الجمعة، 18 يونيو 2010

استطلاع «دولي» يظهر تقدم شعبية أوباما في الخارج على شعبيته داخل الولايات المتحدة

واشنطن من حسين عبد الحسين

اظهر استطلاع للرأي اجراه معهد «بيو ريسيرتش سنتر» الاميركي، ان شعبية الرئيس باراك اوباما في الخارج على شعبيته داخل الولايات المتحدة، مشيرا من ناحية أخرى، الى ان الرأي العام في الغرب كما في بعض الدول الاسلامية بات اكثر قبولا لفكرة توجيه ضربة عسكرية الى ايران لمنعها من حيازة القنبلة الذرية.

وجاء عنوان احدث الاحصاءات السنوية التي اجراها مركز «بيو»، والذي شمل 22 دولة حول العالم وقدمته وزيرة الخارجية السابقة مادلين اولبرايت في نادي الصحافة، امس، «خيبة امل لدى المسلمين: اوباما اكثر شعبية في الخارج من الداخل، و صورة اميركا حول العالم هي المستفيدة».

التقرير، الذي شمل 7 دول فيها مجموعات سكانية مسلمة هي تركيا، ومصر، ولبنان، والاردن، واندونيسيا، وباكستان، ونيجيريا، اعتبر ان الغالبية في 17 من 21 دولة شملها الاحصاء تنظر بتأييد الى سياسة الولايات المتحدة الخارجية، وان «الزيادة الكبرى في التأييد لاميركا جاءت بين الروس، حيث يبدي 57 في المئة تأييدهم للسياسة الاميركية، بارتفاع 13 في المئة عن العام الماضي».

وكان اللافت في التقرير ان نسبة اللبنانيين ممن يعتبرون ان «الولايات المتحدة تأخذ مصالحهم بعين الاعتبار» انخفضت من 35 في المئة في العام 2005، الى 19 في المئة حاليا.

وينضم الى اللبنانيين الاتراك، الذين تعتبر 9 في المئة فقط منهم اليوم ان «اميركا تأخذ مصالحهم بعين الاعتبار»، وهذه النسبة بين الاتراك هي الادنى وتتساوى مع نسبة العام 2003 ابان اندلاع الحرب الاميركية في العراق.

وتحت عنوان «دعم محدود للتطرف»، جاء في التقرير «ان دعم الارهاب يبقى متدنيا بين الجمهور المسلم ممن شمله الاستطلاع اذ يقول عدد اقل بكثير من المسلمين، في العام 2010 مقارنة بمنتصف العقد الماضي، ان العمليات الانتحارية وانواع العنف الاخرى ضد المدنيين مبررة للدفاع عن الاسلام من اعدائه».

وتابع التقرير: «ان النظرة تجاه زعيم تنظيم القاعدة (اسامة بن لادن) اصبحت اكثر سلبية بكثير في السنوات الماضية مقارنة بمنتصف العقد الماضي... ويظهر الاحصاء ايجابية اقل في الاردن مما كانت عليه في العام 2009».

وعن موضوع ايران والبرنامج النووي، فان الاميركيين هم من اكثر الشعوب تأييدا للجوء الى الخيار العسكري ضد ايران، اذ اعرب 66 في المئة ممن يرفضون منهم حيازة ايران السلاح النووي عن تأييدهم لتوجيه ضربة عسكرية اليها، ولم يسبقهم في هذه النسبة الا النيجيريون (71 في المئة).

اما في الدول الاوروبية فكانت الاراء اكثر تباينا. ففي فرنسا اعرب 59 في المئة من المستطلعة آراؤهم عن تأييدهم للخيار العسكري مقابل 41 في المئة ضده، يليهم الالمان (51في المئة مع و39 في المئة ضد) ثم الاسبان (50 في المئة مع و34 في المئة ضد) واخيرا البريطانيون الاكثر انقساما (48 في المئة مع و37 في المئة ضد).

كذلك اظهر الاستطلاع ان قسما كبيرا من الرأي العام في العديد من الدول الاسلامية التي شملها يؤيد حل ازمة الملف النووي الايراني عن طريق اللجوء الى القوة، كما في مصر (55 في المئة مع و16في المئة ضد) والاردن (53 في المئة مع و20 في المئة ضد) ولبنان (44 في المئة مع و37 في المئة ضد).

اما الاتراك فرأيهم مخالف (37 في المئة ضد الخيار العسكري و29 في المئة معه).

في المقابل، ابدت اكثرية الباكستانيين تأييدها لحيازة ايران القنبلة النووية (58 في المئة مع وفقط 10 في المئة ضد حصولها على السلاح الذري). ومن بين الباكستانيين الرافضين لامتلاك ايران القدرات العسكرية النووية اكد 34 في المئة منهم ان الاولوية يجب ان تكون لتجنب حصول نزاع مع ايران في حين وافق 21 في المئة فقط على الخيار العسكري.

وفي هذا الاستطلاع ظهر الروس الاكثر انقساما حيال استخدام القوة ضد ايران اذ ايد هذا الامر 32 في المئة منهم وعارضه 32 في المئة ايضا، بينما ايد 43 في المئة من الصينيين تجنب حصول نزاع عسكري مع ايران مقابل 35 في المئة ابدوا موافقتهم لتوجيه ضربة عسكرية، في حين دعت اغلبية اليابانيين (55 في المئة) الى تجنب النزاع العسكري واقلية لا بأس بها (34 في المئة) الى عدم استبعاد الخيار العسكري.

وفي كل الدول التي شملها الاستطلاع كان الرأي العام مؤيدا بغالبيته لمنع ايران من الحصول على السلاح النووي، باستثناء الهند وباكستان.

كذلك اظهر الاستطلاع ان صورة ايران سلبية في جميع الدول التي شملها، ولا سيما في المانيا (86 في المئة) وفرنسا (81 في المئة). وحدهما باكستان واندونيسيا تنظران بايجابية الى الجمهورية الاسلامية.

اما عن الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين، اظهر التقرير ان الاميركيين شبه منقسمين، اذ يؤيد 44 في المئة منهم اداء اوباما تجاه هذا الملف، فيما يعارضه 41 في المئة. وفي الدول العربية الثلاث التي شملها الاحصاء، ابدى 90 في المئة من اللبنانيين، و88 في المئة من المصريين، و84 في المئة من الاردنيين عدم موافقتهم على الطريقة التي يدير فيها الرئيس الاميركي هذا الملف.

السناتور السابق جون دانفورث علق على نتائج الاحصاء بالقول ان التأييد العالمي لاوباما هو تأييد «لفكرة اوباما، لا واقع اوباما». وقال ان معظم شعوب العالم تؤيد قصة الرئيس الاميركي وشخصيته، «الا اننا عندما نصل الى تنفيذ السياسات الفعلية للولايات المتحدة حول العالم، فان هذا يختلف عن مصدر التأييد الشخصي الذي يناله الرئيس».

وختم بالقول ان التأييد لاوباما لا يعني تأييدا لاميركا، وانه «كلما اصبحت سياسات اوباما ملموسة اكثر، تراجعت شعبيته حول العالم».

واجري الاستطلاع في الفترة الممتدة بين 7 ابريل و8 مايو على عينة من اكثر من 24 الف شخص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق