الأربعاء، 1 سبتمبر 2010
تقرير عن استنفار «حزب الله» يثير الريبة في واشنطن
واشنطن من حسين عبدالحسين
يعكف ديبلوماسيون ومسؤولون امنيون اميركيون، على دراسة تقارير وردت إلى العاصمة الاميركية تفيد بان «حزب الله» وضع مقاتليه في حال تأهب.
وأكدت مصادر ديبلوماسية اوروبية، انها قامت بعملية «مشاركة ودراسة معلومات» مع المسؤولين الاميركيين، وان الطرفين لم يتوصلا إلى تحديد سبب الاستنفار حتى الان، او هدفه، فيما ان كان «توتر حزب الله موجه إلى الداخل اللبناني، اثر الاشتباكات الاخيرة في بيروت، او بنية القيام بعمل ضد جنود إسرائيليين عبر الحدود الدولية».
وقال الديبلوماسيون ان هدف واشنطن والمجموعة الأوروبية انجاح المفاوضات المباشرة المقرر ان تبدأ رسميا غدا في واشنطن بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وانه «قد يكون من مصلحة طهران او حلفائها في المنطقة عرقلة هذه المفاوضات وتشتيت الانتباه عنها باحداث بلبلة امنية في المنطقة». وأضافوا ان «عواصم أوروبية على اتصال في المنطقة مع بعض الاطراف، منها حزب الله نفسه وحليفته دمشق، حاولت استبيان اسباب التوتر، من دون التوصل إلى نتيجة».
وتتابع المصادر ان «الوضع في المنطقة مقلق، وان العواصم الاوروبية وواشنطن على اتصال مع تل ابيب لمحاولة ضبط الامور استباقيا في حال وقوع حادث».
كذلك افادت المصادر بانها على اتصال «باطراف اقليمية اخرى و(رئيس حكومة لبنان سعد) الحريري في محاولة لتطويق التوتر وحلحلة الاعصاب المشدودة».
واعتبرت ان الاشتباك الاخير الذي ادى إلى مقتل جنود لبنانيين وإسرائيليين على الحدود الدولية «لم يكن عفويا، بل كان عملية جس نبض». وألقت باللوم على «الطرف اللبناني»، معتبرة ان «تقرير الامم المتحدة رأى ان لبنان كان في حال المبادر بالعدوان».
وكادت محاولة إسرائيل قطع شجرة على الحدود الدولية، في الثاني من اغسطس الماضي، ان تتسبب في اندلاع حرب لبنانية - إسرائيلية بعد ان أدت المواجهات إلى مقتل ضابط إسرائيلي، وجنديين لبنانيين، اضافة إلى صحافي لبناني.
واضافت المصادر ان «لا شك في ان اطرافا اقليمية، مثل ايران، ترغب في عرقلة المفاوضات المباشرة». وقالت: «سورية مثلا أبدت معارضتها علنا لاستئناف المفاوضات غير المباشرة اثناء اجتماعات الجامعة العربية، ولا يخفي احد ان سورية منزعجة من المفاوضات المباشرة كذلك، وستساهم في اي عملية عرقلة ممكنة قد يقوم بها حزب الله في لبنان».
الا ان المسؤولين الاوروبيين والاميركيين لا يحصرون اهتمامهم بالجبهة اللبنانية - الإسرائيلية لتفسير ما يسمونه «توتر حزب الله وحلفائه»، ويشيرون إلى احداث بيروت الاخيرة كسبب ممكن في هذا التوتر.
فالثلاثاء الماضي، اندلعت اشتباكات في برج ابي حيدر في بيروت بين «حزب الله» وحليفته «جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية»، ادى إلى مقتل محمد فواز، وهو مسؤول في الحزب، ومساعده. واستمرت الاشتباكات ساعات عديدة قبل ان تنجح القوى الامنية والاتصالات السياسية باخمادها.
تقول المصادر: «لطالما تحدث المسؤولون في حزب الله وحلفاؤهم عن امكان اندلاع فتنة، اي حرب اهلية، داخل لبنان في حال استمرار المحكمة الدولية الخاصة في لبنان بعملها او في حال صدور قرار ظني عنها، ولا احد غير مسؤولي الحزب يعلمون متى ستندلع هذه الحرب، وقد يكون استنفار مقاتليهم في هذا الاطار».
وأعلنت انها تلقت ايضا معلومات تتقاطع مع تلك التي اوردتها «الراي» عن استعدادات إسرائيل توجيه ضربات ضد مخازن سلاح «حزب الله» في لبنان وسورية، وان هذه التقارير، ان «تقاطعت مع تقارير عن استنفار مقاتلي حزب الله، تشير جميعها في اتجاه ارتفاع هائل - وان صامت وبعيد عن الاضواء - لمنسوب التوتر واحتمال نشوب مواجهة في المنطقة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق