الثلاثاء، 30 مارس 2010

«المواجهة» بين أميركا وإسرائيل تجمد عودة السفير الى دمشق

واشنطن - من حسين عبد الحسين

اشتعلت بين الرئيس باراك اوباما ورئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، فالقى الكونغرس الاميركي، حظرا على تعيين روبرت فورد سفيرا لدى سورية، حتى اشعار آخر.

وكانت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، برئاسة السناتور الديموقراطي عن ولاية ماساتشوسيتس جون كيري، عقدت جلسة استماع لفورد في 16 مارس، وكان من المقرر ان يتم البت بتعيينه في «جلسة اعمال» في 23 منه. الا ان الجلسة تأجلت، ولاحقا قام اكثر من عضو في المجلس بفرض «تعليق» على عملية التعيين.

وفي المعلومات المتوافرة، ان الاجتماع بين اوباما ونتنياهو، الاسبوع الماضي، كان عاصفا، وان الرئيس الاميركي اصر على تراجع المسؤول الاسرائيلي عن اعلان بناء 1600 وحدة سكنية في مستوطنة رامات شلومو في القدس الشرقية، والافراج عن معتقلين فلسطينيين، واظهار مرونة تجاه السلام.

وتقول مصادر في البيت الابيض، ان نتنياهو حاول بدوره الايحاء بصعوبة تنفيذه للطلبات الاميركية، بسبب التوازن السياسي داخل ائتلافه الحاكم، فامهله أوباما اكثر من مرة، فقام نتنياهو في المرة الاولى بعقد اجتماع مغلق مع مستشاريه في الغرفة الشرقية في البيت الابيض، وعاد الى الرئيس الاميركي بعرض تجديد الاعلان الاسرائيلي عن تجميد المستوطنات في الضفة الغربية.

الا ان اوباما اصر على ان يأخذ الاسرائيليون «موقفا جازما» تجاه العملية السلمية، معتبرا ان التصرفات الاسرائيلية «السلبية» تجاه السلام «تؤذي مصالح اميركا في المنطقة».

وذهب نتنياهو مرة اخرى الى عقد استشارات، وتوجه الى السفارة الاسرائيلية حيث عقد محادثات عبر «دورة تلفزيونية مغلقة» مع حلفائه في اسرائيل، وعاد هذه المرة ليظهر ليونة اكبر، لكنها لم تصل الى الحد الادنى المطلوب اميركيا.

وتقول المصادر في واشنطن، ان نتنياهو خرج من لقائه مع اوباما في البيت الابيض متجهما، وانه ابلغ المقربين منه ان «اوباما يريد ان يرسل اسرائيل مكسورة الجناح الى طاولة المفاوضات».

وعقدت الدوائر الاميركية المؤيدة لاسرائيل، وخصوصا من الحزب الجمهوري، اجتماعات طارئة خلال عطلة نهاية الاسبوع، توصلت الى نتيجة مفادها بان الرئيس الاميركي صار يتصرف من موقع قوة، خصوصا بعد اقرار قانون الرعاية الصحية، فيما تشير الاستطلاعات الى استمرار تأييد اكثرية الاميركيين له، حتى في ظروف الانقسام السياسي كما هو حاصل نتيجة اقرار الاصلاح الصحي واصلاحات اخرى.

ولان اوباما يتصرف من موقع قوة في الداخل، ويبدو انه صار مطمئنا الى احتفاظ حزبه الديموقراطي بالاكثرية بالكونغرس بفضل اعتماده على شعبية اوباما فان الرئيس الاميركي صار يشعر بقوة في ادارة سياسته الخارجية، حتى لو ادى ذلك الى صطدامه بالمجموعات القوية المؤيدة لاسرائيل.

هكذا امتعضت هذه المجموعات، وقررت السير في مواجهة مع اوباما، افتتحتها بعرقلة تعيين فورد سفيرا اميركيا لدى سورية.

وكانت ادارة الرئيس السابق جورج بوش استدعت سفيرتها في دمشق مارغريت سكوبي في فبراير 2005، اثر اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري. وعلقت الاوساط التي اشعلت المواجهة الجمهورية حول السياسة الخارجية مع اوباما، بالقول، «ان كانت هذه الادارة تعتقد ان بالامكان الانفتاح

على دول، مثل سورية، وتجاهل التحالف مع اسرائيل، فهي مخطئة». وسألت «الراي» ان كان سيناريو المواجهة بين نتنياهو واوباما استعادة للمواجهة بين المسؤول الاسرائيلي والرئيس السابق بيل كلينتون، والتي افضت الى هزيمة نتنياهو وانهيار تحالفه في المنتصف الثاني من التسعينات، فأجابت مصادر معنية انها تعتقد ان اوباما يذهب في مواجهته ابعد من كلينتون بكثير، وهو «يحاول الفوز برضى بعض الدول العربية... وربما يحاول كسر التحالف التاريخي مع اسرائيل».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق