الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

عمانوئيل يتراجع عن التصعيد ويتبنى نظرية عودة الفلسطينيين الى التفاوض من دون شروط

واشنطن - من حسين عبد الحسين

تراجع قائد المواجهة الاميركية مع الحكومة الاسرائيلية، رام عمانوئيل، عن التصعيد، وتبنى النظرية الاسرائيلية القائلة بضرورة عودة الفلسطينيين الى المفاوضات من دون شروط، اي من دون ان توقف تل ابيب التراخيص التي تمنحها لبناء مستوطنات جديدة في الاراضي الفلسطينية.

لكن رئيس موظفي البيت الابيض، عمانوئيل، لم يلب الطلب الاسرائيلي الاخر القاضي بتوجيه انظار العالم نحو الملف النووي الايراني، بعيدا عن موضوع السلام الفلسطيني - الاسرائيلي.

واعتبر في خطاب القاه في ختام المؤتمر السنوي لاتحاد الجمعيات اليهودية اول من امس، ان «السلام هو في مصلحة اسرائيل»، مشيرا الى حتمية تقدم الفلسطينيين في السباق السكاني مع الاسرائيليين «غرب نهر الاردن».

كما حاول التقليل من اهمية الخلافات القائمة بين الادارة الاميركية والحكومة الاسرائيلية. وقال: «في وقت تحاول هذه الادارة الانخراط مع (دول) المنطقة، فسر البعض هذا على انه تناقص في مستوى الدعم (الاميركي) لاسرائيل». واضاف: «ليس هذا هو المقصود من سياسة الانخراط، ولن يكون كذلك ابدا... بل العكس هو الصحيح».

عمانوئيل قال ايضا: «اياكم ان تخطئوا... ان الطريق نحو السلام لن تسير فيه اسرائيل وحدها، بل الولايات المتحدة ستبقى منخرطة وتقف الى جانب اسرائيل كصديق حقيقي، في الوقت الذي تتخذ فيه اسرائيل خطوات نحو السلام».

في سياق متصل، وعلى الجهة المقابلة من العاصمة الاميركية، كان المشاركون في المؤتمر السنوي لمركز ابحاث «معهد الشرق الاوسط» ينهالون بالانتقادات على ادراة الرئيس باراك اوباما لتراجعها عن اجبار اسرائيل على ايقاف نشاطها الاستيطاني.

وافتتح الجلسة المخصصة لموضوع السلام الباحث الفلسطيني خليل الشقاقي، الذي ادلى بمداخلة مطولة تحدث فيها عن الاسباب التي دفعت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى العزوف عن الترشح للانتخابات المقبلة، و»ربما الاستقالة».

وقال الشقاقي ان «عباس، ورئيس الحكومة سلام فياض، قاما باجراءات غير مسبوقة من الجانب الفلسطيني، فنجحا في بناء مؤسسات للدولة الفلسطينية وكذلك داخل حركة فتح، التي تحولت قيادتها الى قيادة من الداخل فقط، على عكس تاريخ الحركة».

ونقل عن عباس اخيرا قوله ان «الفلسطينيين اقتربوا جدا من تحقيق السلام مع رئيس حكومة اسرائيل السابق ايهود اولمرت، وان المواضيع المعقدة بين الطرفين، مثل الحدود والقدس واللاجئين، اقترب حلها بين عباس واولمرت».

لكن الشقاقي لم يتحدث عن السبب الذي منع تحقيق السلام بين الفلسطينيين الاسرائيليين في زمن رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت، وهو الامر الذي يعتبره عدد من مؤيدي اسرائيل في الولايات المتحدة «غياب الرغبة الفلسطينية في التوصل الى سلام».

وقال الشقاقي ان «سبب عزوف عباس عن الترشح مستقبلا هو رغبته في تغيير قواعد اللعبة والتراجع عن الامساك بالاستقرار» كي يضع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين «نتنياهو امام مسؤولياته». واعتبر ان «استمرار الاستقرار الفلسطيني الحالي لا يضع اي ضغط على الاسرائيليين ويسمح لهم بالهروب من الوصول الى سلام نهائي بين الطرفين.

وتحدث الاكاديمي السوري مرهف جويجاتي عن السلام بين سورية واسرائيل، وقال ان «دمشق مستعدة للتوصل اليه بشرط تأكيدات اسرائيلية مسبقة بالانسحاب من هضبة الجولان حتى حدود الرابع من يونيو العام 1967، واستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت فيها نهاية العقد الماضي».

واشار الى ان سورية تبتعد اصلا عن ايران، فهي «عقدت مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل على عكس رغبة ايران، وذهبت الى انابوليس على عكس رغبة ايران». كما اشار الى تقارب سوري - سعودي حول الاوضاع في اليمن والعراق.

وختم الجلسة السفير الاميركي السابق الى اسرائيل ومصر دانيال كرتزر بالقول ان «سياسة اوباما كانت لمصلحة السلام في الاشهر العشرة الاولى، لكنها ما لبثت ان انحرفت عنه بعد ذلك».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق