السبت، 19 يونيو 2010

تشيليك: المواجهة بين إيران والغرب قد تؤدي إلى انهيار حكومة لبنان وزعزعة الأمن في العراق

واشنطن - من حسين عبد الحسين

قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي عمر تشيليك، ان اندلاع مواجهة بين ايران والغرب، قد يؤدي الى انهيار حكومة لبنان وزعزعة الوضع الامني في العراق، الامر الذي دفع بلاده الى التصويت ضد العقوبات على طهران في مجلس الامن، بهدف المحافظة على استقرار المنطقة».

كلام المسؤول التركي جاء اثناء المؤتمر السنوي الاول عن تركيا، الذي نظمه «معهد الشرق الاوسط»، اول من امس، والذي يأتي في سياق حملة علاقات عامة، تديرها انقرة داخل واشنطن، من اجل تحسين صورتها في الولايات المتحدة.

واضاف تشيليك: «اذا حصلت مواجهة ساخنة بين ايران والغرب، فستؤدي الى زعزعة الاستقرار في العراق، وربما تنهار الحكومة في لبنان، وسنشهد المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة». وشدد على الدور التركي في المحافظة على استقرار الشرق الاوسط، وضرب مثالا على النجاحات الديبلوماسية التركية، بالاشارة الى سورية.

وقال: «اسمحوا لي ان اضرب المثال التالي: في الماضي، عندما مددنا يدنا الى سورية لانشاء علاقة معها، جاءتنا انتقادات كثيرة، اعتبرت اننا نعترض على مطالب الغرب، واننا نخرج سورية من عزلتها، واننا نقيم علاقة مع نظام غير شرعي». واضاف: «لكننا تابعنا مفاوضاتنا مع سورية، وفي النهاية، نصحنا سورية بالتجاوب مع مطالب المجتمع الدولي، وبالالتزام بالقوانين الدولية، واليوم، نرى الولايات المتحدة تقوم بتعيين سفيرها الى ذلك البلد».

بدوره، تحدث ابراهيم كالن، وهو كبير مستشاري رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان، مشددا على ان تركيا لا تحاول الابتعاد عن الغرب، وقال انها «تتصرف وفقا لمصالحها». واضاف «ان سياسة تركيا تجاه حزب العمال الكردستاني، هي التي حددت سياستها تجاه سورية والعراق وايران».

كالن اعتبر انه منذ عشر سنوات، كادت بلاده ان «تذهب الى حرب مع سورية، ولكن الان لدينا نوع مختلف من العلاقة مع سورية، وكما ذكر الرئيس تشيليك، عندما باشرنا بسياسة الانخراط مع سورية، عدد كبير في هذه المدينة (واشنطن) انتقدوا تركيا لفعلها ما كانت تفعله في ذاك الوقت، ولكن الان، كما اتضح، هناك عدد كبير ممن يقدرون سياسة الانخراط، ونتيجة لذلك تقوم ادارة الرئيس (باراك) اوباما بتعيين سفير الى سورية».

ولم يذكر كالن، وهو استاذ في التاريخ، انه عندما حشدت تركيا قواتها على حدودها الجنوبية مع سورية منتصف التسعينات، قامت دمشق بالتنازل عن مطالبتها بما كانت تعتبره اراضي عربية تحتلها تركيا في انطاكية والاسكندرونة، ثم سلمت انقرة زعيم «الكردستاني» عبدالله اوجلان، قبل ان تستوي العلاقات بين البلدين.

وتحدث كالن مطولا عن السياسة التركية الخارجية، وقدم اربعة مجالات قال انها تحدد هذه السياسة. وهي: الامن، والحريات، والبحبوحة الاقتصادية، والهوية. واكد ان «تركيا تعمل من اجل امن شعبها... ولا يمكننا ان نعيش في امن عندما لا تتمتع به دول الجوار». وعن الحريات، قال ان تركيا تحترم خيارات شعوب المنطقة ولا تتدخل في شؤونهم، مع انه ذكر في مكان آخر، ان لتركيا علاقات قوية مع دول الجوار ومع «الاطراف داخل العراق والاطراف داخل لبنان».

وتابع كالن ان تركيا ترغب في المحافظة على امن اسرائيل، «لكنها ايضا ترغب في رؤية امن للفلسطينيين الى جانب طموحهم في اقامة دولة».

ودافع عن تصويت تركيا داخل مجلس الامن ضد قرار 1929، القاضي بفرض المزيد من العقوبات على ايران، وقال ان الاوروبيين والاميركيين ما زالوا يطلبون من تركيا لعب دور الوساطة مع ايران، وانه لو قامت انقرة بالتصويت الى جانب العقوبات، لربما انهت طهران هذه القناة المفتوحة للحوار، لذا وجب على الاتراك معارضة القرار لابقائها من اجل المزيد من المفاوضات في المستقبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق