الثلاثاء، 1 فبراير 2011

مصالح ام مبادئ؟ انقسام اميركي حول مصر ما بعد مبارك

أوباما في طريقه لالقاء كلمة حول الأحداث التي تشهدها مصر.

حسين عبد الحسين

المجلة

تنقسم الانتلجنسيا الاميركية في تعاطيها مع احداث مصر. مجموعة متخوفة من العواقب غير المعلومة للتغيير المتوقع في حالة تنحي الرئيس حسني مبارك. مجموعة اخرى تعتقد ان الاسراع في التخلص من مبارك يقلص من الاضرار التي ستلحقها الثورة، المندلعة منذ 25 كانون الثاني (يناير)، بالبلاد.

المجموعة المتخوفة تقلقها "جمعية الاخوان المسلمين". يقول ريتشارد هاس، رئيس مركز السياسات الخارجية، ان لا فكرة لديه "عما يدور في ذهن الاخوان المسلمين"، وانه "من المثير للاهتمام ان هذه العملية، كما في تونس، بدأت ليس مع الاسلاميين، بل مع افراد علمانيين من الطبقة المتوسطة معظمهم من الشباب". ويعتبر هاس ان "الاخوان المسلمين، كما الاطراف الاخرى، تحاول اللحاق بالاحداث، وهم سيحاولون استغلالها لمصلحتهم".

ويعبر هاس عن هاجس تكرار سيناريو الثورة الايرانية في العام 1979، والتي بدأها علمانيون، ثم ما لبثت ان سيطرت عليها الحركات الاسلامية المتطرفة. ويقول: "ما تعلمناه عبر السنين، مثلا في ايران، ان عملية (انتقال السلطة) تأخذ بعض الوقت وتتضمن مراحل متعددة". ويضيف: "في المرحلة الاولى تكون المعارضة غير منظمة ويقودها علمانيون، ولكن هذا لا يعني ان المراحل الثانية والثالثة او الرابعة ستستمر على نفس النمط".

باحثون آخرون استفاضوا في التحذير من نفوذ محتمل لـ "الاخوان المسلمين" في مرحلة ما بعد مبارك. في افتتاحية في صحيفة "واشنطن بوست"، اول من امس، اعتبر ريتشارد كوهين انه على الرغم من ان هذه الجمعية قد ادانت العنف مؤخرا، الا ان تعاليمها حسب مؤسسها سيد قطب تشي "بالعداء للسامية". ودعا كوهين، الذي وصف نفسه على انه صديق اسرائيل، "الاميركيين ممن يشجعوا الغوغاء في شوارع القاهرة والمدن المصرية الاخرى، وممن يتوسلون تصريحات اقوى ضد مبارك من ادارة (الرئيس باراك) اوباما" الى التروي.

بيد ان يوجين روبنسون، في الصحيفة نفسها، دعا الى تسريع عملية انتقال السلطة في موقف يظهر ان الولايات المتحدة تقف الى جانب الشعب المصري، وهو ما قد يخفف من المواقف المعادية للغرب التي قد تتخذها الحكومة المقبلة.

اما افتتاحية الصحيفة نفسها فخففت من المخاوف حول الدافع الحقيقي خلف الثورة المصرية، واعتبرت ان المحرك الرئيسي هو عدد من الجمعيات العلمانية مثل "حركة 6 ابريل"، وهي معظمها من الشباب ممن يتقنون استخدام التكنولوجيا لمصلحتهم.

الانقسام الرئيسي الاميركي حول مصر هو بين ساع الى حماية المصالح الاميركية، وحليفتها اسرائيل، عبر تأمين انتقال السلطة الى نظام بديل لنظام مبارك وشبيه له في سياسته الخارجية. اما الاصوات الاميركية الاخرى، فتدعو واشنطن الى الالتزام بمبادئها حول الحرية والمساواة ودعم المصريين في ثورتهم ضد مبارك، بغض النظر عن العواقب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق