خبراء اميركيون على صلة بمسؤولين حكوميين معنيين بالسياسة الخارجية ان الشعور العام لدى ادارة الرئيس باراك اوباما هو ان لبنان «دخل دائرة الخطر»، وانه على عكس الاشهر الماضية، «من الممكن ان تندلع حرب اهلية شاملة في اي لحظة بسبب تغييرات طرأت على تفكير ورؤية الرعاة الاقليميين للقوى اللبنانية المختلفة».
واعتبر الباحثون ان التغييرات المتسارعة في منطقة الشرق الاوسط قد تفرض على اوباما التمهل في «سياسة الانعطاف»، التي اعلنها باتجاه الشرق الاقصى، ولكن اوباما سيستمر في مراقبة الصراع السني - الشيعي الدائر، انما عن بعد. 
وقال والتر راسيل ميد، وهو احد ابرز الباحثين والكتاب في دورية «فورين افيرز» المرموقة، ان «الشرق الاوسط يشتعل من البصرة الى بيروت». 
واضاف ميد، في مقابلة اجرتها معه «الراي»، انه «مع الف قتيل في اكثر شهر دموية في العراق منذ خمس سنوات، وفيما تركيا تحاول التعامل مع ما صار يبدو وكأنه اضطرابات داخلية، وفيما مصر مفلسة ماليا وغير مستقرة، لا يبدو الشرق الاوسط مستعدا كي يدع اوباما ينتهج سياسة الانعطاف نحو آسيا»، رغم «ادلاء وزير الدفاع تشاك هيغل، في عطلة نهاية الاسبوع، بتصريح اعتبر فيه ان الولايات المتحدة تسير قدما بسياسة الانعطاف وملتزمة الامن في آسيا».
الخبراء الاميركيون نقلوا عن مسؤولين حكوميين رصدهم للتطورات الاخيرة في لبنان، وفي هذا السياق قال ميد: «لبنانيون كثر يحاربون الى هذا الجانب او ذاك في الحرب الدائرة في سورية، وكما يتبين من احداث العنف في لبنان في اليومين الماضيين، كان من غير الممكن ان ينحصر العنف في سورية فقط».
واعرب ميد عن اعتقاده ان العنف في لبنان يتبع منهجا مشابها للعنف في سورية، وقال ان الوضع هو على الشكل التالي: «السنة في مواجهة الشيعة في لبنان، وحزب الله ضد الميليشيات السنية في سورية، وحكومة لبنان وجيشه الوطني منقسمان وضعيفان، وهذا ما يعني ان الوضع سيتدهور».
وحمل الباحث الاميركي ادارة اوباما مسؤولية ما وصلت اليه الاحداث في منطقة الشرق الاوسط، وقال ان «هذه هي النتائج لعدم التدخل في وقت مبكر في سورية، ففي اي مرحلة في الماضي، كان التدخل الاميركي لوقف العنف في سورية سيكون صعبا وفوضويا، ولكن مع مرور الوقت، تصبح الخيارات اسوأ فأسوأ».
ونقل الخبراء الاميركيون عن المسؤولين في الادارة توقعهم تمدد العنف السوري باتجاه لبنان، «هذه المرة لان الراعي الاقليمي لحزب الله، اي ايران، كان يعتقد انه ليس في مصلحته اشعال جبهة لبنان والتفريط بالسيطرة المطلقة للحزب من اجل التدخل في سورية». 
اليوم، يعتقد المسؤولون الاميركيون انه «يبدو ان طهران قررت ان لابقاء لسيطرتها على لبنان مع انهيار سيطرتها على سورية عبر الاسد، لذلك، قررت ايران المقامرة بمصير الاثنين، فاما تفوز بالبلدين، واما يتضعضع نفوذها فيهما معاً».
هذا يعني، حسب الخبراء، ان القوى الاخرى في المنطقة لن تقف مكتوفة الايدي اذا ما قررت ايران توسيع رقعة الحرب، ما يعني ان الدعم المسلح والمالي ضد بشار الاسد في سورية سيتوسع ليشمل المعركة ضد «حزب الله» في لبنان كذلك.
ويعتقد الخبير في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى» دايفيد شنكر ان المعركة بين ايران والسعودية تشمل المنطقة بأكملها منذ فترة، مع ان سورية تلعب حاليا دور المسرح الرئيسي لاحداث هذه المواجهة. ويقول شنكر لـ «الراي» انه «فيما وصف حسن نصرالله تنظيم القاعدة على انه جزء من المحور الذي تقوده الولايات المتحدة في المنطقة، وارسل مقاتليه الى سورية للقتال الى جانب الطائفة العلوية، الشيعية شكليا، كانت الرياض تلقي القبض على رجال دين في المنطقة الشرقية بتهمة التجسس لايران».
وتابع شنكر ان ايران نفسها لن تكون في منأى عن نيران الصراع السني - الشيعي، ويقول ان «السنة يشكلون 10 في المئة من مجمل سكان ايران، وهم الطائفة الاكثر نموا سكانيا بمعدل سبعة اولاد للعائلة في مقابل اقل من ولدين للعائلة الايرانية الشيعية». 
واضاف شنكر انه «مما لاشك فيه ان النظام الايراني يرى السنة الايرانيين كتهديد ديموغرافي على المدى الطويل، ما قد يجبر النظام على مصادقة هؤلاء السنة، لكن يبدو ان تواصل النظام الايراني مع السنة يحصل خارج ايران اكثر من داخلها حيث النظرة الى السنة الايرانيين تشوبها الشبهات والسخرية، وحيث لا يوجد ولا اي مسجد واحد لمليوني سني ايراني يعيشون في طهران وحدها».
وختم شنكر بتوقعه ان تستمر ادارة اوباما في «اعادة تعديل سياستها الخارجية باتجاه آسيا، وهي ستراقب التدهور السني - الشيعي عن بعد، لكن يجب الا تتفاجأ واشنطن اذا ما نجح الخصوم من الطرفين في ايجاد ارضية مشتركة، في وقت لاحق، ضد مصالح الولايات المتحدة في الشرق الاوسط، او على حسب القول العربي: انا واخي على ابن عمي، وانا وابن عمي على الغريب».

استاذ ام رئيس؟



حسين عبدالحسين

يعتقد الرئيس الأميركي باراك أوباما نفسه أسمى من واشنطن ومن المناكفات السياسية التي تسودها، وهو ما يبعده عن السياسة والسياسيين، إلى درجة أن سنوات قد تمر من دون أن يتحدث مع وزراء في حكومته أو مع أعضاء كبار في مجلس الشيوخ من حلفائه في الحزب الديمقراطي. حتى إن العشاء الأول بين الزوجين أوباما وحليفيهما السياسيين الزوجين كلينتون لم يحصل حتى بداية الولاية الثانية. هذه هي الصورة التي يقدمها الصحافي جوناثان ألتر في كتابه الأخير حول شخصية الرئيس بعنوان «المركز متماسك»، المتوقع صدوره الأسبوع المقبل.

يقول ألتر إن أوباما لا يتصل بكبار المانحين الماليين لحملته الرئاسية أو لحملة حزبه لشكرهم، على حسب العادة، وهو يعتقد أن تصويت الشيوخ الديمقراطيين في مصلحة القوانين التي يريدها هو بمثابة تحصيل حاصل، فلا يتقدم إليهم بأي شكر بسبب دعمهم لمشاريعه، مع العلم أن الناخبين غالبا ما يعتقدون أن أهمية ممثليهم تنبع من علاقتهم بالرئيس وعدد المرات التي يتحادثون فيها معه.
ويتابع أنه عندما يحضر الرئيس الأميركي المناسبات الاجتماعية في البيت الأبيض، يكون لسان حاله على الشكل التالي: «سوف أطلق ابتسامة، ثم، أرجوكم، فليأخذني أحدكم خارج هذه القاعة». ويضيف ألتر أن أوباما لا يستعجل الخروج من المناسبات، لأن عليه العودة إلى المكتب البيضاوي لأمر طارئ، لكنه ببساطة لا يريد البقاء ثانية بعدما هو مطلوب منه، ولا حتى لتمضية الوقت مع أصدقاء ما قبل الرئاسة من زمن شيكاغو مدينته.

ويتابع ألتر أن أوباما يعتقد أنه أنقذ قطاع السيارات في ديترويت، ومؤشر الداو في سوق الأسهم، وتفادى كسادا اقتصاديا، «ثم عليه أن يفسر كل ذلك مجددا!».. هذا النوع من التكبر هو الذي كلّف أوباما المناظرة الرئاسية الأولى أمام ميت رومني، قبل أن يتدخل مستشاره اللامع ديفيد اكسلرود ويعده للفوز بالمناظرتين الأخريين.
ومن بين مستشاري أوباما، يقول ديفيد بلوف، أو «ديفيد الآخر»، حسبما هو معروف في أوساط الرئيس، إن أوباما «مناسب أكثر للسياسة في الدول الإسكندنافية منه في أميركا.. لأنه رجل منطقي وغير عاطفي في عاصمة (واشنطن) لا منطقية وعاطفية».

الشعور بأن أوباما هو رجل ذكي جدا، ولكن بعيد ومنعزل، صار انطباعا يسود أوساط معظم المثقفين الأميركيين، مثل ألتر، مما دفع الكاتبة في صحيفة «واشنطن بوست» روث ماركوس إلى كتابة مقالة تناولت فيها خطاب أوباما الذي أعلن فيه نيته اتخاذ خطوات لإغلاق معتقل غوانتانامو وإعطاء الكونغرس دورا أكبر في تحديد عمل الطائرات من دون طيار.
ماركوس وصفت الخطاب بالـ«عبقري، هذا إذا كنت تقدم إجابات في امتحان مدرسة، لا عندما تكون في السنة الخامسة من رئاستك».

وتثني ماركوس على أوباما كأستاذ وتلميذ نجيب في القانون، وتقول إن «تلميذ القانون ينال الدرجات عندما يتمكن من تحديد المشكلة، لكن الرئيس ينجح فقط عندما يقرر ويطبق الحلول».
هل تكلف شخصية أوباما ولايته الثانية وتمنعه من تحقيق أي إنجازات خلالها؟
تجيب الكاتبة في صحيفة «نيويورك تايمز» مورين دود بالقول إن أوباما يبدو أنه فهم المشكلة الآن، وأن الوقت ليس متأخرا بعد لتداركه الأزمة، فهو يريد أن يتذكره التاريخ «أكثر من كونه أول رئيس أميركي من أصل أفريقي».

الاثنين، 3 يونيو 2013

واشنطن بدأت اتصالات من أجل بناء تحالف يمكنه توجيه ضربة جوية لقوات الأسد

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

اشارت التقارير المتواترة في العاصمة الاميركية الى ان الرئيس باراك اوباما طلب من وزارة الدفاع (البنتاغون) اعداد خطة فرض حظر جوي على قوات بشار الاسد، واطلاعه على هذه الخطة فور جهوزها. 
وفي اتصال مع «الراي»، رفضت مصادر في وزارة الدفاع «تأكيد او نفي» تقارير اعداد الخطة المطلوبة لفرض حظر جوي، والتي وردت للمرة الاولى في صحيفة «ذا دايلي بيست». وقال المسؤولون في الوزارة ان «القوات الاميركية هي دائما على جهوزية تامة لتنفيذ اي مهمات توكل اليها».
بيد انه صار من شبه المؤكد ان واشنطن انجزت «بنك الاهداف» التي تنوي ضربها لدى قوات الاسد في حال القيام بعملية جوية. 
ويبدو ان تحديد هذه الاهداف والاطلاع على كيفية التعامل مع الدفاعات الجوية السورية كان محور اللقاءات التي عقدها جون برينان، رئيس «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي اي)، اثناء زيارته اسرائيل، بعيدا عن الانظار، مطلع هذا الشهر. 
وتترافق التحضيرات الحكومية الاميركية مع سرعة غير مسبوقة داخل اللجان في مجلس الشيوخ التي تتسابق في اقرار مشروع قانون قدمه رئيس لجنة الشؤون الخارجية روبرت مينينديز ويحمل عنوان «قانون دعم العملية الانتقالية» في سورية، وتتضمن بنوده الطلب الى ادارة الرئيس اوباما تزويد الثوار بامكانيات «قتالية فتاكة»، على شرط التأكد من هوية والانتماءات السياسية لمجموعات الثوار من السوريين التي ستتسلم هذه الاسلحة.
ويعكف السناتورالجمهوري المخضرم والمرشح الرئاسي السابق جون ماكين، منذ عودته من زيارة مفاجئة قام بها الاسبوع الماضي الى اراض سورية تحت سيطرة الثوار، على الاستمرار في حملته السياسية والاعلامية التي تهدف الى «حشد الرأي العام والضغط على ادارة الرئيس باراك اوباما من اجل بدء عملية تزويد الثوار السوريين بأسلحة فتاكة»، حسب قول العاملين في صفوف فريقه.
ومنذ وصوله واشنطن، عمل فريق السناتور الاميركي على الاتصال بوسائل الاعلام كافة، واطل ماكين على شبكات التلفزيون الاميركية الرئيسية، وفي وقت لاحق عقد جلسات دردشة متتالية مع صحافيين وزملاء له في الكونغرس، من الحزبين.
وترتكز مطالعة ماكين التي يكررها اعلاميا وفي لقاءاته السياسية انه «تأثر جدا» عند رؤيته الدمار الذي لحق بالقرى السورية التي زارها، وانه شعر ان «الثوار السوريين لا يفهمون لماذا لم نهب الى نجدتهم حتى الآن، وهم يقاتلون منذ سنتين، والآن «المعركة تحتدم اكثر مع دخول مقاتلي حزب الله اللبناني للمشاركة في المعارك».
ويشدد المسؤول الاميركي على ان لا احد من الثوار يتوقع او يريد ان يرى جنودا اميركيين على الارض السورية، وان الدعم الاميركي ينبغي ان «يقتصر على تزويد الثوار بالسلاح بما فيها المضادة للدروع»، وعلى «تدمير قدرات الاسد الجوية وانشاء مظلة حماية باستخدام صواريخ باتريوت المنتشرة على الحدود التركية والاردنية، والتي يمكنها ان تؤمن المجال الجوي على بعد بضعة اميال من الحدود في اتجاه الداخل السوري».
وكانت الاقتراحات الاولية اشارت الى امكانية ادخال هذه الصواريخ الى داخل الاراضي السورية من اجل توسيع المظلة، الا ان المشككين بهذا السيناريو اعتبروا ان تشغيل الصواريخ يتطلب خبرات غير متوفرة لدى الثوار، ما سيتطلب وجود جنود غير سوريين على الاراضي السورية لتشغيلها، وهو ما يستلزم اما قرارا لتنظيم الاحتلال من مجلس الامن، او اتفاقا مع حكومة سورية معترف بها.
ويعتقد الخبراء العسكريون الاميركيون ان غطاء جويا فوق الحدود السورية من شأنه ان يعرقل مجهود تزويد ايران وروسيا للأسد وقواته بالاسلحة، والذي يتم في مجمله جوا، وهو ما من شأنه المساهمة في قلب الوضع على الارض لمصلحة الثوار.
وعند سؤاله حول هوية الثوار وانتماءاتهم السياسية، يصر ماكين على ان كل الذين قابلهم «ليسوا متطرفين، بل هم سكان محليون يدافعون عن قراهم ويقاتلون من اجل التحرر من ديكتاتورية عمرها اكثر من اربع عقود». 
لكن ماكين لم ينف وجود متطرفين اسلاميين، وقال ان «عدد هؤلاء يبلغ سبعة في المئة من مجمل عدد الثوار الذي يقدر بمئة الف مقاتل». 
وكرر ماكين الاشادة باللواء سليم ادريس، رئيس اركان «الجيش السوري الحر»، ووصفه بأنه «مقاتل محترف ويعرف ماذا يفعل». 
واعتبر السناتور الاميركي ان ادريس ومقاتليه «هم الايدي الصحيحة التي ينبغي ان يصلها السلاح».
وكان ادريس ارسل قبل اسابيع رسالة الى وزير الخارجية جون كيري طالبا من الحكومة الاميركية مساعدة الثوار، حسب تقارير صحافية في العاصمة الاميركية.
وفي وقت يستمر ماكين في حشد الرأي العام والدعم السياسي من اجل تزويد الثوار بالسلاح وتوجيه ضربة جوية الى اهداف قوات الاسد، تستمر التقارير المتواترة حول ازدياد في النشاط لدى ادارة الرئيس اوباما لناحية التحضيرات العسكرية، والاتصال مع الحلفاء الاوروبيين والعرب والاتراك، او ما صار يعرف بـ «مجموعة الدول الاحدى عشرة» المنبثقة عن «مجموعة اصدقاء سورية»، من اجل بناء تحالف دولي يمكن له القيام بهذه المهمة، وفي نفس الاثناء العمل على ايصال المزيد من الاسلحة الى الثوار السوريين.

واشنطن: خطر الهجمات الإرهابية يبقى مرتفعاً في الكويت

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
جريدة الراي

اعتبر التقرير السنوي حول الارهاب الذي تصدره وزارة الخارجية الاميركية ان «خطر الهجمات الارهابية في الكويت يبقى مرتفعا» رغم انه لم تقع هجمات تبناها ارهابيون او مجموعات ارهابية في العام 2012.
وتطرق التقرير الى قضية «خلية التجسس الايرانية»، وقال انه في مايو 2012، خفضت محكمة الاستئناف في الكويت احكام الاعدام بحق ثلاثة (ايرانيين وكويتي) مدانين بالانتماء الى خلية تجسس ايرانية الى مؤبد، وثبتت حكم المؤبد على شخص رابع، كما ثبتت براءة ايرانيين، لكنها عكست حكم المؤبد الذي اعطي لمتهم سوري وبرأته. 
وقال التقرير ان «اعضاء الخلية السبعة، اربعة ايرانيين، وكويتي وسوري وبدون، تم اعتقالهم في مايو 2010 بتهم التجسس لمصلحة طهران والتخطيط للقيام باعمال ارهابية، وان احكام الاستئناف ليست نهائية، ومن المتوقع ان تنتقل الى محكمة التمييز صاحبة الاحكام الختامية».
على ان التقرير لفت الى ان «الكويت تحتاج الى قوانين وآليات من اجل مكافحة الجرائم المالية»، وقال ان الكويت عضو في «مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أجل مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب»، وان هذه المجموعة اعتبرت في مايو 2012 ان الكويت «تنقصها التشريعات التي تجرّم تمويل الارهاب»، وهو ما ادى الى تطوير الكويت خطة، بالاشتراك مع المجموعة من اجل معالجة مكامن الضعف هذه.
وذكر التقرير ان «قادة دول مجلس التعاون الخليجي وقعوا في 25 ديسمبر 2012 اتفاقية امنية جماعية لتمكين الدول الاعضاء من الرد بسرعة واتخاذ الاجراءات الوقائية المناسبة لمواجهة التهديدات الامنية المحتملة. وتشترط الاتفاقية تعاونا كاملا بين الدول الست الاعضاء وتحدد بدقة المسؤوليات المتبادلة للمحافظة على الامن والاستقرار الجماعيين. وتشجع ايضا التنسيق الامني وتبادل المعلومات للمساعدة في محاربة الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود».
واشار التقرير الى انه «يتعين ان توافق البرلمانات ومجالس الشورى في الدول الاعضاء على الاتفاقية التي تضم 45 بندا ليتم تطبيقها».
وعلى المستوى العالمي، قال التقرير ان «لبّ القاعدة تدهور بشكل كبير بسبب المجهود العالمي ضد هذا التنظيم»، ولكنه اشار الى ان «العام 2012 شهد عودة ملحوظة لدور دولة ايران في رعاية الارهاب»، مضيفا ان «نشاطات ايران وحزب الله الارهابية بلغت وتيرة لم يشهد العالم لها مثيلا منذ التسعينات، مع تخطيط هجمات في جنوب شرقي آسيا واوروبا وافريقيا».
وقال التقرير انه في فبراير 2013، اتهمت الحكومة البلغارية علنا «حزب الله» بالتورط في تفجير يوليو 2012 في بورغاس، والذي ادى الى مقتل خمسة اسرائيليين ومواطن بلغاري. وفي مارس 2013، حكمت محكمة قبرصية على عميل لـ «حزب الله» بتهمة مراقبة سياح اسرائيليين، فيما كانت تايلند تحاكم عضوا في «حزب الله» لدوره «في المساعدة في تخطيط هجوم ارهابي محتمل».
واضاف ان «فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني يعتقد انه ادار هجمات ارهابية في جورجيا والهند وتايلند وكينيا في العام 2012 وفي التخطيط لمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير في العام 2011». 
وحسب التقرير، «يقدم الاثنان، ايران وحزب الله، مروحة واسعة من الدعم الحاسم لنظام (بشار) الاسد الذي يستمر في قمعه الدموي ضد الشعب السوري».
وفي سورية ايضا، قال التقرير ان تنظيم «القاعدة في العراق يسعى الى اقامة وجود طويل الامد تحت الاسم المستعار جبهة النصرة، وكانت هذه الجبهة دانت تأسيس الائتلاف السوري المعارض، ورفضت البيان حول رؤية المعارضة الذي صدر في القاهرة، وتقول انها تقاتل من اجل اقامة خلافة اسلامية تضم المشرق بأسره».