الجمعة، 19 فبراير 2010

ميلكرت: رفضنا أن يقوم مرشح باجتثاث خصومه فتجاهلت بغداد التوصية

واشنطن – حسين عبد الحسين

اكد رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي) اد ملكرت في حديث لـ»العالم» انه طلب ان يبتعد احمد الجلبي وهو مرشح انتخابي، عن مهمة اجتثاث المرشحين الآخرين لكن بغداد لم تقبل توصيته هذه، متهما القوى الاقليمية بأنها «تدير حملات وتتدخل على نطاق واسع» في العراق.

واعترضت العديد من الاحزاب على ايكال مهمة اجتثاث المرشحين الى رئيس المؤتمر الوطني احمد الجلبي وحليفه علي اللامي، قائلين انهما يجتثان منافسيهما، وقال ميلكرت ان هيئته «لفتت نظر السطات العراقية الى وجود تضارب في المصالح في ان يدير لجنة المساءلة والعدالة مرشحون الى الانتخابات البرلمانية، مثل رئيسها احمد الجلبي ومديرها التنفيذي فيصل اللامي».

وأضاف ملكرت ان السلطات العراقية لم تأخذ بهذه النصيحة.

وفي لقاء مع «العالم» على هامش ندوة ألقاها في «معهد كارنيجي للسلام الدولي» في العاصمة الاميركية امس الاول، قال المبعوث الأممي ان بغداد قبلت توصية اخرى من بعثة (يونامي) وهي المتعلقة بضرورة الفصل بين اجتثاث المرشح، واجتثاث الكيان السياسي الذي يرأسه وجميع مرشحيه.

وقال انه في ضوء توصيته اعتبر ان من حق المرشحين المشاركة في الانتخابات حتى لو كان رئيس كيانهم مشمولا بإجراءات الاجتثاث.

وتتهم واشنطن وأطراف اخرى، هيئة المساءلة بأنها خضعت لطلبات ايرانية، وترد الهيئة بأنها مستقلة في عملها الذي اثار عاصفة سياسية في العراق وشغل مختلف الاحزاب على مدى الاسابيع الماضية.

وسألت «العالم» ملكرت عن الطريقة التي جرت عبرها الاتصالات بينه وبين لجنة المساءلة والعدالة، فاجاب «صلاحياتنا تلزمنا بالتعاطي مع السلطات العراقية مثل الحكومة والبرلمان، ونحن لا نتعاطى مع هذه اللجنة في هذه الحالة».

واستدرك «لقد سبق ان تحدثت الى السيد الجلبي، اي اني استمعت لشروحاته عما يفعلونه حتى يتسنى لنا فهم عملية (الاجتثاث)».

واضاف «لعملية الاجتثاث بعدان، الاول كان انشاء لجنة المساءلة والعدالة في العام 2008، لابقاء اعضاء من درجة معينة في حزب البعث خارج العملية السياسية، وهذا لا يختلف عن البلدان الاخرى التي شهدت تغيرا جذريا في النظام، مثل الدول الشيوعية السابقة في اوروبا الشرقية».

اما البعد الثاني، حسب المسؤول الاممي، فهو المتعلق بآلية الاجتثاث وشفافيته. هنا يقول ملكرت «لقد عبرنا عن قلقنا في الشأن المتعلق بالآلية، فهي تخلو من الشفافية والالتزام بمعايير محددة».

وتقييم البعثة الدولية للوضع الامني في العراق، قال ملكرت ان العنف انخفض الى مستويات متدنية، مقارنة بالاعوام 2006 و2007، الا ان البلاد ما زالت تشهد عنفا على صعيد يومي، وهي تتقدم على باكستان وافغانستان في عدد الهجمات اليومية «ما يمنع عودة الحياة في العراق الى طبيعتها تماما في الوقت الراهن» متوقعا المزيد من الهجمات، باحجام متفاوتة، حتى نهاية الانتخابات.

ملكرت اوضح ان زيارته الى العاصمة الاميركية تأتي من ضمن جولة، تشمل العواصم الاوروبية، ويقوم خلالها بتوجيه رسالة من ثلاثة نقاط اساسية.

«الاولى هي التشديد على ان احدا منا لا يستطيع ان يدير ظهره الى العراق، واننا مستمرون بالتزاماتنا تجاهه، والثانية اننا ملتزمون بالعراق باحترام رغبة العراقيين الذين يقودون هذه المسيرة، والثالثة رسم خطوط تحدد مدى وكيفية التدخل العالمي – ومن ضمنه الاميركي والاوروبي – في المواضيع العراقية»، حسب ملكرت.

وختم بالقول ان «الاطار الاقليمي مهم جدا لفهم الوضع في العراق، اذ من الواضح جدا ان لكل جيران العراق حصص في الانتخابات، وهذه الدول تمارس نفوذا وتمول حملات انتخابية».

وأعرب ملكرت عن اسفه لأن «تاريخ العراق يظهر ان دول المنطقة لم تدعه يوما وشأنه» رافضا تسمية دولة بعينها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق