الخميس، 9 سبتمبر 2010

واشنطن: عدم الاستقرار في اليمن يهدد أمن المنطقة والعالم

واشنطن من حسين عبد الحسين

اسهب منسق مكافحة الارهاب في وزراة الخارجية دانيال بنجامين في الحديث عن الاهمية التي توليها بلاده لمكافحة النشاط المتزايد لـ «تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية» في اليمن، من دون ان يتطرق الى اي دور ممكن لايران في دعم المتمردين الحوثيين في الشمال.

«الراي» سألت المسؤول الاميركي عن صحة التقارير التي اشارت الى دور قامت به ايران و«حزب الله» اللبناني في تمويل وتسليح المجموعات اليمنية المتمردة في الشمال، والتي خاضت مواجهات مع الجيش السعودي اواخر العام الماضي، فاجاب: «اطلعنا، مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان وانا وآخرون، على هذه التقارير مرات عدة، لكن لا يمكننا تأكيد ما ورد فيها».

بنجامين قال، اثناء حلقة حوارية عقدها في «معهد الولايات المتحدة للسلام»، اول من امس، ان عدم الاستقرار في اليمن «يهدد امن المنطقة والعالم»، وهو ما دفع المسؤولين الاميركيين الى عقد اجتماعات متكررة مع نظرائهم اليمنيين من اجل محاربة التطرف، ودعم الحكومة اليمنية في الحقول المعيشية الاخرى التي تحسن من وضع البلاد في شكل عام.

وقال: «دعوني اوضح لكم ان اليمن لا يثير القلق منذ وقت قريب، بل انه منذ ديسمبر 1992 وللقاعدة وجود هناك حيث حاولت نسف فندق في عدن حيث كان يقيم اميركيون ممن كانوا يشاركون في عملية المساعدات في الصومال».

واضاف ان تركيز واشنطن على مكافحة «تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية» بدأ منذ اليوم الاول لتولي باراك اوباما منصبه، وان الرئيس الاميركي طلب في ديسمبر 2009 باجراء مراجعة كاملة للسياسة الاميركية لمساعدة اليمن في مواجهة هذا التنظيم، اثر ثبوت تورط اعضاء منه في محاولة تفجير الرحلة 253 في مطار ديربورن في الولايات المتحدة.

اهداف هذا التنظيم، حسب بنجامين، لا تنحصر باستهداف الولايات المتحدة فحسب، بل تستهدف السعودية خصوصا، ومنطقة الخليج عموما، «كما رأينا في استهداف الامير محمد بن نايف». المسؤول الاميركي تحدث عن وجود صلات بين محاكم «الشباب» الصومالية و«تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية»، وقال ان جالية صومالية كبيرة تعيش في اليمن، وان وجودها يسهل التواصل بين التنظيمين.

واكد ان الخطة الاميركية في اليمن ذات وجهين: «الاول، مساعدة الحكومة اليمنية، لا في المجال مواجهة خطر تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية فحسب، بل في مواجهة المشاكل الجدية السياسية والاقتصادية التي تواجهها البلاد». واضاف انه بمساعدة المجتمع الدولي، تعمل الحكومتين الاميركية واليمنية على «خلق مستقبل افضل لليمنيين، وتمكين مؤسسات الحكومة اليمنية من ممارسة مهامها»، موضحا ان اليمن تحل في المرتبة 166 من اصل 174 في ترتيب الفقر في العالم، ومشيرا الى ان عدد السكان تضخم من 9 ملايين في 1982 الى 24 مليوناً في 2009.

كما اشار الى اطلاق مجموعة «اصدقاء اليمن»، في ديسمبر الماضي، في لندن، من اجل حشد المساعدة الاقتصادية للبلاد.

بدورها قامت الامم المتحدة بالسير في خطى واشنطن، حسب بنجامين، فصنفت «تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية» تنظيما ارهابيا، ووضعت قادته ناصر الوحيشي، وسعيد الشهري، وانور العولقي (وهو يحمل الجنسية الاميركية) على لائحة الارهابيين، ما يحرم على اي من دول العالم التعامل معهم ماليا او استقبالهم.

بنجامين تحدث عن توجه واشنطن للتوصل الى سلام داخل اليمن، وقال: «نحن ملتزمون دعم السلام الداخلي في داخل اليمن وندعم الجهود الدولية الساعية الى الوصول الى هذا الهدف». واضاف: «هناك وقف للنار في صعدة، في شمال غرب اليمن، بين الحكومة المركزية والمتمردين الحوثيين، واجتمع ممثلون عن هذين الطرفين قبل اسبوعين في قطر للبحث في تثبيت وقف اطلاق النار الذي توصلوا اليه في فبراير».

اما جنوب اليمن، حسب بنجامين، فشهد تظاهرات واعمال عنف سببها تاريخ طويل من الشكاوى السياسية، لذا فان واشنطن تدعم الحوار هناك، وتدعو الى عقد مؤتمر وطني بين الحزب الحاكم وفصائل المعارضة المتعددة بهدف اجراء الانتخابات في العام 2011 وتثبيت الاستقرار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق