الأحد، 15 نوفمبر 2009

كراولي: واشنطن لا ترسل «إشارة معينة» بتأخيرها تعيين سفير جديد في دمشق

واشنطن - من حسين عبد الحسين

اعتبر مساعد وزيرة الخارجية للعلاقات العامة فيليب كرولي، ان بلاده لا ترسل «اشارة معينة» الى سورية بتأخيرها تعيين سفير اميركي في دمشق. كذلك، علمت «الراي»، ان وزارة الخارجية رفعت الحظر الذي كان مفروضا على ارسال وفود رسمية الى سورية حتى تشكيل حكومة في لبنان، وان جولة مساعد وزيرة الخارجية لشؤون اللاجئين اريك شوارتز الى المنطقة، والتي بدأت اول من امس وتستمر حتى يوم الخميس، ستشمل دمشق.

وقال كرولي، في اجابة عن سؤال لـ «الراي» اثناء مؤتمر صحافي عقده في نادي الصحافة الاجنبية، اول من امس: «نحن ملتزمون اعادة السفير الى سورية، لكن هذه عملية تأخذ وقتا... اولئك من بيننا ممن يعيشون هنا في واشنطن، قد يكونون لاحظوا ان الترشيح لمركز مدير وكالة التنمية الدولية لم يتم حتى هذا الاسبوع (اي بعد 10 اشهر من بدأ هذه الادارة بعملها)». واضاف: «اعتقد اننا ما زلنا ننتظر تعيين سفراء في عدد من البلدان، ولا اعتقد اننا نرسل اشارة معينة».

واكد: «علينا اختيار الرجل المناسب، وهناك عملية طويلة لتثبيت عملية الاختيار، ثم الترشيح الرسمي في مجلس الشيوخ، وكما تعلم جلسات الاستماع والتثبيت».

لكن بعيدا عن الموقف الاميركي الرسمي، لم يعد حتى هذه اللحظة الزخم الى «سياسة الانخراط مع سورية»، التي اعلنتها ادارة الرئيس باراك اوباما اثر تسلمها زمام الحكم مطلع هذا العام.

وحتى لو اعادت واشنطن سفيرها الى دمشق، فان الموضوع سيستهلك من رصيد الادارة على «تلة مبنى الكابيتول»، حيث الكونغرس، وهذه معركة سياسية لا يبدو ان الادارة الحالية توليها اهمية مقارنة بالاولويات الاخرى.

الادارة الاميركية تتابع بدقة ما تسميها «التصرفات» السورية. وفي هذا الاطار، لم يفت المسؤولون الاميركيون ان السفير السوري لدى الولايات المتحدة قال، قبل ايام، ان موضوع ترسيم الحدود بين لبنان وسورية لا يعني دمشق. واضاف عماد مصطفى اثناء مناظرة جمعته مع مدير مركز ابحاث «معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى» روبرت ساتلوف، ان موضوع ترسيم الحدود السورية - اللبنانية «في مزارع شبعا وقرية الغجر» هو «قضية لدى الدوائر المؤيدة لاسرائيل فقط».

وفسر مسؤولون اميركيون الموقف السوري على انه التفاف على تعهدات سورية سابقة باحترام عدد من القرارات الدولية والتجاوب معها.

على صعيد متصل، يتحدث مسؤولون اميركيون عن تدخلات مزعومة لبعض دول الجوار في الشأن العراقي، بالقول: «تكاد لا ترى مسؤولا سوريا الا ويعرض تعاون بلاده مع اميركا في الشأن العراقي، وهذه التصريحات تزعج غالبية العراقيين عندما يتحدث سوريون مع اميركيين في شأن بلادهم، وقد عبر المالكي عن هذا الانزعاج قبل مدة».

وكانت دوائر اميركية متابعة اجرت استطلاعات للراي في عموم العراق، وقد اظهرت ان التأييد لرئيس الحكومة نوري المالكي يزداد حينما تبدي الحكومة تصميما على التصدي للتدخلات الخارجية بالشؤون الداخلية، وان العراقيين قد يفجروا مفاجأة في الانتخابات، على غرار تلك التي فجرها اللبنانيون في يونيو الماضي.

«الفارق الوحيد»، يقول مسؤول اميركي، «انه يبدو ان القادة العراقيين على قدر الحمل في حماية العراق، على عكس ما حصل في لبنان».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق