الثلاثاء، 8 فبراير 2011

رامسفيلد: دلائل وافرة على تورّط سورية و«حزب الله» في اغتيال الحريري

| واشنطن من حسين عبد الحسين | جريدة الراي

قال وزير الدفاع الاميركي السابق دونالد رامسفيلد، ان «الدلائل على تورط سورية وحزب الله في اغتيال (رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري) وافرة، رغم ان الاثنين نفيا الادعاءات». ووصف في كتاب مذكراته، الذي صدر امس، بعنوان «المعلوم وغير المعلوم»، الحريري بانه كان «رمز استقلال لبنان، وتهديد كبير لاحتلال سورية حزب الله للبنان».

ومما كتبه رامسفيلد عن الاحداث التي تلت اغتيال الحريري في العام 2005 واندلاع «انتفاضة الاستقلال»، انه كان لديه معرفة سابقة بالنائب «وليد جنبلاط، الزعيم المراوغ لطائفة الدروز في لبنان، والذي قام بعكس موقفه القديم المبني على هدنة مع سورية».

واضاف انه «سأل جنبلاط، اثناء احدى زياراته لواشنطن، كيف استطاع ان يغير وجهته»، وتابع: «استذكرت امامه علاقاتنا المتوترة معه اثناء ادارة (الرئيس السابق رونالد) ريغان». وقال رامسفيلد لجنبلاط: «كنت تطلق علينا قذائف الهاون والمدفعية في العام 1984».

وهنا اجاب جنبلاط: «نعم... ولكني معكم الآن».

الا ان اشارات جنبلاط «المشجعة»، حسب رامسفيلد، برهنت انها كانت «عابرة».

وكتب: «اعتقدت ان سياسة الادارة القاضية بممارسة الضغط والعزلة أتت بنتائج معقولة وجعلت النظام السوري غير مستقر ومستعد لتقديم تنازلات مهمة، مثل سحب جيشه من لبنان».

الا ان وزير الدفاع السابق كشف انه «اثناء ولاية (الرئيس السابق جورج) بوش الثانية، حصل تغيير في المسار واعادت الادارة الانخراط مع سورية، واقترحت وزارة الخارجية انهاء عزلة سورية الديبلوماسية والعودة الى الممارسات السابقة القاضية بارسال مسؤولين رفيعي المستوى الى دمشق لعقد اجتماعات».

ويعتبر رامسفيلد ان «سياسة الانخراط» مع سورية، مجتمعة مع الصعوبات التي كانت واشنطن تواجهها في العراق، «والتي كانت جزئيا نتيجة افعال سورية، ارسلت اشارة ضعف الى (الرئيس بشار) الاسد، الذي كان سريعا في استغلالها، فعاد الى سياسته السابقة القائمة على اظهار المزيد من العدائية تجاه اميركا ومصالحها».

رامسفليد كشف ايضا انه «حتى في العام 2007، دعت وزارة الخارجية، سورية الى طاولة المفاوضات سعيا للتوصل الى سلام بين اسرائيل والفلسطينيين».

وقال: «عندما رأى (الاسد) ان الولايات المتحدة هي الجهة الداعية، واعتقادا منه ان سوء المشاعر (الذي شاب العلاقات) بسبب اغتيال زعيم لبناني ديموقراطي تم نسيانها، او غفرانها، عاد السوريون الى وسائلهم التي جربوها في السابق واعتقدوا انها نجحت: التشويش والتأخير على طاولة المفاوضات، والدعم للارهاب، والسعي الخفي الى الحصول على برامج اسلحة غير شرعية».

واعتبر ان «اكتشاف اسرائيل وتدميرها لاحقا «لمنشأة» في شرق سورية، هي مفاعل نووي غير شرعي مطابق لذلك الموجود في كوريا الشمالية»، كان الدليل على «نوايا سورية الحقيقية». وتابع: «للاسف، قد تكون جهود الولايات المتحدة الديبلوماسية هي السبب في جرأة، عوضا عن ردع، واحد من اخطر الانظمة في العالم».

وحسب رامسفيلد، فان القائد السابق للمنطقة الوسطى للجيش الاميركي الجنرال جون ابو زيد، كان من ابرز المؤيدين لفكرة ابعاد سورية عن ايران عن طريق التوصل الى سلام بين سورية واسرائيل. وقال انه على الرغم من اختلافه مع رأي ابو زيد، فانه قام بتمرير رسائل الجنرال الالكترونية الى الرئيس السابق جورج بوش اعتقادا من رامسفيلد انه من المهم ان يكون الرئيس على اطلاع على رأي احد قادته العسكريين حول الموضوع.

كذلك يروي رامسفيلد، في مطلع الكتاب، عن لقائه الشهير مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في بغداد في العام 1983 كمبعوث لريغان. ويبرر اللقاء بالقول ان التفكير الاميركي كان في اتجاه وقف التهديد الناجم عن ايران وسورية في المنطقة، مما حدا بالاميركيين الانفتاح على صدام، الذي بدا لرامسفيلد، في ذلك الاجتماع، على انه شخص «معقول».

وفي الكتاب الذي يقع في اكثر من 800 صفحة، يتحدث رامسفيلد البالغ من العمر 79 عاما عن حياته السياسية الطويلة التي بدأت بانتخابه الى الكونغرس عن ولاية ايلينوي في العام 1962، وكان له من العمر 30 سنة فقط.

وخدم رامسفيلد في مناصب متعددة قبل عمله وزيرا للدفاع، كان من اهمها عمله كمدير موظفي البيت الابيض لدى الرئيس جيرالد فورد، حيث استقدم شابا ليعمل مساعدا له. هذا الشاب كان اسمه ريتشارد تشيني، المعروف بديك تشيني نائب الرئيس السابق، والذي كان تقدم في العام 1968 للعمل كمتدرج لدى رامسفيلد في الكونغرس.

وفي الكتاب ايضا، ان رامسفيلد تقدم باستقالته مرتين اثر فضيحة سجن ابوغريب في العراق، وان بوش رفض الاستقالة. ويتحدث الكتاب ايضا عن الجانب الشخصي من حياته، ويكشف مشكلة ادمان اثنين من اولاده على المخدرات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق