الأربعاء، 31 مارس 2010

هيل: العراقيون يريدون حكومة تصنع في العراق

واشنطن – حسين عبد الحسين

قال السفير الاميركي في العراق كريستوفر هيل ان السؤال الذي يواجهه العراق هو مدى قدرة العملية السياسية على انتاج "ذلك النوع من الحكومات التي تتضمن الجميع، والتي يعتقد معظم المراقبين انها الحكومة الاكثر ثباتا وقدرة على ان تأخذ البلاد نحو المستقبل".

واضاف السفير الاميركي، اثناء حديث مع الصحافيين في وزارة الخارجية الاميركية شاركت فيه "العالم" الاثنين الماضي، انه ليس لدى بلاده "مرشحون مفضلون".

وقال "نحن مستعدون للتعامل مع اي من يتم انتخابه ديموقراطيا، ومع كل من يراعي الاصول الديموقراطية".

وكشف ان للولايات المتحدة اتصالات مع الاطراف كافة، وقال "مع كل التحالفات، لدينا علاقات جيدة، واستطيع القول اننا على اتصال بالزعماء السياسيين بشكل يومي".

وعن نفوذ ايران ومدى تأثيرها على تشكيل الحكومة المقبلة، قال هيل "اعتقد انه كان لدى كل دول جوار العراق مصالح في هذه الانتخابات، وكلهم تدخلوا بطريقة او بأخرى، ومن الواضح ان هذه التدخلات كانت مصدر قلق لنا، ولكني اعتقد اننا جعلنا من الواضح اننا نريد للعراق ان يتمتع بعلاقات جيدة مع جيرانه".

لكن على هؤلاء الجيران، حسب المسؤول الاميركي، ان "يقوموا بعمل افضل لاحترام سيادة" البلاد، و"فيما يتعلق بايران، نريد ان نرى ايران تحترم سيادة العراق".

واعتبر السفير الاميركي انه لا يسمع ايا من الاطراف العراقية تقول "تعالوا نشكل حكومة ونترك طرفا اساسيا خارجها... ولكن علينا ان نرى، نحن من الواضح نراقب هذه الامور بدقة عالية".

هيل قال انه يعتقد انه مهما كانت الرؤى الاقليمية لشكل الحكومة المقبلة، فان للعراقيين رؤى اقوى، "ولا اعتقد ان العراقيين سيكونون مع حكومة ليست من الصنع المحلي".

واضاف "شعورنا ان اي سياسي عراقي يتجاهل ارادة الشعب – الذي خرج بكثافة للادلاء باصواته – يرتكب غلطة كبيرة".

وتابع "اذا تحدثتم الى الناس في العراق، تجدون رفضا لفكرة ان لايران مصالح خاصة، لا اعتقد ان العراقيين يقبلون هذه الفكرة... اعتقد ان ما يريده العراقيون هو حكومة مهتمة بمعالجة المشاكل الاقتصادية، ومهتمة بجذب الاستثمارات الضرورية، ومهتمة بمد يدها الى الجيران".

وزاد "ما تسمعونه في الشارع العراقي هم الناس الذين يقولون انهم يريدون ان يرون سياسييهم يشكلون حكومة وينتهون من الموضوع".

وتطرق السفير الى عمل الهيئة الخاصة باجتثاث البعث ولاسيما بعد انتهاء ولاية الحكومة والبرلمان وعدم وجود أمناء منتخبين لتلك المؤسسة، وقال ان على العراقيين ان يجدوا حلولا "لموضوع المساءلة والعدالة في المرحلة المقبلة"، وان ما ترغب اميركا في رؤيته في هذا الاطار هو "عملية شفافة" وخالية من تأثيرات السياسة، التي اعتبر انها تسيطر على الهيئة الحالية.

وكشف هيل ان رئيس بعثة الامم المتحدة اد ميلكرت ابلغ العراقيين ان "المكان المناسب للتعاطي مع (عمليات اجتثاث جديدة) هو المحاكم".

هيل تطرق الى مشكلة العراق مع سورية، وقال ان الاخيرة التي ما زالت تستضيف "صداميين" يقومون بحملات جمع تبرعات، واقامة فضائيات تبث من دمشق. "من دون الدخول في التفاصيل"، حسب هيل، "ساقول لكم انه يجري العمل على هذا الموضوع".

وختم بالقول ان لديه "برنامجا طموحا" للمرحلة المقبلة، يتمنى خلاله رؤية العراق يخرج من احكام البند السابع لميثاق الامم المتحدة، والتوصل الى "مصالحة بين العرب والكرد... وهذا موضوع صعب"، مع الاشارة الى سروره لثبات الوضع الامني من دون تقهقر، مقارنة بالعام الماضي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق