الجمعة، 19 مارس 2010

توماس فريدمان: أوباما لا يمتلك تصورا حول العراق والمنطقة.. بعكس إيران

واشنطن – حسين عبد الحسين

ينقسم الاميركيون حول فعالية سياسة الرئيس باراك اوباما في العراق، فيعتبر بعضهم ان النفوذ الاميركي تراجع جراء غياب رؤية اميركية واضحة، فيما يعتقد آخرون ان الرئيس الحالي استعاد صورة اميركا وهيبتها حول العالم.

الا ان الاميركيين يجمعون على ضرورة استمرار الدور الاميركي في العراق حتى ايصال ديموقراطيته الى بر الامان.

ويقول كاتب المقال الاسبوعي المعروف في صحيفة "نيويورك تايمز" توماس فريدمان، في حلقة حوار شاركت فيها "العالم"، امس الاول، انه مع الادارة الحالية "لم يعد يعرف من هو الذي يصنع سياسة الشرق الاوسط داخل واشنطن".

فريدمان الذي يقول انه استهلك الكثير من رصيده كمثقف، في دعم حرب العراق وأنه مازال يدعمها حتى اليوم، يعرب عن اعتقاده بأن التغيير في المنطقة "يعتمد على التغيير في العراق.. لقد دعمت الحرب، وما زلت ادعمها".

واردف الصحافي المرموق "في المنطقة خمسة كتل تتصارع، الكتلة الاولى هي ايران والمجموعات المسلحة التي تديرها، والثانية هي اسرائيل، والثالثة اميركا، والرابعة تحالف الانظمة العربية المعتدلة، والخامسة السلطة الفلسطينية وحكومة سلام فياض".

واضاف "من بين الكتل الخمسة هذه، لا يوجد رؤى للمنطقة الا لدى التحالف الذي تقوده ايران، اما حكومة فياض، وللاسف، اميركا والانظمة العربية واسرائيل، فجميهم يفتقدون الى اي رؤى متوسطة او طويلة المدى".

الا ان نائب رئيس تحرير صحيفة "واشنطن بوست"، دايفد اغناشيوس، ابدى معارضته لما اعتبره هجوم فريدمان على الادارة الحالية، التي يؤيدها الاخير بشدة.

وقال خلال اللقاء نفسه "طبعا لدى اميركا رؤية واضحة حول سياستها في الشرق الاوسط، وهذه الرؤية يضعها شخص اسمه باراك اوباما".

وشدد اغناشيوس على الاهمية التي يوليها اوباما للمنطقة عموما، والعراق خصوصا، وقال ان الرئيس الاميركي اجرى اتصالات بسائر زعماء الشرق الاوسط في اول ايام بعد دخوله البيت الابيض، واعطى "اول مقابلة تلفزيونية اجراها اثناء رئاسته الى محطة فضائية عربية".

واستطرد الكاتب في "واشنطن بوست" ليشير الى ان بعض حلفاء اميركا، مثل رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، انتظروا حتى تقلصت شعبية الرئيس الاميركي لينفذوا سياساتهم، "كبناء المستوطنات في القدس الشرقية، التي اثارت ازمة بين اميركا واسرائيل".

ولكن على الرغم من تأييده لاوباما وادارته، كتب اغناشيوس في عموده، نهاية الاسبوع الماضي، ان على الولايات المتحدة ان تنسحب عسكريا من العراق بحذر.

وكتب "في احلك ايام حرب العراق، كان من المغري للاميركيين ان يعتقدوا انه بامكاننا الابتعاد عن الفوضى التي كنا قد تسببنا بها... ولكن الامور تبدو افضل الآن من اي شيء كنا نتصوره في العام 2006".

وحذر من انه على الرغم من تحسن الاوضاع في العراق، فانه ما زال على الاميركيين "واجب اخلاقي واستراتيجي لمساعدة هذه الديموقراطية الهشة في المضي قدما، ان لم يكن لاي سبب، بل لسبب واحد على الاقل هو الاكثر من 4000 جندي ممن خسرناهم في السنوات التي ادت الى انتخابات (يوم 7 آذار)".

واشار الصحافي الاميركي الى شعار اطلقة اوباما ابان حملته الانتخابية، وقال ان هذا الشعار يجب ان يستمر كقاعدة اساسية لطريقة ادارة السياسة الاميركية في العراق.

وختم "كدليل للمستقبل، ما زلت احب جملة اوباما من حملته التي تقول انه علينا ان نكون حذرين في الخروج من العراق كما كنا متهورين في دخوله".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق