الاثنين، 8 فبراير 2010

مصادر أميركية: دمشق رفعت نبرتها لأنها متأكدة من أن لاحرب ستندلع قريبا مع تل أبيب

واشنطن - من حسين عبد الحسين

مازال التصعيد الكلامي بين سورية واسرائيل بعيدا عن اشعال نيران الحرب في المنطقة، «فالحروب لا تشتعل بتصريحات»، حسب مصادر اميركية رفيعة المستوى.

وفسرت المصادر الاميركية لـ «الراي» خلفية تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، التي هدد فيها بانهيار النظام السوري في حال اندلاع الحرب بين البلدين. وقالت: «ليبرمان يشير ضمنيا الى المرحلة التي اهتزت فيها دمشق في العام 2005، لكنها لم تنهار، اذ وفرت لها اسرائيل غطاء الوقاية».

وأشار مسؤول اميركي الى تصريحات اخيرة لمساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان ونائب رئيس مجلس الامن القومي السابق اليوت ابرامز، حيث قال الاثنان ان «اسرائيل هي التي فتحت الباب كي تخرج سورية من العزلة التي فرضها عليها المجتمع الدولي اثر اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري» في العام 2005.

واضاف: «منذ العام 1974، واسرائيل مرتاحة للطمأنينة والهدوء اللذين يؤمنهما لها نظام الاسد في هضبة الجولان، ونظرا لغياب بديل في سورية يضمن امن اسرائيل في الجولان، فتل ابيب ستستمر في حماية الاسد وتأمين سبل الخروج له من ورطاته الاقليمية».

وتابع: «الاسد يعرف ذلك، ورأيناه يوم تعقدت الامور في وجهه في لبنان والمنطقة، صار يطل في الاعلام يوميا ويعرض السلام على اسرائيل، وكان يعرف انها ستكون خشبة الخلاص له».

وحسب المسؤول، فان تلميحات ليبرمان عن انهيار نظام الرئيس بشار الاسد تأتي على هذه الخلفية، و«مستندة الى 36 عاما من الهدوء في الجولان ومكافأة اسرائيل الاسد بالمقابل... اما اذا دخلت سورية في حرب مع اسرائيل، فان المعادلة ستتغير».

المسؤول الاميركي اشار الى ان الاسرائيليين قاموا بثلاثة عمليات في السنوات القليلة الماضية كانت بمثابة عدوان على سورية، ودمشق لم ترد، «والسبب الوحيد اننا نرى نبرة دمشق ترتفع اليوم، انها متأكدة ان لا حرب ستندلع قريبا بينها وبين اسرائيل». واضاف: «ليبرمان ادلى بتصريحاته بصراحة، وهو ما ادى الى الزوبعة السياسية في اسرائيل وبعض دول المنطقة».

العمليات الثلاث، حسب المسؤول الاميركي، كانت «قصف اسرائيل للمفاعل النووي السوري في الكبر، واغتيالها (القيادي في «حزب الله» عماد) مغنية في دمشق، واغتيال الضابط السوري رفيع المستوى محمد سليمان في طرطوس».

ويقول المسؤول: «في كل مرة، كان الرد السوري عبارة عن خطابات لم تتجه للتصعيد لان دمشق تعرف ان الحروب تندلع في مناسبات كهذه... اما الاسبوع الماضي، فعدم رغبة جميع الاطراف بالذهاب الى حرب ادى بالمسؤولين السوريين الى الرفع من حدة نبرتهم لانهم يعرفون ان الحرب بعيدة».

المسؤول اشار الى «الخطأ الاسرائيلي في التعاطي مع سورية عندما فتحت لها تل ابيب الباب»، وقال: «يومها استخدم السوريون، تل ابيب للوصول الى عواصم العالم ومنها واشنطن، واليوم، يشعر السوريون ان هذه العواصم اصبحت بين ايديهم، فلم تعد هناك حاجة للتصريحات السورية عن السلام، بل في الغالب عن حرب مزعومة».

كذلك اشار الى انه رغم تحسن وضعها الدولي، فان تصريحات الاسد، «في ذمة الصحافي سيمور هيرش، تشير الى ان دمشق مازالت غير مرتاحة للوضع، فهي ترغب في لعب دور اقليمي، والادارة الحالية تحصر التعاون معها بالامن والعلاقات الثنائية». واستدرك: «حتى في العلاقة بيننا والسوريين، مازالت الطريق طويلة».

اما عن دور سورية الاقليمي، فقال: «هناك مؤشرات الى انفراج قريب على المسار الاسرائيلي - الفلسطيني، وان بقيت الحكومة الاسرائيلية مصرة على فرض المفاوضات غير المشروطة في وجه سورية، ولا يمكن لاحد مساندة الموقف السوري والشروط السورية في وجه السلام، فان دمشق تخشى ان تسير العملية السلمية من دونها، وهو ما يؤدي الى المزيد من التهميش للدور الاقليمي الذي تحاول استعادته منذ العام 2005».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق