الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

هل يتحول رام عمانوئيل رمزا للمواجهة الأميركية - الإسرائيلية؟

واشنطن - من حسين عبد الحسين

تتواصل الرسائل السياسية التي تشير الى شبه انهيار في العلاقة بين ادارة الرئيس باراك اوباما وحكومة بنيامين نتنياهو، فيما ترتفع حظوظ الدعم الاميركي لاعلان فلسطيني احادي ممكن لقيام دولة على اراضي العام 1967، عملا بالنصيحة التي اسداها الرئيس المصري حسني مبارك، اثناء زيارته لنظيره الاميركي منذ اشهر قليلة.

ووفقا لما اوردته «الراي» في تقاريرها من واشنطن والقدس، فان الادارة الاميركية تبدو متحمسة لفكرة قيام الدولة الفلسطينية مدخلا للحل، وهو سيناريو تقدم به مبارك وتمت مناقشته اثناء الاجتماعات على هامش اعمال الجمعية العمومية في الامم المتحدة في سبتمبر الماضي، وكذلك عاد الموضوع الى التداول همسا في واشنطن في الاسابيع القليلة الماضية.

وعلى عكس ما اوردته بعض وسائل الاعلام، ومنها عربية، فان نتنياهو لم يقدر حتى الساعة على اخضاع اوباما، الذي رفع من وتيرة مواجهته مع الاسرائيليين في شكل كبير ومفاجئ، امس.

وحسب المصادر الاميركية، فقد عمد رئيس موظفي البيت الابيض رام عمانوئيل، وهو يهودي اميركي، الى المماطلة في اعطاء موعد كان طلبه نتنياهو، منذ اسابيع، لمقابلة اوباما. ولم يوافق المسؤول الاميركي على تحديد الموعد لرئيس وزراء اسرائيل حتى وقت متقدم من، اول من امس، كما ان اللقاء بين اوباما ونتنياهو تم تحديده ليل اول من امس، وهو وقت يصادف بعد فترة اخبار المساء في توقيت اسرائيل وبالتالي ينتقص حكما من قيمته.

وتصعيدا للمواجهة بين اوباما واسرائيل، قام البيت الابيض بالغاء في الساعة الاخيرة خطابا كان من المقرر ان يلقيه الرئيس الاميركي امام مؤتمر الجمعيات اليهودية، الذي بدأ اعماله، اول من امس، ويختتمها اليوم.

ولزيادة الطين بلة، أوفد اوباما، عمانوئيل نفسه ليلقي خطابا امام المؤتمر اليهودي، واعتذر عن الحضور شخصيا متذرعا باضطراره للسفر الى ولاية تكساس للمشاركة في احتفال تأبين ضحايا اطلاق النار من الجنود الذين كان مقرارا توجههم الى العراق الاسبوع الماضي. وفي غياب اوباما وحضور عمانوئيل، تحول رئيس مسؤولي البيت الابيض، اليهودي، رمزا للمواجهة الاميركية مع اسرائيل. لكن من هو رام عمانوئيل؟

عمانوئيل هو عضو سابق في الكونغرس عن ولاية اوباما، نفسها ايلينوي، وهو يتحدر من عائلة يهودية محافظة، وهو اول من اعلن اوباما تعيينه في ادارته الحالية. في حينها اثار والد رام، بنيامين، عاصفة سياسية، اثر تعيين ولده، حينما ادلى بتصاريح معادية العرب. وسبق لعمانوئيل الابن، ان كان مؤيدا لحرب العراق، ولهيلاري كلينتون كمرشحة الديموقراطيين الرئاسية، لكنه انقلب بعد ذلك واصبح مؤيدا لاوباما.

لكن علاقته باللوبي الاسرائيلي حديث التشكيل والمؤيد لسلام شامل مع العرب والفلسطينيين، «جاي ستريت باك»، صارت تلعب دورا في معارضة عمانوئيل لسياسات الحكومات الاسرائيلية اليمينية واستمرار احتلال اسرائيل لاراضي العام 1967 والقدس الشرقية.

وظهرت اول بوادر انحيازه ضد اللوبي الاسرائيلي العريق، «ايباك»، اثناء اللقاء الذي عقدته المنظمات اليهودية مع اوباما في البيت الابيض منذ اشهر قليلة، عندما قام عمانوئيل بادراج اسم رئيس «جاي ستريت باك»، جيريمي بن عامي، على لائحة المدعوين، رغم اعتراضات المنظمات الاخرى. ثم ما لبث رئيس موظفي البيت الابيض ان دبر لقاء ثنائيا بين بن عامي واوباما، وقوبل اللقاء يومها باستهجان المنظمات اليهودية المؤيدة لاسرائيل.

ثم اوعز عمانوئيل الى رئيس مجلس الامن القومي، جيم جونز، بالاعتذار عن حضور المؤتمر السنوي لمركز ابحاث يميني، حيث كان من المقرر ان يلقي خطابا، لكن جونز شارك خطيبا في مؤتمر «جاي ستريت باك» الذي عقد بعد ذلك بقليل.

ما هي الخطوات التي ينوي القيام بها عمانوئيل، والذي يتمتع بدعم شبه مطلق من اوباما في قضية السلام الفلسطيني - الاسرائيلي، في الاشهر المقبلة؟

قد يظهر الخطاب، الذي سيدلي به عمانوئيل امام الجمعيات اليهودية، بعد ظهر غد، الخطوط العريضة لسياسة اوباما - عمانوئيل تجاه اسرائيل والفلسطينيين.

لكن، وبالاعتماد على ما سبق ان قام به المسؤول الاميركي، فان التوقعات تشير الى احتمال ادلائه بتصريحات مناصرة لقيام دولة فلسطينية على كامل اراضي العام 1967، وهو الامر الذي لن يستسيغه بعض هذه المنظمات، وهو ما ينذر باستمرار المواجهة بين اوباما ونتنياهو، حتى اشعار آخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق