الجمعة، 25 سبتمبر 2009

«خدمة أبحاث الكونغرس»: سورية تريد السيطرة على سياسات لبنان الداخلية وهي متهمة بالتورط في اغتيال الحريري وأربعة أعضاء في البرلمان

واشنطن - من حسين عبد الحسين

«اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري العام 2005، والذي يعتقد كل الخبراء تقريبا ان تنسيقه تم على اعلى المستويات داخل الحكومة السورية، ادى الى تأخير تصديق الاتحاد الاوروبي على اتفاقية الشراكة مع سورية، واغضب فرنسا، واغضب كذلك السعودية... وادى الاستياء الدولي الى صدور سلسلة من القرارات في مجلس الامن ادت الى انشاء لجنة تحقيق مستقلة، ثم محكمة خارج لبنان لمحاكمة المسؤولين عن جريمة الحريري».

بهذه الكلمات يصف تقرير «خدمة ابحاث الكونغرس»، الذي حصلت «الراي» على نسخة منه، علاقة العالم بدمشق اثر اغتيال الحريري.

يذكر ان التقرير، الذي يعد خصيصا من اجل اطلاع اعضاء ولجان الكونغرس عليه، صدر قبل الانتخابات اللبنانية والايرانية، في وقت كانت بدأت الوفود الاميركية بالتقاطر على دمشق، على عكس انقطاعهم عنها أخيرا، حسبما اظهرت زيارة مبعوث السلام جورج ميتشيل الاخيرة الى المنطقة.

وعلمت «الراي» ان «خدمة ابحاث الكونغرس» في صدد اصدار نسخة محدثة عن التقرير مع نهاية العام الحالي.

يتصدر التقرير، الواقع في 24 صفحة، خلاصة مفادها انه «على رغم ضعف جيشها وضحالة اقتصادها، لا تزال سورية تلعب دورا في جيوبوليتيكيا الشرق الاوسط. فنظام (الرئيس السوري بشار) الاسد يضع يديه في كل واحدة من مناطق الصراع او المقبلة على الصراع الاربع في المنطقة، اي لبنان - واسرائيل فلسطين، والعراق وايران».

ويضيف التقرير: «في المشرق، يهدف القادة السوريون الى السيطرة على سياسات لبنان الداخلية، وتم اتهامهم بالتورط في اغتيال اربعة اعضاء في البرلمان (اللبناني) ورئيس الحكومة السابق رفيق الحريري».

وعن لبنان ايضا يقول التقرير: «قاوم نظام الاسد المحاولات الاميركية والفرنسية لدعم حكومة فؤاد السنيورة الموالية للغرب، معتقدا (نظام الاسد) ان باستطاعته ان يخفف من عاصفة الضغوطات الاميركية مع الوقت».

ويتهم التقرير سورية بعرقلة السلام في المنطقة «اذ تقوم احيانا بدور المفسد برعايتها للمسلحين الفلسطينيين وتسهيلها اعادة تسليح حزب الله».

ويعتبر ان ابتعاد دمشق عن واشنطن على مدى العقد الماضي، دفع بسورية الى تعزيز علاقتها مع ايران، ويشكل هذا «مصدر قلق للاستراتيجيين الاميركيين». كما يتحدث التقرير عن انقسام بين المحللين الاميركيين اذ «يدعو بعضهم صانعي السياسة الاميركيين الى جذب زعماء سورية بعيدا عن ايران، في ما يعتقد البعض الاخر انه على الادارة ان تذهب ابعد مما هي عليه في الضغط على الحكومة السورية، وان تبحث في تطبيق عقوبات اقتصادية اكبر عليها».

المقالة في جريدة "الراي"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق