الجمعة، 30 أبريل 2010

القذافي يتحدث مجددا عن إقامة «إسراطين»... تشبه لبنان في التعايش

واشنطن - من حسين عبد الحسين

وصف «الاخ القائد» الليبي معمر القذافي، علاقة بلاده باميركا بالممتازة، داعيا «جامعة الدول العربية» الى السعي الى تحسين علاقة الدول العربية بالولايات المتحدة، وتحدث عن رؤيته لاقامة دولة ثنائية القومية للفلسطينيين والاسرائيليين، تحمل اسم اسراطين، وتشبه لبنان في التعايش.

دعوة القذافي الى قيام دولة فلسطينية اسرائيلية واحدة، جاءت رغم ترؤس ليبيا حاليا للجامعة العربية، التي تتبنى بدورها خيار الدولتين.

الزعيم الليبي تحدث في محاضرة القاها عبر الاقمار الاصطناعية، اول من امس، نظمها «مجلس شؤون العالم» في «نادي الصحافة» في العاصمة الاميركية، بحضور رجال اعمال، ومقاولي بناء، وديبلوماسيين سابقين وباحثين.

المضيفون عرفوا عن ضيفهم بـ «صاحب الفخامة الاخ القائد»، فيما اشار سفير سابق الى ان القذافي يحل في المرتبة الثالثة في العالم في طول مدة حكمه، متوجها الى المسؤول الليبي بالقول ان هذه المدة في الحكم تعطي صاحبها حكمة في الشؤون الديبلوماسية والسياسية.

القذافي افتتح كلمته بوصف العلاقات الليبية - الاميركية بالممتازة. وقال: «الخلافات الماضية وراءنا، الان لا يوجد خلافات مستعصية». واضاف: «اميركا تطلب النفط الليبي، كانت الشركات الاميركية محرومة من النفط الليبي في الماضي، ولكنها عادت الآن الى قطاعي النفط والغاز».

وحسب العقيد، فإن جلّ ما تريده الولايات المتحدة من ليبيا هو «مشاركة النفط». وقال: «في مرحلة ما اردنا مواجهة اميركا، ولكن هذا وراءنا، الان نحن مرتاحون لمستوى العلاقات، وندعو الجامعة العربية الى تحسين العلاقات العربية الاميركية».

واضاف: «ليس لاميركا تاريخ سيئ مع ليبيا، مثل ايطاليا، التي توصلنا ايضا الى حلول معها». وتابع: «ليس لاميركا تاريخ كولونيالي، كان هناك قواعد اميركية بطلب من الملكية الليبية، وعندما طلبنا منهم الانسحاب، انسحبوا قبل الموعد المحدد، وهو ما يبرهن ان لا نية سيئة اميركية تجاه ليبيا».

واعتبر القذافي ان الخلافات بين ليبيا واميركا تم تذليلها في عهد «جورج بوش الابن: انتهينا من لوكربي، الملف الذي نأسف عليه، تم اغلاقه».

المسؤول الليبي «حيا» الاميركيين لانتخابهم «رئيساً من اصل افريقي هو بركة ابن اوباما»، وقال: «انا متأكد انه (اوباما) سيعمل لمصالح العرب وصداقة العرب وليبيا». واضاف: «انا اتبنى سياساته. جربنا الحرب والعقوبات (بين ليبيا واميركا) وتعلمنا من دروس الماضي».

وقال ايضا ان الدول العربية تسعى الى انشاء اتحاد عربي يفوز بمقعد دائم في مجلس الامن، ويتمتع بحق النقض (الفيتو).

وختم القذافي بالحديث عن رؤيته لاقامة دولة ثنائية القومية للفلسطينيين والاسرائيليين تحمل اسم اسراطين، وتكون مثل لبنان، حيث «يعيش المسيحيون والمسلمون واليهود والعرب وغير العرب». وقال: «انا حريص على امن اليهود وعلى امن الفلسطينيين. تم اضطهاد اليهود في الماضي ولكن هذا لا يبرر اضطهادهم للفلسطينيين». واضاف ان على اسرائيل ان تدرك ان المشكلة الديموغرافية اصبحت امرا واقعا، وان هناك «4 ملايين فلسطيني في الشتات، مليون منهم يعيشون في لبنان، ونصف مليون في سورية، والالاف في ليبيا ومصر والخليج».

وشدد القذافي على ضرورة عودة الفلسطينيين الى بلادهم، وقال انهم قد يصبحون اكثرية في دولة اسراطين، «ولكن هذا واقع، وعودة الفلسطينيين من غير الممكن التفريط بها».

ووصف اسرائيل بـ «الدولة غير القابلة للحياة»، وقال انها مستمرة لان الاساطيل الاميركية تحميها، على عكس لبنان وليبيا اللذان لا يعتمدان على الاساطيل الاميركية للحماية والاستمرار، على حد تعبيره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق