الأربعاء، 10 نوفمبر 2010
اليمين الأميركي يستعيد خطاب «محاور الشر»... و«محور فيروس»
كوهين يتوسط نورييغا (إلى اليسار) ووالسر (خاص «الراي » )
| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
لم يخطئ الامير تركي الفيصل، الاسبوع الماضي، عندما حذر من عودة خطاب «المحافظين الجدد»، الحربي والمتهور، الى العاصمة الاميركية، مع عودة الاكثرية الجمهورية الى الكونغرس.
هذا الخطاب اليميني المتشدد ما زال خارج اروقة الحكم، ومن المرجح ان يبقى في الظل، الا اذا وقعت هجمات ضد مصالح اميركية ادت الى اثارة مشاعر الغضب الشعبي والتأييد للتشدد والمغامرات الاميركية العسكرية.
ولكن حتى تنقلب الظروف وتهب الرياح كما يشتهي الجمهوريون، بدأت مراكز الابحاث المحسوبة عليهم بالحديث عن محاور معادية. الرئيس السابق جورج بوش خرج من الحكم ولكنه لم يأخذ معه تماما خطابه عن «محور الشر»، الذي جمع فيه العراق وايران وكوريا الشمالية. العراق صار صديقا لاميركا وخرج من المحور، ليدخل مكانه، حسب الجمهوريين اليوم، كل من فنزويلا وروسيا وسورية.
باستخدام الاحرف الاولى لاسماء هذه الدول بالانكليزية، يصبح اسم المحور المعادي الجديد «محور فيروس»، وهو عنوان الحوار الذي عقدته مؤسسة هاريتج اليمينية، اول من امس، بمشاركة الخبير في المؤسسة في شؤون روسيا والطاقة ارييل كوهين، وزميله المتخصص في شؤون الامن القومي الاميركي راي والسر، والسفير السابق والزميل الزائر في مركز الابحاث اليميني «اميريكان انتربرايز انستيتيوت» روجر نورييغا.
وللدلالة على عودة البريق الى اليمين الاميركي، غصت القاعة بالحاضرين، الذين تصدرهم الشباب الطامحون الى لعب دور مساعدين لاعضاء الكونغرس الجمهوريين ممن تم انتخابهم حديثا.
«على الرغم من دورها المحبذ في دعم العقوبات التي فرضها مجلس الامن على ايران، قامت روسيا في اغسطس الماضي بتزويد مفاعل بوشهر بالوقود النووي»، حسب كوهين، الذي قال: «اضافة الى ذلك، وسعت موسكو من انخراطها مع الانظمة الداعمة للارهاب مثل سورية وفنزويلا».
واضاف: «الرئيسان (الفنزويلي) هوغو شافيز و(الروسي) ديمتري مدفيديف وقعا اتفاقية باعت بموجبها روسيا فنزويلا مفاعلا نوويا، واعلنت روسيا انها ستزود فنزويلا تكنولوجيا الاطلاق بالاقمار الاصطناعية، وهي تقنية مزدوجة الاستخدام ويمكن تسخيرها لصواريخ باليستية متوسطة المدى».
وتابع: «اعلن وزير الدفاع الروسي ان بلاده ستزود صواريخ بي 800 ياخونت المضادة للسفن الى سورية. هذه الصواريخ هي تهديد رئيسي للاسطول الاميركي السادس في المتوسط، ولاشد حليف لاميركا، اسرائيل».
واعتبر الخبير الاميركي انها عن طريق صفقات الاسلحة و«علاقاتها مع حماس وحزب الله، تحاول روسيا العودة الى الشرق الاوسط من خلال استخدام تكتيكات نيو سوفياتية، وهي بيع اسلحة ودعم الراديكاليين».
واتهم كوهين «النظام الاسلامي في ايران باستغلال موارد ايران النفطية الهائلة من اجل تمويل تسليحه العسكري، وبناء برنامج اسلحة نووية متكامل من اجل البقاء في السلطة وتصدير ثورة شيعية اسلامية».
بدوره، تحدث نورييغا عن تجاهل الادارة الاميركية للاشارات التي من حولها. وقال انه اثناء المؤتمر الصحافي المشترك بين مدفيديف وتشافيز، اعلنا نية روسيا تزويد فنزويلا بالتقنية النووية، وعندما اثار نورييغا الامر مع المسؤولين في الادارة، تفاجأوا وكأن الامر سر.
اما والسر، فتحدث عن الخطر الذي ستواجهه الولايات المتحدة في حال حصول فنزويلا على اسلحة نووية. وقال ان احدى المشاكل تكمن في ان حلفاء واشنطن في اميركا اللاتينية يعتبرون ان لا تهديد حاليا لامن القارة، وانه «لو كانت هناك تهديدات فعلية، لعرفت واشنطن ولعملت على التخلص منها».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق