الأربعاء، 8 سبتمبر 2010
بلينكن: الولايات المتحدة لن تعقد أي صفقة مع أي من دول الجوار على حساب العراق
واشنطن - من حسين عبد الحسين
اكد انتوني بلينكن، مستشار الامن القومي لنائب الرئيس جو بيدن، ان الولايات المتحدة لن تعقد اي صفقة مع اي من دول الجوار على حساب العراق، وستسحب كامل قواتها من البلاد مع نهاية العام المقبل، وان ذلك لا يعني «نهاية الانخراط» الاميركي، اذ تعمل الادارة الحالية على استبدال الدور العسكري بدور ديبلوماسي ومدني بهدف الابقاء على شراكة طويلة الامد بين واشنطن وبغداد.
كلام المسؤول الاميركي جاء في ندوة في «معهد الولايات المتحدة للسلام»، اول من امس، كان لافتا فيها حضور عدد من الناشطين الاميركيين المؤيدين للنظام السوري، مثل روبرت مالي وتوم داين.
وبيدن، هو المسؤول الاميركي الارفع الذي كلفه الرئيس باراك اوباما، فور فوزهما بالانتخابات الرئاسية منذ عامين، متابعة الملف العراقي، ما يجعل من بلينكن احد ابرز المرجعيات الاميركية المكلفة الاشراف على الدور الاميركي هناك.
وعن الدور الاميركي المستقبلي في العراق، قال بلينكن: «اذا نظرتم الى استطلاعات الرأي، فمن الواضح جدا ان 75 او 80 في المئة من العراقيين يؤيدون انسحابنا العسكري». واضاف «ان احدى ابرز المزايا التي افادت من علاقتنا مع العراقيين هي اننا التزمنا تعهداتنا في الماضي، وانا اعتقد ان عددا كبيرا من العراقيين لم يصدقوا اننا سننسحب من المدن العام الفائت، لكننا انسحبنا... عدد كبير كذلك لم يصدق اننا سنسحب وحداتنا المقاتلة ونخفض عديد القوات الى 50 الفا، ولكننا فعلنا ذلك».
وتابع: «على الارجح، هناك عدد من العراقيين ممن لا يعتقدون اننا سنسحب جميع قواتنا مع نهاية العام المقبل تطبيقا للاتفاقية الموقعة مع الحكومة العراقية، لكننا سنفعل ذلك، فالوفاء بكل هذه الالتزامات ضروري لبناء مصداقية مع العراقيين».
الا ان بلينكن شدد ان الانسحاب الاميركي من العراق لا يعني «نهاية الانخراط»، بل هو «استبدال لنوع الانخراط الاميركي من عسكري الى مدني»، وانه في الوقت نفسه الذي تنسحب فيه القوات الاميركية من العراق، تقوم واشنطن بارسال المزيد من الديبلوماسيين.
وضرب بلينكن مثالا على توسع الدور المدني الاميركي في العراق، في وقت يتقلص فيه الدور العسكري، بالقول ان بلاده تنوي فتح قنصلية في اربيل، واخرى في البصرة، فضلا عن فرعين للسفارة الاميركية في كركوك والموصل.
كذلك اعتبر مستشار نائب الرئيس ان وزارة الخارجية تسلمت أخيرا برامج تدريب الشرطة العراقية من وزارة الدفاع (البنتاغون)، وهو دليل آخر على تحول في نوعية الوجود الاميركي في العراق، لا في كميته او اهميته.
وتحدث عن الدور الايراني المتنامي، فقال: «لإيران نفوذ دائم في العراق سببه ببساطة الجغرافيا والتاريخ والتماهي الديني (بين البلدين)، وهذا لن يتوقف، ومن غير المطلوب ان يتوقف لانه احد وقائع الحياة في المنطقة».
الا ان بلينكن اضاف: «لكن من الواضح ايضا ان العراقيين انتجوا مضادات حيوية ضد اي تدخل خارجي زائد عن اللزوم، من اي جهة اتى، وهذا يضمن تدخلنا نحن».
واعتبر ان «الايرانيين انفقوا مبالغ طائلة على الانتخابات البرلمانية العراقية»، التي جرت في مارس الماضي، لكن «من دون حصولهم على اي نتائج تذكر».
واضاف «ان الايرانيين يحاولون التدخل في تشكيل الحكومة، في وقت نتحدث نحن في اثنائه في هذه القاعة، على غرار دول جوار اخرى، لكني اقول ان هناك بروزاً لقومية عراقية تترافق مع العملية السياسية، وهذا تطور ايجابي».
واثار احد المشاركين في الندوة ليث كبة، وهو مرشح سابق على لائحة «الائتلاف الوطني» ولم يحالفه الحظ في الوصول الى البرلمان في مارس الماضي، «امكان حدوث انقلاب عسكري في العراق، وقال ان العراقيين اليوم باتوا مستعدين لقبول اي حكومة، حتى عسكرية، بامكانها ان تلعب دورا في تثبيت الوضع».
كما اعتبر ان «على واشنطن الاخذ في الاعتبار مصالح السعودية وسورية وتركيا، والا سيخلق الانسحاب الاميركي فراغا في العراق، وامكان اندلاع عنف، على غرار ذلك الفراغ الذي تركه انهيار النظام السابق في العام 2003».
الا ان بلينكن اعتبر انه لا يرى اي مؤشرات تدل على امكانية قيام الجيش العراقي بانقلاب، وان العراقيين يلتزمون العملية السياسية رغم مرورهم بعدد كبير من الازمات السياسية في الماضي. ولفت الى ان تشكيل الحكومة ما زال في شهره السادس، وهي المدة التي استغرقتها تشكيل الحكومة السابقة.
بلينكن اضاف انه في حديثه مع المسؤولين العراقيين، لا يتبنى احد من هؤلاء العنف، بل يعتبرون ان وقوع هجمات، هي احداث منفصلة يقوم بها ارهابيون وخارجون عن القانون. واشار الى ان اعمال العنف تنخفض، شهرا بعد شهر، وان عدد الهجمات وصل الى مئة هجوم في الشهر، بعدما كان المعدل 1800 هجوم شهريا قبل عامين.
وعن امكانية التوصل الى اتفاقات مع دول الجوار، اكد: «يمضي الرئيس ونائب الرئيس وعدد كبير من مسؤولينا وقتا طويلا في الحديث مع دول الجوار والانخراط معهم، ولكن النقطة الاساسية هنا ان العراقيين لا يرغبون في رؤية احد يتحدث عن شؤونهم من وراء ظهورهم».
وختم: «رددنا امام العراقيين مراراً الشعار التالي، لا شيء عنكم من دونكم».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق