الأربعاء، 2 فبراير 2011

واشنطن تتابع «يوم الغضب السوري» عن كثب

| واشنطن من حسين عبد الحسين | جريدة الراي

فجأة انهمكت كل دوائر الادارة الاميركية بالشؤون العربية. ثورة في تونس، واخرى في مصر، واحداث قد تندلع، وقد لا تندلع في سورية، وتوترات في الاردن وربما السودان واليمن. بعد المفاجأة المصرية، تحاول واشنطن رصد الاحداث مسبقا، ولهذا، ينكب فريق من الخبراء والمسؤولين على متابعة «يوم الغضب السوري»، المزمع حدوثه يوم غد، والذي دعت اليه مجموعات سورية غير معروفة على موقع فايسبوك.

يقول مسؤولون اميركيون رفضوا الافصاح عن هويتهم ان «المحرك الرئيسي لاندلاع الاحداث في مصر هي مجموعة 6 ابريل، وهي مجموعة من الشباب العلمانيين من الطبقة المتوسطة وممن يتقنوا استخدام التكنولوجيا والانترنت لمصلحتهم».

هذا يجعل من حالة سورية الكترونيا، حسب المسؤولين، مشابهة للحالة المصرية: «كل ما تحتاج اليه هكذا احداث هو شرارة، واذا ما ادى العنف الى مقتل احد المتظاهرين، تتحول عمليات التشييع الى تظاهرات اكبر».

تقول المصادر الاميركية انها «تعتقد ان (الرئيس السوري بشار) الاسد يشعر بالقلق»، وان «رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان»، الذي سيزور دمشق يوم الاحد المقبل، «سيدعو الاسد الى اجراء اصلاحات فورية كتدبير وقائي، قبل ان يضطر الاسد الى تقديم تنازلات تحت ضغط الشارع، وهو ما يؤدي تاليا الى زيادة في التصميم الشعبي على نيل المزيد من التنازلات وصولا الى المطالبة برحيل النظام».

لا اجابات اميركية عن فرص نجاح اي ثورة شعبية ضد الاسد. «ممكن لاي واحد ان يقدم تخمينا، ولكن صراحة لا احد يعرف ماذا سيحصل، ولا حتى النظام السوري نفسه».

وتضيف: «نقاط ضعف الاسد تتضمن ان السوريين رأوا هشاشة الانظمة التي تقمعهم في تونس ومصر، وانه على عكس احداث حماه في الثمانينات لا يمكن للنظام السوري الحالي ممارسة العنف على نطاق واسع، اذ ان العالم بأكمله سيشاهد ما يحدث... والتجربة المصرية أظهرت أن اغلاق الانترنت والفضائيات لم ينفع».

«اما نقاط القوة لدى الاسد»، حسب المصادر، «فتكمن في نسبة اختراق اجهزة الاستخبارات السورية للمجتمع السوري، مما يعطيها امكانية اجهاض حركات المعارضة وقائيا وقبل حدوثها». الا انها تستدرك: «بيد ان قدرة الوقاية والقمع محدودة اذا ما قام السوريون بحركة واسعة ضد نظامهم».

ويعتبر مسؤولون اميركيون مطلعون ان «منطقتين من المرجح ان يشهدان سخونة اكثر من غيرهما، وهما دمشق والحسكة، وربما الجنوب حيث الدروز وعرب حوران». ويقول هؤلاء: «الحسكة والمناطق الكردية هي الاكثر فاعلية في مواجهة النظام، اما دمشق، فالكثافة السكانية ستحد من قدرة الاستخبارات السورية على الحركة».

ويتابع المسؤولون: «قام مدير جهاز امن الدولة علي مملوك ونائبه زهير حمد بالغاء اجازات عناصر المخابرات، ورصدت الاجهزة الغربية نشاطا متصاعدا لعاملي النفايات في الليل، ومعظم هؤلاء هم عملاء الاستخبارات السورية، ويجوبون الاحياء سيرا على الاقدام، وخصوصا في اوقات الازمات».

هل ممكن ان ينفلت الوضع تماما؟ تقول المصادر انه من الصعب تقدير ذلك. «يحتفظ نظام الاسد بعدد من ألوية الجيش ذات الاكثرية العلوية في محيط دمشق، وولاء هذه للاسد وشقيقه ماهر، وبامكانها التحرك فورا لحماية المباني الحساسة مثل قصر الشعب، ومباني الاستخبارات، والمباني الحكومية».

ورغم ان «عدد المصلين من عملاء الاستخبارات قد يفوق عدد من ينوي التظاهر يوم غد، فان احياء الصالحية وشريبيشات قد تشهد حشدا معارضا، فيما من المتوقع ان تبقى احياء اخرى هادئة مثل ابورمانة والسيدة زينب»، حسب المسؤولين الاميركيين المتابعين للوضع السوري.

وتوقعت المصادر، في حال قيام حركة شعبية كبيرة في دمشق، ان يدخل الجيش العاصمة «لان الشرطة السورية فاسدة جدا ومن المتوقع انهيارها الفوري عند اول منعطف».

الا ان المصادر رجحت ان «يقوم الاسد بتكرار نموذج حلفائه في طهران، اي عدم تقديم اي تنازلات وتحويل سورية الى حمام دم، على غرار طهران في العام 2009».

وتختم: «الاسد قلق... حديثه يشير الى ذلك، ونشاط اجهزته الاستخبارية ايضا يشير الى توتر النظام وقلقه حتى مما قد يتضح انها تظاهرة الكترونية فقط لا تؤدي الى اي حشود شعبية تذكر».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق